الفصل الثاني

عقيدة الشيعة في أهل السنة

 

 

مفهوم الناصب عند الشيعة

 

إن القارئ لكتب الشيعة قديمها وحديثها يجد كثيراً من المصطلحات التي تعوق فهمه لعباراتهم ، ومن هذه المصطلحات  " الناصب " و"الناصبة" و" النواصب" وغير ذلك من المشتقات 0

والقارئ العادي لا يعرف معنى ذلك الإصطلاح ، حتى إنه يتبادر إلى ذهنه بأنهم هم الذين يبغضون علياً وأهل بيته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً 0

لكن المتمرس في قراءة كتب الشيعة يُدرك معنى غير هذا المعنى ، وسوف نحاول تعريف هذا المصطلح من كتب الشيعة لا من كتب المسلمين أو غيرهم ممن يخالفهم في المعتقد ، وهذا في إعتقادي غاية الإنصاف وأيضاً وفق المنهج العلمي السليم ، إذ لا نستطيع إلزام الغير بكتب مخالفيهم 0 لذا نحاول تعريفه من خلال كتب الشيعة الذين تطرقوا إلى بيان ذلك 0ولئلا يقول فضيلة الشيخ القرضاوي أن الناصب عند الشيعة ليس ما ذهبنا اليه في هذا الفصل 0

 

إبن إدريس وتحقيق الناصب

 

يقول  ابن إدريس الحلّي في مستطرفات السرائر  ص 583 : محمد بن علي بن عيسى ، حدثنا محمد بن احمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى ، قال كتبت إلى الشيخ أعزه الله وأيدّه ، اسأله عن الصلاة في الوبر ، أي أصوافه  أصلح ؟ فأجاب لا أحب الصلاة في شئ منه ، قال فرددت الجواب ، إنّا مع قوم في تقية ، وبلادنا بلاد لا يمكن احداً أن يسافر منه بلا وبر ، ولا يأمن على نفسه أن هو نزع وبره ، فليس يمكن الناس كلهم ما يمكن الأئمة ، فما الذي ترى أن يعمل به في هذا الباب ؟ قال فرجع الجواب تلبس الفنك والسمور  .  قال: وكتبت اليه أسأله عن الناصب ، هل احتاج في إمتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت([1]) ، وإعتقاد إمامتهما ، فرجع الجواب ، من كان على هذا فهو ناصب([2])  . قال وكتبت اليه اسأله عن العمل لبني العباس ، واخذ ما اتمكن  من أموالهم ،

 

هل فيه رخصة ، وكيف المذهب في ذلك ؟ فقال ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر ، فالله قابل العذر ، وما خلا ذلك فمكروه ، ولا محالة قليله خيرٌ من كثيره  وما يكفر به ، ما يلزمه فيه من يرزقه ، ويسبب على يديه ، ما يشرك  فينا وفي موالينا ، قال فكتبت اليه في جواب ذلك أُعلمه أن مذهبي في الدخول في أمرهم ، وجود السبيل إلى إدخال المكروه على عدوه ، وانبساط اليد في التشفّي منهم بشيء أن يقرب به اليهم ، فأجاب من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراماً بل اجراً وثواباً ([3]) .

 

 

يوسف البحراني وتحقيق الناصب

          

 يقول يوسف البحراني ( لا رحم الله تعالى فيه مغرز إبرة ) في كتابه " الحدائق الناضرة " ج 5  ص 174 وما بعدها: إن الأخبار التي قدمناها دالة على نجاسة اليهود والنصارى قد علق الحكم فيها على عنوان اليهودي والنصراني الذي هو عبارة عن الشخص أو الرجل المنسوب إلى هاتين الذمتين ، ولا ريب أن الشخص والرجل عبارة عن هذا المجموع الذي حصل به الشخص في الوجود الخارجي ، ولا ريب في صدق هذا العنوان على جميع أجزاء البدن وجملته كصدق الكلب على أجزائه ، ومتى ثبت الحكم بالعموم في أهل الكتاب ثبت في غيرهم ممن يوافق على نجاستهم بطريق أولى .

و ( ثانياً ) انه قد روى الكليني في الحسن عن الوشاء عمن ذكره عن الصادق (ع) " انه كره سؤر ولد الزنا واليهودي والنصراني والمشرك وكل من خالف الإسلام . وكان أشد ذلك عنده سؤر  الناصب " 0

ولا إشكال ولا خلاف في أن المراد بالكراهة هنا التحريم   والنجاسة ، وقد وقع ذلك معلقاً على هذه العناوين المذكورة ومنها المشرك ومن خالف الإسلام .

 وكل من هذه العنوانات أوصاف لموصوفات محذوفة قد شاع التعبير بها عنها من لفظ الرجل أو الشخص أو الذات أو نحو ذلك ، ولا ريب في صدق هذه الموصوفات على جملة البدن وجميع أجزائه كصدق الكلب على جملته كما إعترف به فكما إن الكلب إسم لهذه الجملة فالرجل ايضاً كذلك ونحوه الشخص .

 

 

 و ( ثالثاً ) انا قد أوضحنا سابقا دلالة إحدى الآيتين المشار اليهما في كلامه على النجاسة في المقام وبينا ضعف ما أورد عليها من الإلزام وبه يتم المطلوب والمرام . والله   العالم 0

 وتمام تحقيق القول في هذا الفصل يتوقف على رسم مسائل :

( الأولى ) المشهور بين متأخري الأصحاب هو الحكم بإسلام المخالفين وطهارتهم ، وخصوا الكفر والنجاسة بالناصب كما أشرنا اليه في صدر الفصل وهو عندهم من اظهر عداوة أهل البيت (ع)

والمشهور في كلام أصحابنا المتقدمين هو الحكم بكفرهم ونصبهم ونجاستهم وهو المؤيد بالروايات الامامية ، قال الشيخ ابن نوبخت  وهو من متقدمي أصحابنا في كتابه فص الياقوت : دافعو النص كفرة عند جمهور أصحابنا ومن أصحابنا من يفسقهم . . الخ .

وقال العلامة في شرحه أما دافعو النص على أمير المؤمنين (ع) بالإمامة فقد ذهب اكثر أصحابنا إلى تكفيرهم لان النص معلوم بالتواتر من دين محمد r فيكون ضروريا أي معلوماً من دينه ضرورة فجاحده يكون كافرا كمن يجحد وجوب الصلاة وصوم شهر رمضان .

واختار ذلك في المنتهى 0 فقال في كتاب الزكاة في بيان اشتراط وصف المستحق بالإيمان ما صورته : لان الإمامة من أركان الدين وأصوله وقد علم ثبوتها من النبي r ضرورة والجاحد لها لا يكون مصدقاً للرسول في جميع ما جاء به فيكون كافراً . انتهى .

وقال المفيد في المقنعة : ولا يجوز لاحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفاً للحق في الولاية ولا يصلّي عليه . ونحوه قال ابن البراج . وقال الشيخ في التهذيب بعد نقل عبارة المقنعة : الوجه فيه إن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلا ما خرج بالدليل .

 

وقال ابن إدريس في السرائر بعد أن اختار مذهب المفيد في عدم جواز الصلاة على المخالف ما لفظه : وهو اظهر ويعضده القرآن وهو قوله تعالى : " ولا تصل على أحد منهم مات أبداً . . " يعني الكفار ، والمخالف لاهل الحق كافر بلا خلاف بيننا . ومذهب المرتضى في ذلك مشهور في كتب الأصحاب إلا إنه لا يحضرني الآن شيء من كلامه في الباب .

وقال الفاضل المولى محمد صالح المازندراني في شرح أصول الكافي : ومن أنكرها يعني الولاية فهو كافر حيث أنكر اعظم ما جاء به الرسول واصلاً من أصوله .

وقال الشريف القاضي نور الله في كتاب إحقاق الحق : من المعلوم أن الشهادتين بمجردهما غير كافيتين إلا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي r من أحوال المعاد والإمامة كما يدل عليه ما اشتهر من قوله r " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ولا شك أن المنكر لشيء من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم لأن الغلاة والخوارج وان كانوا من فرق المسلمين نظراً إلى الإقرار بالشهادتين إلا انهما من الكافرين نظراً إلى جحودهما ما علم من الدين وليكن منه بل من أعظم أصوله إمامة أمير المؤمنين (ع) .

وممن صرح بهذه المقالة أيضاً الفاضل المولى المحقق أبو الحسن الشريف ابن الشيخ محمد طاهر المجاور بالنجف الأشراف حياً وميتاً في شرحه على الكفاية حيث قال في جملة كلام في المقام في الاعتراض على الكتاب حيث انه من المبالغين في القول بإسلام المخالفين : وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله تعالى ورسوله ومن كفر بالأئمة (ع) مع أن كل ذلك من أصول الدين ؟ إلى أن قال : ولعل الشبهة عندهم زعمهم كون المخالف مسلماً حقيقة وهو توهم فاسد مخالف للأخبار المتواترة ، والحق ما قاله علم الهدى من كونهم كفاراً مخلدين في النار ، ثم نقل بعض الأخبار في ذلك وقال والأخبار في ذلك اكثر من أن تحصى وليس هنا موضع ذكرها وقد تعدت عن حد التواتر . وعندي أن كفر هؤلاء من أوضح الواضحات في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) انتهى .

 هذا ، والمفهوم من الأخبار المستفيضة هو كفر المخالف الغير المستضعف ونصبه ونجاسته ، وممن صرح بالنصب والنجاسة أيضاً جمع من أصحابنا المتأخرين : منهم شيخنا الشهيد الثاني في بحث السؤر من الروض حيث قال بعد ذكر المصنف نجاسة سؤر الكافر والناصب ما لفظه : والمراد به من نصب العداوة لاهل البيت (ع) أو لأحدهم واظهر البغضاء لهم صريحاً أو لزوماً ككراهة ذكرهم ونشر فضائلهم والإعراض عن مناقبهم من حيث إنها مناقبهم والعداوة لمحبيهم بسبب محبتهم ، وروى الصدوق ابن بابويه عن عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) قال : " ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد أحدا يقول أنا ابغض محمداً وآل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم إنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا " . . وفي بعض الاخبار  " أن كل من قدم الجبت والطاغوت فهو ناصب " واختاره بعض الأصحاب إذ لا عداوة اعظم من تقديم المنحط عن مراتب الكمال وتفضيل المنخرط في سلك الأغبياء والجهال على من تسنم أوج الجلال حتى شك في انه الله المتعال . انتهى . ونحوه في شرحه على الرسالة الألفية .

وممن صرح بالنصب جماعة من متأخري المتأخرين : منهم السيد نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية حيث قال : واما الناصبي وأحواله واحكامه فإنما يتم ببيان أمرين : ( الأول ) في بيان معنى الناصب الذي وردت الروايات انه نجس وانه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وانه كافر بإجماع الامامية ، والذي ذهب اليه اكثر الأصحاب    ( رضوان الله عليهم ) أن المراد به من نصب العداوة لال محمد ( صلى الله عليه وآله ) وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ، ورتبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى ، وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني من الاطلاع على غرائب الأخبار فذهب إلى أن الناصبي هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وتظاهر في القدح فيهم كما هو حال اكثر المخالفين لنا في هذه الاعصار في كل الأمصار . . إلى آخر كلامه  . وهو الحق المدلول عليه بأخبار العترة الأطهار كما ستأتيك إن شاء الله تعالى ساطعة الأنوار .

إذا عرفت ذلك فاعلم أن من جملة من صرح بطهارة المخالفين بل ربما كان هو الأصل في الخلاف في هذه المسألة في القول بإسلامهم وما يترتب عليه المحقق في المعتبر حيث قال : آسار المسلمين طاهرة وان اختلفت آراؤهم عدا الخوارج والغلاة ، وقال الشيخ في المبسوط بنجاسة المجبرة والمجسمة ، وصرح بعض المتأخرين بنجاسة من لم يعتقد الحق عدا المستضعف ، لنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يجتنب سؤر أحدهم وكان يشرب من المواضع التي تشرب منها عائشة وبعده لم يجتنب علي ( عليه السلام ) سؤر أحد من الصحابة مع مباينتهم له ، ولا يقال إن ذلك كان تقية لانه لا يصار اليها إلا مع الدلالة ، وعنه ( عليه السلام ) " انه سئل أيتوضأ من فضل جماعة المسلمين احب اليك أو يتوضأ من ركو ابيض مخمر ؟ فقال بل من فضل وضوء جماعة المسلمين فان احب دينكم إلى الله الحنيفية السمحة " ذكره أبو جعفر بن بابويه في كتابه . وعن العيص ابن القاسم عن الصادق ( عليه السلام )  أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يغتسل هو وعائشة من إناء واحد 0 ولان النجاسة مستفاد من الشرع فيقف على الدلالة ، أما الخوارج فيقدحون في علي ( عليه السلام ) وقد علم من الدين تحريم ذلك ، فهم بهذا الاعتبار داخلون في الكفر لخروجهم عن الإجماع وهم المعنيون بالنصاب . انتهى كلامه 0

 وقال في الذخيرة بعد نقل ملخصه انه يمكن النظر في بعض تلك الوجوه لكنها بمجموعها توجب الظن القوي بالمطلوب . أقول : وعندي فيه نظر من وجوه : ( الأول ) انه لا يخفى انه إنما بالمخالف له في هذه المسألة الذي اشار اليه بقوله : " وصرح بعض المتأخرين " ابن إدريس ، ولا ريب أن مراد ابن إدريس بالحق الذي صرح بنجاسة من لم يعتقده إنما هو الولاية كما سيأتيك بيانه إن شاء الله تعالى في الأخبار فإنها معيار الكفر والإيمان في هذا المضمار ، ويؤيد ذلك استثناء المستضعف كما سيأتيك التصريح به في الأخبار أيضا ، ولا ريب أيضا أن الولاية إنما نزلت في آخر عمره ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم والمخالفة فيها المستلزمة لكفر المخالف إنما وقع بعد موته ( صلى الله عليه وآله ) فلا يتوجه الإيراد بحديث عائشة والغسل معها في إناء واحد ومساورتها كما لا يخفى ، وذلك لأنها في حياته ( صلى الله عليه وآله ) على ظاهر الإيمان وان ارتدت بعد موته كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بإيمانهم في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ومع تسليم كونها في حياته من المنافقين فالفرق ظاهر بين حالي وجوده ( صلى الله عليه وآله ) وموته حيث أن جملة المنافقين كانوا في وقت حياته على ظاهر الإسلام منقادين لأوامره ونواهيه ولم يحدث منهم ما يوجب الارتداد ، واما بعد موته فحيث ابدوا تلك الضغائن البدرية واظهروا الأحقاد الجاهلية ونقضوا تلك البيعة الغديرية التي هي في ضرورتها من الشمس المضيئة فقد كشفوا ما كان مستوراً من الداء الدفين وارتدوا جهاراً غير منكرين ولا مستخفين كما استفاضت به أخبار الأئمة الطاهرين (ع) فشتان ما بين الحالتين وما ابعد ما بين الوقتين ، فاي عاقل بزعم أن أولئك الكفرة اللئام قد بقوا على ظاهر الإسلام حتى يستدل بهم في هذا المقام والحال انه قد ورد عنهم(ع) " ثلاثة لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا " ؟ نعوذ بالله من زلات الافهام وطغيان الأقلام .

 ( الثاني ) إن من العجب الذي يضحك الثكلى والبين البطلان الذي أظهر من كل شئ وأجلى إن يحكم بنجاسة من أنكر ضروريا من سائر ضروريات الدين وان لم يعلم أن ذلك منه عن اعتقاد ويقين ولا يحكم بنجاسة من يسب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) واخرجه قهرا مقادا يساق بين جملة العالمين وادار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه وضرب الزهراء ( عليها السلام ) حتى أسقطها جنينها ولطمها حتى خرت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها مضافاً إلى غصب الخلافة الذي هو اصل هذه المصائب وبيت هذه الفجائع والنوائب ، ما هذا إلا سهو زائد من هذا النحرير وغفلة واضحة عن هذا التحرير ، فيا سبحان الله كأنه لم يراجع الأخبار الواردة في المقام الدالة على ارتدادهم عن الإسلام واستحقاقهم القتل منه ( عليه السلام ) لولا الوحدة وعدم المساعد من أولئك الأنام ، وهل يجوز يا ذوي العقول والأحلام أن يستوجبوا القتل وهم طاهرو الأجسام ؟ ثم أي دليل دل على نجاسة ابن زياد ويزيد وكل من تابعهم في ذلك الفعل الشنيع الشديد ؟ وأي دليل دل على نجاسة بني أمية الأرجاس وكل من حذا حذوهم من كفرة بني العباس الذين قد أبادوا الذرية العلوية وجرعوهم كؤوس الغصص والمنية ؟ وأي حديث صرح بنجاستهم حتى يصرح بنجاسة أئمتهم ، وأي ناظر وسامع خفي عليه ما بلغ بهم من أئمة الضلال حتى لا يصار اليه إلا مع الدلالة ؟ ولعله أيضاً يمنع من نجاسة يزيد وامثاله من خنازير بني أمية وكلاب بني العباس لعدم الدليل على كون التقية هي المانعة من اجتناب أولئك الأرجاس .

( الثالث ) أن ما استند اليه من الاستدلال بحديث أفضلية الوضوء من سؤر المسلمين لا يخلو من نوع مصادرة ، فان الحكم بإسلام المخالفين أول البحث والحاكم بالنجاسة إنما حكم بذلك لثبوت الكفر والنصب المستلزمين للنجاسة ، على انا لا نسلم أن المراد بالإسلام هنا المعنى الأعم كما استند اليه بل المراد إنما هو المعنى المرادف للإيمان كما فسره به بعض علمائنا الأعيان حيث قال : والوجه في التعليل كون الوضوء بفضل جماعة المسلمين اسهل حصولاً ، إلى أن قال مع ما فيه من التبرك بسؤر المؤمن وتحصيله الآلفة بذلك .

 ( الرابع ) أن ما فسر به النواصب من انهم الخوارج خاصة مما يقضى منه العجب العجاب لخروجه عن مقتضى النصوص المستفيضة في الباب وعدم موافق له في ذلك لا قبله ولا بعده من الأصحاب .

 وبالجملة فان كلامه في هذا المقام لا أعرف له وجهاً وجيهاً من أخبارهم (ع) بل هي في رده وبطلانه أظهر من البدر ليالي التمام . هذا ، واما الأخبار الدالة على كفر المخالفين عدا المستضعفين فمنها ما رواه في الكافي  بسنده عن مولانا الباقر (ع) قال : " إن الله عز وجل نصب علياً(ع) علماً بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً ومن جهله كان ضالاً . . " . وروى فيه عن أبى إبراهيم (ع) قال : " إن علياً (ع) باب من أبواب الجنة فمن دخل بابه كان مؤمناً ومن خرج من بابه كان كافراً ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله عز وجل فيهم المشيئة " . وروى فيه عن الصادق ( عليه السلام )   قال : " . . من عرفنا

 

 

كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترضه الله عليه من طاعتنا الواجبة فان مات على ضلالته يفعل الله به ما يشاء " .

 

وروى الصدوق في عقاب الأعمال قال : " قال أبو جعفر ( ع) " إن الله تعالى جعل علياً (ع) علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره فمن تبعه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً ومن شك فيه كان مشركاً " ورواه البرقي في المحاسن مثله. وروى فيه أيضاً عن الصادق(ع)        قال : " إن علياً(ع) باب هدى من عرفه كان مؤمناً ومن خالفه كان كافراً ومن أنكره دخل النار " وروى في العلل بسنده إلى الباقر (ع) قال : " إن العلم الذي وضعه رسول الله rعند علي(ع) من عرفه كان مؤمناً ومن جحده كان كافراً " . وروى في كتاب التوحيد وكتاب إكمال الدين واتمام النعمة عن الصادق(ع) قال : " الإمام علم بين الله عز وجل وبين خلقه من عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً " . وروى في الامالي بسنده فيه عن النبيr انه قال لحذيفة اليماني " يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبى طالب ( عليه السلام ) الكفر به كفر بالله سبحانه والشرك به شرك بالله سبحانه والشك فيه شك في الله سبحانه والإلحاد فيه الحاد في الله سبحانه والإنكار له إنكار لله تعالى والإيمان به إيمان بالله تعالى لانه أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووصيه وإمام أمته ومولاهم . وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها . .

 

 وروى في الكافي بسنده إلى الصحاف قال : " سألت أبا عبد الله (ع)عن قوله تعالى : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن "  فقال :عرف الله تعالى إيمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب    

 

آدم " . وروى فيه بسنده عن الصادق(ع) قال : " أهل الشام شر من أهل الروم وأهل المدينة شر من أهل مكة وأهل مكة يكفرون بالله تعالى جهرة " .

 وروى فيه بسنده عن أحدهما (ع) " إن أهل المدينة ليكفرون بالله جهرة وأهل المدينة اخبث من اهل مكة ، اخبث منهم سبعين ضعفاً " .

وروى فيه عن أبى مسروق قال : " سألني أبو عبد الله (ع)عن أهل البصرة ما هم ؟ فقلت مرجئة وقدرية وحرورية . قال لعن الله تعالى تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شئ 0

 إلى غير ذلك من الأخبار التي يضيق عن نشرها المقام ومن احب الوقوف عليها فليرجع إلى الكافي ولا سيما في تفسير الكفر في جملة من الآيات القرآنية . وأنت خبير بان التعبير عن المخالفة في الإمامة في جملة من هذه الأخبار بالإنكار في بعض والجحود في بعض دلالة واضحة على كفر هؤلاء المخالفين من قبيل كفر الجحود والإنكار الموجب لخروجهم عن جادة الإسلام بكليته وإجراء حكم الكفر عليهم برمته إنما وقع عنادا واستكبارا لقيام الأدلة عليهم في ذلك وسطوع البراهين فيما هنالك لديهم ، لان الجحود والإنكار إنما يطلقان في مقام المخالفة بعد ظهور البرهان كما صرح به علماء اللغة الذين اليهم المرجع في هذا الشأن . وبذلك يظهر ما في جواب شيخنا المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني حيث إنه ممن تبع المشهور بين المتأخرين في الحكم بإسلام المخالفين ، فانه أجاب عن إطلاق الكفر عليهم في الأخبار بالحمل على الكفر الحقيقي وان كانوا مسلمين ظاهرا فهم مسلمون ظاهرا فتجري عليهم أحكام الإسلام من الطهارة وجواز المناكحة وحقن المال والدم والموارثة ونحو ذلك وكفار حقيقة وواقعا فيخلدون في النار يوم القيامة ، ثم احتمل حمل كفرهم على أحد معاني كفر الترك فكفرهم بمعنى ترك ما أمر الله تعالى به كما ورد " إن تارك الصلاة

 

كافر "  و " تارك الزكاة كافر "  و " تارك الحج كافر "  و " مرتكب الكبائر كافر "  . وفيه إن ما ذكره من الكفر بالمعنى الأول من انهم مسلمون ظاهرا وكفار حقيقة بمعنى اجتماع الكفر والإسلام بهذين المعنيين لم يقم عليه دليل في غير المنافقين في وقته ( صلى الله عليه وآله ) وإنكاره بمجرد دعوى الإسلام لأولئك المخالفين أول البحث ، ومن المعلوم إن المتبادر من إطلاق الكفر حيث يذكر إنما هو ما يكون مباينا للإسلام ومضادا له في الأحكام إذ هو المعنى الحقيقي لللفظ ، وهكذا كل لفظ أطلق فإنما يحمل على معناه الحقيقي إلا أن يصرف عنه صارف ولا صارف هنا إلا مجرد هذه الدعوى وهي ممنوعة بل هي أول البحث لعدم الدليل عليها بل قيام الادله المتعاضدة في دفعها وبطلانها كما اوضحناه في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب . واما ما ذكره من الحمل على ترك ما أمر الله تعالى فانه لا يخفى على من تأمل الأخبار التي أوردناها ان الكفر المنسوب إلى هؤلاء إنما هو من حيث الإمامة وتركها وعدم القول بالإمامة . ولا يخفى إن الترك لشيء من ضروريات الدين إن كان إنما هو ترك استخفاف وتهاون فصاحبه لا يخرج عن الإيمان كترك الصلاة والزكاة ونحوهما وان أطلق عليه الكفر في الأخبار كما ذكره تغليظا في المنع من ذلك ، وان كان عن جحود وإنكار فلا خلاف في كفر التارك كفرا حقيقيا دنيا وآخرة ولا يجوز إطلاق اسم الإسلام عليه بالكلية كمن ترك الصلاة ونحوها كذلك ، والأخبار المتقدمة كما عرفت قد صرحت بكون كفر هؤلاء إنما هو من حيث جحود الإمامة وإنكارها لا إن ذلك استخفاف وتهاون مع اعتقاد ثبوتها وحقيتها كالصلاة ونحوها فانه لا معنى له بالنسبة إلى الإمامة كما لا يخفى ، وحينئذ فليختر هذا القائل أما أن يقول بكون الترك هنا ترك جحود وإنكار فيسقط البحث ويتم ما ادعيناه واما أن يقول ترك استخفاف وتهاون

 

فمع الإغماض عن كونه لا معنى له فالواجب عليه القول بإيمان المخالفين لان الترك كذلك لا يوجب الخروج عن الإيمان كما عرفت ولا أراه يلتزمه . واما ما يدل على نصبهم فمنه ما تقدم نقله في كلام شيخنا الشهيد الثاني من حديث عبد الله بن سنان ونحوه أيضا ما رواه الصدوق في معاني الأخبار  بسند معتبر عن معلى بن خنيس قال : " سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد أحدا يقول أنا ابغض آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرأون من أعدائنا " وروى ابن إدريس في مستطرفات السرائر مما استطرفه من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم لمولانا أبى الحسن علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال : " كتبت اليه اسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب " .

والمستفاد من هذه الأخبار أن مظهر النصب المترتب عليه الأحكام والدليل عليه إما تقديم الجبت والطاغوت أو بغض الشيعة من حيث التشيع فكل من اتصف بذلك فهو ناصب تجري عليه أحكام النصب ، نعم يجب أن يستثنى من خبر تقديم الجبت والطاغوت المستضعف كما عرفت من الأخبار المتقدمة وغيرها أيضاً فيختص الحكم بما عداه ، وعموم ذلك لجميع المخالفين بعد إخراج هذا الفرد مما لا يعتريه الريب والشك بالنظر إلى الأخبار المذكورة كما عليه اكثر أصحابنا المتقدمين الحاكمين بالكفر وكثير من متأخري المتأخرين كما قدمنا نقل كلام بعضهم . واما ما أجاب به الشيخ المحدث الصالح المتقدم ذكره من أن الناصب يطلق على معان : ( أحدها ) من نصب العداوة لاهل البيت ( عليهم السلام ) وعلى هذا يحمل ما ورد من حل مال الناصب ونحوه ، و ( ثانيها ) من قدم الجبت والطاغوت كما

 

تضمنه خبر السرائر . و ( ثالثها ) من نصب للشيعة فهو ناشئ من ضيق الخناق وانا لم نجد لهذا المعنى الأول دليلاً ولم نجد لهم دليلاً على هذا التقسيم سوى دعواهم إسلام المخالفين فأرادوا الجمع بين الحكم بإسلامهم وبين هذه الأخبار بحمل النصب على ما ذكروه في المعنى الأول وهو أول البحث في المسألة فان الخصم يمنع إسلامهم ويقول بكفرهم . وبالجملة فانه لا خلاف بيننا وبينهم في إن الناصب هو العدو لاهل البيت والنصب لغة هو العداوة وشرعاً بل لغة أيضا على ما يفهم من القاموس هو العداوة لاهل البيت ( عليهم السلام ) إنما الخلاف في أن هولاء هل يدخلون تحت هذا العنوان أم لا ؟ فنحن ندعي دخولهم تحته وصدقه عليهم وهم يمنعون ذلك ، ودليلنا على ما ذكرنا الأخبار المذكوره الدالة على أن الأمر الذي يعرف به النصب ويوجب الحكم به على من اتصف به هو تقديم الجبت والطاغوت أو بغض الشيعة ولا ريب في صدق ذلك على هؤلاء المخالفين ، وليس هنا خبر يدل على تفسير الناصب بأنه المبغض لاهل البيت ( عليهم السلام ) كما يدعونه بل الخبران المتقدمان صريحان في انك لا تجد أحدا يقول ذلك . وبالجملة فانه لا دليل لهم ولا مستند أزيد من وقوعهم في ورطة القول بإسلامهم فتكلفوا هذه التكلفات الشاردة والتأويلات الباردة ، على انا قد حققنا في الشهاب الثاقب بالأخبار الكثيرة بغض المخالفين المقدمين للجبت والطاغوت غير المستضعفين لاهل البيت ( عليهم السلام ) واليه يشير كلام شيخنا الشهيد الثاني المتقدم نقله من الروض . ومن اظهر ما يدل على ما ذكرناه ما رواه جملة من المشايخ عن الصادق ( عليه السلام ) قال : " الناصبي شر من اليهودي . فقيل له وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال إن الناصبي يمنع لطف الإمامة وهو عام واليهودي لطف النبوة وهو خاص " فانه لا ريب إن المراد بالناصبي هنا مطلق من أنكر الإمامة كما ينادي به

 

قوله " يمنع لطف الإمامة " وقد جعله ( عليه السلام ) شرا من اليهودي الذي هو من جملة فرق الكفر الحقيقي بلا خلاف . ومن أراد الإحاطة بأطراف الكلام والوقوف على صحة ما ادعيناه من أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) فليرجع إلى كتابنا المشار اليه آنفا فانه قد أحاط بأطراف المقال ونقل الأقوال والأدلة الواردة في هذا المجال . واما ما يدل على نجاسة الناصب الذي قد عرفت انه عبارة عن المخالف مطلقا إلا المستضعف منه فمنه ما رواه في الكافي بسنده عن عبد الله بن أبى يعفور عن الصادق ( عليه السلام )  قال : " لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فان فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة آباء وفيها غسالة الناصب وهو شرهما ، إن الله لم يخلق خلقا شرا من الكلب وان الناصب أهون على الله تعالى من الكلب " وما رواه فيه أيضا عن خالد القلانسي قال : " قلت لأبى عبد الله ( عليه السلام ) ألقى الذمي فيصافحني ؟ قال امسحها بالتراب أو بالحائط . قلت فالناصب ؟ قال اغسلها " 0

وعن الوشاء عن من ذكره عن الصادق ( عليه السلام )  " انه كره سؤر ولد الزنا وسؤر اليهودي والنصراني والمشرك وكل من خالف الإسلام ، وكان اشد ذلك عنده سؤر الناصب " 0

ورواية علي ابن الحكم عن رجل عنه ( عليه السلام )  وفيها " لا تغتسل من ماء غسالة الحمام فانه يغتسل فيه من الزنا ويغتسل فيه ولد الزنا والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم "0

 وما رواه الصدوق في العلل في الموثق عن عبد الله ابن آبي يعفور عن الصادق ( عليه السلام )  في حديث قال فيه بعد أن ذكر اليهودي والنصراني والمجوسي قال : " والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم ، إن الله لم يخلق خلقا انجس من الكلب وان الناصب لنا أهل البيت لا نجس منه "0

 

 ولجملة من أصحابنا في هذا المقام حيث نقلوا عن ابن إدريس القول بنجاسة من لم يعتقد الحق عدا الستضعف وعن المرتضى القول بنجاسة غير المؤمن وزيفوا لهما حججاً واهية كلام واه في الجواب عن ذلك لا يستحق النظر اليه كما لا يخفى على من تأمل فيما ذكرناه وتدبر ما سطرناه فانه هو الحجة في المقام لا ما زيفه أولئك   الأعلام 0

( الأول ) لا يخفى انه على تقدير القول بالنجاسة كما اخترناه فلو ألجأت ضرورة التقية إلى المخالطة جازت المباشرة دفعاً للضرر كما أوجبته شرعية التقية في غير مقام من الأحكام إلا انه يتقدر بقدر الضرورة فيتحرى المندوحة مهما أمكن . بقي الكلام في انه لو زالت التقية بعد المخالطة والمباشرة بالبدن والثياب فهل يجب تطهيرها أم لا ؟ إشكال ينشأ من حيث الحكم بالنجاسة وانما سوغنا مباشرتها للتقية وحيث زالت التقية فحكم النجاسة باق على حاله فيجب إزالتها إذ لا مانع من ذلك ، ومن حيث تسويغ الشارع المباشرة وتجويزه لها أو لا، فما آتي به من ذلك أمر جائز شرعا وهو حكم الله تعالى في حقه تلك الحال وعود الحكم بالنجاسة على وجه يوجب التطهير بعد ذلك يحتاج إلى دليل ، وبالجملة فالمسألة لا تخلو عندي من نوع توقف لعدم الدليل الظاهر في البين والاحتياط فيها ظاهر . والله العالم .

ويقول أيضاً في الحدائق الناضرة ج 22  ص 510 : ما لو أوصى بعتق رقبة مؤمنة وجب ، فإن لم يجد أعتق من لا يعرف بنصب والمرد بالمؤمنة هو الإيمان الخاص ، وهو القول بإمامة الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام وأنه مع تعذر ذلك يعتق من لا ينصب ، والمراد بهم المستضعفون ، والجاهلون بأمر الإمامة ، وهم أكثر الناس في زمان الأئمة عليهم السلام كما استفاضت به الأخبار من تقسيم الناس يومئذ إلى الأصناف الثلاثة ، مؤمن ،

 

وضال وهو من لا يعرف ولا ينكر ، وكافر ، وهو من أنكر الولاية ، وقد تقدم تحقيق ذلك في مواضع ، ولا سيما في كتاب الطهارة ، وهذا القسم أعنى أهل الضلال مما صرحت الأخبار بأنهم من المسلمين ، وليسوا بالمؤمنين ، ولا الكافرين ، وأنهم في الدنيا يعاملون بمعاملة المسلمين ، وتجرى عليهم أحكام الإسلام ، وفي الآخرة من المرجئين لامر ا لله ، إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم ، بل ربما دلت بعض الأخبار على دخولهم الجنة بسعة الرحمة الإلهية ، وأما المنكرون للإمامة وهم المشار اليهم في الأخبار بالنصاب ، فهم من الكفار الحقيقيين ، خلافاً للمشهور بين علمائنا المتأخرين ، ولتحقيق المقام محل آخر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حسين العصفور وتعريف الناصب

 

يقول في كتابه " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص145 وما بعدها : وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال ، وإتسع المجال والتعرّض للأقوال ، وما يرد عليها وما يثبتها ليس هذا محله بعد ما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب ، والذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر ، بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر الشرك إلا كان هو المراد منها والمعنّي بها 0

وأما معناه الذي دلّت الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير علي (ع)، على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر ، نقلاً عن كتاب مسائل الرجال بالإسناد إلى محمد بن موسى قال : كتبت اليه يعني علي محمد(ع) عن الناصب ، هل يحتاج في إمتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت وإعتقاد إمامتهما ؟ 0 فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب 0

وما في شرح نهج البلاغة للراوندي عن النبي r أنه سئل عن الناصب بعده ، قال : من يُقدّم على غيره 0

وأما تفسيره بمن أظهر العداوة لأهل البيت كما عليه أكثر علمائنا المتأخرين فمما لم يقم عليه دليل ، بل في الأخبار ما    ينفيه 0 ففي عقاب الأعمال والعلل وصفات الشيعة بأسانيد إلى عبد الله بن سنان ، والمعلّى بن خنيس عن أبي عبد الله(ع) قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد أحداً يقول : أنا أُبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم ، وهو يعلم أنكم تتولوننا وأنكم من شيعتنا 0 وظهوره في نفي ما إعتمدوه واضح 0

نعم ، ربما يتراءى المخالفة بين هذه الأخبار ، وبين خبري السرائر وشرح النهج ، لأن هذه بإشتراط العداوة إلى شيعتهم ، والإكتفاء في تينك الروايتين مجرد تقديم الغير عليه السلام- ، والذي ظهر لنا أنه لا منافاة بينهما لقيام الأدلة من العامة والخاصة على التلازم بين ذلك التقديم ، ونصب العداوة لشيعتهم 0

وبالجملة من تأمل أحوالهم وإطلّع على بعض صفاتهم وطريقتهم في المعاشرة ظهر له ما قلناه 0 فإنكاره مكابرة لما إقتضت العادة به ، بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يُقال له عندهم سنياً 0

ففي حسنة بن أُذينة المروية في الكافي ، والعلل عن أبي عبد الله(ع) قال : ما تروي هذه الناصبة ؟0قلت : جعلت فداك في   ماذا ؟ 0 فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم 00 الحديث

ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا : إن الأذان رآه أُبي بن كعب في النوم 0 فظهر لك أن النزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لهم (ع) كما إعتمده محمد أمين في الفوائد المدنية ، ونصب العداوة لهم (ع) ، كما هو إختيار المشهور خلاف لفظي لما عرفت من التلازم بينها 0

وقد صرّح بهذا جماعة من المتأخرين ، ومنهم المحقق نور الدين أبي الحسن الموسوي في الفوائد المكية ، وإختاره شيخنا يوسف في الشهاب الثاقب 0

 

 

 

نعمة الله الجزائري وتعريف الناصب

 

يقول الجزائري في كتابه " الأنوارالنعمانية" ج2 ص 206 207 : وأما الناصبي وأحواله فهو مما يتم ببيان أمرين :

(الأول) في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي 0

وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية 0

فالذي ذهب اليه أكثر الأصحاب هو أن المراد به : من نصب العداوة لآل بيت محمد r وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ، ورتبّوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى 0

وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني 00 من الإطلاع على غرائب الأخبار ، فذهب إلى أن الناصبي : هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت (ع) وتظاهر بالوقوع فيهم 0

كما هو حال أكثر مخالفينا في هذه الأعصار في كل الأمصار 0 وعلى هذا فلا يخرج من النصب سوى المستضعفين منهم والمقلدين والبُله والنساء ونحو ذلك وهذا المعنى الأول 0

ويدل على ما رواه الصدوق في كتاب علل الشرائع بإسناد معتبر عن الصادق (ع) قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد رجلاً يقول : أنا أُبغض محمداً وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا 0 وفي معناه أخبار  كثيرة 0

وقد روي عن النبي r : أن من علامة النواصب تقديم غير علي عليه0

وهذه خاصة شاملة لا خاصة ، ويمكن إرجاعها أيضاً إلى الأول ، بأن يكون المراد تقديم غيره عليه إنما نشأ من تقليد علمائهم وآبائهم وأسلافهم ، وإلا فليس الإطلاع والجزم بهذا سبيل 0

ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة (ع) وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أباحنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت (ع) ، بل له إنقطاع اليهم ، وكان يُظهر لهم التودد0 نعم كان يخالف آراءهم ويقول : قال علي وأنا أقول 0

ومن هذا يقوي قول المرتضى ، وابن إدريس ، وبعض مشايخنا المعاصرين  بنجاسة المخالفين كلهم نظراً لإطلاق الكفر والشرك عليهم في الكتاب والسنة فيتناولهم هذا اللفظ حيث يُطلق 0

ويقول أيضاً في كتابه: نور البراهين ج 1  ص 57 : النصوص متظافرة في الدلالة على أنهم مخلدون في النار ، وان إقرارهم بالشهادتين لا يجديهم نفعاً إلا في حقن دمائهم وأموالهم([4]) وإجراء أحكام الإسلام عليهم . روى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : ولاية أعداء علي ومخالفة علي سيئة لا ينفع معها شي إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة ، فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب . ثم قال : إن من جحد ولاية علي عليه السلام لا يرى بعينه الجنة أبداً إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه ، فيزداد حسرات وندامات  . وروى المحقق الحلي في آخر السرائر مسنداً إلى محمد بن عيسى قال : كتبت اليه أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب  . وروى المصنف طاب ثراه في كتاب العلل : أن الناصب من كره مذهب الامامية  ولا شك أن جلهم بل كلهم ناصب بالمعنيين ، وتواترت الأخبار وانعقد الإجماع على أن الناصب كافر في أحكام الدنيا والآخرة 0

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وللوقوف على أحكام النواصب والناصبي وغير ذلك من المصلحات التي يستعملها الشيعة معبرين بها عن أهل السنة الرجاء مراجعة المراجع التالية ولم أذكر كافة مصادرهم بل ذكرت القليل جداً منها حفاظاً على وقت فضيلة الشيخ القرضاوي ، وإن كنت قد ذكرت في هذا الفصل النزر اليسير ، وإلا فذكر الأحكام الفقهية والعقدية أكبر من أن يستوعبها هذا الفصل ، بل تحتاج إلى كتاب مستقل  :

المقنع : 307 ، 331 0

المقنعة :  105 ،  377 ،  500 ،  545 ، 778 ، 105، 500 0

المسائل الصاغانية : 62 ،  83 ،  87 ،  93 ،  97 ، 105 ،  113 ،  113 0

رسائل المرتضى ج 1 : 400 ، 398 0ج 2 :  288 0ج 3 :  146 0ج 4 :  39 0

النهاية :  5 ، 112 ، 570 ، 458 0

المبسوط ج 1 :  3 ، 155 0ج 7 :  162 ، 185 0

الاقتصاد :  191 0

المهذب ج 1 :  129 0ج 2 :  488 ، 507 ،  188 0

السرائر ج 1 : 26 0ج3 : 583 ، 606 ، 607 0

شرائع الإسلام ج 1 : 12 ، 32 0ج2 : 400 ، 525 ، 529 0ج 3 : 639 0

المعتبر ج 2 : 766 0

المختصر النافع : 180 0

الرسائل التسع : 277 ، 278 0

الجامع للشرايع : 226 ، 417 0

كشف الرموز ج 2 : 150 ، 349 ، 350 0

-  قواعد الأحكام ج 2 : 96 ،153 0

قواعد الأحكام ج 3 : 193 ، 308 0

مختلف الشيعة ج 1 : 120 0ج 4 : 20 ، 21 ، 322 0

منتهى المطلب ج 1 : 148 ، 152 ، 160 0ج 3 :  224 0

تذكرة الفقهاء ج 1 :  68 0ج 7 :  111 0

إرشاد الأذهان ج 1 : 141، 142  0ج 2 : 11 ، 100، 106

إيضاح الفوائد ج 3 : 464 0ج 4 : 127 0

الدروس ج 1 : 105، 255 0ج 2 : 188 ، 394 ، 410 0

الذكرى : 54 ، 280 0

المهذب البارع ج 1 : 131 0ج 3 : 60 ، 301 ، 303 0ج 4 : 161 ، 163 0

جامع المقاصد ج 1 : 364 ، 424 0ج 12 : 130 ، 131 ، 135

ج 13 : 15 ، 181 0

شرح اللمعة ج 1 : 141 0ج 4 : 304 0ج 5 : 234 ، 235 0ج 6 : 261 0ج 7 : 201 ، 211 0

مسالك الإفهام ج 1 :24 ، 82 ، 265 ، 268 0ج 2 : 147 ، 163 0ج 3 : 110 0ج 6 : 145 ، 212 0ج 7 : 403 ، 404 ، 427 ،432 0ج 10 : 99 0ج 11 : 460 ، 468 ، 469 0ج 12 :158 ، 195 0

مجمع الفائدة ج 1 :283 ، 289 ، 320 0ج 2 :433 ، 436 ، 437 0ج 4 :356 0ج 6 :101 ، 102 ، 134 ، 135 ، 145 0ج 11 : 25 ، 69 ، 70 ، 75 ، 76 ، 81 ، 115 0ج 12 :24 ، 25 ، 30 0

مدارك الأحكام ج 1 :129 0ج 4 :180 0ج 5 : 361 0ج 7 :50 ، 73 ، 74 ، 111 0

نهاية المرام ج 1 : 191 ،201 ، 203 ، 224، 247 0

ذخيرة المعاد ج 1 :144 ، 152 0 ج 2 :329 ، 330 ، 397 0ج 3 :457 ، 477 ، 561 ، 564 ، 568 0

كفاية الأحكام : 110 ، 168 ، 246 0

التحفة السنية :92 ، 268 ، 270 ، 295 0

مشارق الشموس ج 1 : 188 ، 190 ، 278 0ج 2 : 391 ، 392

كشف اللثام ج 1 :306 ، 402 ، 403 0ج 2 :353 ، 354 0ج 3 :364 0ج 4 :144 ، 230 0ج 5 :132 ، 150 ، 151 0

الحدائق الناضرة ج 1 : 27 ، 286 ، 405 ، 498 0ج 3 :405 0

ج 5 :175 ، 177 ، 178 ، 184 ، 185 ، 186 ، 187 ، 188 ، 188 ، 196 0ج 7 :436 0ج 10 : 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 360 ، 361 ، 362 ، 364 ، 375 0ج 11 : 9 ، 75 ، 76 ، 212 0ج 12 : 204 ، 317 ، 323 ، 324 ، 368 ، 378 0ج 13 : 295، 370 0ج 14 : 107 ، 160 ، 161 ، 162 ، 163 ، 165 ، 166 ، 244 ، 245 ، 290 0ج 18 : 148 ، 155 ، 156 ، 157 ، 158 ،159 ، 270 ، 271 ، 291 ، 424 0ج 19 : 464 ، 465 0ج 22 :199 ، 511 ، 560 0ج 23 : 353 0ج 24 :54 ، 59 ، 60 ،64 ، 65 ، 69 ، 89 0ج 25 :255 ، 256 ، 257 ، 259 ،261 0

غنائم الأيام ج 1 : 32 ، 415 ، 417 ، 418 ، 524 ، 525 ، 547 0ج 3 :160 ، 161 ، 472 ، 475 ، 480 0

مستند الشيعة ج 1 : 108 200 ، 204 ، 205 ، 206 ، 227 0ج 6 :18 ، 19 ، 270 0ج 10 :15 ، 16 0ج 11 :53 ، 119 0ج 15 :384 ، 387 ، 388 0

جواهر الكلام ج 1 : 115 0ج 6 :56 ، 63 ، 64 ،65 ،  66 ،67 ، 206 ، 359 0ج 10 : 409 0ج 12 : 48 ، 49 ، 50 ، 84 0ج 13 :196 ج15 :386 0ج 16 : 12 ، 13 ، 44 0ج 17 :267 ،268 ، 307 ، 358 ، 359 ، 396 0ج 21 : 345 0 ج22 : 193 0ج 24 :229 0ج 25 : 88 0ج28: 361 ، 394 0ج 30 :36 ، 93 ، 94 ، 97 ، 99 ،102 ، 103 ، 156 ، 157 ، 163 ، 32 : 110 0ج 33 : 270 0ج 35 :346 0ج 36 :82 ، 88 ، 95 ، 96 0ج 41 :17 ، 159 ، 435 ، 436 0

مصباح الفقيه ج 1 :23 0ج 2 :559 ، 564 ، 568 ، 570 ، 571 ، 615 ، 628 0ج 4 :508 ، 601 ، 644 ، 670 0ج 5 :17، 106 0

مستمسك العروة ج 1 : 174 ، 378 ، 387 ، 388 ، 393 ، 396 ، 397 ، 398 ، 418 ، 444 ، 446 ، 463 ، ج 2 : 145 0ج 9 : 437 ، 451 ، 564 0ج 10 : 224 0

فقه الصادق ج 1 :60 ، 146 ، 147 0ج 3 :300 ، 302 ، 303 ، 306 ، 339 0ج 7 :323 ، 343، 344 ، 345 ، 359 ، 373 0ج 9 :209 ، 358 ، 359 ، 360 ، 405 0ج 11 :412 0 ج 13 :119 0ج 21 :441، 447 ، 473 ، 474 ، 475 ، 476 ، 477 0ج 22 :441 0ج 23 : 338 0ج 24 :17 ، 24 ، 25 ، 61 0ج 25 :476 0

مستدرك الوسائل ج 1 : 22 ، ج9 : 142 ، ج12 : 276 ، 322 ، ج14: 440 ، 439 ، 442 ، ج15: 161 ، 162 ، ج19: 229، ج20: 410 ،ج 21 :74 ، 138 ، 139 ، 140 ، 141 ، 142 ، 143 ،  155 0

 الإيضاح :217 ، 302 ، 350 ، 427 ، 568 0

الغارات ج 1 :34 ، ج2: 628 ، 781 ، 937 0

الفصول المختارة :27 ، 41 ، 44 ، 54 ، 57 ، 62 ، 78 ، 167 ، 183 ، 185 ، 202، 215 ، 258 ، 269 ، 271 ، 279 ، 281 ، 282 ، 289 ، 322 ، 324 ، 339

الفصول العشرة : 86 0

أوائل المقالات : 285 ، 349 0

تصحيح اعتقادات الإمامية :88 0

المسائل الجارودية :36 ، 37 ، 38 0

الإفصاح :139 ، 159 ، 161 ، 181 ، 207 ، 214 ، 215 ، 217 ، 224 ، 231 0

الإرشاد ج 1 :344 0

الاستنصار :6 ، 20 ، 28 0

بحار الأنوار ج 1 :22 0 ج 2 : 5 ، 6 ، 7 ، 10 ، 11 ، 38 0ج 3 : 54 ، ج 5 :229 ، ج 6 :193 ، 252 0ج 7 :190 ، 226 0ج 8 :138 ، 139 ، 180 0ج 9 : 175 ، 284 ، 285 ، 330 ، 334 0ج 10 :377 ، 411 ، 413 ، 420 ، 425 ، 428 ، 446 ، 450 0ج 17 : 123 ، 214 ، 216 0ج 18 :300 ، 354 0ج 22 : 246 ، ج 23 :230 ، ج 24 :18 ، 386 ، 388 0ج 25 :264 ، 265 ، 360 ، 361 0ج 26 :3 ، 9 ، 229 ، 306 ، 307 ، 349 0ج 27 : 3 ، 10 ، 114 ، 115 ، 116 ، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 199 ، 200 ، 247 ، 315 ، 316 0ج 28 :152 ، ج 32 :218 ، 219 0ج 33 :198 0ج 35 : 51 ، 256 0ج 36 : 33 ، 49 ، 108 ، 184 0ج 37 : 23 ، 25 0ج 38 :229 ، 266 ، 275 ، 277 ، 285 ، 287 0ج 39 : 78 ، 103 ، 104 ، 241 0ج 41 :173 ، 301 0ج 42 :7 0ج 44 :309 0ج 45 :292 0ج 47 :98 ، 312 0ج 50 :288 0ج 51 :222 0ج 52 :78 ، 178 0ج 53 :203 0ج 58 : 81 ، 212 0ج 60 : 88 0ج63 : 14 0ج 63 : 14 0ج 64 : 20 ، 103 ، 107 0210 ، ج 65 :210 ، 244 ، ج 66 : 344 0ج 69 : 209 0 ج 71 : 219 ، 229 ، 379 0ج 72 : 181 ، 409 0ج 78 : 299 0ج 79 : 237 0ج 82 : 264 0 ج 89 : 29 ، 30 0ج 99 :78 0ج 102 : 73 ، 137 ، 204 ، 216 ، 217 ، 251 ، ج 104 :122 ، 135 0ج107: 169 ، 171 0ج 108 :20 ، 86 0ج109 : 11 ، 143 0

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إله السنة غير إله الشيعة

 

قد يعجب فضيلة الشيخ القرضاوي من عنوان هذا المبحث ، وربما يصفنا بالغلو أو على أقل تقدير بالتعسّف في هذا العنوان ، ولكن قد يزول عجب فضيلة الشيخ إذا علم بأنني لستُ القائل بهذا ، بل صرّح بهذا عالمهم الكبير المسمى نعمة الله الجزائري في كتابين من كتبه المشهورة عند الشيعة ، وليسأل فضيلة الشيخ المسمى التسخيري إذا كان الجزائري من أنصاف المتعلمين وطلبة العلم أم هو من أكابرهم 0 وصدور هذا الهراء من عالم كبير معتمد عند الشيعة له أهمية كبرى ، لا سيما وأنه نقل ذلك عن أكابر علماء الشيعة ، والجزائري أفصح عن معتقد حاول الشيعة طمسه قديماً وحديثاً ، لكن أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يفضح الشيعة على لسان علمائهم ، والحقيقة أن الجزائري يملك من الشجاعة الأدبية علاوة على الوقاحة العقائدية ما لا يملكه كثير من القدماء والمعاصرين ، وقد ترجمنا للجزائري في كتابنا " الشيعة وتحريف القرآن " ص 88 من الطبعة الأولى ، ولينظر فضيلة الشيخ القرضاوي منزلة هذا الدجال عند علماء الرجال  الشيعة 0

يقول الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " 1/278 279 : إنّا لم نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام ، إن ربهم هو الذي كان محمد r نبيه وخليفته أبو بكر ، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي ، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا 0

ويقول أيضاً في كتابه نور البراهين1/57 : قال الصدوق (!!!) في تمام ما حكيناه عنه في المباحثة مع علماء الجمهور في مجلس بعض الملوك - لما قالوا له : إننا وأنتم على إله واحد ونبي واحد ، وافترقنا في تعيين  الخليفة الأول - : ليس الحال على ما تزعمون بل نحن وأنتم في طرف من الخلاف ، حتى في الله سبحانه والنبي ، وذلك أنكم تزعمون أن لكم ربا ، وذلك الرب أرسل رسولا خليفته بالاستحقاق أبو بكر ، ونحن نقول : إن ذلك الرب ليس رباً لنا ، وذلك النبي لا نقول بنبوته ، بل نقول : إن ربنا الذي نصّ على أن خليفة رسوله علي بن أبي طالب عليه السلام فأين الاتفاق ؟ الثالث : أنهم أخذوا أحكام ربهم عن أبي حنيفة([5]) ، وهو أخذها عن رأيه وقياسه ، فحرّم لهم الحلال وأحلّ لهم الحرام ، فعبدوه من حيث            لا يشعرون 0

 

وقبل أن نناقش هذا الهراء الذي يُعتبر بصدق عن حقيقة الشيعة في هذا المقام ، نستعرض معاً عقيدة اليهود والشيعة في الله سبحانه وتعالى ، لنقارن بين الإعتقادين ومعتقد المسلمين لنصل معاً إلى النتيجة التي وصل اليها الجزائري وهو مُحّق في هذه النتيجة 0

 

المسلمون يصفون الله سبحانه وتعالى بالكمال المطلق وإنه سبحانه وتعالى ] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ ، بينما إله اليهود والشيعة جاهل لا يعلم الشيء إلا بعد حدوثه ، وما قيمة الرب  الذي ينتصر عليه أحد من خلقه ، والشيعة يقولون إن الله تعالى نصّ على إمامة علي وبنيه رضوان الله عليهم أجمعين ، بينما عمر رضي الله عنه حسب إعتقاد الشيعة بقساوته وغلظه وحقده على آل البيت صرف عنهم الإمامة ، ولا أحب أن أُطيل على فضيلة الشيخ القرضاوي ولنلج إلى موضوع بحثنا لتتضح الرؤية ، وبعد ذلك يراجع فضيلة الشيخ القرضاوي نفسه وليسأل علماء الشيعة : هل هذا حقاً ؟ أم إن الجزائري فيما نقله كذوب في ذلك الزعم ؟ وليراجع الشيخ عقائد الشيعة من خلال مراجعهم ، وليضع تلك العقيدة تحت مجهر البحث والتقصّي ، ليخرج بعد ذلك بالنتيجة التي انتهى اليها الجزائري 0

 

الله سبحانه وتعالى في عقيدة اليهود جاهل لا يعلم بالشيء إلا بعد حدوثه ، ويعتريه تعالى عن ذلك علوّاً كبيرا ما يعتري الإنسان من جهل ونسيان وتعب وضعف وإلى غير ذلك من حالات النقص والضعف 0

والتوراة المحرفة التي بأيدي اليهود مذكور فيها من تلك الحالات الشيء الكثير ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض النماذج من التوراة المحرّفة 0

جاء في التوراة المحرّفة في سفر التكوين الإصحاح الأول : 24 25 26 31 :

وقال الله تخرج الأرض نفساً حية لجنسها ، بهيمة ودبيباً ووحشية الأرض لجنسها 0 وكان كذلك 0

وصنع الله وحشية الأرض لجنسها ، والبهائم لجنسها ، وكل دبيب الأرض لأجناسه 0 ونظر الله ذلك حسناً 0

ونظر الله كل ما صنع وهو ذا حسناً جداً 0 وكان ليل وكان نهار يوماً سادساً 0

           وجاء في الإصحاح الثاني من نفس السفر : 1 2- 3 : وكملت السموات والأرض وكل وحوشها 0

وكمّل الله في اليوم السادس صناعته التي صنع 0 وبارك اليوم السابع واستراح من كل صناعته التي صنع 0

وبارك الله اليوم السابع وقدّسه 0 لأن فيه بطل من جميع صناعته التي صنع الله للفعل 0

           وفي الإصحاح السادس من نفس السفر : 5 6 7 8 11 12 :

ونظر الله أن كثرت سيئات الإنسان في الأرض وكل ضمير حسبانات قلبه سوءاً كل الأيام 0

وتواجد الله لما صنع الناس في الأرض 0 واشتد على خصيصه 0

وقال الله : أمحي الناس الذين خلقت من على وجه الأرض 0 من إنسان إلى بهيمة إلى دبيب إلى طير السماء 0 إذ تواجدت لما صنعتهم 0 وإنفسدت الأرض في حضرة الله وإمتلأت الأرض ظلماً 0

ونظر الله وهو ذا إنفسدت 0 إذ فسد كل بشر طريقه على الأرض 0

           وفي الإصحاح التاسع من نفس السفر : 12 13 14 15 16 17 - : وقال الله هذه الآية العهد التي أنا جاعل بيني وبينكم وبين كل النفس الحيوانية التي معكم لأجيال الدهر 0

موسى إجعل في الغمام لتكون آية عهد بيني وبين الأرض 0

ويكون عند تغميمي غماماً على الأرض وينظر القوس في الغمام 0

أراعي عهدي الذي بيني وبينكم وبين كل النفس الحيوانية التي معكم من كل البشر 0 ولا يكون أيضاً ماء الطوفان لإهلاك كل بشر 0

ويكون القوس في الغمام وينظر تذكار عهد الدهر بين الله وبين كل النفس الحيوانية من كل البشر الذي على الأرض 0

وقال الله لنوح هذه آية العهد التي تبّث بيني وبين كل البشر على الأرض 0

           وفي سفر الخروج الإصحاح الثاني عشر : 8 12 13 : كلّم الرّب موسى قائلاً 0000 ثم يذبحه كل جمهور جماعة بني إسرائيل فس العشية ويأخذون من الدم ويجعلون على القائمتين ([6]) العتبة العليا في البيوت التي يأكلون فيها 0

إنّي أجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين 0 أنا الله 0

ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر 0

           والأسخف من ذلك كله ما ورد في سفر التكوين الإصحاح الثالث: 9 10 11 : وسمعا صوت الرّب ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار 00 فاختبأ آدم وإمرأته من وجه الرّب الإله في وسط شجر الجنة 0

فنادى الرّب الإله آدم وقال له : أين أنت ؟ 0

فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأنني عريان فاختبأت 0

فقال له : من أعلمك أنك عريان ؟ 0

 

           مما سبق يتبين لنا أن الله جلّ ذكره وتنزّه عن مفتريات اليهود في عقيدة اليهود جاهل ويحتاج إلى علامات وإشارات تهديه إلى بعض الأمور ، وإنه يخلق الخلق ولا يعلم إن كان خلقه حسناً أم لا ، إلا بعد أن ينظر اليه ، وبدت له أمور لم يكن يعلمها فحزن وأسف على خلقه ، فمحا الله تعالى كل قائم على وجه الأرض 0 وإنه أمر بني إسرائيل بأن يجعلوا على بيوتهم علامات لئلا يهلكهم بطريق الخطأ ، إلى غير ذلك من الإفك والضلال 0

           وقد تسربت تلك العقيدة الفاسدة إلى الدين الشيعي أو بمعنى أصح استعارها الشيعة من اليهود تحت مسمّى البداء ، والبداء عبارة عن : " إستصواب شيء علم بعد أن لم يُعلم ([7]) "

           وقد وردت كلمة " البداء " في القرآن الكريم في آيات عديدة ، فمن ذلك قوله تبارك وتعالى : ] فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما [ 0 ] وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون [ ، ] وبدا لهم سيئات ما مكروا [ ، ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه [ كل هذه ظهور شيء لم يكن معلوماً لهم من قبل 0

] قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر [ ، ] وإن تبدوا ما في أنفسكم أن تُخفوه يحاسبكم به الله [ ، فالإبداء في هذه الآيات الكريمة مقابل للإخفاء 0 ولا يكون بداء إلا بعد خفاء 0

           فالبداء هو ظهور شيء كان مجهولاً ، وأما الضلال فزوال شيء كان معلوماً ] أين ما كنتم تدعون من الله قالوا ضلّوا عنا [ وضلّ عنهم ما كانوا يفترون [ ، وأما الغفلة فهي أن لا يعلم ما هو كائن وحادث   وحاضر 0

           والإنسان له كل هذه الثلاثة ، لأن الجهل يُحيطه من بين يديه ومن خلفه 0

           وحيث أن الله جلّ جلاله يعلم علماً إجمالياً وعلماً تفصيلياً كل شيء ، كليات الأشياء وجزيئاتها علماً مطلقاً كلياً من الأزل إلى الأبد في طل آن قبل حلقها وبعده على حد سواء في الظهور ، فالبداء والضلال والغفلة في علم الله مُحال مستحيل ممتنع ([8]) 0

           والبداء عند الشيعة أن يظهر ويبدوا لله عزّ شأنه أمراً لم يكن عالماً به 0 ومن جهل البداء أو لم يعترف به فليس له حظ ولا نصيب من المعرفة([9]) 0 فالإنسان لا يكون عالماً إلا إذا افترى على الله تعالى ووصفه بالجهل 0

           وربما يكابر بعض الشيعة في إنكار هذا الإعتقاد 0 ومن منطلق الأمانة العلمية ومنهجية البحث ننقل من المصادر المعتدة والموثوقة لديهم ، فهذا الكليني يروي في كتابه " الأصول من الكافي " 1/146 كتاب الحجة ، باب البداء : عن زرارة : ما عُبد الله بشيء مثل البداء 0 فعبادة الشيعة عبادة لرب جاهل ، وكيف يُعبد من هو جاهل ، ولا يعرف مصلحة عباده ؟ وإن كافة أحكامه صادرة من جاهل وبجهل ؟ ولا يتعبد بالجهل إلا جاهل 0

           وفي رواية ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) : ما عُظّم الله بمثل البداء ([10]) 0 وعلّق محقّق الكافي قائلاً : البداء ظهور ما كان خفياً من الفعل بظهور ما كان خفياً من العلم بالمصلحة ، ثم توسع في الإستعمال فأطلقنا البداء على ظهور كل فعل كان الظاهر خلافه ، فيقال بدا له أن يفعل كذا أي ظهر من فعله ما كان الظاهر منه خلافه 0

           فالله جلّ جلاله عند الشيعة يُفاجأ بأشياء لم يكن علمها أو خلاف ما كان يعلمها تعالى الله عن ذلك علّواُ كبيرا ] كبرت كلمة تخرج من أفواههم  إن يقولن إلا كذبا [ 0

           ذكر الكليني في الكافي 1/148 : عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا (ع) يقول : ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقرّ لله بالبداء 0

          

فإرسال الله تبارك وتعالى الرُسُل عليهم السلام مشترط بالإعتراف بأن الله جل جلاله جاهل ، وعليهم أن يبثوا ذلك للناس ويعلمونهم إياه 0

           وأيضاً 1/148 : عن مرزام بن حكيم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ما تنبأ نبي قط حتى يقرّ لله بخمس خصال : بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة 0

           وأيضا 1/368 باب كراهية التوقيت : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى وقد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه إشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخرّه إلى أربعين ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا ويمحوا الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب 0

           فهل يوجد أصرح من هذه الرواية ؟ وبم يُفسّر الشيعة هذا الإفك والضلال ؟ 0

           ويقول طيب الموسوي في تعليقه على تفسير القمي 1/39 :قال شيخنا الطوسي في العدّة : وأما البداء فحقيقته في اللغة الظهور كما يقال بدا لنا سور المدينة 0 وقد يستعمل في العلم بالشيء بعد أن لم يكن حاصلاً 0 وذكر سيدنا المرتضى : يمكن حمل ذلك على حقيقته بأن يُقال بدا لله بمعنى ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهراً له ، وبدا له من النهي ما لم يكن ظاهراً له 0

           تقول كتب الشيعة : إن القول بالبداء هو رد لليهود إذ يقولون : إن الله قد فرغ من الأمر 0 وهذا القول من الشيعة خدعة وحيلة في إغفال الجاهل وتقوّل على اليهود باطل 0 وما إستعارت الشيعة عقيدة البداء إلا من أسفار التوراة 0 فدعوى الرد بالبداء كفران للنعمة المستعارة 0

           تقول كتب الشيعة تزخرف قولها : إن البداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع 0 فالبداء نسخ تكويني كما أن النسخ بداء  تشريعي 0

           وهذا القول زخرفة إذ لا بداء في النسخ 0 والحكم كان مؤقتاً في علم الله 0 وأجل الحكم وإنتهاء الحكم عند حلول الأجل معلوم لله قبل الحكم فأين البداء ؟ نعم بدا لنا ذلك من الله بعد نزول الناسخ وبعد وقوع المحو ، فالبداء لنا في علمنا لا لله ([11]) 0

           ويقول الدكتور موسى الموسوي في كتابه القيم " الشيعة والتصحيح" ص 147 وما بعدها :

تفسير الخطأ بالخطأ يعني الإستمرار فيه وعدم الخروج منه حتى قيام الساعة ، ومن هنا أود القول إنه لو كانت لبعض علمائنا الشجاعة العلمية وخلوص النية ونقاء الفكر وصفاء الذهن لما ساروا في درب شائك لتفسير كلام موضوع أو جملة موضوعة أو فكرة تتنافى مع أصول العقيدة والبديهيات العقلية معاً ، فالقول بالبداء والإصرار عليه والإبقاء عليه في كتب الزيارات والروايات معاً هو النموذج الأكمل في الإصرار على العزة بالإثم ، وما دامت الحالة هذه ، فطريق الخلاص من الأوهام صعب وعسير والعناية الإلهية لا تشمل قوما قال الله تعالى فيهم : ] ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير [ 0

           إن مفهوم البداء غامض عند الأكثرية الساحقة من أبناء الشيعة الإمامية ، بل لا يعرفون شيئاً عن فحواها ، وحتى إذا سألتهم عن معنى الكلمة فهم يُحيرون جواباً ، ولكن مع كل هذا وهو من دواعي الأسف والحزن العميق فيما وصلت اليه حال هذه الأمة بفضل زعاماتها المذهبية أن هناك عشرات الآلاف من الشيعة وإن شئت فقُل مئات الآلاف منهم يكررون الجملة الآتية : السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما 0(مفاتيح الجنان ص 929 ) 0وذلك عندما يدخلون إلى مرقد الإمامين العسكريين في سر من رأى للسلام على الإمامين العاشر و الحادي عشر عند الشيعة 0 إن الشيعة تُردّد هذه العبارات كلما دخلت في صورة آحاد أو جماعات إلى مرقد الإمامين على النقي والحسن العسكري وهي لا تعرف معنى البداء ولا جملة " يا من بدا لله في شأنكما " 0ولا الأسباب التي كانت وراء وضع الجملة تلك ، ولا تعرف الخطورة الكامنة في هذا الكلام الذي فيه إنتقاص من سلطان الله وعلمه وإرادته وحكمته ، ولكن الأدهى من ذلك أنه لم يحدث حتى هذا اليوم أن إنبرى عالم من علمائنا لحذف هذه الجملة من الزيارة أو المنع من قراءتها ، شأنها شأن المئات من العبارات والجمل التي مُلئت  كتب الزيارات والروايات وكلها تتناقض كما قلنا أكثر من مرة نع أساس العقيدة  وروح الإسلام 0

           أما معنى البداء والفكرة التي بين يناياه وما تعنيه في زيارة الإمامين العسكريين هو أن الإمامة حسب التسلسل الموجود في عقيدة الشيعة الإمامية تنتقل من الأب إلى الإبن الأكبر مستثناة من هذه القاعدة الحسن والحسين 0فالإمامة بعد الإمام الحسن إنتقلت إلى الإمام الحسين ، ولم تنتقل إلى الإبن الأكبر للحسن 0 فقد حدث أن إسماعيل وهو الإبن الأكبر للإمام جعفر الصادق الإمام السادس عند الشيعة قد توفي في عهد أبيه فانتقلت الإمامة إلى أخيه موسى بن جعفر الإبن الأصغر للصادق ، وهذا التغيير في مسار الإمامة التي هي منصب إلهي يسمى بداءاً حصل لله تعالى فإنتقلت الإمامة الإلهية بموجبه من إسماعيل إلى موسى بن جعفر ومن ثمّ إلى أولاده ، ولم تأخذ الطريق الطبيعي لها الذي هو إنتقال الإمامة من الأب إلى الإبن الأكبر 0

          

ولكن السؤال المحيّر هنا : لماذا سمي تغيير مسار الإمامة بداءاً ونسبوا شيئاً كهذه إلى الله لإثبات أمر لم يكن إثباته بحاجة إلى إنتقاص  من سلطان الله ، الجواب هنا يكمن في تلك الملابسات والظروف التي حصلت في عهد الصراع الأول بين الشيعة والتشيع ، فالإمامة عندما تكون إلهية لا تخضع للإنتخاب المباشر، ولا يتغير مسارها بموت الإمام الشرعي ، فحينئذ تنتقل الإمامة هذه حسب الناموس الإلهي الذي لا يتغير من الأب إلى الإبن ، ولهذا قيلت في الإمامة أنها تكوينية أي لا تخضع لمتغيرات الزمان والمكان ، شأنها شأن العلّة  والمعلول الذاتيين الذي لا ينفك أحدهما عن الآخر ، وهذا يعني أن الإمام الأب لا سلطة له في تعيين الإمام الذي سيخلفه لأنه معيّن بإرادة الله 0    

           وهذا الصراع الفكري حدث بين الشيعة أنفسهم قبل أن يمتد نحو آفاق أوسع قبيل الغيبة الكبرى مباشرة ، وذلك عندما بدأ المذهب الإسماعيلي يظهر على ساحة الأفكار الإسلامية ويُهدّد وحدة الشيعة بالتمزق الداخلي ، وكان المذهب الإسماعيلي يرى أن الإمامة الإلهية مستمرة بالصورة التي أرادها الله منذ الأزل ، وهي في نسل علي وأولاده حسب التسلسل السيني ، وهذا يعني أن الإمام الأب لا سلطة له في تعيين الإمام الذي سيخلفه لأنه معيّن بإرادة الله ، فإذا مات الوريث الشرعي الذي هو إسماعيل فلا يحق لأبيه الصادق لأن يعيّن موسى ابنه الأصغر ، بل تنتقل الإمامة إلى الإبن الأكبر من ظهر إسماعيل ، وبما أن الشيعة تبنت فكرة الإمامة الإلهية بالصورة نفسها ، فلكي تخرج من هذا المأزق قالت بفكرة البداء  لكي تلقي مسؤولية إنتقال الإمامة من إسماعيل بن جعفر إلى موسى بن جعفر  على الله وليس على الإمام الصادق ولتفنيد العقيدة الإسماعيلية 0 وكما يعلم الجميع فإن الإمامة لا زالت مستمرة عند الإسماعيليين حتى هذا اليوم ، والإمام عندهم حي حاضر ومن نسل إسماعيل ولم يحيدوا عن هذا المنحنى الفكري الذي أملاه عليهم مذهبهم قيد انملة 0

           ونعود إلى فكرة البداء ، فنقول : إنها ظهرت في أبان ظهور الفرقة الإسماعيلية التي أخذت تناهض الشيعة وتخرق وحدتها ، ولذلك لا نجد أثراً لفكرة البداء حتى أوائل القرن الثالث الهجري ، وأول إمام يخاطب بشموله للبداء هو الإمام العاشر ومن بعده الحادي عشر ، في حين أنه كان من الأجدر والأولى أن يخاطب الإمام موسى بن جعفر بشموله للبداء حيث كان هو موضوعه ، فلا الإمام موسى ولا ابنه علي الرضا ولا حفيده محمد الجواد قد خُوطبوا بكلمة فيها إشارة إلى حصول البداء بحقهم ، الأمر الذي يؤكد لنا أن اللجوء إلى تبني  فكرة البداء إنما حصل عندما أخذ التيار الإسماعيلي يشق طريقه إلى الوجود والظهور في أوائل القرن الثالث الهجري وهو عصر الإمام العاشر والحادي عشر 0

           لقد التجأ بعض أعلام الشيعة إلى البداء حتى يثبتوا تغيير مسار الإمامة من إسماعيل إلى موسى بن جعفر ، في حين أن الإمامة وإنتقالها من كابر إلى كابر وبالصورة التي رسمتها الشيعة قبل عهد الصراع بين الشيعة والتشيع لمتكن بحاجة إلى القول بالبداء ، وتغيير الإرادة الإلهية ، فبوفاة مرشح الإمامة تنتقل الإمامة إلى المرشح الثاني حسب ما يُوصي به الإمام الصادق الذي شاهد وفاة ابنه المرشح للإمامة ، ولا شك أنه قال كلمته في الإمام الذي يتولى شؤون الفتيا  والفقه بعده ، وتعيينه الوارث الشرعي فصل الخطاب 0

           إن موضوع البداء احتلّ جانباً من الكتب الشيعية ،وأفرد له بعض الأعلام فصولاً أوكتيباً يدافع عن معنى البداء وفحواه ، وإنتهى الجدل ذلك إلى الأبحاث الفلسفية  والكلامية التي احتلت أجزاءاً كثيرة من الكتب الكلامية في الإرادة الإلهية وهكذا الآجال الحتمية والمقدّرة والقدر الذي يدفعه الحذر والبلاء الذي تدفعه الصدقات وما إلى ذلك من كلام يعرفه أهل العلم والفضيلة 0 كما أن بعض أعلام الشيعة وجد الحل للخروج من مأزق البداء بالتفصيل بين النسخ التشريعي والنسخ التكويني ، وقال :إن البداء هو النسخ التكوين 0 ولست أدري إن الذين كتبوا في البداء هل وجدوا في الآية الكريمة ] يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب [ 0 حلاً لتلك المعضلة إن كانت معضلة أم لا ؟ 0 ومهما يكن من أمر فإن الذين كتبوا وألّفوا في البداء لم يُضيفوا إلا أوهاماً على أوهام وسفسطة إلى سفسطة ، ولو أنهم وجدوا حل المعضلة بالآية الكريمة التي أسلفناها لكان لهم خير طريق للخروج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه ، ولم ينته الأمر بهم للخروج منه إلى الطعن في سلطان الله وإنه تعالى كان يريد شيئاً ثم بدا له غيره 0

 

            

          

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إستباحة الشيعة لأموال ودماء أهل السنة

 

           أموال أهل السنة ودمائهم مباحة عند الشيعة حسب الروايات التي ذكروها عن أئمتهم في كتبهم المعتمدة 0 وإن عدم قيامهم بذلك في العصر الحاضر يعود إلى أنهم في هدنة مع المسلمين إلى أن يقوم قائمهم المهدي 0 وبإستقراء التاريخ نجد أن كلما قامت لهم دولة عملوا بتلك الأحقاد الدفينية ، فنجد أيام دولة العبيديين والصفويين أن أهل السنة تعرضوا للإضطهاد والتنكيل والتشريد ما لم يتعرض له اليهود والنصارى 0 وفي العصر الحاضر عندما قامت لهم دولة بقيادة المسمّى بالخميني ، نجد أن دولة الآيات قامت بنفس العمل الذي قام به العبيديون والصفويون ، ولا يزال أهل السنة في إيران يتعرضون للإبادة ، فكم عالم سني وطالب علم تعرضوا للقتل والتشريد ، ولا تزال مناطق أهل السنة محرومة من أبسط الحقوق بينما اليهود والنصارى وعبدة النار ينعمون بالحرية الدينية والإقتصادية ، ورغم الكثافة السكانية لأهل السنة في طهران إلا أنه لا يوجد لديهم مسجد واحد ، بينما لليهود والنصارى وكافة الملل والنحل لهم أماكن عبادة يقيمون شعائر دينهم 0

          

           والشيعي إذا إستطاع بطريقة ما ، الإستيلاء على أموال أهل السنة ولو قبل قيام مهديهم الموهوم ، فإن ذلك حلال بشرط أداء السحت أو ما يسمونه بـ " الخُمس " إلى مراجع التقليد عندهم 0

 

           وقد وردت عدة روايات مفتراة على أهل البيت رضوان الله عليهم في هذا الشأن منها :

           عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع) قال : خُذ مال الناصب حيثما وجدته وإدفع الينا الخُمس ([12]) 0

           وفي رواية أخرى : " مال الناصب وكل شيء يملكه حلال " ([13]) 0

           ويقول حسين البحراني في " المحاسن النفسانية " 167 : إن الأخبار الناهية عن القتل وأخذ الأموال منهم صدرت تقية أو مناً كما فعل علي (ع) بأهل البصرة 0 فإستناد شارح المفاتيح في إحترام أموالهم إلى تلك الأخبار غفلة واضحة لإعلانها بالمنّ كما عرفت 0 وأين هو عن الأخبار التي جاءت في خصوص تلك الإباحة مثل قولهم (ع) في المستفيض خذ مال الناصب أينما وقعت وإدفع لنا الخُمس، وأمثاله 0 والتحقيق في ذلك كله حلّ أموالهم ودمائهم في زمن الغيبة دون سبيهم حيث لم تكن تقية وإن كل ما جاء عنهم (ع) بالأمر بالكف فسبيله التقية منهم أو خوفاً على    شيعتهم 0

           والخميني يجوّز الإستيلاء على أموال أهل السنة ولو كانت بطريقة غير شرعية ، في حين أنه يمنع ذلك من أموال اليهود والنصارى ، فهل يعي الشيخ القرضاوي إلى أي مدى وصل الشيعة في الإستهتار بأموال ودماء أهل السنة ؟! 0

          

           ونضع بين يدي فضيلة الشيخ القرضاوي تقريراً كتبه أحد فضلاء أهل السنة في إيران وهو الأخ الدكتور عبدالرحيم ملا زاده البلوشي ، وذلك لعل الشيخ القرضاوي يُدرك مدى المعاناة التي يشعر بها المسلمون في ظل نظام الآيات ، ولعله ينصح التسخيري ومن يدين بدينه بضرورة إحترام مشاعر المسلمين إسوة باليهود والنصارى في إيران 0

           يقول الدكتور عبدالرحيم البلوشي حفظه الله تعالى : آخر الأخبار التي وصلتنا من بعض الدعاة والعلماء من السنة الذين اضطروا للخروج من جحيم إيران ، والفار بدينهم تفيد ما يلي :

إن الأجهزة المخابراتية وجنود إمام الزمان المجهولين فيها إشتد ضغطها على المساجد والمدارس والعلماء وطلاب العلم وأهل الدين والإيمان أكثر من ذي قبل ، وتنفذ في هذا الصدد من البروتوكولات الآياتية الشيطانية ما لم يفعله اليهود بعد في فلسطين المحتلة ، وقد أصبح الناس في خوف دائم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم ودينهم ، وأصبحت خطب الجمعة للسنة منحصرة في بيان بعض الأحكام الفقهية التي لا تغني عن شيء ، وأما التعرّض للحديث عن عقيدة الإسلام حسب الكتاب والسنة فقد مُنع منذ زمن بعيد ، هذا فضلاً عن التعرّض للأمور الإجتماعية والفكرية والسياسية و 00

           أضف إلى ذلك أن الخطيب يجب أن يكون ممن توافق أجهزة الأمن على إعتلائه المنبر في المساجد التي ليست للدولة أي مشاركة فيها ، لا في البناء ولا في المصروفات ، ولا في شيء إلا الرقابة والخنق ، فهي تحاول بشتى الطرق أن تجعل المدارس لأهل السنة بؤورة للفساد ، وحتى هؤلاء المشايخ المستضعفون الذين يقومون بالخطابة ، فإن نشر خطبهم بالشريط ممنوع منعاً باتاً في المناطق المهمة ، إذ أنه يعتبر من جملة النشاط الدعوي السني ، وتستدرج المخابرات ( واواك) ومكتب الخامنئي لأمور السنة ‍‍‍هؤلاء الأئمة والخطباء الذين لا حول لهم ولا قوة إلى المؤتمرات المشبوهة التي يُقصد منها إهانة السنة وعقيدتهم ،ولا يفسح المجال فيها إلا  للجهلة والمنافقين والسذج ليكونوا ومن ورائهم المذهب الذين ينتمون اليه مثار سخرية الناس والمستمعين 0

 

           هذا في الوقت الذي أغلقت فيه المخابرات الإيرانية المدارس الدينية لأهل السنة في طردستان وشمال شرق إيران ، كحوزة الإمام الشافعي في  مهاباد ، والمدرسة الدينية في صالح آباد ( سرخس ) والحوزة العلمية في مدينة مريوان المسماة بدرغاه شيحان 0

 

           كما أن هناك قرى سنية عديدة أُبيدت ومساجدها  عن بكرة أبيها واضطر الأهالي للهجرة إما إلى خارج البلد ، وهو بالضبط ما تيرده الدولة ، وإما إلى القرى الشيعية ليعيشوا أذلاء وهم يشهدون الإهانة المتواصلة أو ليتشيعوا بعد ذلك كما حدث منذ 50 سنة في بعض قرى بير جند وقرى زابل 0

 

           ونذكر على سبيل المثال القى التالية التي أُبيدت حديثاً في شرق خراسان : دولي جلال ، دولي بهلول ، بل خشتي ، خطابي شنغل ، ناري ، قلعة غيري ، هشتان ، كما أن هناك مناطق بلوشية أُبيدت عن بكرة أبيها أيضاً 0 ودمرت القرى التالية وهجرت أكثر من ألفي أسرة منذ (92 93 ) وهي : حصاروية ، رودماهي ، جناوبة ، شاه رحمان ملوسان ، غرتوت ، حول ، أسبي ، كما أنهم ردموا قنوات المياه بالجرافات ، وقلعوا أشجار التوت والعنب وغيرهما ، وقتلوا أكثر من 10 آلف رأس غنم ، وهذه القرى تبعد قرابة 100 كيلو متر عن مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان في مناطق ناروني ، وأما عدد القتلى والمساجين فحدّث ولا حرج ، والوضوع الآن أسوأ من قبل ، والدنار والنهب والخراب  نمستمر على أيدي جنود إمام الزمان 0

أما الآن في بلوشستان الإيرانية فقد بدأت المخابرات تبحث بشدة عمن لهم علاقات أو إرتباط أو أي إتصال بالعلماء الذين اضطروا تحت ضغط الحكومة للهجرة من البلد لتتمكن من القبض على هؤلاء وأولئك وتلفّق لهم بعد ذلك التهمة الجاهزة وهي الوهابية أو التجسس تمهيداً لإعدامهم وتصفيتهم كما فعلت في بلوشستان مع الشيخ عبدالعزيز القندابي وقد تكلمنا عنه سابقاً ، وكانت تهمته أنه درس العقيدة الواسطية والعقيدة الطحاوية للطلاب !!! ويالها من تهمة 0

           كما طلبت المخابرات الإيرانية (واواك) المدرس الداعية الشيخ ابراهيم الأحراري الذي سجن بسبب إتصال أجرته إذاعة BBC معه ، وحديثه عن إستشهاد د0 أحمد ميرين البلوشي في وقته أي في عام 1996 ، وأطلق سراحه أخيراً بكفالة مالية كبيرة ، ولا نشك أنهم سوف يقتلونه إذا إستطاعوا ، ثم طلبته المخابرات وإستجوبته من جديد ، كعادتها الدورية مع جميع طلبة العلم من السنة في إيران ، ومن ضمن الأسئلة التي وجهت اليه :

ما هي علاقتك بـ ( عبدالرحيم ملا زاده ) الذي التجأ إلى لندن ، ومن هم  أصدقاؤه وتلاميذه وآراؤه ، ولماذا خرج من إيران ، وماذا يريد ؟0 وبما أن الرجل لم يكن له أي إتصال معه فقد أجاب بالنفي ، ثم طلبت المخابرات منه أن يتصل به ، فأجاب بأن ليس لديه أي إتصال به ، ولا يعرف رقمه ، فقالوا له نحن نعطيك الرقم فإتصل به ، تمهيداً للتجسس والإغتيال ، وعندما رفض  الشيخ إبراهيم الأحراري التجسس والتعاون معهم ، هدّدوه وقالوا له : إذا لم تقبل فسنرسلك عند هبدالعزيز الكاظمي ( وهو من السنة الخراسانيين ومن مقيمي زاهدان الذ استشهد رحمه الله عام 1996 ، وقطعوا لحمه كالوحوش ثم رموا جثته بالشارع إرهاباً للناس ولم يعترفوا بقتله علناً ، ولكنهم في المخابرات يفتخرون بهذه الأعمال الوحشية ودون تقية ) ، ثم هجم ثلاثة من زبانية إمام الزمان على الشيخ إبراهيم الأحراري وأشبعهوه ضرباً وإهانة كعادتهم مع جميع الدعاة وطلبة العلم من أهل السنة في إيران كلها ، ثم هددوه بالقتل إذا لم يقبل التعاون معهم 0

 

           وبعد ذلك طلبوا شحصاً آخر من السنة وهو الشيخ عبدالغفور لشكرزهي القاضي الوحي من السنة للأحوال الشخصية ([14]) ، وطلبوا منه نفس الطلب ، أي الإتصال بملا زاده في لندن ، فلم يقبل ، وقد تم إستجوابه لعدة ساعات وطلبوا منه أن يكتب خلاصة عن حياة صاحبه ، وسألهم إذا كنتم تخافون من الرجل فإنه كان في الداخل ، فلماذا لم تسمحوا له بالعمل وأغلقتم عليه كل مجال كي لا يخرج ؟ ، فقالوا كعادتهم : إنه كان له أهداف أخرى 0

           ثم طلبوا طبيباً بلوشياً ، وهو د0محمد اريش واستجوبوه في نفس الموضوع ، كما أن المخابرات فجّرت عيادته في عام 1992 ، وذلك لأن الحكومة الإيرانية بقيادة مرشد الثورة علي الخامنئي الذي كان في عهد الشاه منفياً في بلوشستان لا تريد أي سني يحقّق أي نجاح ، حاولوا إرهابه ليخرج من البلد ، رغم أنه حاز نجاحاً بارزاً في عمله وهو جراحة العيون 0

           وقد أخبرنا ونحن مسؤولون أما الله لنقل هذه الأخبار طبيب سني فقال : والله إن عملاء المخابرات من شيعة زابل ( إسم منطقة ) يسرقون أدوات الجراحة من بين أيدينا أثناء قيامنا بإجراء العلمليات الجراحية ليتسببوا في فشلها وبالتالي في تشويه سمعتنا 0

           وقد روى طبيب بنغالي هذه الحادثة المؤلمة ، قال : لما كنت في مستشفى خاتم الأنبياء في مدينه زاهدان أُتي بشاب بلوشي سني مصاب في حادث سير ، فأدرت إسعافه ، فما كان من زملائي الأطباء الشيعة إلا أن زجروني ،وقالوا لي : اتركه ليموت ، هذا بلوشي سني 0 هذا كان في بدايات الثورة وفي وقت كانوا بأشد الحاجة إلى وجود السنة في جانبهم ، وأما الآن فإنهم لا يخجلون من إرتكاب أي جرم وحتى هتك الأعراض ، ولولا الحياء لكنا نروي مآسي من هتك الحرمات 0

           أما بعض العلماء والمثقفين والدارسين من السنة ما زالوا رهن الإعتقال ، ونعرف أماكن السجون التي تضمهم ، فهم : مولانا الشيخ إبراهيم دامني الذي لم يقترف جُرماً إلا أنه منع الناس أن يعتنقوا التشيع أو ينتخبوا شيعياً مأجوراً حشّاشاً كنائب عن السنة 0 وإن كانت الدولة أتت من بعد ذلك بالقوة ، ولم يوافق على تعيين إماماً للجمعة في مسجده من أزلام المخابرات ، فحكموا عليه بالسجن بسبعة  عشر عاماً ، وما بين فترة وأخرى يُحاكم من جديد ، بعدما دام تعذيبه طوال هذه السنين 0

           والآخرون من المساجين هم : الأخ إقبال الأيوبي من إيرانشهر ، والشيخ أنور هواري ، وفيصل سيباهيان المتخرجان من الجامعة الإسلامية ، وواحد بخش لشكرزهي ، وهؤلاء من شباب جماعة إسلامية كبيرة ، والغريب في الأمر أن أنصار هذه الجماعة يسجنون في إيران وإخوانهم في البلدان العربية لا يزالون يسكتون عن مخازي الجمهورية الطائفية بل يدافعون عنها !! إلى متى هذه المداهنة والمجامة بشأن الدين ؟!

          

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نجاسة أهل السنة

 

 

           تعتبر الشيعة أهل السنة شرٌ من اليهود والنصارى بل هم أنجاس مثل الكلاب والخنازير وسائر النجاسات الحسّية 0 وقد يعجب فضيلة الشيخ القرضاوي من مثل هذا الكلام ، ولكن عجبه يزول حينما نذكر له ذلك من كتب القوم لعله يراجع موقفه منهم 0

 

ونحن لا نتقوّل عليهم بل نذكر من كتبهم الموثوقة لديهم 0 فهاهو نعمة الله الجزائري يقول يقول في كتابه " الأنوار النعمانية" ج2 ص 306 : " إنه([15]) نجس وإنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وإنه كافر بإجماع علماء الإمامية 0

ويُضيف في نفس الصفحة :  ورتبّوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا   المعنى 0

قد يتبادر إلى ذهن فضيلة الشيخ القرضاوي أن هذا الكلام صادر عن بعض غلاة الشيعة وإنه لا يمثل عقيدة الشيعة 0 وإن الشيعة في العصر الحاضر يختلفون عن أسلافهم في هذه النظرة إلى أهل السنة 0

والحقيقة إن عقيدة الشيعة منذ أن أرسى عبد الله بن سبأ قواعدها ‘ ‘إلى العصر الحاضر لم  تتغير 0 وسوف نحاول إثبات هذه الجزئية بأقوال بعض المعاصرين الذين يصفهم الشيخ القرضاوي بالإعتدال ، ومن أولئك " الخميني" الذي يعتبره الشيخ القرضاوي وكثير من السائرين على نهجه أنه شخصية معتدلة 0

 

الخميني يقرّ هذه العقيدة بل يُجب إعتقادها لدى مقلديه 0 ونحن لا نتقول أو نقتري عليه فهذا ليس من الأدب في شيء ، إنما نحاكمه بما سطرّه في كتبه 0

يقول الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة المجلد الأول ص118 : باب في النجاسات : وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توّقف ذلك على جحودهما الراجع إلى الرسالة 0

 

ونسأل فضيلة الشيخ القرضاوي هل أهل السنة يُنكرون رسالة الحبيب المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التسليم ؟ هل الخميني صادق فيما يقول ؟ أم هو كاذب مفتري على المسلمين 0

ويقول الخميني أيضاً في كتابه "زبدة الأحكام" ص52 : وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان 0

 

وإيماناً من الشيعة بتلك القضية جعل المجرم الأثيم الشاه عباس الصفوي لعنه الله تعالى وأخزاه من قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى مكاناً لقضاء الحاجة وقد سبقه في هذا الإجرام جده الشاه إسماعيل حينما أخرج عظام الإمام أبي حنيفة ووضع مكانها كلباً أسوداً 0 وقد ذكر نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية "2/324 : إن السلطان الأعظم شاه عباس الأول لما فتح بغداد أمر بأن يجعل قبر أبي حنيفة كنيفاً 0وقد واقف وقفاً شرعياً بغلتين وأمر بربطهما على رأس السوق ، حتى إن كل من يريد الغائط يركبهما ويمضي إلى قبر أبي حنيفة لقضاء الحاجة 0 وقد طلب خادم قبره يوماً فقال له : ما تخدم في هذا القبر وأبو حنيفة الآن في أسفل الجحيم؟ 0 فقال : إن في هذا القبر كلباً أسوداً دفنه جدك الشاه إسماعيل لما فتح بغداد قبلك فأخرج عظام أبي حنيفة وجعل موضعها كلباً أسوداً فأنا أخدم ذلك الكلب 0

 

ويقول الخوئي - كتاب الطهارة ـ الثاني ج 3  ص 76 :  إن كون الناصب أنجس من الكلب لعله من جهة إن الناصب نجس من جهتين وهما جهتا ظاهره وباطنه لان الناصب محكوم بالنجاسة الظاهريه لنصبه كما انه نجس من حيث باطنه وروحه وهذا بخلاف الكلب لان النجاسة فيه من ناحية ظاهره فحسب و " دعوى "([16]) : إن الحكم بنجاسة الناصب بعيد لكثرة النصب في دولة بني أمية ومساورة الأئمة ع وأصحابهم مع النصاب حيث كانوا يدخلون بيوتهم كما انهم كانوا يدخلون على الأئمة ع ومع ذلك لم يرد شئ من رواياتنا ما يدل على لزوم التجنب عن مساورتهم ولا إن الأئمة اجتنبوا عنهم بأنفسهم فهذا كاشف قطعي عن عدم نجاسة الناصب لأنه لولا ذلك لأشاروا ع بذلك وبينوا نجاسة الناصب ولو لأصحابهم وقد عرفت أنه لا عين ولا أثر منه في شئ من رواياتنا " مدفوعة " : بما نبه عليه شيخنا الأنصاري  وحاصله إن انتشار أغلب الأحكام إنما كان في عصر الصادقين ع فمن الجائز أن يكون كفر النواصب أيضا منتشراً في عصرهما ع فمخالطة أصحاب الأئمة معهم في دولة بني أمية إنما كانت من جهة عدم علمهم بنجاسة الناصب في ذلك الزمان و توضيحه : إن النواصب إنما كثروا من عهد معاوية إلى عصر العباسيين لان الناس مجبولون على دين ملوكهم والمرؤوس يتقرب إلى رئيسه بما يحبه الرئيس وكان معاوية يسب أمير المؤمنين ع علناً([17]) ويعلن عدواته له جهراً ولأجله كثر النواصب في زمانه إلى عصر العباسيين . ولا يبعد أنهم - ع - لم يبينوا نجاسة الناصب في ذلك العصر مراعاة لعدم تضيق الأمر على شيعتهم فان نجاسة الناصب كانت توقعهم في حرج شديد لكثرة مساورتهم ومخالطتهم معه أو من جهة مراعاة الخوف والتقية فانهم كانوا جماعة كثيرين ومن هنا أخروا بيانها إلى عصر العباسيين حيث انهم كانوا يوالون الأئمة - ع - ظاهرا ولاسيما المأمون ولم ينصب العداوة لأهل البيت إلا قليل . وما ذكرناه هو السر في عدم اجتناب أصحابهم عن الناصب وأما الأئمة بأنفسهم فلم يظهر عدم تجنبهم عنهم بوجه ومعه لا مسوغ لرد ما ورد من الرواية في نجاستهم بمجرد استعباد كفره وان الناصب لو كان نجساً لبينها الأئمة (ع) لأصحابهم  و خواصهم .

 

ويقول محمد صادق الروحاني - فقه الصادق ج 3  ص 302 :

 والدليل على نجاسة هذه الطائفة هو الدليل على نجاسة النواصب لأنهم من اظهر افرادهم . ويؤيده ما عن الفضل: دخل على آبي جعفر(ع) رجل محصور عظيم البطن فجلس معه على سريره فحياه به ورجب به فلما قام ( عليه السلام ) هذا من الخوارج كما هو قال : قلت : مشرك ؟ فقال : مشرك والله مشرك . لإطلاق التنزيل .

 وأما الطائفة الثالثة : فعن غير واحد : دعوى الإجماع على نجاستهم ، ويشهد لها خبر إبن أبي يعفور : إن الله تعالى لم يخلق خلقا انجس من الكلب ، وان الناصب لنا أهل البيت انجس منه . وأورد عليه تارة : بأن النجاسة القابلة للزيادة والنقيصة هي المعنوية ، وإلا فالنجاسة الظاهرية التي ليست حقيقتها سوى الاعتبار لا تقبل الزيادة والنقيصة ، وأخرى بأن طائفة من النصوص تدل على أن غير الإثنا عشرية من فرق المسلمين ممن أزال الأئمة عن مراتبهم هم النواصب . كخبر محمد بن علي بن عيسى : كتبت اليه - أي إلى الهادي - ( عليه السلام ) أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى اكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما ؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب . ونحوه غيره . وحيث لا يمكن الالتزام بنجاستهم فيحمل الخبر على ما لا ينافي الإسلام الظاهري المترتب عليه الطهارة كساير الأخبار الدالة على كفرهم .

 وثالثة : باختلاط أصحاب الأئمة في دولة بني أمية مع الناصبين مع عدم معروفية تجنبهم عنهم ، بل الظاهر انهم كانوا يعاملون معهم معاملة المسلمين . وفي الجميع نظر : أما الأول : فلأن النجاسة الظاهرية باعتبار آثارها قابلة للشدة والضعف ، ولذا ترى اشتهار إن نجاسة البول اشد من نجاسة الدم . وأما الثاني : فلأن موضوع الحكم بالنجاسة في الخبر هو الناصب لأهل البيت لا مطلق الناصب ، فكون المخالف ناصبياً لا يلزم الاجتناب عنه لا ينافي نجاسة الناصب بالمعني الأخص . واما الثالث : فلأن انتشار اكثر الأحكام إنما يكون من زمان الصادقين عليهما السلام ، فليكن هذا الحكم منها . فتحصل : أن الأقوى دلالة الخبر على النجاسة ، ويؤيدها خبر الفضل عن الإمام الباقر(ع) : عن المرأة العارفة أزوجها الناصب ؟ قال(ع) : لا ،لأن الناصب كافر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشيعة ونكاح أهل السنة

 

           على إثر إصدار الشيعة حكم التكفير والضلالة على أهل السنة ، رتبّوا كافة الأحكام الفقهية الناتجة على ذلك الحكم وطبّقوها على أهل    السنة 0

           لذا فإننا نراهم لا يجيزون نكاح أهل السنة ، بل إنهم يفضلّون نكاح اليهود والنصارى والمجوس على نكاح أهل السنة 0 لأن أهل السنة عندهم أكفر من اليهود والنصارى 0

           وقد ورد في ذلك عدة روايات ، ونذكر بعض أقوال علمائهم ومروياتهم في ذلك ، لعل فضيلة الشيخ القرضاوي يقتنع بأن الخلاف بين الشيعة والمسلمين في الأصول قبل الفروع 0

           يقول الرافضي حسين العصفور في " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص 154 : وأما الجواب عن الثانية وهي أنه على القول بكفرهم وتنجيسهم هل التمتع ببناتهم ونسائهم جائز أم لا ؟ 0فالظاهر أن كل من قال بكفرهم ونجاستهم لا إرتياب عنده في المنع من التمتع ببناتهم ونسائهم 0 والظاهر أن عطف نسائهم على بناتهم في كلامه من باب عطف العام على الخاص 0

           وقد ذكر الأصحاب في هذا المقام بالنسبة إلى جواز التمتع من الناصبة المنع إلا أنهم بين قولين : وقائل بالمنع فيها مطلقاً ، وقائل بتقييدها بالمعلية 0 والظاهر أنهم أرادوا بها من تحقّق نصبها بالمعنى الذي ذكرناه عنهم ، وهو نصب العداوة لأهل البيت (ع) دون مطلق المخالفة كما اخترناه ، وهو الحق هنا هو التعميم لدلالة الأخبار على ذلك 0 وممن صرّح بالتعميم المفيد في رسالته المتعة ، والأخبار في ذلك مستفيضه 0

           ويقول ص 157 بعد أن إستعرض الروايات الدالة على نكاح أهل السنة : وأنت إذا تأملت هذه الأحاديث من أولها إلى آخرها ، ظهر لك منها الجزم بالتحريم في التمتع بالناصبية على وجه لا يحوم حوله شك ، على أنك عرفت سابقاً أنه ليس الناصب إلا عبارة عن التقديم على علي (ع) غيره ، سواء أعلنت العداوة لهم أو لشيعتهم أم لا ، فتعليق التحريم على الإعلان كما إدّعاه أكثر فقهائنا أو على تحقّق العداوة كما عليه آخرون تقييد لهذه النصوص من غير حاجة 0

           ويقول أيضاً ص 161 : فالقول بالتحريم إن لم يكونوا معلنين بالنصب أو التفصيل بين النساء والرجال ، فيجوز نكاح نسائهم ، ولا يجوز لنسائنا مناكحتهم ضعيف جداً بين ما حققناه ، فإلتزام التحريم في النكاح مطلقاً ودواماً وملك يمين من الجانبين هو المعتمد إلا أن تُوجبه التقية 0

           ومن منطلق تحريم الرافضة نكاح أهل السنة ، فإن بعض علماء الرافضة ينكرون أن تكون رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما من بنات النبي r وانه عليه الصلاة والسلام زوجهما عثمان رضي الله عنه ، كما صرّح بذلك نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " ج1 ص 80-81 ، و أبو القاسم الكوفي في كتابه " الإستغاثة في بدع الثلاثة " 1/75 ، والأعجب من ذلك ما زعمته الشيعة بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتزوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما إلا بالإكراه ، وأن علياً رضي الله عنه لم يستطع الرفض ، وأن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حاول مع علي رضي الله عنه مراراً من أجل الموافقة على ذلك الزواج لكي لا ينتزع عمر من العباس رضي الله عنهما السقاية وزمزم ، وإن عمر إنما تزوج جنّية متمثلة في صورة أم كلثوم رضي الله عنها ، وإن إسم تلك الجنّية : سحيفة بنت جريرية من أهل نجران وهي يهودية ، ذكر ذلك أبو القاسم الكوفي في كتابه " الإستغاثة في بدع الثلاثة " 1/92- 94 ، محمد باقر المجلسي في " بحار الأنوار 42/88 و 106 ، نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " 1/81 84، ويمكن للقارئ الرجوع إلى كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة" 83 94 للوقوف على حقيقة هذا الهراء 0

           ورغبة في إختصار الموضوع نذكر بعض الروايات عند الشيعة التي تصرّح بذلك 0

(1) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن المرأة   العارفة ([18]) هل أزوّجها الناصب ؟ 0

قال :لا ، لأن الناصب كافر 0

قلت : فأزوجها لرجل غير الناصب ولا العارف ؟ 0

فقال : عيره أحبّ إليّ منه ([19]) 0

           (2) عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة المعروفة بذلك ([20]) 0

           (3) عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال : قال له الفضيل : أتزوج الناصبة ؟

قال : لا ، ولا كرامة 0

قلت : جعلت فداك والله إني لأقول لك هذا ، ولو جاءني بيت ملآن دراهم ما فعلت ([21]) 0

           (4) عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن الناصب الذي قد عرف نصبه وعداوته هل يزوّجه المؤمن([22]) وهو قادر على ردّه وهو لا يعلم بردّه 0

قال : لا يتزوج المؤمن الناصبة ولا يتزوج الناصب المؤمنة 0 ولا يتزوج المستضعف مؤمنة ([23]) 0

           (5) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أباعبدالله (ع) عن نكاح الناصب 0

فقال : لا ، والله ما يحل 0

قال فضيل : ثم سألته مرة أخرى، فقلت : جعلت فداك ما تقول في   نكاحهم ؟ 0

قال : والمرأة عارفة ؟ 0

قلت : عارفة 0

قال : إن العارفة لا توضع إلا عند عارف ([24]) 0

           (6) عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال : سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية 0

فقال : نكاحهما أحبّ إليّ من نكاح الناصبية ([25]) 0

           (7) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : تزوّج اليهودية أفضل 0 أو قال : خير من تزوّج الناصبي والناصبية ([26]) 0

           (8) عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) أنه أتاه قوم من أهل خراسان من وراء النهر ، فقال لهم : تصافحون أهل بلادكم ([27]) وتناكحون ؟        إما إنكم إذا صافحتموهم إنقطعت عروة من عرى الإسلام ، وإذا ناكحتموهم إنهتك الحجاب بينكم وبين الله عز وجل ([28]) 0

           (9) عن سليمان الحمار عن أبي عبد الله (ع) قال : لا ينبغي للرجل المسلم منكم أن يتزوج الناصبية ، ولا يزوّج ابنته ناصبياً ولا يطرحها عنده([29]) 0

           (10) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن المرأة العارفة هل أزوّجها الناصب ؟

قال : لا ، لأن الناصب كافر ([30]) 0

           (11) عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال : ذكر   النصّاب 0

فقال : لا تناكحهم ولا تأكل ذبيحتهم ولا تسكن معهم ([31]) 0

           (12) عن يونس عن أبي عبد الله (ع) قال : لا تُزوّج المنافقة على المؤمنة ، وتزوّج المؤمنة على المنافقة ([32]) 0

           (13) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (ع) عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه 0

فقال :لا تناكحه ولا تصل خلفه([33]) 0

           (14) عن عبد الله بن بكير عن التفضيل بن يسار قال : قلت لأبي جعفر (ع) : إن لامرأتي أختاً مسلمة لا بأس برأيها وليس بالبصرة أحد ، فما ترى في تزويجها من الناس ؟ 0

فقال : لا تزوجها إلا ممن هو على رأيها ،وتزويج المرأة التي ليست بناصبة لا بأس به ([34]) 0

 

 

الصلاة خلف أهل السنة

 

الشيعة لا تُجوّز الصلاة خلف أهل السنة ، إلا ما كانعن تقية  يتقي بها الشيعي أهل السنة ، حيث إن السني عند الشيعة كافر نجس 0

ولق وردت روايات كثيرة في هذا الشأن ، نُتخف فضيلة الشيخ القرضاوي ببعضها لعله يعي حقيقة الشيعة تجاه أهل السنة 0

(1) عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (ع) عن الصلاة خلف المخالفين 0

فقال : ما هم عندي إلا بمنزلة الجدار ([35]) 0

           (2) عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه 0

فقال : لا تناكحه ولا تصل خلفه ([36]) 0

 

 

 

           (3) عن علي بن سعد البصري قال : قلت لأبي عبدالله (ع) إني نازل في بني عدي ، ومؤذنهم وإمامهم وجميع أهل المسجد عثمانية ([37]) يبرؤون منكم ومن شيعتكم ، وإني نازل فيهم ، فما ترى الصلاة خلف  الإمام ؟ 0

قال : صل خلفه 0

قال :قال : وإحتسب بما تسمع 0 ولو قدمت البصرة وسألت الفضيل إبن يسار ، وأخبرته بما أفتيتك ، فخذ بقول الفضيل ودع قولي 0

فقال : هو أعلم ، لكني سمعته وسمعت أباه يقولان : لا تعتد بالصلاة خلف الناصب ، وإقرأ لنفسك كأنك وحدك 0

قال : فأخذت بقول الفضيل وتركت قول أبي عبدالله (ع) ([38]) 0

           (4) عن إسماعيل الجعفي قال : قلت لأبي جعفر (ع) : رجل يحب أمير المؤمنين ولا يبرأ من عدوه ([39]) ويقول هو أحبّ إليّ ممن خالفه 0

قال : هذا مُخلّط وهو عدو ، لا تصل خلفه ولا كرامه إلا أن تتقيه ([40]) 0

           (5) عن زرارة قال : قلت لأبي عبدالله (ع) : أكون مع الإمام ، فأفرغ من القراءة قبل أن يفرغ ؟0

قال : إبق آية ومجّد الله وإثن عليه ، فإذا فرغ فإقرأ الآية وإركع ([41]) 0

 

(6) عن إسحاق بن عمار عمن سأل أبا عبدالله (ع) قال : أُصلّي خلف من لا أقتدي به ، فإذا فراغت من قراءتي ولم يفرغ هو ؟

قال : فسبّح حتى يفرغ ([42]) 0

           (7) عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : إذا صليت خلف إمام لا تقتدي به فإقرأ خلفه ، سمعت قراءته أو لم تسمع ([43]) 0

           (8) عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر (ع) : جعلت فداك إنّا نصلّي مع هؤلاء يومالجمعة ، وهم يصلّون في الوقت ، فكيف نصنع ؟ 0

فقال : صلّوا معهم 0

فخرج حمران إلى زرارة فقال له : قد أمرنا أن نصلّي معهم بصلاتهم 0

فقال زرارة : ما يكون هذا إلا بتأويل 0

فقال له حمران : قم حتى نسمع منه 0

قال : فدخلنا عليه 0 فقال له زرارة : جعلت فداك إن حمران زعم أنك أمرتنا أن نصلّي معهم فأنكرت ذلك 0

فقال لنا : كان علي بن الحسين (ع) يصلّي معهم الركعتين فإذا فرغوا فأضاف اليهما ركعتين ([44]) 0

           فأي دين أو مذهب يُربّي أتباعه على النفاق والمداراة مثل الشيعة ، حتى أصبح النفاق والرياء من خصائص دين الشيعة 0

          

 

           (9) عن يعقوب بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن (ع) : جعلت فداك تحضر صلاة الظهر ، فلا نقدر أن ننزل في الوقت حتى ينزلوا وننزل معم ، فنصلّي ثم يقومون فيسرعون ، فنقوم فنصلّي العصر ونُريهم كأنا نركع ، ثم ينزلون العصر فيقدموننا فنصلّي بهم ؟ 0

فقال : صلّ بهم ، لا صلّى الله عليهم ([45]) 0

           عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله (ع) إني أدخل المسجد فأجد الإمام قد ركع وقد ركع القوم فلا يمكنني أن أُذّن وأُقيم وأُكبّر ؟ 0

فقال لي : فإذا كان ذلك ، فأُدخل معهم في الركعة وإعتدّ بها فإنها من أفضل ركعاتك 0

قال إسحاق : فلما سمعت اذان المغرب وأنا على بابي قاعد قلت للغلام : انظر أقيمت الصلاة ؟ 0 فجاءني فقال : نعم 0 فقمت مبادراً ، فدخلت المسجد فوجدت الناس قد ركعوا ، فركعت مع أول صف أدركته واعتددت بها ، ثم صليت بعد الإنصراف أربع ركعات ثم إنصرفت

وتزعم الشيعة أن الصلاة خلف أهل السنة تقية ونفاق في الصف الأول تعادل  في أجرها كمن صلّى خلف النبي r ، وفات واضع هذه الرواية أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين قد نالوا الأجر العظيم بصلاتهم خلف رسول الله r ، ولا أعتقد أن الرافضة يعتقدون بهذا 0

           عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال : من صلّى معهم في الصف الأول كان كمن صلّى خلف رسول الله r ([46]) 0

           وفي إعتقاد الرافضة أن الشيعي إذا صلّى في بيته ثم أتى مسجداً من مساجد المسلمين فصلّى معهم فيسلب حسنات الجميع ، ولا أدري بأي منطق أم بأي عقيدة يمكن للعاقل أن يُصدّق هذا الهراء ؟0

           عن الحسين بن عبدالله الأرجائي عن أبي عبدالله (ع) قال : من صلّى في منزله ثم أتى مسجداً من مساجدهم فصلّى معهم ، خرج بحسناتهم ([47]) 0

 

 

الصلاة على موتى أهل السنة

 

           نظراً لتكفير الشيعة لأهل السنة فإنهم لا يجوزون الصلاة عليهم، ولكن إذا إضطرتهم التقية إلى فعل ذلك ، فإنهم في صلاتهم  يدعون عليه بالويل والثبور والعذاب وتسليط الهوام عليه ، نسأل الله العظيم أن لا يحوج المسلمين إلى صلاة الشيعة عليهم 0

 

واليك أقوال علمائهم الذين صرّحوا بهذا المعتقد لئلا يتهمنا البعض بأننا نلقي الكلام على عواهنه دون دليل أو برهان 0

 

1- الشهيد الأول- الذكرى  ص 60 : فيه وإن كان ناصبياً فليقل ما رواه عامر بن السمط عن الصادق ( ع ) إن منافقاً مات فخرج الحسين ( ع ) فقال مولى له افر من جنازته0 فقال: قم عن يميني فما تسمعني أقول فقل مثله0 فلما أن كبّر عليه وليّه 0قال الحسين ( ع ) الله أكبر اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخر عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك أذقه اشد عذابك فإنه كان يتوالى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك 0 ونحوه رواية صفوان الجمال عن الصادق ( ع ) في القضية بعينها فقال فيها فرفع يده يعني الحسين ( ع ) وعن الحلبي عنه ( ع ) اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فإنه كان يتولى أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره وذكر ابن أبى عقيل أن ذلك المنافق سعيد بن العاص0 فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه وعن محمد بن مسلم عن أحدهما ( ع ) أن كان جاحدا للحق فقل اللهم إملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلّط عليه الحيات والعقارب قاله أبى لامرأة سوء من بني أمية وزاد واجعل الشيطان لها قريناً 0 فسأله محمد بن مسلم لأي شئ قال : تعضضها الحيات وتلسعها العقارب والشيطان يقارنها في قبرها0 قال : أو لم تجد ألم ذلك؟ 0 قال نعم 0

2 المفيد: المقنعة  ص 229 :إن كان ناصباً فصلّ عليه تقية ، وقل بعد التكبيرة الرابعة : " عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً ، فاخزه في عبادك ، وبلادك ، واصله أشد نارك ، اللهم إنه كان يوالى أعداءك ، ويعادى أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، فاحش قبره نارا ، ومن بين يديه نارا ، وعن يمينه نارا ، وعن شماله نارا ، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب 0

 روى عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى على المؤمنين ، ويكبر خمساً، ويصلى على أهل النفاق سوى من ورد النهى عن الصلاة عليهم ، فيكبر أربعا ، فرقا بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت فكبر أربعا قطعوا عليه بالنفاق . ومما يعضد هذه الرواية عنهم عليهم السلام ، ويزيدها برهانا برهان صحتها ، ما أجمع عليه أهل النقل : أن أمير المؤمنين عليه السلام صلى على سهل بن حنيف رحمه الله فكبر خمساً ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : إنه من أهل بدر، إيضاحاً عن وجوب الخمس تكبيرات على أهل الإيمان ، ونفياً للشبهة0

3 -الطوسي: مصباح المتهجد  ص 525 : إن كان مخالفاً معانداً دعا عليه ولعنه .

4 - الطوسي: الرسائل العشر  ص 195 : يدعو بعدها للميت إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً0

5 - الطوسي- النهاية  ص 145 : يكبر الرابعة ويدعوا للميت إن كان مؤمناً فإن لم يكن كذلك ، وكان ناصباً معلنا بذلك لعنه 0

6 - الطوسي: الاقتصاد  ص 276 : الرابعة فيدعو بعدها للميت إن كان مؤمناً وعليه إن كان منافقاً 0

7 - الطوسي :المبسوط ج 1  ص 185 : ثم يكبر الرابعة ويدعو للميت إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان ناصبا ويلعنه ويبرء منه 0

8 - علي بن بابويه- فقه الرضا  ص 187 :إن كان ناصباً فقل : اللهم إنا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش جوفه نارا ، وقبره ناراً ، وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه .

9 - الصدوق(!!!): المقنع  ص 70 :  وإذا صليت على المنافق فقل بين التكبيرة الرابعة والخامسة : " اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم اصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فانه كان يوالي أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه .

10 - القاضي ابن البراج : المهذب ج 1  ص 131 :إن كان الميت ناصباً فقل : " عبدك ابن عبديك لا نعلم منه إلا شرا فأخذه من عبادك وبلادك وأصله اشد نارك ، اللهم انه كان يوالى أعدائك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك فاحش قبره نارا ومن بين يديه نارا وعن شماله نارا وسلط عليه في قبره الحيات 0

 11 -ابن زهرة الحلبي: غنية النزوع  ص 104 :إن كان مخالفاً للحق دعا عليه بما هو أهله 0

 12 - أبو المجد الحلبي - إشارة السبق ج 1  ص 104 : ، وبعد الرابعة بالترحم على الميت إن كان محقاً ، وعليه إن كان مبطلاً 0

13 -ابن إدريس الحلي - السرائر ج 1  ص 359 : ثم يكبر الرابعة ، ويدعو للميت إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان مخالفا لاعتقاد الحق ، ويلعنه ويبرأ منه 0

14 - بهاء الدين العاملي- الحبل المتين  ص 68 : المشيع للجنازة قدامها وخلفها وعن أحد جانبيها مما لا خلاف لاحد في جوازه إذا لم يكن الميت ناصبياً إنما الخلاف في أن أي الأنواع افضل فالذي عليه كثير من الأصحاب أن المشي خلفها أو عن أحد جانبيها افضل من المشي أمامها بل جعلوا المشي أمامها مكروها وقال المحقق في المعتبر مشي المشيع وراء الجنازة أو مع جانبيها افضل من تقدمها غير إني لا اكره المشي أمامها بل هو مباح انتهى واستدل على الأفضلية المذكورة بأنها متبوعة وليست تابعة وبما تضمنه الحديث الثالث عشر وبما رواه سدير عن آبي جعفر عليه السلم قال من احب أن يمشي مشي الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير وقال ابن أبي عقيل بوجوب التأخر خلف جنازة الناصبي لما روي من استقبال ملائكة العذاب 0

15- الفاضل الآبي - كشف الرموز ج 1  ص 193 :

 للميت في الرابعة إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً 0

16- المحقق الحلي - المعتبر ج 2  ص 351 : يدعى بعد الرابعة للميت إن كان مؤمناً، وعليه إن كان منافقاً 0

17- المحقق الحلي - شرائع الإسلام ج 1  ص 82 : ويستحب عقيب الرابعة : أن يدعو له إن كان مؤمناً ، وعليه إن كان منافقاً 0

18- الحلي - تحرير الاحكام ج 1  ص 19 : يكبر ويدعو للميت إن كان مؤمناً وعليه إن كان منافقاً0

19- ابن فهد الحلي - المهذب البارع ج 1  ص 429 : للميت في الرابعة إن كان مؤمنا ، وعليه إن كان منافقا

20 - الاردبيلي - مجمع الفائدة ج 2  ص 433 : و فيه دلالة على عدم وجوب الدعاء على المنافقين فعلى المخالف بالطريق الأولى ولعل المراد بالمنافقين ، هم الكفار الذين يظهرون الإيمان 0

21 - الفيض الكاشاني- التحفة السنية  ص 354 : حسنة الحلبي إذا صليت على عدو الله فقل اللهم انا لا نعلم منه إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه وفي حسنة محمد بن مسلم عن أحدهما ( ع ) وإن كان جاحداً للحق فقل اللهم إملأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات 0

22 - البحراني - الحدائق الناضرة ج 10  ص 414 :لا يخفى أن ما دل على الإنصراف بعد الرابعة إنما ورد في صلاته صلى الله عليه وآله على منافقي زمانه وحكاية صلاته عليهم ، وما ورد في الدعاء عليهم إنما ورد في الصلاة على النصاب والمخالفين من أهل السنة وان عبر عنهم بالمنافقين أيضاً في بعض الأخبار . وها أنا أسوق ما وقفت عليه من الأخبار في ذلك لتطلع على صحة ما هنالك ، فمن ذلك مار واه في الكافي عن عامر بن السمط عن أبي عبد الله ( ع ) ( أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن على ( عليهما السلام ) يمشى معه فلقيه مولى له فقال له الحسين ( ع ) أين تذهب يا فلان ؟ فقال له مولاه افر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها . فقال له الحسين ( ع ) انظر أن تقوم على يميني ما تسمعني أقول فقل مثله . فلما إن كبر عليه وليه قال الحسين ( ع ) : الله اكبر العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك واصله حر نارك أذقه أشد عذابك فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله وما رواه في الكافي والفقيه في الصحيح عن الحلبي عن أبى عبد الله ( ع )  قال : ( إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إن فلانا لا نعلم منه إلا انه عدولك ولرسولك صلى الله عليه وآله اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره . وإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) . وما رواه في الكافي في الصحيح أو الحسن عن محمد بن مسلم عن أحدهما (ع) قال : ( إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املا جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر ( ع ) لامرأة سوء من بنى أمية صلى عليها أبي ، وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها   قريناً ) .

وقال في كتاب الفقه الرضوى في تتمة العبارة الأولى مما قدمنا نقله عنه : وإذا كان الميت مخالفا فقل في تكبيرك الرابعة : اللهم اخز عبدك وابن عبدك هذا اللهم اصله حر نارك اللهم أذقه اليم عذابك وشديد عقوبتك وأورده نارا أملا جوفه نارا وضيق عليه لحده فانه كان معاديا لأوليائك ومتواليا لأعدائك . اللهم لا تخفّف عنه العذاب وإصبب عليه العذاب صباً . فإذا رفع جنازته فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) . وهذه الروايات كلها كما ترى ظاهرة في المخالف من أهل السنة 0

ويقول أيضاً في الحدائق الناضرة ج 10  ص 448 : ثم تكبر الخامسة وتنصرف وإذا كان ناصبا فقل : اللهم انا لا نعلم إلا انه عدولك ولرسولك اللهم فاحش جوفه نارا وقبره نارا وعجله إلى النار فانه كان يتولى أعداءك ويعادى أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك صلى الله عليه وآله اللهم ضيق عليه قبره . وإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه وان كان مستضعفا فقل : اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وإذا لم تدر ما حاله فقل : اللهم إن كان يحب الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه ) والكلام هنا كما تقدم من ظهور كون الصلاة على هؤلاء بهذا النحو من غير التكبيرات الخمس التي في الصلاة على المؤمن 0

23 - الفاضل الهندي - كشف اللثام ج 2  ص 353 : الدعاء للميت إذا كان مؤمنا ( ولعنه إن كان منافقاً ) أي مخالفاً ، كما في المنتهى والسرائر والكافي والجامع ، وبمعناه ما في الغنية والإشارة من الدعاء على   المخالف ، وفي الاقتصاد وكتب المحقّق : الدعاء عليه إن كان منافقاً من غير نص أو دلالة على معنى المنافق . وفي المصباح ومختصره : لعن المنافق المعاند ، وفي النهاية : لعن الناصب المعلن والتبرؤ منه، وفي المبسوط : لعن الناصب والتبرؤ منه ، وفي الوسيلة : الدعاء على   الناصب ، وفي المقنعة  والهداية : الدعاء على المنافق بما في صحيح صفوان بن مهران عن الصادق عليه السلام من قول الحسين عليه السلام على منافق : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم أصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك . ونحوه ما في خبر عامر بن السمط وزاد في أوله : اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة . وفي المقنعة والمهذب وشرح جمل السيد للقاضي الدعاء على الناصب بما في خبر صفوان ، لكن زاد في أوله : عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شراً ، ثم قال : فاخزه في عبادك ، إلى آخر ما مر محفوظاً عنه0 قوله أذقه حر عذابك والفاء في فانه كان وزاد في آخره : فاحش قبره ناراً ومن بين يديه ناراً وعن يمينه ناراً وعن شماله ناراً ، وسلًط عليه في قبره الحيات والعقارب . وقال الصادق عليه السلام في صحيح الحلبي : إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم انا لا نعلم منه إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره ، فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه . وفي حسنه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في جنازة ابن أبى : اللهم احش جوفه نارا واملا قبره نارا واصله نارا . ولاختصاص هذه الأخبار بالناصب ، ونحو ابن أبى اقتصر من اقتصر على الناصب أو المنافق . ومما نص على الجاحد للحق حسن ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال : إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املا جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب  . وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سؤ من بني أمية صلى عليها أبي ، وزاد : واجعل الشيطان لها قرينا فسأله ابن مسلم : لأي شي يجعل الحيات والعقارب في قبرها ؟ فقال : إن الحيات يعضضنها والعقارب يلسعنها والشيطان يقارنها في قبرها ، قال : أو تجد ألم ذلك ؟ قال : نعم شديداً .

24 السبزواري ذخيرة المعاد ج 2  ص 329 : ويدعو عليه أي على الميت إن كان منافقا لعل المراد بالمنافق المخالف بقرينة المقابلة وفسره بعضهم بالناصب وذكر الشيخ في المبسوط الناصب وفي النهاية الناصب المعلن به واكثر الأخبار الآتية يقتضي الاختصاص به وبعضها يقتضي العموم والظاهر من كلام المصنف وغيره إن ذلك على سبيل الوجوب كما في قرينة وقال الشهيد في الذكرى والظاهر إن الدعاء على هذا القسم غير واجب لان التكبير عليه أربع وبها يخرج من الصلوة وهو استدلال ضعيف إذ لا دليل على اشتراط أن يكون الدعاء على الميت أوله بعد الرابعة نعم يفهم عدم وجوب الدعاء على المنافق من رواية أم سلمة السابقة عن قريب وكذا من رواية إسماعيل بن همام الآتية عند شرح قول المصنف ثم يكبر الخامسة فيمكن انسحاب حكمه في المخالف مع تأمل فيه وقد ورد الأمر بالدعاء على المنافق في عدة روايات منها ما رواه ابن بابويه عن صفوان بن مهران الجمال في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) انه قال مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي ،  فلقى مولى له فقال له إلى أين تذهب ؟ 0 فقال : افرّ من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه فقال له الحسين قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال فرفع يديه فقال اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك اللهم اصله اشد نارك اللهم أذقه حر عذابك فانه كان يوالى أعدائك ويعادى أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك وروى الكلينى في الحسن عن عامر بن السمط ما يقرب من الخبر السابق وفيه فلما ان كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنه مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك إلى آخر ما مر في الحديث السابق ومنها ما رواه الكليني عن الحلبي في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبى عبد الله ( ع ) قال إذا صليت على عدو لله فقل اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره ناراً واحش جوفه ناراً وعجل به إلى النار فانه كان يتولى أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق على قبره فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه 0 ومنها ما رواه عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: إن كان جاحداً للحق فقل اللهم إملأ جوفه ناراً وقبره ناراً وسلّط عليه الحيات والعقارب0وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سوء من بني أمية صلّى عليها ابي0 وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قريناً الحديث 0 وروى ابن بابويه عن عبيد الله بن علي الحلبي في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) انه قال إذا صليت على عدو لله عز وجل فقل اللهم انا لا نعلم إلا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل :  اللهم لا ترفعه ولا تزكه 0 ومنها مار واه الكليني عن ابن أبى نصر قال يقول اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك اللهم اصله نارك واذقه اشد عذابك فانه كان يعادي أوليائك ويوالي أعدائك ويبغض أهل بيت نبيك 0 وعن حماد بن عثمان في الصحيح عن أبى عبد الله ( ع ) أو عن من ذكره عن أبى عبد الله ( ع ) قال ماتت امرأة من بني أمية فحضرها فلما صلوا عليها ورفعوها وصارت على أيدي الرجال قال اللهم ضعها ولا ترفعها ولا تزكها قال وكانت عدوه لله قال ولا اعلم إلا قال ولنا واعلم إن هذه الروايات غير ناهضة بإثبات الوجوب بناء على ما قررناه مراراً من أن الأمر المجرد عن قرينة خارجة في الأخبار الخاصية غير واضحة الدلالة على الوجوب مع معارضتها بما يفهم من رواية أم سلمة السابقة في الجملة فالحكم بوجوب الدعاء على المخالف 0

25 - محمد العاملي - مدارك الأحكام ج 4  ص 170 : ورد بالأمر بالدعاء على المنافق روايات : منها ما رواه ابن بابويه في الصحيح ، عن صفوان بن مهران الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : " مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي فلقي مولى له فقال له ، إلى أين تذهب ؟ فقال : أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه ، فقال له الحسين عليه السلام : قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال : فرفع يديه فقال : اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم اصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت  نبيك ". وما رواه الكليني في الحسن ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام ، قال : " إن كان جاحدا للحق فقل : اللهم املأ جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب "  .

26 - ويقول الجواهري في: جواهر الكلام ج 12  ص 48-50 :  (المنافق فأربع ولا سلام فيها ) 0وقال الصادق (ع) في صحيح هشام بن سالم :( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكبر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين أربعاً ، فإذا كبر على رجل أربعاً اتهم ) إلى غير ذلك من النصوص التي بها يقيد إطلاق نصوص الخمس ، لا أنه يجمع بينها بالتخيير بين الانصراف بالرابعة وبين الدعاء عليه بعدها ثم يكبر الخامسة كما في حواشي الكتاب للكركي ، ضرورة مخالفته لقواعد المذهب ، على أن الاقتصار على الأربع لا ينافي وجوب الدعاء عليه الذي قد يدل عليه قول أحدهما (ع) في صحيح ابن مسلم : ( إن كان جاحداً  للحق فقل : اللهم املأ جوفه ناراً  وقبره ناراً  وسلط عليه الحيات والعقارب وذلك قاله أبو جعفر (ع) لامرأة سوء من بني أمية صلى عليها أبي فقال : هذه المقالة واجعل الشيطان لها قرينا 0 قال محمد ابن مسلم : فقلت له : لأي شئ يجعل الحيات والعقارب في قبرها 0قال : إن الحيات يعضضنها والعقارب يلدغنها والشيطان يقارنها في قبرها 0 قلت : ويجد ألم ذلك؟0 قال : نعم شديداً0

 وفي خبر عامر بن السمط عن أبي عبد الله (ع) ( إن رجلاً  من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي معه فلقيه مولى له0 فقال له الحسين (ع) : أين تذهب يا فلان ؟ فقال له مولاه : أفرّ من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها ، فقال له الحسين (ع) : انظر أن تقوم على يميني فيما تسمعني أقول فقل مثله ، فلما أن كبّر عليه وليّه0 قال الحسين (ع): الله أكبر اللهم العن فلاناً عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة ، اللهم اخر عبدك في عبادك وبلادك وأصله حر نارك ، اللهم أذقه أشد عذابك ، فانه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك 0

 ورواه صفوان مثله بدون ذكر اللعن كالمحكي عن المقنعة والهداية من الدعاء عليه بذلك ، كما أن في الأولى والمحكي عن المهذب وشرح الجمل للقاضي الدعاء على الناصب بما في خبر صفوان لكن زادا في أوله ( عبدك وابن عبدك لا نعلم منه إلا شرا " - ثم قالا - : فاخزه في عبادك ) إلى آخر ما مر محذوفاً منه قوله : ( أذقه أشد عذابك ) والفاء في ( فانه كان ) وزادا في آخره ( فاحش قبره ناراً  ومن بين يديه ناراً ، وعن يمينه ناراً ، وعن شماله ناراً ، وسلط عليه في قبره الحيات والعقارب )0

 وفي خبر أحمد عن البزنطي قال : ( اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك ) الحديث .

وفي صحيح الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إن فلاناً لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره ناراً ، واحش جوفه ناراً،وعجل به إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه ) 0

وفي حسنه ( إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في جنازة ابن أبي : اللهم احش جوفه نارا " واملأ قبره نارا " وأصله نارا " ) . فما في الذكرى والدروس وتبعه المحقق الثاني وتلميذه والفاضل الميسي والكاشاني من عدم الوجوب للأصل المقطوع بما عرفت ، ولأن التكبير عليه أربع وبها يخرج عن الصلاة الذي فيه ما لا يخفى - واضح الضعف ، بل المحكي عنه في حواشيه والموجز وشرحه وغيرها ، بل قيل : إنه ظاهر كثير من الأصحاب الوجوب ، نعم قد يتم عدم الوجوب بناءاً على عدم مشروعية الصلاة عليه إلا للتقية ، مع إمكان القول بالوجوب على هذا التقدير وإن بعد عملا " بظاهر الأمر في خبري الحلبي وابن مسلم لكن في كشف اللثام ( وهل يجب اللعن أو الدعاء عليه ؟ وجهان من الأصل وعدم وجوب الصلاة إلا ضرورة إن قلنا بذلك ، فكيف يجب أجزاؤها ، وهو خيرة الشهيد ، قال : لأن التكبير عليه أربع ، وبها يخرج من الصلاة ، وعليه منع ظاهر ، ومن ظاهر الأمر في خبري الحلبي وابن مسلم ) قلت : لا يخفى عليك قوة الثاني على المختار من وجوب الصلاة عليه ، لأن المراد به هنا نصا وفتوى خصوصاً مع مقابلته بالمؤمن في الصحيح السابق المخالف كما صرح به جماعة ، بل في كشف اللثام في شرح قول الفاضل : ( ولعنه إن كان منافقاً ) أي مخالفاً كما في المنتهى والسرائر والكافي والجامع ، وبمعناه ما في الغنية و من الدعاء على المخالف ، فما عن المصباح ومختصره من التعبير بلعن - ، والنهاية لعن الناصب المعلن والتبري منه ، والمبسوط لعن الناصب والتبري منه والوسيلة0

 الدعاء على الناصب لا يخلو من نظر إن أريد منه التخصيص ، وحمل جميع هذه النصوص على الناصب - والمنافق في إسلامه لا داعي له بل ولا شاهد عليه ، بل لا يبعد كون التعبير عنه بالمنافق ونحوه في النصوص للتقية . ضرورة عدم مشروعية الصلاة على غيره من الناصب والمنافق حقيقة إلا على بعض الوجوه التي ترجع معها إلى صورة الصلاة كالصلاة على عبد الله بن أبي الذي صلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد يدل الدعاء عليه على الدعاء على المخالف أيضا إلغاء للفرق بينهما وتنقيحا المناط فيهما ، كما أن ما هو ظاهر في الناصب كذلك أيضا ، بل على بعض التفاسير له يشمل سائر المخالفين ، بل قد يقال باتحادهم في الحكم معه هنا وإن لم يكونوا متظاهرين بالعداوة لآل محمد (ع) تخيلاً منهم أنهم على عقيدتهم في الرضا عن الأول والثاني والثالث([48]) ، وإلا فهم أعداء لأعدائهم ومنهم آل محمد (ع) وأوليائهم وتدليس الحال للتقية لا يرفع أصل العداوة كما هو واضح ، فقد يقال حينئذ بوجوب لعنهم أو رجحانه كما هو ظاهر القواعد والمحكي عن المنتهى والسرائر والكافي والجامع فضلاً عن الدعاء عليهم بغيره ، وإن كان الأقوى عدم وجوبه أي اللعن بإطلاق الأدلة السابقة الذي لا ينافيه فعل الحسين (ع) وإن أمر وليه بقوله بعد تسليم كون الذي صلى عليه منهم لا ناصبا أو منافقا في إسلامه أو محكوما بكفره أو قلنا باشتراك الجميع في ذلك ، لكن الأولى في الجمع بينه وبين غيره من النصوص القول بوجوب الدعاء عليه من غير توقيت بدعاء مخصوص ، والله أعلم .

27 - فقه ابن أبي عقيل العماني  ص 118 : إن كان ناصبياً فليقل ما رواه عامر ابن السمط عن الصادق عليه السلام أن منافقا مات فخرج الحسين عليه السلام فقال مولى له أفر من جنازته ، فقال " قم عن يميني فما تسمعني أقول فقل مثله ، فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام : الله أكبر ، اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة ، اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك ، وأصله حر نارك ، وأذقه أشد عذابك ، فإنه كان يتوالى أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك " ونحوه رواية صفوان الجمال عن الصادق عليه السلام في القضية بعينها ، فقال فيها " فرفع يده يعني الحسين عليه السلام " وعن الحلبي عنه عليه السلام " اللهم إن فلانا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار ، فإنه كان يتولى أعداءك ، ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره " وذكر ابن أبي عقيل أن ذلك المنافق سعيد بن العاص " .

28 - آقا رضا الهمداني - مصباح الفقيه ج 4  ص 501 : كان الميت منافقاً أو ناصبياً وشبهه من الفرق المنتحلة للإسلام المحكوم بكفرهم إذا اقتضت الضرورة الصلاة عليه أو كان مخالفا اقتصر المصلي على أتربع تكبيرات وانصرف بالرابعة أما في المنافق والنواصب وغيرهما من الفرق الذين حكم بكفرهم فلأنه لا تجب الصلاة عليهم بل لا تشرع إلا لتقية وشبهها وهي لا تقتضي إلا الإتيان بصورة الصلاة عليهم كذلك مضافا إلى دلالة الروايات بالآتية عليه واما المخالف فإنّا وان قلنا بوجوب الصلاة عليه ولكن الصلاة الواجبة عليه ليست إلا ما كان صلاة في مذهبه وهي ما اشتملت على أربع تكبيرات إلزاما له بما الزم نفسه وفي المدارك قال في شرح العبارة المراد بالمنافق هنا المخالف كما يدل عليه ذكره في مقابلة المؤمن في الأخبار وكلام الأصحاب 0 أقول مقابلته بالمؤمن من يقتضي حمله على إرادة الأعم لا خصوص المخالف اللهم إلا أن يجعل تصريحهم بعدم وجوب الصلاة على من عداهم من الفرق المخالفة للحق المحكوم بكفرهم قرينة على التخصيص وكيف كان فيدل على اختصاص خمس تكبيرات بالمؤمن صحيحة إسماعيل بن سعد الاشعري عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن الصلاة على الميت فقال أما المؤمن فخمس تكبيرات واما المنافق فاربع ولا سلام فيها0 والروايات المستفيضة التي أشار اليها المفيد في مقنعته بقوله: روى عن الصادقين انهم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على المؤمنين ويكبّر عليهم خمساً ويصلي على أهل النفاق ، سوى من ورد النهي عن الصلاة عليهم فيكبر اربعاً فرقا بينهم وبين أهل الإيمان ، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت وكبر عليه اربعاً قطعوا عليه بالنفاق 0 منها صحيحة هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكبّر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين اربعاً ، فاذا كبّر على رجل اربعاً اتهم يعني بالنفاق وخبر أم سلمة وخبر إسماعيل بن همام المتقدمان0 وما ورد في غير واحد من الأخبار التي سيأتي نقلها عند تعرض المصنف لبيان ما ينبغي أن يقال في الصلاة على المنافق من الدعاء عليه باللعن والخزي ليس منافياً للاقتصار على أربع تكبيرات والانصراف بالرابعة إذ لا ينحصر موضع الدعاء للميت أو عليه في كونه عقيب الرابعة بل قد عرفت أن الأفضل بل الاحوط الإتيان به بين كل تكبيرتين وما نسب إلى المشهور من وجوب توزيع الأدعية على التكبيرات وان موضع الدعاء للميت بعد الرابعة فمرادهم تعين الدعاء للميت عقيب الرابعة لا انحصار موضع الدعاء فيه كيف وقد ورد في جملة من الأخبار الأمر بالدعاء له بين كل تكبيرتين بل قد يلوح من بعض الروايات الواردة في الصلاة على المنافق وقوع الدعاء عليه بعد الأولى مثل خبر عامر بن السمط عن أبى عبد الله عليه السلام أن رجلاً من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي عليه السلام يمشي معه فلقيه مولى له فقال له الحسين عليه السلام أين تذهب يا فلان فقال له موليه افر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه فقال له الحسين عليه السلام انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أقول فقل مثله فلما أن كبر وليه قال الحسين عليه السلام الله اكبر اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك في عبادتك واصله حر نارك اللهم أذقه اشد عذابك فانه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت

29 - محمد أمين زين الدين - كلمة التقوى ج 1  ص 217 : [ المسألة 720 ] تجب الصلاة على كل ميت مسلم ، سواء كان عادلاً أم فاسقاً ، وشهيداً أم غيره ، حتى مرتكب الكبائر وقاتل نفسه ، وحتى المخالف في مذهبه على الاحوط ، اذا لم يكن ناصبياً ولا خارجياً أو غالياً ، وتجب على أطفال المسلمين إذا بلغوا ست سنين ، ولا تجب على من كان عمره اقل من ذلك ، وفي استحباب الصلاة عليه تأمل ، نعم ، لا بأس بالإتيان بها برجاء المطلوبية . ولا تجوز الصلاة على الكافر بجميع أقسامه حتى المرتد إذا مات بغير توبة ، ومن حكم بكفره من الفرق المنتسبة إلى الإسلام .

 

           ربما يقول فضيلة الشيخ القرضاوي إن هذا إعتقاد الغلاة والقدماء رغم أن بعض الذين ذكرناهم من المعاصرين ولا يمثل رأي المعاصرين من الشيعة 0

           أعتقد أن الشيخ القرضاوي يؤمن بإعتدال الخميني ويصفه بأنه من دعاة الوحدة بين المسلمين والشيعة ، فهاهو الخميني يجتّر ذلك المعتقد ويقول في كتابه " تحرير الوسيلة " 1/79 : يجب الصلاة على كل مسلم وإن كان مخالفاً  للحق على الأصح ([49]) ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن إنتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ومن وجد ميتاً في بلاد المسلمين يلحق بهم 0

           ويقول أيضاً في نفس الصفحة : يعتبر في المصلي على الميت أن يكون مؤمناً ، فلا يجزئ صلاة المخالف فضلاً عن الكافر ، ولا يعتبر فيه

 

وجوب مخالفة أهل السنة

 

من الأمور المسلّم بها عند الشيعة قاطبة وجوب مخالفة أهل السنة في الأخبار فضلاً عن العقائد ، حتى أن مقياس صحة أي خبر عند الشيعة لابد أن يكون ما عليه أهل السنة 0

وقد يستنكر فضيلة الشيخ القرضاوي هذا الأمر ، ونحن لا نسوق هذا جزافاً ولا نذكره من كتب الأقدمين من علماء الشيعة ، بل نذكر هذا من كتاب لأحد علماء الشيعة الذي إنخدع به كثير ممن يتصدرون الدعوة الإسلامية ، فهاهو الخميني يذكر سبب المخالفة في رسالته " التعادل والترجيح " 82 : عن إسحاق الأرجائي رفعه قال : قال أبو عبد الله (ع) : أتدري لم أُمرتم بخلاف ما تقول     العامة ؟ 0

قلت :لا أدري 0

قال : إن علياً لم يكن يدين لله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء لا يعلمون عنه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم ليلتبسوا على الناس 0

           فالسبب عند الخميني ومن يدين بدينه أن الصحابة رضوا الله عليهم أجمعين يستفتون علياً رضي الله عنه فيما أشكل عليهم ، ثم يضعون نقيضه ، فلهذا خبر الشيعة لا يوافق خبر أهل السنة إلا عن تقية وسيأتي تفصيله 0 فما رأي الشيخ القرضاوي بهذا الكلام الصادر عن كبيرهم في العصر الحاضر 0

           الصحابة لم يكونوا بالصورة القاتمة من الحقد والكراهية التي صوّرها الخميني وجميع الشيعة في تعاملهم مع علي رضي الله عنه ، بل يُفضلّونه على أنفسهم في كثير من الأحيان 0 والشيعة قلبوا حقائق التاريخ وكتبوه بمداد من الحقد والكراهية للجيل المثالي0

           ولا أعلم أي جريرة إرتكبها الصحابة رضوان الله عليهم أعظم من نصرة المصطفى r ونشر الإسلام وفدائه بالمال والروح والقضاء على ملة الكفر والممالك المجوسية الخميني أحد أحفادها البررة فأراد أن ينتقم لسلفه بتشويه سيرة من أذلّ أجداده 0

           التاريخ رغم أنف المجوس ومن يلهج بذكرهم والعمل على إعادة سيرتهم حفظ لنا المواقف المشرفة التي وقفها صحابة الرسول r في الدفاع عن الإسلام ورسول الإسلام r ، وسجّل المواقف المخزية لمن اتخذوا التشيع ستاراً للنيل من الإسلام ورسوله r ورجاله مثل النصير الطوسي الذي يترحم عليه الخميني ، لا رحم الله فيهما مغرز إبرة 0

           ويقول الخميني أيضاً ص 80 81 من" التعادل والترجيح " : البحث الثاني في حال الأخبار الواردة في مخالفة العامة وهي أيضاً  طائفتان :

أحديهما : ما رودت في خصوص الخبر المتعارضين 0

وثانيتهما : ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقاً 0

فمن الأولى : مصححة عبد الرحمن بن أبي عبد الله وفيها : فإن لم تجدوهما في كتاب الله فأعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه 0

           وعن رسالة القطب أيضاً بسند فيه إرسال عن الحسن بن الري   قال : قال أبو عبد الله (ع) : إذا  ورد عليكم حديثان فخذوا بما خالف   القوم 0

           وعنها بإسناده عن الحسن بن الجهم قال : قلت للعبد الصالح ([50]) هل يسعنا فيما ورد علينا منكم إلا التسليم لكم 0

فقال : لا ، والله لا يسعكم إلا التسليم لنا 0

فقلت : فيُروى عن أبي عبد الله (ع) شيء ويُروى خلافه ، فأيهما نأخذ ؟ 0

فقال : خذ بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتنبه 0

           وعلّق الخميني على ما سبق بقوله : ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع إعتبار سند بعضها بل صحة بعضها على الظاهر ، وإشتهار مضمونها بين الأصحاب بل هو المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء 0

           وترجيح المتعارض عند الشيعة بما يخالف أهل السنة إنما هو نتيجة تنافر أدلة أحكامهم وعقائدهم وعدم تآلفها ، بينها خلاف في مدلولات رواياتهم ، فأبسط شيء عندهم هو الأخذ بما يخالف أهل السنة 0

           ويقول أيضاً ص 82 : ومن الطائفة الثانية  : عن العيون بإسناده عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا (ع) : يحدث الأمر أجد من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك " 0

قال : إئت فقيه البلد فاستفته من أمرك ، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه 0

           وعلّق على الرواية بقوله : موردها صورة الإضطرار وعدم طريق إلى الواقع فأرشده إلى طريق يرجع اليه لدى سد الطرق 0

           فمعرفة ما يخفى من أحكام لدى الشيعي وهو ببلد على ما هو خلاف عليه هو إستفتائه علماء البلد والأخذ بخلاف ما يقول ، فإن الحق فيه 0

           والخميني والشيعة قاطبة يرون أنه إذا صدرت عن الإمام المعصوم فتوى توافق ما عليه أهل السنة ، ففتياه تقية ، لأنهما أضداد يستحيل اللقاء بينهما إلا إذا إجتمع الليل والنهار والظل والحرور والهدى والضلال 0

           وفي ذلك يذكر الخميني ص 82 : عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله (ع) قال : ما سمعته مني يُشبه قول الناس ففيه التقية ، وما سمعت مني لا يسبه قول الناس فلا تقية فيه 0

           وعلّق عليها قائلاً : لا يبعد أن يكون مراده شباهة قول الناس في آرائهم وأهوائهم كالقول بالجبر والقياس والفتاوي الباطلة المعروفة عنهم كالقول بالعول والتعصيب 0

           وعند الخميني ومن يدين بدينه لا يتم إيمان الشيعي إلا إذا خالف أهل السنة ، ومن لم يكن كذلك فهو آثم  ودينه ليس كاملاً ، وفي ذلك يقول الخميني ص 83 : وأما قوله في رواية شيعتنا المسلّمون لأمرنا الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا 0

           وقوله في رواية أخرى : ما أنتم على شيء مما هم عليه ، ولا هم على شيء ، إنما هو إقبال على باطل سواء كان ذلك عبادة أو غير ذلك 0

           وأما قوله في صحيحة إسماعيل بن بزيع : إذا رأيت الناس يُقبلون على شيء فاجتنبه 0

           يدل على أن إقبالهم على شيء وإصرارهم به يدل على بطلانه ، وعلى أي حال لا إشكال في أن مخالفة العامة من مرجحات باب   التعارض 0

           فهذا رأي الخميني في وجوب مخالفة أهل السنة ، ولم ينفرد الخميني بهذا الإعتقاد ، بل هو دين كافة علماء الشيعة 0

 

ويقول ناصر مكارم الشيرازي وهو أحد مراجع التقليد عند الشيعة في كتابه " أنوار الأصول " ج3 ص 588 590 : الثاني في أنه لماذا تكون مخالفة العامة([51]) من  المرجحات ؟ 0

والإحتمالات فيه أربعة ( قد أشرنا إلى بعضها في تقسير قوله(ع)" فإن الرشد في خلافهم" في البحث عن جواز التعدي عن المرجحات  المنصوصة ) :

1)                    كون الترجيح بها لمجرد التعبد من الشرع لا لغيره0

2)                    أن يكون الرشد في نفس المخالفة لهم لحسنها ورجحانها فيكون للمخالفة  موضوعية 0

3)       أن يكون لها طريقية إلى ما هو الأقرب إلى الواقع ، فالترجيح بالمخالفة معهم من باب أن الخبر المخالف أقرب إلى الواقع ، لأن الرشد والحق غالباً يكون خالفهم والغيّ والباطل في ما وافقهم 0

4)       أن يكون لها طريقية إلى إحتمال وجود التقية ( أي طريقية جهتية ، خلافاً للإحتمال الثالث الذي كان للمخالفة فيه طريقية مضمونية ) فيكون الترجيح بها لأجل إنفتاح باب التقية فيما وافقهم وإنسداده فيما  خالفهم 0

والبحث هنا في تحديد ما يستظهر من روايات الباب وإن الظاهر منها ماذا ؟0

فنقول :

أما الوجه الأول فلا إشكال في أنه ظاهرة التعليل الوارد فيها كما لا يخفى 0

وأما الوجه الثاني فهو بعيد جداً لكونه مخالفاً لظاهر التعليل الوارد فيها أيضاً، فإن الرشد بمعنى الوصول إلى الحق وسلوك طريق الهداية 0

مضافاً إلى أنه خلاف ما ورد كثيرة من الأمر بالحضور في تشييع جنائزهم وعيادة مرضاهم والحضور في جماعاتهم وغير  ذلك([52]) 0

أما الوجه الثالث فيمكن أن يُستشهد له أولاً : بما رواه أبو إسحاق الأرجاني رفعه قال : قال أبوعبدالله (ع) : أتدري لم أُمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامة0 فقلت : لا أدري 0 فقال : إن علياً (ع) لم يكن يدين لله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين(ع) عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم يلتبسوا على الناس 0

فإن ظاهرها أن هناك كان تعمّد في مخالفة العامة لآراء أهل البيت (ع) ولازمه أن الغلبة في مخالفتهم للواقع فلابد في موارد الشك من الرجوع إلى ما هو موافق للواقع غالباً وهو المخالف لآراء العامة 0

ويُستشهد لهذا الوجه ثانياً : بما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله(ع) قال : ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ولا هم على شيء ما أنتم    فيه ([53]) ، فخالفوهم فما هم من الحنفية على شيء 0

فيبقى الوجه الرابع ـ، ويشهد له ما رواه عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله(ع) قال : ما سمعته مني يُشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يُشبه قول الناس فلا تقية فيه([54]) 0

إن قلت : الظاهر من قوله (ع) في المقبولة :" ما خالف العامة ففيه الرشاد " إنما هو الإحتمال الثالث لمكان التعبير بالرشاد الظاهر في الموافقة مع الواقع والحق 0

قلنا : إن الإنصاف إن قوله (ع) هذا ظاهر في الطريقية إجمالاً  الدائر أمرها بين الوجه الثالث والرابع فلا يمكن الإستدلال به لشيء منهما بل الظاهر هو الوجه الرابع بتناسب الحكم والموضوع في  المقام 0

فقد ظهر إلى هنا أن المتعيّن في المقام إنما هو الوجه الرابع، ولازمه إختصاص مرجحية مخالفة العامة بموارد إحتمال التقية ، فلو كان الخبران المتعارضان واردين في عصر لا يحتمل فيه التقية كعصر الإمام الرضا (ع) يشكل ترجيح المخالف على الموافق ، بل لابد من  الرجوع إلى سائر المرجحات  0

           ولا نظن أننا بحاجة إلى أكثر من هذا البيان الذي فضح فيه معتقد الشيعة في طريقتهم لاستنباط الأحكام ووجوب مخالفة الغير لمجرد الكره والبُغض ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى كثير من خلقه 0

 

ويمكن لفضيلة الشيخ القرضاوي مراجعة المصادر التالية ليعلم بأن مخالفة أهل السنة من المرججات عند الشيعة :

عوائد الايام  : 202 0

مستند الشيعة ج9 ص 116، ج10ص 18 ، ج12 ص 210 0

جواهر الكلام ج4 : 191، ج32 ص 235 ، ج37 : 243 0

مستمسك العروة ج1 : 402 ،  ج10 : 168 0

شرح العروة الوثقى ج1 : 387، ج2 : 62 ،

جامع المدارك ج4 : 218 ، ج6 : 322 ،

مصباح المنهاج ـ طهارة ج1 : 201 ،202 0

فقه الصادق ج7 : 422 ، ج11 ، 304 ، ج14 :47 ، ج15: 173،ج18: 202، ج20: 60 ، ج21: 315 ، ج22 : 474 ، 475 ،ج23 : 352، ج25 : 132،ج26 : 258 0

منهاج الفقاهة ج1 : 45 ، ج5 : 176 0

 

           ومن منطلق وجوب مخالفة الشيعة لأهل السنة ، فإنهم يزعمون بأن كل خبر ورد موافقاً لأهل السنة فهو تقية ، لذا كثيراً ما يُصدم القارئ لكتب الشيعة بأقوال : ورد تقية لأنه مذهب العامة ( يقصدون أهل السنة ) أو محمول على التقية لموافقته مذهب العامة إلى غير ذلك من العبارات التي يضيق المقام بذكرها ، ومن أراد الإستزادة فعليه بمراجعة الكتب التالية ، وهي غيض من فيض ، ولو أردنا إستقصاء ذلك لاحتجنا إلى مجلدات 0وسوف نقتصر على الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة  :

الكافي ج 2 : 6 ، ج 3 : 19 ،  52 ، 53 ، 72 ، 146 ، 148 ، 153 ، 183 ،  207 ، 323 ،  332 ، 356 ، 399 ، 401 ، 437 ، 453 ، 458 ، 531 ، 532 ، 543 ، 564 ، ج 4 : 79 ، 85 ، 91 ، 121 ، 136 ، 141 ، 147 ، 148 ، 190 ، 296 ، 298 ، 304 ، 321 ، 332 ، 342 ، 380 ،  424 ، 427 ، 510 ، 522 ، 536 ، 537 ، ج 5 : 234 ، 236 ، 277 ، 402 ، 423 ، 426 ، 436 ، 439 ، 531 ، 532 ، ج 6 : 118 ، 119 ، 136 ، 155 ، 160 ، 161 ، 202 ، 263 ، 263 ، 264 ، 281 ، 410 ، 469 ، 7 : 15 ، 115 ، 146 ، 147 ، 155 ، 162 ، 182 ، 299 ، 357 ، 367 ، 379 ، 413 ، ج 8 : 246 ، 285 ، 295 0

الاستبصار ج 1 : 7 ، 33 ، 48 ، 49 ، 59 ، 60 ، 61 ، 62 ، 64 ، 65 ، 66 ، 72 ، 83 ، 85 ، 86 ، 95 ، 112 ، 129 ، 153 ، 171 ، 178 ، 180 ، 188 ، 190 ، 191 ، 210 ، 211 ، 235 ، 285 ، 291 ، 307 ، 308 ، 312 ، 316 ، 319 ، 331 ، 334 ، 335 ، 340 ، 341 ، 344 ، 349 ، 380 ، 382 ، 385 ، 387 ، 404 ، 417 ، 418 ، 420 ، 430 ، 431 ، 448 ، 451 ، 470 ، 475 ، 477 ، 478 ، 479 ، 480 ، 481 ، 487 ، ج 2 : 22 ، 40 ، 48 ، 52 ، 79 ، 85 ، 88 ، 89 ، 141 ، 168 ، 172 ، 194 ، 210 ، 221 ، 237 ، 332 ، ج 3 : 5 ، 16 ، 17 ، 19 ، 24 ، 25 ، 29 ، 37 ، 47 ، 117 ، 118 ، 135 ، 142 ، 145 ، 158 ، 178 ، 180 ، 197 ، 198 ، 202 ، 203 ، 204 ، 232 ، 234 ، 240 ، 244 ، 252 ، 275 ، 283 ، 314 ، 317 ، 318 ، 319 ، 329 ، 330 ، 331 ، 374 ، 375 ، ج 4 : 43 ، 45 ، 69 ، 72 ، 75 ، 87 ، 88 ، 89 ، 90 ، 110 ، 119 ، 127 ، 140 ، 142 ، 144 ، 147 ، 148 ، 155 ، 158 ، 162 ، 163 ، 166 ، 168 ، 170 ، 172 ، 173 ، 177 ، 187 ، 188 ، 191 ، 192 ، 194 ، 195 ، 199 ، 202 ، 222 ، 224 ، 236 ، 237 ، 239 ، 240 ، 241 ، 250 ، 257 ، 282 ، 290 ، 295 ، 302 0

تهذيب الأحكام ج 1 : 32 ، 59 ، 62 ، 66 ، 91 ، 92 ، 93 ، 178 ، 279 ، 280 ، 281 ، 295 ، 335 ، 362 ، 408 ، 415 ، 446 ، ج 2 : 62 ، 63 ، 68 ، 75 ، 92 ، 109 ، 129 ، 135 ، 195 ، 211 ، 213 ، 235 ، 271 ، 288 ، 294 ، 303 ، 308 ، 320 ، ج 3 : 15 ، 37 ، 131 ، 134 ، 193 ، 195 ، 199 ، 205 ، 239 ، 278 ، 292 ، 316 ، 319 ، 321 ، ج 4 : 23 ، 82 ، 88 ، 300 ، ج 5 : 87 ، 428 ، ج 6 : 249 ، 250 ، 254 ، 257 ، 280 ، 281 ، ج 7 : 251 ، 255 ، 298 ، 317 ، 318 ، 333 ، 385 ، 416 ، 480 ، ج 8 : 17 ، 34 ، 89 ، 98 ، 99 ، 102 ، 125 ، 126 ، 127 ، 189 ، 191 ، ج 9 : 28 ، 29 ، 32 ، 77 ، 162 ، 200 ، 306 ، 307 ، 314 ، 321 ، 322 ، 331 ، 343 ، 348 ، 359 ، 368 ، 371 ، 380 ، ج 10 : 5 ، 6 ، 56 0

من لا يحضره الفقيه ج 1 : 6 ، 11 ، 40 ، 47 ، 64 ، 65 ، 67 ، 69 ، 74 ، 87 ، 99 ، 101 ، 152 ، 153 ، 158 ، 164 ، 218 ، 221 ، 262 ، 270 ، 271 ، 331 ، 332 ، 341 ، 368 ، 380 ، 383 ، 397 ، 457 ، 498 ، 499 ، 506 ، 506 ، 512 ، 513 ، ج 2 : 79 ، 86 ، 93 ، 138 ، 145 ، 148 ، 296 ، 305 ، 319 ، 321 ، 337 ، 402 ، 402 ، 487 ، 493 ، 493 ، 564 ، ج 3 : 15 ، 18 ، 41 ، 48 ، 49 ، 124 ، 155 ، 279 ، 312 ، 314 ، 331 ، 348 ، 396 ، 469 ، 476 ، 479 ، 508 ، 518 ، 523 ، 531 ، 532 ، 539 ، ج 4 : 34 ، 104 ، 194 ، 312 ، 314 ، 349 ، 416 ، 513 0

 

           ورحم الله تعالى الإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أدرك هذه الحقيقة منذ أمد بعيد ، حيث يقول رحمه الله تعالى وغفر له في كتابه "رسالة في الرد على الرافضة " ص 30 31 :إنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة الذين هم على ما عليه رسول الله r وأصحابه أصلاً للنجاة ، فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه ، وإن تركوا شيئاً فعلوه ، فخرجوا بذلك عن الدين رأساً 0 فإن الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ، وإدّعوا بأن هذه المخالفة علامة الفرقة الناجية وقد قال r : الفرقة الناجية هي السواد الأعظم وما أنا عليه وأصحابي 0 فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم فما وافقت النبي r وأصحابه هي الفرقة الناجية 0 وأهل السنة هم المتبعون لآثارهr وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق 0 فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية ، وآثار النجاة الظاهرة فيهم بإستقامتهم على الدين من غير تحريف ، وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد، ووجود العلماء والمحدّثين والأولياء والصالحين فسيهم ، وقد نزع الولاية عن الرافضه فما سمع فيهم ولي قط0

 

الفصل الثالث

إيران وحركة طالبان

 

ايران وحركة طالبان

 

تطرق التسخيري في البرنامج إلى حركة طالبان وقال : "مواقف طالبان اليوم حلقة من حلقات التآمر على الثورة الإسلامية (!!!) التي استهدفتها من جهتها الشرقية هذه المرة " 0 وأضاف التسخيري : " أي إسلام هذا يعمل على زعزعة أمن دولة القرآن أو التشكيك في مبادئها ؟" 0 وأكد : " إن الهاء الثورة الإسلامية (!!!) يصب في خانة  سياسات الإستكبار العالمي التي تدرجت في ضرب الثورة " 0

وهاجم التسخيري بشدة حركة طالبان  زاعماً أنهم ( شوهوا الكثير من القيم ) و ( عرضوا صوراً كثيرة خاطئة للإسلام ) وأنهم ( يعملون على إلها الثورة الإسلامية (!!!) وضرب أمنها الإجتماعي وضرب أمنها السياسي ) 0

وكان تعليق فضيلة الشيخ القرضاوي لا يتناسب في رده على هذه الإفتراءات  فكان مما قال : " والله أنا كنت أتوقع من صديقنا (!!!) العلامة الشيخ التسخيري لهجة أخف وأحكم من هذه اللهجة ، لأن هذه اللهجة في الحقيقة كما أشرت هي تصعد ، ونحن لسنا في حاجة إلى التصعيد "0

وحول قتل الإيرانيين السبعة من قبل حركة طالبان قال فضيلة الشيخ :"لا نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين "0

وكنا نتمنى على فضيلة الشيخ القرضاوي بأن لا يتعجل في إصدار حكمه وأن يتريث حتى تنكشف له بعض الأمور التي خفيت على كثير من الناس ، وبعد ذلك يصدر حكمه الذي يرتضيه دون إلزام المشاهدين برأيه0 كما كنا نتمنى من فضيلته بأن لا ينساق وراء أكاذيب الذي يسمي نفسه بـ " التسخيري " ، ولا أظن أن فضيلة الشيخ القرضاوي يعرف التسخيري تمام المعرفة حيث إنه  المسئول عن التبشير بالدين الشيعي في أرجاء المعمورة بتكليف من القيادة الإيرانية وإنه يصرف الملايين من أجل إغواء الشباب المسلم وإدخالهم في دين الشيعة ، وليقرأ فضيلة الشيخ القرضاوي الإحصائيات في أفريقيا وحدها كم من الشباب المسلم ارتد عن دينه وإعتنق دين الشيعة ، وكم من الكتب التي ساهم في طباعته صديقه والتي تذكر صحابة الرسول r بالسوء 0

ولجلاء الحقيقة عن موضوع نزاع إيران مع حركة طالبان أذكر لفضيلة الشيخ القرضاوي مقالاً لأحد الأساتذة المختصين بالدين الشيعي تطرق فيه إلى بيان خلفية الإيرانيين السبعة الذين تبكيهم إيران وتأسف على

 

ذلك فضيلة القرضاوي ، وليته تأسف على ألوف الشباب المسلم السنة الذين يلقون مصرعهم في دولة الصديق التسخيري ، أم إن دماء الشيعة أغلى من دم المسلمين السنة ؟!!!0 ولنذكر المقال مع العلم بأن الكاتب له إسهامات فكرية في جلاء حقيقة الشيعة وقد إستفدنا من كتبه 0 يقول كاتب المقال حفظه الله تعالى :

منذ عدة سنين والفصائل الأفغانية تتقاتل في أفغانستان،  فتارة يحتل هذا الفصيل مدينة، ثم يعود الفصيل الآخر ويخرجه منها بعد معارك ضارية، وهكذا فقد أصبحت الحروب أمراً عادياً – في هذا البلد المنكوب – لا تثير استغراب أحد، ولا تعني شيئاً مهماً بالنسبة للأمم المتحدة. أما دول الجوار فيختلف موقفها اختلافاً يتناسب مع مصالحها، فإيران منذ بداية هذه الحرب تتبنى الأحزاب الأفغانية الشيعية وتقدم لها  ولحلفائها كل أنواع الدعم،  وباكستان تدعم الطرف الذي تطمئن إليه، وقد تستبدله بطرف آخر لكنها لا تنطلق من منطلق مذهبي بل من منطلق حساباتـها الأمنية المعروفة، وقد تختلف هذه الحسابات من حكومة إلى حكومة أخرى، كما أن حسابات العسكريين الباكستانيين ربما تختلف عن حسابات المدنيين.

وبغض النظر عن تأييد هذه الدولة أو تلك من دول الجوار، فالحرب قائمة، وتكاد تكون من الأمور المنسية على المستوى العالمي..  وفي هذه الأجواء سمع العالم أن مدينة مزار شريف سقطت بأيدي قوات طالبان!!،  وليس في مثل هذا الخبر أي شيء جديد، ففي عام 1997 م سقطت هذه المدينة بأيدي قوات طالبان ثم عاد حزب الوحدة الشيعي وحلفاؤه، وأخرجوا طالبان منها بعد أن ألحقوا بـهم مذبحة فظيعة.. إذن لا شيء يدعو إلى الاستغراب والدهشة.

إيران وحدها اهتمت بسقوط مزار شريف بأيدي طالبان اهتماماً غير عادي، وتحركت على محورين:

المحور الأول: عسكري، فقد دعا مرشدُها الحرسَ الثوري إلى القيام بمناورة حربية على حدود إيران مع أفغانستان، وفي فترة زمنية قصيرة تحرك [70.000] جندي، وأجروا مناورتـهم بأسلحة متطورة، ورافق هذه المناورة تنديد بطالبان وتلويح بإعلان الحرب عليها يبلغ أحياناً حد التصريح، كما رافقها "مارشات" عسكرية تذكر ببداية الحرب العراقية الإيرانية، وفي نـهاية المناورة جاءت الأوامر من القيادة العليا ببقاء هذه القوات في مواقعها انتظاراً لصدور أوامر أخرى إليها.

وزادت حدة التوتر بعد سيطرة طالبان على مقاطعة "باميان" التي يعتبر معظم سكانـها من الشيعة، ولم يعد [70.000] جندي من حرس الثورة كافياً لتهديد طالبان، فصدرت أوامر مرشد الثورة بإرسال [200,000]  جندي من الجيش من مختلف القطاعات العسكرية، وتحرك هذا العدد الكبير حيث أخذ مواقعه على حدود إيران مع أفغانستان، وفي المقابل تحركت قوات أفغانية وأخذت مواقعها على حدود بلدهم مع إيران، وأصبحت الأجواء بين البلدين أجواء حرب.

 

أما على المحور الإعلامي والسياسي، فقد جرى تعبئة واستنفار مختلف أجهزة الإعلام ضد طالبان،  ومن يستمع إلى إذاعاتـهم المرئية وغير المرئية يظن أنه لم تعد هناك مشكلة في العالم إلا مشكلة طالبان.. هذه الحركة الهمجية المتوحشة [على حد قولهم] التي فتكت بالشعب الأفغاني الآمن، وحفرت له الأخاديد، ثم هاهي تـهدد دول الجوار، ومن باب أولى فهي تـهدد الأمن العالمي، ولهذا فقد أرسلت الوفود إلى بعض الدول العربية والعالمية لتأييدها وشد أزرها، كما تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تطلب منه معاقبة طالبان وردعها، وإذا لم ترتدع فليس هناك إلا الحرب.

ترى ما الذي فعله طالبان، وأية جريمة ارتكبوها نحو إيران حتى قامت الأخيرة بقرع طبول الحرب؟!.

تقول إيران: أقدمت حركة طالبان على قتل سبعة ديبلوماسيين إيرانيين عند اقتحامهم لمزار شريف، وطالبان ترد على هذا الادعاء بما يلي:

1 – صحيح أن عناصر من طالبان قتلوا هؤلاء الإيرانيين،  لكن هذه العناصر لم تكن منضبطة وستعاقب على هذا العمل.

2 – الإيرانيون الذين قتلوا كانوا يحاربون مع حزب الوحدة الشيعي، ولم يكونوا مسالمين يطلبون الأمان،  وكانت إيران قد طلبت منهم مغادرة مزار شريف قبل احتلال طالبان لها، لكنهم اختاروا البقاء مع كل ما يترتب عليه من تكاليف.

3 – قال المتحدث باسم طالبان وكيل أحمد متوكل ما موجزه: في عام 1997 وعندما عادت المعارضة واستولت على مزار شريف كان حزب الوحدة الشيعي قد أسر عدة آلاف من طالبان، ثم اقتادوهم إلى مناطق نائية بالبلاد، وأطلقوا عليهم النار، وقال الصحافيون الذين رأوا الجثث إن أيدي العديد منهم كانت مشدودة الوثاق، وعثر على مقابر جماعية تضم ما يصل إلى ألفي جثة غرب مزار شريف، وأضاف: في 16/9/98 عثرت طالبان على ثلاث مقابر جماعية تضم جثث [900] من طالبان قرب مزار شريف، وقتلوا [30] عنصراً من طالبان في [باميان]، واقتادوا [15] إلى الأسر في إيران.

كان المتحدث باسم طالبان يرد على نفاق الأمم المتحدة لإيران،  كما كان يرد على تـهافت ادعاءات إيران.

ومن خلال هذا الرد، بل من خلال الأدلة والشواهد الواضحة يتبين لنا أن إيران ليست طرفاً حيادياً في الحرب الأفغانية، لقد رمت بثقلها منذ بدايتها مع الأحزاب الشيعية وحلفائها، وإلا فما الذي يجعلها تبارك المجازر التي ارتكبها حزب الوحدة الشيعي التي كانت ضحيتها عدة آلاف من طلاب العلم الشرعي، والقتلة

 

اليوم معززون مكرمون في دولة رافضة إيران سواء كانوا من الشيعة أو من حلفائهم؟!.

وأين نفاق الأمم المتحدة، وهي التي لا يجوز لها الادعاء بعدم العلم، لأن أخبار القبور الجماعية نقلت بالتواتر من الأعداء والأصدقاء، ومن المراكز والمؤسسات العالمية التي كانت لا تزال موجودة في كابل وفي غيرها.

إذن: فإن قتل سبعة ديبلوماسيين ليس السبب الأساسي في الموقف الذي اتخذته إيران بعد احتلال طالبان لمزار شريف، وليست إيران من الدول التي تحترم العهود والمواثيق الدولية، وما نسينا إقدامها على احتلال السفارة الأمريكية في طهران، بعد انقلابـهم على الشاه بأشهر قليلة، ولا نسيت الأمم المتحدة المنافقة عمليات نسف السفارات، وخطف الطائرات كما أنـها لم تنس احتجاز الرهائن، ومن بين العشرات مبعوث الكنيسة الأنكليكانية الدكتور "تيري ويت" الذي ذهب وسيطاً فأصبح رهينة.. هؤلاء آخر من يحق لهم أن يتكلم عن مواثيق الأمم المتحدة، وحرمة السفارات مع عدم التعرض لرجال السلك الديبلوماسي، هذا إذا افترضنا أن الإيرانيين قتلوا داخل السفارة الإيرانية أو أنـهم من رجال السلك الديبلوماسي.

إن أجهزة الإعلام العالمية بدأت تتحدث عن السبب الحقيقي الذي دعا إيران إلى استنفار قواتـها ووضعها في حالة تأهب، فنشرات الأخبار لا تخلو من تعليق أو تصريح أو تحليل لمسؤولين  كبار يتحدثون فيه عن إيران الشيعية  وطالبان السنية وهؤلاء المسؤولون السياسيون من قادة دول الشرق أو الغرب يدلون بـهذه التصريحات بعد لقاءات لهم مع مسؤولين إيرانيين.

فنغمة الشيعة والسنة والصراع بينهما يفهمها الإعلاميون  والسياسيون من إيران وحدها، وليس من غيرها، أما الحكومات التي تنتهج شعوبـها نـهج أهل السنة والجماعة فهي لا تـهتم إلا بمصالحها،  وبكل ما يضمن لهم الاستقرار  والاستمرار على كراسي الحكم.

إيران وحدها دون غيرها أدركت أن احتلال طالبان "لمزار شريف" هذه المرة ثم "باميان" يعني قيام دولة سنية يديرها طلبة علم لم تلوثهم أوحال السياسة، وقيام هذه الدولة سيقطع الطريق على مبدأ تصدير الثورة الذي ينتهجه حكام طهران، ومن ناحية ثانية فإن قيام هذه الدولة سيفجّر صحوة سنية في شبه القارة الهندية ثم في إيران ثم في العالم الإسلامي كله، ولهذا فلابد من وأد هذه الحركة وهي في مهدها قبل أن يأتي زمن يصعب فيه القضاء عليها.

ولا بد لي هنا من الاعتراف بل الإعجاب  بقدرة الإيرانيين وشيعتهم في العالم على تنظيم أنفسهم، وتحديد هدفهم،  وتوزيع الأدوار فيما بينهم.. كما أنه لابد لي من الاعتراف بأن أهل السنة أو المنسوبين لأهل السنة لا يزالون كما كانوا عشية قيام انقلاب خميني وشيعته، وسأعقد فيما يلي مقارنة بين الطرفين:

الموقف الشيعي: هناك خلافات بين الشيعة الاثني عشرية في العالم تصل إلى حد التكفير أحياناً وهناك أيضاً معتدلون منهم ومتشددون .. لكنني عندما أتابع كل حدث هم طرف فيه ألحظ أن الفروق بينهم تختفي، والخلاف يبقى في الأسلوب وفي القيام بالدور المطلوب.

وهذا الحدث كغيره: صحفهم الناطقة بلغات كثيرة.. مراجعهم وشخصياتـهم المرموقة.. العاديون منهم..  هؤلاء جميعاً لم تعد لهم مشكلة إلا حركة طالبان، هذه الجماعة المتوحشة - على حد قولهم -  التي تنفذ المخططات الأمريكية في المنطقة.. وتحاول شق صفوف المسلمين وإثارة النعرات المذهبية بينهم.

قرأت بيانات كثيرة في هذا الشأن وكلها تدندن حول النيل من طالبان، ففي لبنان قرأت بياناً لمرجعهم حسين فضل الله، وبياناً آخر لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ولأن هذا الأخير يمثل اعتدالهم (!!) فلا بأس من نقل فقرات من بيانه:

دعا الشيخ محمد مهدي شمس الدين قادة ومرشدي وكوادر الحركات الإسلامية، إلى اتخاذ مواقف تحفظ وحدة الأمة الإسلامية، إزاء ما يجري في أفغانستان من ذبح وتدمير همجي وهتك للأعراض وهدر للدماء موضحاً أن هذا الذي يجري ليس قضية شيعية أو إيرانية،  بل قضية إسلامية عامة.. ثم أضاف قائلاً: إن طالبان عميلة لأمريكا، وإنـها ليست وطنية ولا سنية ولا مشروعاً إسلامياً. [عن الشرق الأوسط: 17/9/1998].

ليأذن لنا شمس الدين وكل من يحترم تصريحاته ويثق باعتداله في تسجيل الملحوظات التالية:

1 – أين شمس الدين من المجازر التي ارتكبها حزب الوحدة الشيعي بحق قوات طالبان وأنصاره عام 1997؟ ألم تأته أنباء القبور الجماعية، ففي قبر واحد تم اكتشاف [900 جثة].. أم أن هؤلاء عند شمس الدين كفار سنة وعملاء لأمريكا، وقدم واحد من الإيرانيين الشيعة السبعة أفضل منهم؟!.

وأين سعة صدر شمس الدين، ورقة مشاعره من المذابح التي أوقعها شيعة لبنان بسكان مخيمي صبرا وشاتيلا.. المخيمان في بيروت المدينة التي يقيم فيها رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان..  ألم يسمع أنات الثكالى وهتك أعراض العذارى من بنات أهل السنة، ألم تطرق مسامعه أخبار المسنين الذين قضوا نحبهم أو أخبار الأطفال الذين قتلوا  وهم في أحضان أمهاتـهم في الأخدود الذي حفرته منظمة أمل الشيعية لهم.. وماذا عنده من تفسير يتحفنا به – أو يفلسفه لنا – عن تناوب اليهود والموارنة والشيعة في تدمير المخيمات الفلسطينية في بيروت على رؤوس سكانـها.. أم هذه دعايات يبثها عملاء الاستعمار الذين يهدفون إلى إشاعة الفرقة؟!.

أم أن وحدة المسلمين في مفهوم الشيعة تعني  أن يفعلوا بنا كل ما يقدرون عليه من ذبح وقتل ونشر للتشيع وتصدير لثورتـهم، ونحن نبقى ساكتين، وإن قلنا لهم: كفوا أيديكم وارفعوا سيوفكم عن رقابنا اتـهمونا بمختلف الاتـهامات؟!.

- يقول شمس الدين: "إن طالبان عميلة لأمريكا، وإنـها ليست وطنية ولا سنية ولا مشروعاً إسلامياً".

ليتفضل وليحدثنا كيف توصل إلى هذه النتيجة العجيبة، والعجائب فيما يصرح به ويقوله كثير وكثير.

مبلغ علمنا وعلم كل من يتابع الأحداث أن أمريكا لم تعترف بطالبان، وكذلك الأمم المتحدة في حين يعترف هؤلاء جميعاً بحكومة رباني وحلفائه حزب الوحدة الشيعي، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى،  فهناك مشكلة يصعب حلها بين أمريكا وطالبان، فالأولى تطالب الثانية بتسليمها ابن لادن وغيره من المجاهدين الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان أيام الغزو الشيوعي، والثانية ترفض بقوة، وتقول: حتى لو قدمت لنا أمريكا أدلة مقنعة على تورط ابن لادن في تفجير سفارتيها في كل من كينيا وتنـزانيا لن نسلّمه إليهم، لأنه لا يجوز تسليم مسلم لكفار ليحاكموه في بلدانـهم، ومن جهة ثالثة فقد أقدمت أمريكا على ضرب أفغانستان بالصواريخ بسبب إيوائها لمن تسميهم بالإرهابيين، فكيف يريد منا شمس الدين أن نغفل عن هذه الحقائق كلها ونصدق ادعاءه؟!.

وإذا كان رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان يتهم طالبان بالعمالة لأمريكا دون أن يقدم دليلاً على ذلك، فنحن نقدم له بعض ما نشر من أدلة تدين إيران بـهذه التهمة.

- الشاه  وأركان نظامه نشروا في مذكراتـهم أن أمريكا كانت متورطة في التآمر عليهم لصالح انقلاب خميني، ومثل هذه المذكرات صدرت عن مسؤولين سابقين في الإدارة الأمريكية، ونظام خميني نفسه اعترف بـهذه الاتصالات، ولكنه زعم أنه لم يكن له علم بـها، وسارع إلى الحكم بالإعدام على بعض أركان الحكم مثل قطب زاده وزير الخارجية الأسبق وغيره دون أن يعطيهم فرصة ليدافعوا عن أنفسهم ويبيّنوا للملأ حقيقة موقفهم.

- بينما كانت الحرب العراقية الإيرانية  على أشدها حطت طائرة أمريكية في مطار طهران محملة بنوعية من الأسلحة، وكان على متنها وفد من الإدارة الأمريكية جاءوا برحلة سرية ليبرهنوا على صدق موقف بلدهم من النظام الإيراني،  وليتوجوا بـهذه الزيارة اتصالات بين البلدين تكللت بالنجاح،  غير أن الأمور خرجت عن نطاق السرية فاضطرت إيران إلى الإعلان عن هذه الطائرة وعن هذه الزيارة، وتأكد أن هذه الاتصالات كانت تتم بعلم الخميني، ونحيل شمس الدين وشيعته إلى الوثائق التي نشرت في أمريكا تحت عنوان "إيران غيت" ليعلموا أن ما نقوله ليس مجرد اتـهام يعوزه الدليل، وليتذكروا أن إيران هي التي أطلقت على أمريكا الشيطان الأكبر، وهذا هو تعاملهم معه، فلا حرج عليهم إذن من التعامل مع الشيطان الأصغر [أقصد إبليس].

- وإذا كانت هذه الأدلة – رغم أهميتها – غير كافية عند شمس الدين وشيعته فعندنا ما هو أدهى وأمر.

لأمر يريده الله جلَّ وعلا سقطت طائرة إسرائيلية فوق الأراضي "الأوكرانية" وسقوط طائرة فوق

أراض أجنبية لابد وأن يتصدر نشرات الأخبار في الإذاعات العالمية المرئية وغير المرئية، ولابد للبلد الذي

 

سقطت الطائرة فوق أراضيه من إجراء تحقيق لمعرفة سبب سقوط الطائرة،  ولابد من إعلان هذا التحقيق.. وجاءت نتيجة التحقيق لتقول:  إن هذه الطائرة كانت محملة بالأسلحة الإسرائيلية الصنع، وكانت الطائرة متجهة برحلة سرية إلى إيران، ولم تكن هذه أول طائرة إسرائيلية محملة بالأسلحة تصل إيران، ولا أول اتصال وتعاون مشترك بين البلدين ضد العدو المشترك – العراق -.

هذه أمثلة اخترناها على عجل لنقول من خلالها لشمس الدين:  إذا كنت ترمي طالبان بأمر لم تقدم دليلاً عليه، فالأدلة عندنا كثيرة على تورط نظام الآيات مع أمريكا ومع إسرائيل، والتاريخ الإسلامي حافل بالأدلة على تعاونكم مع أعداء الإسلام ضد أهل السنة.

الموقف السني:  إذا كان الموقف الشيعي من هذه المسألة – ومن كل مسألة خارج إطار المذهب – موحداً وهادفاً ومستنفراً، فالموقف السني ليس كذلك، ومن الممكن في هذا الصدد اختيار الأمثلة التالية:

1 – نحن نـهتم بقضايا أهل السنة والجماعة، ونتابع أخبار حركة طالبان منذ ظهورها، لكننا وحتى هذه اللحظة لم نستطع تجميع معلومات دقيقة شاملة عنها، ولا نحب أن نجازف في المواقف التي نتخذها.

وملخص ما تجمع عندنا أن أتباع هذه الحركة طلاب علم يدرسون في الكليات والمعاهد الشرعية في كل من أفغانستان وباكستان، وكانت لهم مشاركات جادة في حرب أفغانستان مع الشيخين يونس خالص وجلال الدين حقاني، وبعد انتهاء الحرب عادوا إلى مقاعد الدراسة،  ولكن عندما نشبت معارك بين فصائل المجاهدين الأفغان، وطال أمدها، وتعددت خسائرها، وتعذر الاتفاق على حلٍ فيما بينهم، قرر طالبان العمل على تحرير بلدهم من هؤلاء الذين جعلوا من الحروب وسفك الدماء مهنة لهم.

وخلال زمن قصير جداً سقطت المقاطعات بأيديهم واحدة تلو الأخرى، وقيل إن "ميليشيات" بعض الأحزاب الإسلامية كانت ترفض أوامر قيادتـها الصادرة بالتصدي لهم وقتالهم لأن للعلماء وطلاب العلم الشرعي هيبة في قلوب عامة الأفغان.. وقيل أيضاً إن الجيش الباكستاني يدعمهم، وقد قلنا فيما مضى أن الجيش الباكستاني لا يمثل بالتأكيد موقف الحكومة الباكستانية، غير أن الجيش ينفي أن يكون قد ساعدهم.

والأخبار التي ينقلها القادمون من أفغانستان أو من باكستان تؤكد أن طالبان استطاعت نشر الأمن والاستقرار في المناطق التي سيطروا عليها، وإضافة إلى ذلك فقد نأوا بأنفسهم عن سياسة التحالف مع حزب إسلامي ضد حزب آخر، أو سياسة المواقف المتناقضة، وأصروا على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.

من الطبيعي أن تقف الأحزاب الإسلامية ضدهم منذ البداية، كما أنه من الطبيعي أن تقف منهم إيران موقفاً عدائياً لأنـها تعلم بأنـهم متمسكون بالمذهب الحنفي، وموقف طلاب العلم الأحناف من الشيعة معروف ومشهور.

هذا ما نعرفه عن هذه الحركة، وهي معرفة غير كاملة، إذ لابد من الالتقاء بـهم ومناقشتهم فيما ينسب إليهم، ونخشى أن يكون هذا الذي ينسب إليهم من أكاذيب الرافضة وحلفائها من الأحزاب الأفغانية التي خسرت مواقعها وفقدت ثقة الناس بـها.

وفيما أظن أن موقف كثير من الدعاة لا يختلف عن موقفنا: حسن الظن بـهم مع التطلع للقاء مسؤولين فيهم، وعدم الإفراط في التفاؤل.

2 – نقلت صحيفة الرأي العام السودانية عن الرئيس السوداني عمر البشير قوله لدى استقباله المستشار الرئاسي الإيراني محمد علي التسخيري:

"إن ميليشيا طالبان الأفغانية تشوه صورة الإسلام، وأضافت الصحيفة أن البشير يعيب على طالبان بوجه خاص حرمانـها المرأة من حقها في

 

العمل والتعليم والتعبير عن رأيها، وتحريم تصوير النساء، وإبعادهن عن التلفزيون، وتشجيعهن على زراعة المخدرات".

الرئيس السوداني يمثل جماعة إسلامية تحكم السودان، فهو كرئيس كان من المفترض أن لا يتسرع بالإدلاء بتصريح قد يندم عليه فيما بعد، ومن جهة أخرى كان من الواجب عليه أن يعرب عن عرض وساطته على الأقل بين إيران وأفغانستان عند استقباله لمستشار الرئيس الإيراني، ومن جهة ثالثة فهو ليس أهلاً للإفتاء في مسألة تحريم صور النساء وفي إبعادهن عن التلفزيون، وإذا كانت هذه هي مشكلة طالبان،  فعلاجها معهم ليس فيه أدنى صعوبة لأن موقفهم هذا نابع من اجتهاد فقهي، وللاجتهاد عند أهل السنة ضوابط وإن اختلفت مذاهبهم، وبالعكس قد يقول طالبان للبشير: أنتم في دستوركم ألغيتم حد الرجم، وهذا منكم تشويه لصورة الإسلام.. وأنتم لا تكفرون اليهود والنصارى، وهذا ليس موقفاً فقهياً، وإنما موقف عقدي خطير.

إن  موقف عبد الحليم خدام نائب الرئيس  السوري عند استقباله مسؤول إيراني كان أفضل من موقف عمر البشير، لأنه حذّر من الصراع المذهبي ونتائجه بشكل عام، وإنه لمن المخجل أن نضطر إلى هذه المقارنة بين النظام النصيري في دمشق، ونظام الجبهة القومية في السودان.

3 – كثير من  الجماعات الإسلامية المنسوبة إلى أهل السنة  تاريخياً تعاطفت مع الموقف الإيراني، وكان بعض ما قالته لا يختلف إلى حد بعيد عما قاله شمس الدين أو حسين فضل الله في لبنان، وسوف أذكر مثالاً على ذلك:

كتب أحد الإسلاميين مقالاً قال فيه:

"إننا نذكر الإخوة في إيران أننا ومعنا كل القوى الثورية الأصيلة في الوطن العربي وقفنا مع ثورة إيران الإسلامية ضد العراق أثناء سنوات الحرب المشؤومة بينهما… وكان هذا الموقف المبدئي، أي أننا وقفنا مع إيران المسلمة ضد قومنا وإخواننا من عرب العراق، لأننا ينبغي أن نقف مع المظلوم ضد الظالم، ومع المعتدى عليه ضد المعتدي، ومع الذين أعلنوا عداءهم الصريح ضد أمريكا والصهيونية ضد من ارتكبوا ضدهم عدواناً مشبوهاً،  بل كان معنى ذلك أيضاً بلغة المذهب والطائفة أننا وقفنا مع شيعة إيران ضد سنة العراق… ومسألة السنة والشيعة عندنا هي بلا شك لا وزن لها ولا قيمة، وهي من مخلفات وتراكمات العصور القديمة التي ينبغي تصفيتها أو إذابة الفروق والخلافات فيها، فنحن نؤمن بالإسلام الواحد، إسلام القرآن الكريم والسنة الشريفة وصحابة رسول الله r، لا نفرق بين أحد منهم".

حرصت على ذكر هذا المقطع دون ذكر اسم الكاتب لبيان جهله الفاضح، ولعله يقرأ هذه الكلمات فيستفيد منها، ثم يشكرني على عدم ذكر اسمه.

واكتفي هنا بالتعليق على قوله: إن السنة والشيعة عنده هي بلا شك لا وزن لها ولا قيمة.. ثم قوله: إنه يؤمن بالإسلام الواحد، إسلام القرآن والسنة وصحابة رسول الله حيث أنه لا يفرق بين أحد منهم.. صاحبنا بـهذا الاعتقاد كافر عند الشيعة شأنه شأن عموم أهل السنة، والصحابة الذين يؤمن بـهم كفار عند الشيعة، والسنة عندهم لا تعني السنة التي يعنيها الكاتب، بل سنة المعصومين من آل البيت، وإذا كان المذهب السني عند هذا الأخ لا يعني شيئاً فالشيعة عند أصدقائه الإيرانيين كل شيء، قد يخدع بظاهر قولهم إذا اجتمعوا بأمثاله، ولكن هذا منهم تقية، ولو احترم هذا الأخ عقله، وعاد إلى أمهات كتب الشيعة في القديم والحديث، ونختصر الطريق عليه إن شاء فنطلب منه أن يعود لوصية الخميني التي وزعتها حكومة الآيات بعد موته لتبين له اعتقاد القوم بكفر أهل السنة ومنهم الصحابة رضوان الله عليهم.

هذا هو خلاصة موقف أهل السنة – فيما قدر لي أن أطلع عليه – فالذين يتعاطفون مع طالبان قلة. وهم مثلنا لم يلتقوا بطالبان، ولا تزال هناك كثير من الأسئلة عنهم تحتاج إلى أجوبة، أما غير المتعاطفين مع طالبان فهم بين مؤيد لإيران، مصدق لمزاعمها، وحيادي لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.

ويأتي هذا الموقف السني المضطرب  ليذكرنا – كما قلت فيما مضى – بالموقف نفسه قبل حوالي عشرين عاماً، أي عشية انقلاب الخميني وآياته، وإنه لمن المؤسف أن لا يستفيد إخواننا ويعتبروا من كل ما أحدثه الروافض من فتن في كل بلد من بلدان العالم الإسلامي.

والأمل بعد الله جلَّ وعلا معقود على أهل السنة الذين  يتأسون بما كان عليه الرسول وأصحابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فلينشطوا في بيان الحق للناس، وليبذلوا من حرّ مالهم لنشر الكتب والرسائل التي تفضح عقائد الفرق المنحرفة مع التركيز على كشف الأكثر خطورة منها، وليحرصوا على وجود مؤسسة عالمية مختصة بـهذا العمل دون غيره، وليتذكروا دائماً أن يد الله على الجماعة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

أما حركة طالبان فالواجب عليها أن تنشط إعلامياً، وتسارع إلى إرسال وفودها للاتصال بالمؤسسات – الرسمية وغير الرسمية – والدعاة والجماعات الإسلامية من أجل بيان سياستها الداخلية والخارجية، وتفنيد الشبهات التي يروجها أعداء الحركة من رافضة وغيرهم، وقد سرنا تأييد علماء باكستان لهم بما في ذلك جماعة أهل الحديث، وهذا بحد ذاته تزكية للحركة ممن يعرفونـهم عن كثب.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر. والحمد لله رب العالمين 0

 

 

الفصل الرابع

إيران والكيان الصهيوني

والشيطان الأكبر

 

 

 

إيران والكيان الصهيوني والشيطان الأكبر

 

دفاع الشيخ القرضاوي عن إيران وإنها هي العدو الأول لإسرائيل000وإن إيران واقفة ضد إسرائيل ، وتعتبر العدو الأول للقوى الصهيونية والصليبية ، فلولا أن لها موقف سليم ما فعل هؤلاء معها ، ولا وقفوا معها هذا الموقف 0

هذا الدفاع الذي أبداه فضيلة الشيخ القرضاوي في غير محله ، ويبدو أن فضيلة الشيخ غير مطلّع على خفايا العلاقات الصهيونية الصليبية مع إيران ، بعد أن أصبح ذلك معروفاً لدى الكثيرين ، وأتعجب من تجاهل الشيخ القرضاوي ولا أقول جهل للحقائق التي أصبحت ملىء الخافقين ، ونحن في الفصل سوف نحاول التطرّق إلى العلاقة الحميمة التي تربط الكيان الصهيوني والقوى الصليبية ممثلة في الشيطان الأكبر (أمريكا) كما تسميها إيران ، وبعد ذلك هل نطمع من فضيلة الشيخ القرضاوي أن ينظر من جديد في كلامه  الآنف ، وهل يملك الشجاعة الأدبية لإعلان ذلك كما أعلن كلامه السابق العار من الصحة والتدقيق والتمحيص 0

ونضع بين يدي فضيلة الشيخ القرضاوي بعض الأمور التي تفضح الإتصالات اليهودية والأمريكية بالدولة التي يُسمّيها الشيخ القرضاوي بالجمهورية الإسلامية(!!!) 0

صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة في نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا : (ان اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ان ايران هي   العدو ) " جريدة هاآرتس اليهودية / 1/6/1997"

 يقول الصحفي اليهودي(اوري شمحوني ) : (ان ايران دولة اقليميه ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فايران تؤثر على مجريات الاحداث وبالتاكيد على ماسيجري في المستقبل ، ان التهديد الجاثم على ايران لا ياتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة ! فاسرائيل لم تكن ابداً ولن تكن عدواً لايران ) " صحيفة معاريف اليهودية / 23 /9/1997)

 أصدرت حكومة نتنياهو امراً يقضي بمنع النشر عن اي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين اسرائيل وايران . وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الاعمال الإسرائيلي(ناحوم منبار ) المتورط بتصدير مواد كيماوية الى ايران .. والذي تعد هذه الفضيحة خطراً يلحق باسرائيل وعلاقاتها الخارجية . وقد ادانت محكمة تل ابيب رجل الاعمال الإسرائيلي بالتورط في تزويد ايران ب 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام . وقد تقدم المحامي الإسرائيلي(امنون زخروني ) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية اخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الاولى . " الشرق الاوسط / العدد (7359) "

 قامت شركة كبرى تابعه (لموشيه ريجف ) الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي - قامت شركته ما بين (1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى ايران . وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البايولوجية بوزارة الدفاع الايرانية . " صحيفة هارآرتس اليهودية ... نقلا عن الشرق الاوسط عدد  (7170) "

ونقلت جريد الحياة بعدده (13070) نقلا عن كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد   توملينسون) : وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده ايران بمواد   كيماوية .

يقول الصحفي الإسرائيلي(يوسي مليمان ) ( في كل الاحوال فان من غير المحتمل ان تقوم اسرائيل بهجوم على المفاعلات الايرانية وقد اكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان ايران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر اسرائيل عدواً لها . وان الشيء الاكثر احتمال هو أن الرؤوس النووية الايرانية هي موجهة للعرب ) " نقلا عن لوس انجلس تايمز... جريدة الانباء العدد (7931) " 0

 

 

الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران([55])

          

أحدث ما قامت به إسرائيل لتوفير الأسلحة لإيران ، رغم أجواء توقف الحرب ، هو صفقة سلاح من رومانيا ، تبلغ قيمتها (500 مليون ) خمسمائة مليون دولار 0 وتأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 لتوفير الأسلحة لإيران لكي تواصل حربها ضد العراق والعرب ، وإذا كانت صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، هي الخبر الأهم ، فإن الخبر الأهم هو أن يقوم سماسرة ووسطاء إسرائيليون بالتجول في العالم وفي عواصم أوروبا بالذات بحثاً عن أسلحة لإيران([56]) 0 لقد تجاوزت إسرائيل مرحلة بيع سلاحها وتقديمه للخميني ، إلى قيامها بتوفير أية قطعة سلاح ، ولو من السوق السوداء لهذا النظام لكي يواصل حربه ضد العراق 0

           وإذا كان الأمر طبيعياً بالنسبة لإسرائيل ، لأنها بذلك تحاول أن تدعم إيران في حرب ضد بلد عربي ، ولكن الأمر الذي يفترض الكثيرون أنه غير مقبول هو قيام الحميني تحديداً بالإعتماد على إسرائيل في تسليح قواته وفي حربه ، وصموده كنظام ، رغم ما للخميني صاحب النظام من أدبيات معادية لإسرائيل  وهو الداعية لتحرير القدس وحتى فلسطين كلها 0 لكن يبدو أن الغاية تبرر الوسيلة لدى حكام إيران الحاليين 0 ومع هذا التحرك الإسرائيلي الجديد لتوفير الأسلحة لإيران من أي مصدر كان ،  فتحت أوساط سياسية وعسكرية وإستراتيجية ملف صفقات الأسلحة بين إسرائيل وإيران ، وإعتبرت أنها زادت عما كانت عليه أيام الشاه وفاقتها أضعافاً 0

إسرائيل في المقدمة

           أحدث الأرقام عن صفقات الأسلحة أن الإنتاج الحربي الإسرائيلي حقّق تطوراً كمياً ونوعياً ، في النصف الأول من الثمانينات ، ما قيمته 850 مليون دولار ، إرتفعت عام 1986 إلى مليار و300 مليون دولار([57])0 وقدرت مصادر أوروبية متخصصة بالشئون العسكرية أن الزيادة في مجملها ، وبنسبة 80٪ منها ، كانت كلها صادرات أسلحة وقطع غيار إسرائيلية إلى إيران ([58])0

وترى هذه المصادر أن مقابل هذا الدعم العسكري بالأسلحة من إسرائيل لإيران ، تحظى الحكومة الإسرائيلية بسيطرة إقتصادية ظاهرة في إيران ، أي عن طريق اليهود الإيرانيين الممسكين بالإقتصاد الإيراني ، أو عن طريق شركات كانت تعمل في عهد الشاه ، ثم أوقفت أعمالها مؤقتاً مع بداية حكم الخميني ، وحالياً عادت لتعمل بحيوية ونشاط 0

وفي هذا المجال نعود إلى ما سبق للخميني وقاله عن الإقتصاد الإيراني وتسلط إسرائيل عليه : " إن إقتصاد إيران هو في قبضة الأمريكان والإسرائيليين وقد خرجت التجارة من أيدي        المسلمين(!!!) ([59]) 0

أو عندما قال : " إن المحزن أكثر هو هيمنة إسرائيل وعملائها على كثير من الشئون الحساسة للبلاد وإمساكها بالإقتصاد([60]) "0

لكن هذا الكلام ذهب أدراج الرياح ، وهاهي إسرائيل تتسلط على نسبة كبيرة من إقتصاد إيران ، وفي ظل حكم الخميني نفسه ،ولقد عاد شركة "أرج" الإحتكارية الكبرى للظهور ، بعد أن كانت قد أوقفت أعمالها مؤقتاً ، وهي شركة إسرائيلية كبرى سبق للخميني أن هاجمها، كما هاجم "الكوكالا" في إيران التي هي أيضاً إسرائيلية ، والطريف والمثير هو أن إسرائيل عادت لتغرق السوق الإيرانية بإنتاجها من البيض ، وهذا كله سبق للخميني واتخذ منه حجة ضد حكم الشاه المخلوع([61]) 0

ولقد كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى إيران ، وبينهم إسرائيليون ، يتخذون من "فيلا شاليه باساغي" ([62]) ، الواقعة على الطريق الثاني من بحيرة جنيف ، أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية "سانت بول أن شاليه" والأرض المحيطة بها ، ومساحتها 28 ألف متر مربع، يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون ، تمهيداً لشحنها عن طريق الموانىء الأوروبية إلى إيران ، كما يتخذ السماسرة ، وبالذات الإسرائيليون ، من مزارع مجاورة لتلك الفيللا وهي "مارالي"و "لي هوز" و "لي مويت" مراكزاً لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة والخطط العسكرية ، ويتولى " أوتيون دي بنك سويس " عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران ([63])0

ورأت تلك المصادر أن إسرائيل في حماسها هذا لتوفير السلاح لإيران أن تحقّق أرباحاً باهظة ، وكذلك تساعد في إطالة أمد الصراع ضد العراق والعرب ، لتعطيل قدرات العرب ككل ، ولتحقيق مكاسب داخل إيران نفسها ومنها : تخفيف الضغط عن اليهود الإيرانيين وخاصة التجار منهم ، والسماح بتحويل أموالهم لإسرائيل ، وخاصة أموال التاجر اليهودي الكبير حبيب الفانيان ، وهو أحد المحتكرين الكبار أيام الشاه الذي تم إعدامه في إيران في مايو 1979 في مطلع زحف الجماهير الإيرانية ضد حكم الشاه ([64])0

أما صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران ، فرغم أن أمرها قد إتضح مع فضيحة "إيران جيت" في العام 1987 ، إلا أنها قديمة وتعود إلى مطلع الثمانينات ، أي مطلع حكم الخميني نفسه ، ويلخص أبا إيبان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق  وضع إسرائيل مع حكم الخميني بقوله : "عندما يكون النظام الإيراني صديقاً فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة ، للإحتفاظ بصداقته ، أما عندما لا نعرف ما هو موقفه من إسرائيل فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة لمعرفة ذلك ([65])0

إذن العودة إلى مطلع الثمانينات تكشف صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران الخميني بالأرقام حسب ما ورد في صحف ومجلات وكتب في هذا المجال 0

لقد قالت الصحف الكويتية في 30 سبتمبر 1980 ومذلك أكتوبر من العام نفسه أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على علم مسبق وتوافق على إستخدام إسرائيل طائرات أدنبية وطرقاً جوية أوروبية غير مباشرة لشحن قطع الغيار إلى إيران 0

بعد الصحف الكويتية قالت صحيفة " الأوبزرفر" اللندنية في نوفمبر 1980 أن إسرائيل ترسل قطع غيار الطائرات (ف 14 ) وأجزاء مروحيات وصواريخ على متن سفن متوجهة إلى موانىء إيرانية ومن بينها مرفأ بندر عباس ، بعض تلك الشحنات من الولايات المتحدة إلى إسرائيل ثم تحويلها مباشرة إلى إيران دون أن تمر بإسرائيل 0

وفي العام 1981 ، وفي شهر يناير بالذات ، جاء في تقرير أمريكي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونجرس ونشرته  الصحف ([66])، إن إسرائيل تهرب الأسلحة وقطع الغيار إلى إيران 0 وعندما سئل متحدث بإسم الخارجية الأمريكية عن ذلك ، أجاب أنه إطلع على تقارير بهذا المعنى ، وكانت يومها إدارة الرئيس الأمريكي كارتر في الحكم 0

وبعد خروج كارتر وموظفيه من الحكم ، إعترف كثير منهم بأنّ إسرائيل طلبت ترخيصاً أمريكياً في سبتمبر 1980 ببيع السلاح ، وتحديداً معدات عسكرية لإيران 0

وفي الشهر التالي بدأت إسرائيل تبيع إطارات عجلات طائرات فانتوم (ف 4 ) لإيران 0 وقد استخدم مطار مدني في مدينة"تيمز" الفرنسية من القرب من قاعدة عسكرية  محطة ترانزيت لشحم الإطارات، وقد ساعد في ذلك تاجر سلاح فرنسي  كان مشاركاً في الصفقة ، وقد كشف ذلك في برنامج "بانوراما" التلفزيوني في هيئة الإذاعة البريطانية([67])0 وأشارت الصحف يومها إلى أن إدارة ريجان تورطت منذ البداية بصفقات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران  عن طريق " مويس اميتاي" من اللجنة الأمريكية الإسرائيلية  للشئون العامة وبإيعاز من روبرت س0مكفرلين الإبن وهو عضو مغمور في لجنة مجلس الشيوخ للخدمات المسلحة([68])0

           الشحنة الأولى من إطارات عجلات طائرات "الفانتوم"(ف 4) تلتها شحنة ثانية من قطع الغيار بلغت قيمتها 600ألف دولار 0 لكن خط الإمداد الفرنسي إنهار ، فجرى إستبداله بتاجر بريطاني للسلاح نظّم خطاً للطيران الإسرائيلي إلى إيران عن طريق قبرص مستخدماً طائرات شحن من طراز c.l.44 تابعة للشركة الإرجنتينية " ترانسبورت ايرو ريو بلاتينس " 0

           وكانت هذه الصفقة الإسرائيلية إيران عن طريق قبرص شحنات قطع غيار للدبابات و360 طناً من الذحيرة التابعة للدبابات من طراز (م-48) و (م-60) ومحركات نفاثة مجددة وإطارات إضافية    للطائرات([69]) 0

           ثم بعد ذلك صفقة أسلحة إسرائيلية بقيمة 136 مليون دور، تم شحنها أواسط 1981 ، عقدها التاجر الإسرائيلي "يعقوب نمرودي" وهو ضابط إسرائيلي متقاعد اتخذ من لندن مقراً لتجارته 0 والذي كشف أمر إسرائيل في هذه الصفقات كلها هو قيام طائرات سوفيتية في يوليه 1981 بإسقاط طائرة تبين فيما بعد أنها كانت تتولى شحن الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران عبر قبرص ، تم إسقاطها عند الحدود التركية السوفيتية([70])0

 

 

إسرائيل تستمر وتُحسّن النوعية

           ومع مطلع العام 1982 كانت إسرائيل مستمرة في تصدير الأسلحة إلى إيران ، وكانت عبارة عن شحنات من ذخائر دبابات عيار 105ملم ، وذخائر هاونزر عيار 155ملم ، وقطع غيار طائرات فانتوم(ف-4) الأمريكية الصنع، ودبابات(ام-48 و ام 60) وأجهزة إتصال كاملة مع قطع غيارها 0

           وحتى يوليه 1983 ، لم يستمر تدفق الأسلحة الإسرائيلية لإيران فحسب ، بل تحسنت نوعية   الأسلحة :

           ففي 6 يناير1983 كانت هناك شحنات ضخمة مميزة ضمت مايلي : صواريخ سابدوند جو-جو، 400 ألف طلقة مدفع هاون ، 400 ألف طلقة مدفع رشاش ، ألف هاتف ميداني ، 200 جهاز تشويش للإتصالات  الهاتفية ([71])0

           وفي شهر يوليه 1983 نشرت معلومات عن صفقة "غرودي" التي بلغت 136 مليون دولار 0 أفادت تلك المعلومات أن الأسلحة التي تم شحنها كانت متطورة وحديثة وكلها أمريكية الصنع ، ويحظر شحنها إلى غير إسرائيل 0 لكن إسرائيل شحنتها إلى إيران 0وضمت صواريخ "لانس" الذاتية الإندفاع ، صواريخ "هوك" المضادة للطائرات ، قذائف مدفعية عيار 155ملم من نوع "تامبيلا"و "كوبرهيد" الموجهة بأشعة الليزر([72])0 وأكدت هذه المعلومات صحيفتان إسرائيليتان هما " بديعوت أحرونوت " و " ها آرتس " ونشرت تفاصيل كثيرة خول صفقة "غرودي"0

           كما نشرت المعلومات نفسها مع إضافات عليها مجلة سويسرية هي مجلة "ولتوتش" وهي مجلة  معتدلة 0

           وفي يناير 1983 بدأت الصحف الأمريكية تتحدث عن صفقات الأسلحة الإسرائيلية المتطورة ذات الصنع الأمريكي إلى إيران 0 رغم أنها أسلحة يحظر بيعها وتصديرها إلى دولة ثالثة غير أمريكا وإسرائيل 0 فقد نشرت مجلة دورية هي يومية الدفاع والشئون الخارجية معلومات تشير أن إسرائيل كانت تشحن قذائف عنقودية محرمة إلى إيران ، كما أن قطع غيار الطائرات (ف-14) "تومكات"القليلة في سلاح الجو الإيراني ترسل مباشرة وبإنتظام من إسرائيل إلى إيران على متن طائرات شحن([73]) 0

           ثم نشرت الصحف الألمانية في مارس 1984 تفاصيل عن صفقة "غرودي" نفسها جاء فيها أن الصفقة الإسرائيلية من الأسلحة تشحن على متن طائرات " العال " للشخن في رحلات ليلية تمر فوق الأراضي السورية في طريقها إلى إيران ([74])، ولم تنف تلك الصحف وتحديداً مجلة شتيرن علم سوريا بتحليق تلك الطائرات 0

           كذلك نشرت صحيفة ألمانية غربية هي "فرنكفورتر" وهي يومية محافظة ، أن شحنات إسرائيل إلى إيران من أسلحة بلغن ما قيمته 500 مليون دور والأسلحة كلها من صنع أمريكي وإسرائيلي ، وهناك قسم منها صدر من لبنان([75]) 0

دليل رسمي إسرائيلي

           لم يبق أمر الصفقات الإسرائيلية من الأسلحة إلى إيران مجرد تقارير خجولة من هنا وهناك ، وأنباء صحفية في صحف غربية موثوقة ، بل تعدّى الأمر ذلك إلى تقديم دليل رسمي على لسان أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في مطلع الثمانينات ، أي إنه عاصر معظم شحنات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران وأشرف عليها 0

           في مايو 1984 أي بعد إن إستقال أرييل شارون من وزير الدفاع ، والذي جاءت إستقالته مجرد لعبة خبيثة لتغطية الدور الإسرائيلي في مجازر مخيمي صابرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين المدنيين ، إذ بعد أن إتقال  زار الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ نفسه ، وفي واشنطن أعلن بصراحة أن إسرائيل كانت تبيع وتسوّق وتشحن الأسلحة إلى إيران ، وبمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها 0

           وكان شارون ، رغم إستقالته من وزارة الدفاع ، قد بقي وزيراً دون حقيبة وزارية في حكومة الليكود الإئتلافية حتى العام 1987 ، إذن كان مازال وزيراً عندما أدلى بتصريحة ذاك 0

           كذلك ، رغم نفي إدارة ريجان علمها بالصفقات الإسرائيلية من الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية وغيرها إلى إيران ، فإن موقفاً أمريكياً كان قد صدر في مارس 1984 يدعو إسرائيل والدول الأوروبية لتنسيق الجهود مع واشنطن لقطع شحنات السلاح إلى إيران 0 واعتبر هذا الموقف تغييراً رسمياً عن علم واشنطن بدور إسرائيل وغيرها في شحن الأسلحة إلى إيران ، وقد تولى السفير الأمريكي فوق العادة ريتشارد فيربانكس هذه المهمة 0

           وتتحدث الصحف في هذه الفترة ، في العام 1984 وما بعدها عن مواقف وإجراءات اتخذها موظفون أمريكيون أمثال جفري كمب  المدير الأول لشئون الموظفين لقضايا الشرق الأدنى في مجل الأمن القومي ، وفيري نكس نفسه ، وماكفرين ، كلها صبت في تأكيد الشحنات الإسرائيلية من السلاح لإيران ، وبمعرفة أمريكا نفسها ([76]) 0

           وتطورت تلك المواقف والجهود الأمريكية ووصلت مع "كمب" إلى وضع مذكرة عرفت " بمذكرة كمب " لتطوير العلاقات مع إيران والتي تقديمها إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي في أكتوبر 1984 0

 

" إيران جيت " الشهيرة

           في هذه الأثناء ، وبعد مذكرة "كمب" جرى تحضير صفقة صواريخ "تاو" الأمريكية إلى إيران ، وجرى التحضير بين مسئول في الإستخبارات المركزية الأمريكية وبين رجل أعمال إيراني يعمل لصالح إسرائيل وغيران معاً وهو منوجهر جوربانيفا ، وعندما تأكدت إسرائيل من هذا التحول الأمريكي في سياسة " لا أسلحة لإيران " إلى " الأسلحة لإيران " تحرك تاجرا السلاح الإسرائيليان " غرودي " و " أولف شويمر " بالتعاون مع اميرام نير مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز يومذاك فعقدوا إجتماعات مع جوربانيفار ، بحضور رجل أعمال أمركي كان ذلك في يناير 1985 0 وكانت النتيجة درس تقديم أسلحة أمريكية إلى إيران 0 وهو ما كشفت عنه لجنة " تاور " في تقريرها فيما بعد 0 ونتج عن ذلك تشجيع إسرائيلي لتلك الشحنات ، لذا قامت حكومة إسرائيل عبر روبرت ماكفرلين ، ومساعدة الكولونيل أوليفرنورث ، ومايكل لدين المستشار في مجلس الأمن القومي بالتحضير لأمر ما في هذا المجال 0

           وفي مايو قام " لدين " بزيارة رسمية لإسرائيل  حيث طلب منه شمعون بيريز مصادقة ماكفرلين على شحنة ذخائر ضخمة  إلى إسرائيل ، وعلى إثر ذلك قام ديفيد كمحي المدير العام للخارجية الإسرائيلية ، بتكليف من بيريز ، بالإتصال بماكفرلين لتنسيق شخن الأسلحة لإيران 0

           ثم في يوليو 1985 ، جرى رفع الإتصال  إلى مستوى وزير الخارجية الأمريكية شولتز نفسه ، ونتج عن ذلك إجتماع ضم " لدين " وجوربانيفار وكمحي ، وشويمر وغرودي ، تم فيه تحديد المطلوب من صواريخ "تاو" ، لكن الأمر مهم وخطير ويحتاج إلى ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي نفسه 0 فتولى ذلك بيريز عن طريق ماكفرلين ونائبه الأميرال جون بونيدكستر ، وكان إقتراح كمحي بيع صواريخ "تاو" الأمريكية لإيران لكن عبر إسرائيل 0 وفي إجتماع ضم ريجان ونائبه بوش ووزير خارجيته شولتز ، وواينبرجر  وزير الدفاع ، ومدير شئون الموظفين الرئاسي دونالد ريجان ومدير وكالة الإستخبارات المركزية وليم كيسي تقرّر إطاء ال  ضوء الأخضر الأمريكي ، وهكذا كان ، فقامت إسرائيل في 30 أغسطس وفي 13 سبتمبر 1985 بإرسال مائة صاروخ "تاو" في شحنة أولى ، ثم 408 صواريخ في شحنة ثانية 0

           بعد صواريخ "تاو" أتت صفقة صواريخ "هوك" وكلها صفقات إسرايلية لإيران ، لكن بعد موافقة واشنطن 0 لكن إسرائيل وجدت نفسها دائماً تسعى وبإلحاح لإتمام الصفقات ، وتحديدها ، ثم شحنها 0

           ففي نوفمبر عام 1985 ، قام وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق رابين بنفسه بتحضير صفقة صواريخ "هوك" مع ماكفرلين 0 وتمت الصفقة وشحنت الصواريخ ، وهذه المرة عن طريق شركة طيران تابعة للإستخبارات الأمريكية المركزية ( c.i.a) شحنت تحت إسم " قطع وأدوات لحفر آبار نفط " ورحلت إلى إيران في 25 نوفمبر المذكور 0

           وهذه الصفقات من الصواريخ هي التي عرفت بـ"إيران جيت" والتي قضت بإرسال صواريخ لإيران مقابل قيامها بإطلاق الرهائن الأمريكيين المخطوفين 0 لكن الأسلحة وصلت والرهائن لم يصلوا ، لأن إيران تعتبر هذه الأسلحة من إسرائيل، وليست ملزمة تجاه واشنطن بشيء 0 وكما نشر في سياق "إيران جيت" أن إيران لم تعجبها الصواريخ لأنها من النوع الإسرائيلي "غير المحسّن" لذا كانت تحمل نجمة داود الإسرائيلية 0وبقية تفاصيل "إيران جيت " أصبحت معروفة 0

           لكن ما ذكر في هذا المجال ، وبعد فضح "إيران جيت" الدور الإسرائيلي في توريد الأسلحة لإيران ، قال شولتز مُبلّغاً موظفيه في الخارجية الأمريكية : إن مخططات إسرائيل نحو إيران هي لدعمها ، وهي ليست مخططاتنا(!!!) وعلينا أن نتعامل مع إسرائيل على أنها لها أغراضها الخاصة في إيران وفي دعمها ومدّها بالأسلحة 0

           وهكذا فضحت لجنة "تاور" فيما بعد في تقرير الدور الإسرائيلي في شخن الأسلحة إلى إيران عندما قالت : إن السياسة التي اتبعتها إسرائيل في تسليح إيران الخمينية صارت سياسة أمريكية 0

           ومع إفتضاح أمر الجميع في "إيران جيت" ، تعطّل ضخ الأسلحة لإيران بعض الوقت ، لكن إسرائيل عادت واتبعت خطة تقضي بشراء الأسلحة من السوق السوداء وأينما توفرت ، ثم تأهيليها لتصبح صالحة في أمكنة مخصصة لذلك في أوروبا ، ثم شحنها إلى إيران ، هذا ما يقوم به السماسرة حالياً حسب ما ورد في مطلع هذا التحقيق 00 إنه يدورون العالم كله بحثاً عن سلاح   لإيران 0

           هذا كله شحنات إسرائيلية من الأسلحة من إسرائيل ، من أمريكا ، من السوق السوداء في العالم إلى أية دولة لدعم " حكم الثورة في طهران" "ثورة الخمنيني" والذي أعلن ومازال هو وآيات الله والآخرون إنهم ضد إسرائيل ، وضد تسلطها على الإقتصاد الإيراني ، والجيش الإيراني وإنهم في الخندق الفلسطيني ، وأنهم سيحرّرون القدس!!!0

العلاقات مع أمريكا وإسرائيل والانتخابات الإيرانية([77]):

 قال خرازي في 24يناير أن إيران مستعدة للعلاقة المتساوية مع أمريكا وأجابت أمريكا بأنه لا جدية في كلامه وفي 28   كتبت انترناسيونال ستراتيجيك:

أن هناك علائم للعلاقات العادية بين إيران وأمريكا وذكرت عدد من المذكرات التي قدمتها جبهة خامنئي.بدأت محادثات عبر الإنجليز ولكن لم تتم ، وإن الشخصيات الشيعية العراقية توسطت في سويسرا بين مندوب أمريكي ودبلوماسي إيراني لكن الحرس أفسد هذه المحادثات.

توسطت الكويت وأرسلت وفدا تحت غطاء السياح إلى طهران لكن مخالفي حكومة خاتمي أطلقوا النار على حافلتهم ولذا اضطروا لترك إيران ، ولذا أصبحت العلاقة مع أمريكا في انتخابات 18 فبراير ذات أهمية بالغة ، ولذا قال رفسنجاني إن شرط عودة العلاقات العادية إرجاع 12 مليار دولار إلى إيران، وأما خرازي وزير الخارجية فقد قال إن الإصلاحيين مستعدون للتباحث مع امريكا بشرط التساوي وفي حدود المسائل المشتركة.

ولكن مع هذا فإن القادة الإيرانيين يؤجلون نظرهم القطعي إلى ما بعد الانتخابات ليتبين لهم تعادل القوى في النظام وعدم ترشيح ناطق نوري للانتخابات وهو من مخالفي العلاقات مع أمريكا من علائم العلاقات العادية بين البلدين.

وبناءا على هذا فقد كتبت انقلاب اسلامي 482 : إن تصريحات رفسنجاني في قناة الجزيرة عدت في خارج إيران إعطاء إشارات لأمريكا ، ويعلم الخبراء أن العلاقات مع أمريكا لها دور في الانتخابات الإيرانية فيما أصبحت أمريكا محورا للسياسة الداخلية في إيران كيف لا يمكن أن يكون لها دور في الانتخابات ، ولكن ما يلفت النظر بشدة في الخارج والداخل أن هذه الانتخابات ليس فيها استعراض عضلات لأمريكا، بل لقد استبدلت الحرب معها بالمغازلة ، وبناءا على المعلومات الواردة لا يوجد في كل من جبهة خامنئي وجبهة خاتمي للانتخابات أي كلام دعائي ضد أمريكا.

 بل كل من الطرفين يتكلمان عن العلاقات معها ، لتخرج إيران من عزلتها، وتجد حلا لمشكلاتها الاقتصادية ن ولذا ليس من العبث أن البنك الدولي وافق على دراسة قرض بقيمة 230 مليون دولار لإيران.

وحتى رفسنجاني فهو يغازل أمريكا وينافس بها الإصلاحيين . وهو الذي أنكر في 4 نوفمبر 1986 بشدة دعوة الوفد الأمريكي برئاسة مكفارلين إلى إيران ، أقرّ في قناة الجزيرة وقال: إن مشتريات أسلحتنا من أمريكا كانت قليلة مثلا، عدد من الأسلحة كاللامبا لرادارات وعدة آلاف من الصواريخ المضادة للدبابات أخذنا من أمريكا في قضية مكفارلين ، كما أخذنا عدد من صواريخ هاغ المضادة للطائرات ، ولم نكن مستعدين لشراء الأسلحة من إسرائيل كيفما كان!!!

لا يمكن لغير رفسنجاني أن يتعمد الوقاحة والكذب بهذه الدرجة كما فعل في وقته مع قضية مكفارلين لكنه يقبل هنا على كل حال ان وفد برئاسة مكفارلين جاء إلى إيران بمواعيد مسبقة، لكن الوسيط لهذا اللقاء كانت اسرائيل ، ومسؤلا كبيرا من الخارجية الإسرائيلية وقد قتل بطريقة مريبة كان مشاركا في وفد مكفارلين.

والقناة الثانية للارتباط بين رفسنجاني وأمريكا كان أحد المنتسبين إليه وباقتراح من آلبرت حكيم.

أما صفقة 80 صاروخ هاغ فقد بين حسين موسوي من 25 نوفمبر 1985 عبر قرباني ثم لريغان، نحن كل ما تعهدنا به عملناه لكنكم خدعتمونا ، وفي هذه الصفقة للصواريخ كان هناك ستة ملايين دولار رشوة لقرباني و 5 ملايين لابن رفسنجاني وحسبوا سعر كل صاروخ 300 ألف دولار أي اكثر من ضعف السعر الحقيقي، وفي الواقع فإن الوسيط الإسرائيلي دفع لوزارة الدفاع الإسرائيلية مقابل كل صاروخ 140 ألف دولار.

وذهب داود كميتشي المسؤول الإسرائيلي إلى مكفارلين وهو كان وسيط رفسنجاني وغيره من جماعة إيران-غيت، قال لمكفارلين انهم مستعدون لقتل الخميني إذا دافعت أمريكا عنهم وساعدتهم على الاستقرار في السلطة.

وإسرائيليون كانوا  دائما وسطاء لإيران لشراء الأسلحة وحوكم شخص يسمى منبر في عهد نتن ياهو، حيث باع لإيران التجهيزات والمواد المساعدة لصنع الأسلحة الكيماوية.

وبناءاً على صحيفة –تقريرهاآرتس- الإسرائيلية في 1\2\2000 ألقي القبض على تاجرين للسلاح باسم (  Avihai Weinstein Eli Cohen ) اللذان باعا طيلة أعوام مديدة أنواع الأسلحة و 100 حافلة للجيش الإسرائيلي إلى إيران، وحوكم _إلي كوهين_ من قبل أيضا بجرم بيع الأسلحة والسيارات الحربية ومحركاتها إلى إيران.واعترفت إذاعة اسرائيل في 1\2\2000 أن إسرائيل باعت أسلحة مرات عديدة لإيران أثناء الحرب بموافقة الخميني والمسؤولين الإسرائيليين.وأحدث خبر في هذه الصدد هو إلقاء القبض على بعض مد راء الشركة التي كانت تبيع ألوف الصواريخ (RBG) و3100 جهاز للإطلاق بوساطة إسرائيل والسفارة الإيرانية في اليابان.

إلقاء القبض على إسرائيليين بتهمة تنظيم

صفقة الأسلحة والمهمات الحربية مع إيران

 ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على اثنين من مواطنيها بتهمة بيع المهمات الحربية لإيران ، أعلنت إذاعة إسرائيل أن المسؤولين في الشرطة قالوا: انهما كانا تحت المراقبة لأكثر من عام وتم ذلك بمساعدة الدوائر الأمنية الأوربية والأمريكية وبعض الدول في الشرق الأقصى ، والآن بعد جمع المعلومات تم إلقاء القبض عليهما.والمواطنين الإسرائيليين أحدهما 50 عاما وهو تاجر شهير يسمى –الي كوهين- والآخر 32 عاما ويسمى –آوى خاي وانيشتين- كانا يعيشان في مدينة -نتانيا –الساحلية.بناءا على المستندات والوثائق الموجودة فهناك ظن قوي أن الصفقة بينهما وبين إيران وقد بلغت الملايين من الدولارات، علما أن -الي كوهين- قد حوكم في محكمة إسرائيلية سابقا ببيع المهمات الحربية ومنها (M113) والمحركات من نوع (زلدا) إلى إيران أيضا.

بيع الأسلحة بطريقة غير مباشرة

تعتقد الشرطة الإسرائيلية أن هذين المواطنين كانا يقومان بتصدير ناقلات الجنود الحربية المتقدمة ومحركاتها وقطع غيار الأدوات الحربية بوساطة شركات أوربية وشركات من الشرق الأقصى بتزويد وثائق على أنها تصدر إلى دولة ثالثة ، ثم كانا يقومان بتسليمها إلى عناصر الاستخبارات الإيرانية، نذكر أن رفسنجاني قال في الشهر الماضي أن بعض الشركات في الواواك -الاستخبارات- كانت تقوم بشراء الأسلحة وقت الحرب وأثارت هذه الشركات الأمنية زوبعة في الساحة السياسية وقام خاتمي بحل بعضها.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن المتهمين لم يقرّا بأعمال تجسسية إلا أنهما ارتكبا أعمالاً مخالفة للأمن الإسرائيلي لأن إيران تعلن نفسها عدوة لإسرائيل ولذا فالتعامل الكبير ببيع الأسلحة يعد مخالفا للأمن الإسرائيلي.وكتبت جريدة معاريف الإسرائيلية أن كوهين كان على علم في هذه السنة الأخيرة بمراقبة الدوائر الأمنية له.وصرح -آوراهام- المدعي العام السابق الذي درس ملف كوهين سابقا بأنه لم يتعظ من الحكم عليه سابقا وظن أن بإمكانه خداع الدوائر الأمنية الإسرائيلية باستخدام الطرق المعقدة.ونعلم أن هذا الملف ليس الأول من نوعه بل خلال عشرون عاما ظهرت صفقات كبيرة بين إيران وإسرائيل وأهمها محاكمة ناخوم منبر الذي حكم بستة عشر عاما ، كما أن المسؤولين في إسرائيل صرحوا عدة مرات بأنهم باعوا الأسلحة إلى إيران وقت الحرب، واطلاع من خميني وبل بأمر منهن والمواطنون الذين حوكموا يحاكمون لأنهم قاموا بذلك بدون إذن رسمي من إسرائيل، -والي كوهين- كان ضابطا في الجيش الإسرائيلي وخدم لمدة 14 عاما في مصانع الأسلحة الإسرائيلية، وأسس شركة قبل 12 عاما باسم IVM لتصليح وبيع المهمات الحربية، وبناءا على قول الشرطة الإسرائيلية فقد كان تحت هذا الغطاء يقوم بعقد صفقات كبيرة مع إيران، نقلا عن نيمروز 574.

 

ونختم هذا الفصل بإعترافات بني صدر الذي كشف حقيقة الإتصالات الأمريكية الإيرانية وتزويد إسرائيل لإيران بالأسلحة في حربها ضد العراق نقلاً عن نشرة’ "إيقاظ " التي تصدرها رابطة أهل السنة في إيران ، العدد 29 ، 4 شوال 1420 هـ :

المخلصون يزرعون والطيبون يسقون والجبناء يجنون-بني صدر وكشف الأسرار0

هذا ملخص لقاء الجزيرة في برنامج زيارة خاصة مع الرئيس الإيراني الأسبق د. أبوالحسن بني صدر،بث قبل أسبوعين،  ننقله لأهميته ، سأل المراسل كيف وجدت شخصية الخميني فأجاب بني صدر: وجدت نفسي أمام شخص غريب لا يعطي رأيه ، يؤمىء بالإيجاب أو النفي فقط.

تقول: في إحدى مقابلاتك أن الإمام الخميني جاء إلى الثورة متأخرا بل أنه لم يكن مشجعا لها إلا بعد أن حصلت أحداث قم ، فهل فعلا جاء الخميني متأخرا؟

بني صدر: لقد كانت ايران يومها في غليان ، وهو لم يصدق ذلك ، لقد أرسلتُ له عدة رسائل، واتصلت به حتى هاتفيا وقد كان مترددا دائما وينتظر، ولما تأكد أن الشعب الإيراني قد هب للثورة تحرك عندها ، إذا لم يأت قرار الثورة من خميني بل أتى من الشعب وهو لم يكن طوال حياته صاحب مبادرة ولكنه رجل ردود فعل ، بعدها استوعبت ما حدث معنا في النجف وفهمت معنى صمته.

سؤال-حين تقول هو تأخر عن الثورة وليس هو صانعها ، إذا لماذا تمسكتم به؟ ، هل لأنه يمثل طبقة أو شريحة اجتماعية كبيرة في إيران أو أنه يمثل الرغبة الدينية في إيران؟.

بني صدر: كنا بحاجة إلى الخميني لسببين بسيطين ، لأنه رجل دين له تأثيره الكبير في إيران ، ثانيا لأن حركة الشعب الإيراني يومها كانت بدون عنف ، كانت كالزهرة في مواجهة البندقية ، إذاً فالخميني كان يمثل القيادة الروحية لإيصال الشعب الإيراني إلى الانتصار.

سؤال- إذاً أنتم في البداية حاولتم استخدام الخميني ثم عاد الخميني واستخدمكم كمثقفين إيرانيين.

ج-لا لا، نحن لم نستخدم الخميني ولا هو استخدمنا، كنا بصدد بلورة وجهة نظر جديدة للإسلام ، هذا هو المهم.معه؟- نعم معه، وهنا تكمن أهمية عملنا ، إن المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي لا يثقون بالمثقفين ويعتقدون أنهم يبتدعون أي شئ ، كانت ثقتهم عمياء في رجال الدين ، هذا هو الذي قلب الأوضاع في إيران، إن كل هذه الدكتاتوريات الحاصلة اليوم إلى زوال والباقي هو الاسلام، والإسلام يحث المسلمين على التغيير.اليوم في إيران لا أحد يخاف من التغيير ، إذاً لم نستغل الخميني وهو لم يقم باستغلالنا وكل ما في الأمر في إيران ، أن الخميني كان تواقا للسلطة وسعى للوصول إليها مع كل أولئك العاملين لأجلها.

س. سيادة الرئيس دائما تستخدم عبارة كان خائفاً ، هل فعلاً كان الخميني يخاف ؟ وهل لديك دلائل فعلا أنه كان يخاف؟

ج- يوميا تقريبا كان يأتي إليّ أحمد يسألني: بتقديراتكم هل يرحل الشاه ؟ وهل أنتم واثقون من ذلك؟

س- كان يتردد في الذهاب إلى إيران وتلقف الثورة.

ج- كان خائفاً من ذلك ، افتراضا لو توقف الشعب الايراني ماذا سيكون مصيره، لا شئ ، نتيجة لتردده هذا قمت بتحضير لائحة من الأسئلة والأجوبة ، قلت له فيها أن هذه اللائحة سوف تساعدك في حال بقيت في المنفى أو عدت منتصرا إلى إيران ، طلبت منه أن يقرأها جيدا ويجيب عليها لنستطيع فهم مقصده.

س- ما هي أبرز هذه الاسئلة؟

ج- بعض الأسئلة كانت تتعلق بالإسلام والسلطة ، الإسلام والعنصرية والإسلام والعنف، الأجوبة كانت أن لا تدخل لرجال الدين في أعمال السلطة، وأن التعددية السياسية ضرورية، وأن الدولة الإسلامية المنشودة ستكون ديمقراطية يحكمها الشعب، أي ولاية الجمهور وهي تختلف عن المفهوم السياسي في الغرب ، والسيادة هنا تعني الحاكمية أي السلطة، فالولاية تعني الصداقة ، صداقة الشخص مع الآخر واستشارته له.

س- بعد ذلك ذهبتم الى ايران  وترشحت للرئاسة وطلبت من الإمام الخميني ان لا يدعمك، وأن يبقى محايداً في المعركة الرئاسية، ثم تحدثت عن الانقلاب من طرف الخميني عليك وعلى الافكار التي نادى بها في باريس ، ما هي أسباب هذا الانقلاب ولماذا طلبت منه أن يبقى محايداً.

ج- لقد طلبت منه أن يكون حيادياً بيني وبين الآخرين، ولكنه بعد تسلمه للسلطة مباشرة بدأ بخرق الدستور ، أخذ إقرارا بتعيين رئيس ومدعٍ عام لمحكمة التمييز العليا وللمجلس الاعلى للقضاء كان هذا هوأول خرق للدستور، وبعدها وفي خطب الجمعة شجع رجال الدين على تزوير الانتخابات للوصول إلى البرلمان، وذهبت اليه وقلت له: إن هذا الأمر مرفوض ، أجابني أن لا كلمة للشعب ، الكلمة لرجال الدين ، هذا للاشياء الظاهرية ، لماذا إذاً الاقتراع في موضوع الرهائن وفي موضوع الحريات.

س- لكنه لم يمنعك أن تصبح رئيسا؟

ج-بالنسبة للشعب لم يستطع ذلك ولم يستطع الادعاء أني ضد الثورة لأنه يتناقض مع كلامه بأنني كنت مفكر الثورة ، لم يستطع تكذيب نفسه أمام الرأي العام وكان مستحيلا عليه، ولم يكن بإمكان الخميني التبرير أو التوضيح.

س- ولذا قلت سيادة الرئيس أنه كان يستخدمك؟

ج- لا، لا ، كان يعلم أني لا أحب الخضوع.

س- إذاً كان يريدك رئيسا صوريا.

ج- نعم كان ذلك في نيته لكنني لم أكن الرئيس الذي يريد .

س- سيادة الرئيس في مراحل معينة نلاحظ أنك كنت تتجابه مع الخميني بالرغم من أنه قد منع اللقاء بك ورفض اللقاء.

ج- آخر مرة التقيت به قبل ثلاثة أيام من الانقلاب ضدي في بيته، كان لائقا بالاستقبال يومها، وقد تحدثنا في مواضيع الساعة، ودخل عنده أحمد فجأة وقال: عندي سيئات ، قلت: كل إنسان عنده سيئات فماذا تقصد، قال : إنكم تلحون كثيرا ولا تتراجعون ، تتكلمون كثيرا عن تعامل بعض المسؤولين الإسلاميين مع الأمريكيين وانهم يعدون تسوية سرية معهم وتكررونها دائماً، إن المسألة قد انتهت الآن وعاد الرهائن إلى بلادهم فعليكم أن تتعاونوا مع هؤلاء المسؤولين، إن الإمام يطلب منكم ذلك، عندها وجهت حديثي إلى الخميني وقلت له أذاك صحيح ألستم القائلين أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأن الاستقلال هو الأساس، فكيف تطلبون مني التعامل مع هؤلاء الناس الذين تآمروا وعملوا مع الشيطان الأكبر ، عندها خرجت من بيته ودون ان أسمع كلمة واحدة، ولا كلمة، كان ينظر ولا يتكلم، تحدثت في وجهه وقلت في نفسي هذا هو أمامي لا مجال أبداً للشك.

س- إذن تقول في كتاباتك السابقة أن الخميني انتظر ما يقارب التسعة أشهر قبل أن يأخذ موقفاً حاسما من الأمريكيين ، هل كان يعلق أهمية على العلاقة المقبلة معهم أم كان هناك اتصالات شبه سرية بين الولايات المتحدة والخميني؟

ج- لم تكن هناك علاقات مشينة بل كان هناك اتفاقات!!!

س- كيف ؟

ج- جاء موفدون من البيت الأبيض إلى "توغل لوشاتو" في فرنسا واستقبلهم آنذاك ابراهيم يزدي الذي كان وزيراً للخارجية لحكومة بازركان في طهران عقد اجتماع ضم مهدي بازركان الذي أصبح رئيساً للوزراء وموسوي أردبيلي أحد الملالي الذي أصبح بدوره رئيساً لمجلس القضاء الأعلى ، خرج المجتمعون باتفاق يقضي أن يتحالف رجال الدين والجيش على إقامة نظام سياسي مستقر في طهران.

ثم يعرض فيلماً عن اول مؤتمر صحفي عقد بعد انتخابه للرئاسة وقد منع عرضه في طهران ويعرض البرنامج صورة  مستشار سياسي شاب،وكان يعرف كثيراً عن علاقات الآيات والملالي بالمخابرات الامريكية ثم اغتيل هذا الشاب.  علاقات الملالي والأمريكيين السرية؟ نعم .. نعم كان هناك لقاءات كثيرة أشهرها لقاء اكتوبر الذي جرى في ضواحي باريس ووقعت فيه اتفاقات بين جماعة ريغان وبوش وجماعة الخميني.                                     

س- هل لديك وثائق حول هذا الموضوع؟

ج- إذن لماذا أنا هنا؟ أنا هنا لأنني رفضت هذه الاتفاقات ، الخميني حاول إقناعي بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكني رفضت ذلك ، لماذا ؟ لأننا شاركنا بالثورة طلبا للاستقلال وليس للتبعية كما كان الحال في زمن الشاه ، لقد شاركنا بالثورة من أجل حريتنا واستقلالنا وازدهار بلادنا.

س- السيد الرئيس في موضوع الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في إيران تقول إن الخميني لم يأخذ الأمر بأخذ الرهائن وأنت قمت بضد كل هذه العملية من أخذ أمر اعتقال الرهائن ومتى تدخل الخميني بالضبط لهذه العملية.

ج- إن الدراسات الأمريكية تؤكد أن موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية.

س- إذاً تعتقد أن خطف الرهائن في السفارة الأمريكية كان مشروعاً أمريكيا.

ج- نعم ، نعم كان مشروعا أمريكياً ، حتى أن الحرب كانت مخططاً أمريكياً، قلت يومها أن أمريكا شجعت صدام على ضرب إيران . وكشفت يومها عن زيارة السفير السعودي في الأمم المتحدة للسفير الأمريكي في بغداد لتشجيعه على ضربنا.

س- تقول أن قضية الرهائن كانت مخططاً أمريكيا هل لديك بعض المعلومات التي لم تنشر وماذا حصل بينك وبين الخميني من الأحاديث.

ج- بيني وبين الخميني كان يحصل أشياء كثيرة، بعد خطف الرهائن مباشرة ذهبت إلى لقاء الخميني وانتقدته على هذا التصرف السئ، وقلت له: كيف باستطاعتكم القول بأن خطف بعض الأمريكيين كرهائن هو عمل أكبر من ثورة الشعب ، وقلت له أيضاً: ليس من الشجاعة أخذ سفارة في بلدكم وأخذ الأمريكيين كرهائن، الحجة كانت يومها احتجازهم بضعة أيام وعندما تسلمون شاه إيران نسلمكم الرهائن، كان هذا الاتفاق مع الأمريكيين ، وقبلت ذلك يومها والتقيت بوزير الخارجية يومها لذلك السبب ، كانت هذه الحجة وكان هناك الكثير من ردود الفعل، وبعدما أصبحت رئيساً جاءني أحدهم لزيارتي وأعطاني شريطاً مسجلاً ، كان السيد بهشتي يتكلم مع المقربين له في الفيلم والقصة أن عملية الرهائن كانت موجهة ضد الرئيس بني صدر وضد الرئيس كارتر، ذهبت لاطلاع الخميني على ذلك وأخبرته عن قصة رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي عينه وقد كان على حق بأن تصفية الرهائن كانت لتقوية سلطة رجال الدين أكثر فأكثر لهذا السبب استخدموا الرهائن.

س- من جهة تقول أن الأمريكيين هم رواد القضية ومن جهة تقول من أجل أن تعزز وضع الملالي في إيران.

ج- نعم حصل ذلك لأجل خدمة مصالح الفريقين لخدمة الملالي في إيران، وأيضا لخدمة الجمهوريين في أمريكا الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا للسلام بعد حرب فيتنام، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة، وقيل كثيرًا أن الخطة كانت من إعداد هنري كسنجر و روكفيلر ولم تكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار ، لم نجد طالبا واحداً يحدثنا عن مخطط العملية حتى الآن لا نعرف في إيران حتى اليوم من الذي خطط لعملية الرهائن.

س- تحليلك الشخصي؟

ج- تحليلي أن الخطة لم تكن خطة إيرانية بل كانت خطة خارجية أمريكية.

س- حين تقول ذلك سيادة الرئيس هل لديك معطيات ثابتة.

ج- بالتأكيد ، مثلا الأول: كان رضا بسنديدة ابن أخي الخميني جاء إلى مدريد ثم عاد إلى إيران، وطلب مقابلتي وقال إنه كان في مدريد، وطلب الأمريكان لقاءه، أعطوه اقتراحات جماعة ريغن وبوش، وقال لي: إذا قبلتها سوف يلبي ريغان جميع طلبات إيران عندما يصل إلى السلطة، وهددني إذا رفضتها بالتعامل مع خصومي السياسيين .

هل تتصورون أن ابن أخي الخميني يخرج من إيران دون إذن عمه، لم يقل إنه خرج من إيران للقائهم ، قلت ربما كان في زيارة لأوربا وبعدها قرأنا في الكتاب أنه كان مدعواً لذلك.

ثانيا:كان لدي أحد المعاونين في ألمانيا اتصل به جماعة من حلف ريغان وبوش وعرضت  عليه نفس الاقتراحات ، ثالثا: العراق كان قد بدأ حربه معنا، وكنا بحاجة إلى ماذا ، كنا بحاجة إلى قطع الغيار وإلى الذخيرة والسلاح ، رفسنجاني جاءني –رئيس البرلمان- يومها و رجائي عقدا اجتماعاً وأكدا أننا لسنا بحاجة إلى الأسلحة الأمريكية، كنا حينها بحاجة إلى كل شئ، إلا أن الرهائن بقوا في حينها في ضيافتنا حتى موعد الانتخابات الأمريكية، كتبت حينها رسالة إلى الخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، وبعد هذه التصريحات عقد اجتماع بين جماعة ريغان بوش وجماعة الخميني ، كان ذلك في باريس وكان هناك اتفاق ، وفي مذكراتي اليومية أدون ذلك ليكون الشعب على اطلاع ، بعدها كتبت للخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، ولم أكن أصدق أنه على علم بذلك، كنت أظن أنه خارج اللعبة ، إذن كيف تفسرون إطلاقه الرهائن عشية أداء الرئيس ريغان لليمين الدستوري؟!

س- تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل ، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟

ج- في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من اسرائيل ، عجبنا كيف يفعل ذلك ، قلت: من سمح لك بذلك ، قال: الإمام الخميني ، قلت هذا مستحيل ! قال : أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك ؟ قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك ، وإن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك ، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى اسرئيل وشراء السلاح منها لحرب العرب ، لا لن أرضى بذلك أبداً ، حينها قال لي : إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة.

س- السيد الرئيس السؤال فعلاً محرج ، كيف أن الخميني الذي قاد كل هذه الثورة الإسلامية، ووضع القدس واستعادتها وحماية فلسطين  في أولوياته كيف يمكن أن يشتري السلاح من اسرائيل؟! حين نسمع منك هذا الكلام لا نستطيع أن نصدق شيئا مماثلاً.

ج- حتى اليوم وقبل ستة أشهر كان الإسرائيليون ألقوا القبض على بعض المواطنين المتورطين في بيع الأسلحة لإيران ، لقد حاولت منع ذلك       - شراء الأسلحة من إسرائيل- خلال وجودي في السلطة وبعدها كانت إيران-غيت ، ما معنى إيران-غيت كان إنها فضيحة شراء الأسلحة الأمريكية عبر إسرائيل.

س- قلت إن الخميني قال لك: إذا لم ترد أسلحة عبر إسرائيل فتش عن دول أخرى ، من هي الدول التي أعطتكم السلاح في بداية الحرب؟

ج- بالنسبة للخميني كان شراء الأسلحة مسموحاً به من كل مكان حتى من إسرائيل ، شكلت آنذاك لجان ذهبت إلى أوربا وإلى مصر لأن هناك عقودا بينهم وبين الشاه.

س- اشتريتم السلاح من مصر ضد العراق؟

ج- نعم نعم من مصر ضد العراق.

س- السيد الرئيس تتحدث قليلا عن بداية الحرب العراقية الإيرانية ، تقول في كتاباتك أنك قلت لياسر عرفات ليقول لصدام حسين لا تصنع الحرب ضد الثورة ، أولا : هل تجربة الاتصالات بينكم وبين صدام حسين عبر ياسر عرفات وعبر آخرين، وكيف كانت تجربة الاتصالات وما هو الدور الذي قمت به من أجل منع نشوب هذه الحرب فعلاً.

ج- طلبت من السيد ياسر عرفات الذهاب إلى بغداد وإفهام صدام حسين أن كل دولة تشن حربا ضد أي ثورة فمصيرها الفشل وليستفيد من التاريخ، حتى الدول العظمى لم تستطع القضاء على المجموعات الصغيرة الثائرة، ولن يستطيع اليوم الانتصار على شعب إيران الثائر وكان الفشل للأسف بعد مكوث ياسر عرفات عدة أيام عاد ليخبرنا أن صدام طاووس مصمم على مواصلة الحرب، وأنه قادر على حسمها في ثلاثة أو أربعة أيام.

س- هل حصلت اتصالات أخرى مع صدام حسين؟

ج- بعد فشل مفاوضات ياسر عرفات وصدام حسين كانت هناك محاولات أخرى لوقف الحرب منها ما قام به حفيد أحد رجال الدين المجاهدين[2] في العراق وهو أبو الحسن الأصفهاني أرسله صدام حسين للمفاوضات من أجل السلام يومها لكن الخميني رفض.

س- كيف؟

ج- قال لنا يومها مبعوث صدام: ها قد انتصرت الثورة الإسلامية وتخلصتم من الشاه دعونا نشيد السلام بين بلدينا ، قلت للخميني: لنقبل اقتراحاته ، أجاب: لا إن نظام صدام حسين محكوم عليه بالسقوط، وسيسقط خلال ستة أشهر على الأكثر ، ولكي نعفو عنه أرسل مبعوثه هذا !!! إذن رفض ذلك.

س- هل كنت ضد الحرب وأشرفت عليها لكونك رئيسا للجمهورية؟

ج- لأن صدام فرض علينا هذه الحرب ولقد أصبت بمرض على جبهة القتال لأنني لم أتحمل هذه الحرب الغبية ، حاولت كثيرا إيقافها، والشاهد على ذلك أنه بعد مؤتمر عدم الانحياز كانت الحرب ستتوقف لأنني وافقت على مشروع لأربعة وزراء خارجية جاءوا إلى إيران بعد موافقة صدام حسين على ذلك ولكن رجال الدين في إيران كانوا يريدون استمرار الحرب.

س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟

ج- لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر ، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيدا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج العربي للسيطرة على بقية العلم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع.

س- الرجال الذين كان لهم تأثير على الخميني، قلت إن رفسنجاني كان يضحكه، كان له تأثير عليه ، من الذي كان يدفعه أكثر باتجاه الحرب، وهل كنتم فعلا تخشون الخسارة في الحرب مع العراق؟

ج- الخسارة في أول الحرب كانت ممكنة ، لكن بعد احتدامها استطعنا إيقاف تقدم القوات العراقية، وكنا نعرف أن الوقت كان إلى جانبنا، ولكن ليس لأمد طويل، بعد الانقلاب ضدي وبعد وصولي إلى باريس قلت له أنه إذا استمر الملالي في الحرب فإنهم سوف يخسرونها حتما وهذا ما حصل.

رفسنجاني كان له أثر كبير في البلاد وكان يدير شؤون الحرب بالتعاون الوثيق مع أحمد الخميني ، ولأنه كان يدير شؤون هذه الحرب فقد كان يخيفني رفسنجاني لأنه أراد مواصلة الحرب واحتلال البصرة ، وباحتلالها يسقط صدام حسين ، كان هذا مشروعه وكل قيادة الجيش كانوا يعارضون ذلك وقالوا إن احتلال البصرة سيطيل أمد الرحب .

س- التفكير في تأسيس حزب الله اللبناني ، طبعاً أنت كنت تركت السلطة ولكن كنت في ذلك الوقت تحدثت مع الإمام الخميني أو مع محيطيه في تأسيس حزب شيعي في لبنان لأجل مقاتلة إسرائيل أو لأهداف أخرى.

ج-بالنسبة لموضوع لبنان كنت مع دعم الشعب اللبناني وليس دعم منظمة على حساب الشعب ، عندما كنت في السلطة لم يكن هناك وجود لحزب الله في لبنان ، بعد تنفيذ الانقلاب ضدي وجد السفير الإيراني في سوريا الفرصة سانحة لتأسيس هذا الحزب.

س- هل حاول العراق الاتصال بك.بعد الانقلاب الذي حصل ضدك

ج-بالطبع ، آخرها كان بعد عاصفة الصحراء حتى دعوني إلى زيارة العراق.

س- كيف حصل اللقاء؟

ج- جاء شخصان لزيارتي أحدهما لبناني وآخر فرنسي.

س- هل يمكن أن نعرف الأسماء؟

ج-لا يريدون كشف الأسماء، عرضوا علي هذه الدعوة لكنني رفضتها ، عرضوا علي استقبال نواب عراقيين من قبل صدام، أجبتهم بوضوح: يريد صدام استخدام اسمي لتخليصه من الورطة التي وقع فيها مع الأمريكيين وأقترح إلغاء الدكتاتورية في بلاده وتنفيذ الديمقراطية ، كي أقوم بمساندتكم.

 

 

موقع فيصل نور



([1]) أبو بكر وعمر رضي الله عهما كما هو صريح روايات الشيعة 0

([2]) انظر : الرسائل التسع للحلّي ص277 ،روض الجنان للشهيد الثاني 815، الحدائق الناضرة للبحراني ج5 : 177 ، 186 ، ج10 : 361 ، ج18 : 157 ،ج24 : 60 ، مستند الشيعة للنراقي ج1 : 206 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 9/491 ، بحار الأنوار 69/135 ، نور البراهين لنعمة الله الجزائري 1/57 ، كتاب الأربعين للماحوزي 349 350 ، جواهر الكلام للجواهري ج30 : 95 ، مصباح الفقيه للهمداني ج2 : 568 ،مستمسك العروة لمحسن الحكيم ج1 : 393 ، كتاب الطهارة للخميني  ج1 ص 314،فقه الصادق ج3 ص 302 ، ج9 ص 359 ،ج21 ص 474 ، الإمام علي لأحمدالهمداني 490 0

 

([3]) انظر كيف رحمك الله تعالى إلى عقيدة القوم في الدول الإسلامية 0

([4]) هذا إذا كان الشيعة في دار التقية ، أما إذا حكموا البلاد فإنهم يقتلون أهل السنة ويسلبونهم أموالهم ، كما يحدث الآن بالنسبة للمسلمين السنة في إيران تحت نيران حكم الآيات 0 وقد فصّلنا هذا في مبحث " استباحة دماء أهل السنة وأموالهم " من هذا الفصل 0

([5]) وهذا كذب واضح على أهل السنة 0

([6]) قائمتا الباب ، ليعر الرب حسب إعتقد اليهود البيوت 0

([7]) لسان العرب لإبن منظور 1/187 0

([8]) الوشيعة في نقد عقائد الشيعة لموسى جار الله ص 110 0

([9]) انظر : شبهات حول التشيع لعلي العصفور ص 52 0

([10]) الكافي 1/146 0

([11]) انظر: الوشيعة في نقد عقائد الشيعة ص 110 وما بعدها 0

([12]) جامع أحاديث الشيعة 8/532 باب "وجوب الخمس فيما أُخذ من مال الناصب وأهل البغي " 0

([13]) جامع أحاديث الشيعة 8/533 0

([14]) مع أن دستورهم الذي لا يساوي قيمة الحبر المكتوب به عندهم ، أعطى للسنة حق العمل طبقاً لفقههم في المحاكم والمدارس وذلك في مناطقهم ، ولما سُئل الأردبيلي المدعي العام في وقته عن ذلك قال : كنا ضعافاً وعملنا بالتقية ، ولسنا مضطرين الآن أن نعمل بها !! أجل هكذا التقية 0

([15]) أي الناصبي ، وقد مرّ علينا مفهوم الناصبي عند الشيعة في بداية هذا الفصل 0

([16]) أي الذين يقولون بعدم نجاسة الناصب ، والخوئي يعتبر عدم القول بنجاسة الناصب مجرد "دعوى " لا أساس لها ، لذا فإنه يدحض هذا القول ، ويأتي بالدليل على   النجاسة وفق عقيدة الشيعة 0

([17]) لم يثبت ذلك تاريخياً ، وإدعاء الشيعة ذلك إنما هو نابع لبغضهم وكرههم لبني أمية ، وإلا فمعاوية رضي الله عنه لا يخفى على أمثاله من الصحابة فضل وعلم أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه 0

([18]) أي المرأة الشيعية 0

([19]) وسائل الشيعة7/431 ، التهذيب للطوسي 7/ 303 0

([20]) وسائل الشيعة 7/423 ، التهذيب 7/302 ، الإستبصار 3/183 0

([21]) وسائل الشيعة 7/423 0

([22]) يقصد الشيعي 0

([23]) وسائل الشيعة 7/424 ، بحار الأنوار 100/378 ، التنهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/183 0

([24]) وسائل الشيعة 7/424 ، الفروع من الكافي 3/350 0

([25]) وسائل الشيعة 7/7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0

([26]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع من الكافي 3/351 0

([27]) أي أهل السنة 0

([28]) وسائل الشيعة 7/426 ، الفروع منالكافي 3/352 0

([29]) وسائل الشيعة 7/426 0

([30]) وسائل الشيعة 7/427 ، الإستبصار 3/184 0

([31]) وسائل الشيعة 7/427 ، التهذيب 7/303 ، الإستبصار 3/184 0

([32]) وسائل الشيعة 7/434 0

([33]) بحار الأنوار 100/378 0

([34]) بحار الأنوار 100/378 0

([35]) وسائل الشيعة للحر العاملي ج3 ص 429 ، الكافي 3/373 ، التهذيب للطوسي 3/266 الحدائق الناضرة للبحراني10/5 و 11/77 ، الوافي للفيض الكاشاني 5/ 164 0مجمع الفائدة للأردبيلي 3/247 ،الإمام علي للهمداني 193، مستند الشيعة للنراقي 8/26 ، جواهر الكلام للجواهري 13/196 ، بحوث في الفقه للإصفهاني 1/213 ، مستمسك العروة الوثقى لمحسن الحكيم 7/318 ، فقه الصادق 6/226 ، وانظر الإجتها والتقليد للخوئي 1/287 0

([36]) وسائل الشيعة 3/383 وقال : هذا مخصوص بغير وقت التقية ، نوادر الأشعري 130 ، بحار الأنوار 100/378 ، مستدرك الوسائل 2/585 0

([37]) يقصد أهل السنة 0

([38]) الحدائق الناضرة 7/73 ، التهذيب للطوسي 3/28 وسائل الشيعة 3/429 0

([39]) يقصد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، حيث إن الرافضة يزعمون أن المحبة لآل البيت لا تصح إلا بالبراءة من الصحابة ، لأنهم على حد زعمهم إغتصبوا الخلافة 0

([40]) تهذيب الأحكام 3/28 ، وسائل الشيعة 3/389 ، من لا يحضره الفقيه 1/249 0

([41]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، التهذيب 3/39 ، الوافي 5/163 0

([42]) الكافي 3/373 ، وسائل الشيعة 3/432 ، الوافي 5/163 0

([43]) الكافي 3/373 ، التهذيب 3/35 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، وسائل الشيعة 3/429 ، الإستبصار للطوسي 1/429 ، الوافي 5/163 0

([44]) الكافي 3/375 ، الحدائق الناضرة 11/77 ، الوافي 5/164 0

([45]) الكافي 3/279 ، الحدائق الناضرة 11/74 ، الوافي 5/ 164 0

([46]) الكافي 3/380 ، الحدائق الناضرة 11/71 0

([47]) الكافي 3/381 ، الحدائق الناضرة 11/72 ، من لا يحضره الفقيه 1/265 ، بحار الأنوار 5/164 0

([48]) أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على كل من يبغضهم أو ينتقصهم0

([49]) الخميني يقصد هنا فرق الشيعة الأخرى لا الذين لا يؤمنون بالنص على الأئمة الإثني عشر 0

([50]) انظر كتابنا " موقف الخميني من أهل السنة " 1/27 لتعرف من هو 0

([51]) يقصد أهل السنة ، لأن العامة عند الشيعة  هم أهل السنة كما يتضح من سياق كلامه ، وقد سبق بيان هذا المصطلح 0

([52]) كل ذلك تقيّة كما ورد في كتبهم ، وقراءة فاحصة لهذا الفصل على ما يعتريه من إختصار وتقصير يُدرك القارىء المسلم أن الآية العظمى يكذب حتى على قومه ، كلامه ينطلي على العامة ، أما من بحث في كتبهم يجد الكذب الصريح في هذا  الإدعاء 0

([53]) هذا حق نحن لا ننكره ، المسلمون يختلفون مع الشيعة في نواحي كثيرة  منها : أنهم لا يقولون بالرب الذي نعبده ولا بالرسول الذي نتبعه ولا بالقرآن الذي نتعبّد بتلاوته بإعتراف الشيعة أنفسهم كما هو مذكور في " إله السنة غير إله الشيعة " من هذا الفصل 0

([54]) انظر : الإستبصار 3/318 ، التهذيب 8/98 كلاهما للطوسي ، وسائل الشيعة للحر العاملي 15/493 ،بحار الأنوار للمجلسي 2/252 0

([55]) نقلاً عن كتابنا " نقد ولاية الفقيه " ص 275 وما بعدها 0

([56]) حدث يو الخميس 16/5/1980 0

([57]) معلومات وردت في أحد تقارير " المركز الدولي للأبحاث السلمية في   ستوكهولم " ووردت في مجلات عسكرية متخصصة مطلع العام 1987 0

([58]) مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987 0

([59]) خطاب الخميني في " قم " في 15 إبريل 1964 0

([60]) بيان للخميني حول إقرار قانون الحصانة القضائية للرعايا الأمريكيين 0

([61]) تصريحات الخميني على إثر إعتقال الطالقاني وبازركان خلال حكم الشاه 0

([62]) وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية 0

 

([63]) نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة0

([64]) صحف 10 مايو 1979 0

[65] الواشنطن بوست 12/12/1986 0

([66]) صحف مارس 1981 0

([67]) أذيع البرنامج في أول فبراير 1981 مساءاً 0

([68]) "واشنطن بوست" 29 نوفمبر 1986 0

([69]) "إسرائيل والحرب الإيرانية العراقية " بحث بقلم شاهرام تشويين في مجلة الدفاع الدولية في عدد 3 ، مارس 1985 ، مجلد 18 0

([70]) نشرت ذلك صحيفة " الصنداي تايمز" اللندنية في 26/7/1981 0

([71]) صحيفة "بوسطن جلوب" 27/7/1983

([72]) صحيفة "ليبرسون" الفرنسية يوليو 1983 0

([73]) دورية "الدفاع والشئون الخارجية" اليومية في 24/1/1084 0

([74]) مجلة " شتيرن " الألمانية الغربية ، مارس 1984 0

([75]) صحيفة " فرنكفورتر " الصادرة في 17/3/ 1984 0

([76]) تقرير لجنة " تاور " وإسمها الوطني " المجلس الرئاسي للمراجعة الخاصة "  صدر في 26 فبراير 1987 0

[77] نشرة " ايقاظ "  التي تصدرها رابطة أهل السنةفي إيران ، العدد 30 0