الشيعة الاثنا عشرية وتكفيرهم لعموم المسلمين


 
 
تأليف عبدالله بن محمد السلفي
 غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين

 


إهـداء


www.dd-sunnah.net


إهـداء

 
 إلى دعاة التقريب

 
 إلى كل مسلم ومسلمة

 
 إلى الباحثين عن حقيقة التشيع الاثني عشري

 


مقدمة فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي


www.dd-sunnah.net


مقدمة فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد اطلعت على البحث الموسوم بـ (الشيعة الاثنا عشرية وتكفيرهم لعموم المسلمين) تأليف: عبدالله بن محمد السلفي.
فألفيته بحثاً علمياً نقل فيه المؤلف عقيدة الشيعة الاثني عشرية في عموم المسلمين، وفي الصحابة وفي أهل البيت وفي زوجات النبي (ص)، وفي الخلفاء والقضاة وفي الحكومات وفي الأمصار الإسلامية، نقل ذلك عن علمائهم ومن مصادرهم التي يعتمدون عليها، فهي حقائق ثابتة.
فأسأل الله أن ينفع بهذا البحث وأن يثيب المؤلف على جهده وعمله، وأن يوفق من شاء الله هدايته من الشيعة وغيرهم إلى الحق والصواب.
كما أسأله سبحانه أن يرزق الجميع الإخلاص في العمل والصدق في القول، وأن يثبت الجميع على الهدى ودين الحق، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
وصلَّى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

كتبه عبدالعزيز بن عبد الله الراجحي

 


مقدمة فضيلة الشيخ عبدالعزيز الطريفي


www.dd-sunnah.net


مقدمة فضيلة الشيخ عبدالعزيز الطريفي
 
الحمد لله حقّ حمده، وصلّى الله وسلّم على نبيّه وعبده . أما بعد..
فإن من أجلّ وأهمّ وجوه الإصلاح، وبيان الحق، معرفة حقيقة مخالفه، وقدر مخالفته، خاصة إذا جهل ذلك العامة، ووجد من يلبِّس الحق بالباطل، فإن من أعظم وجوه التلبيس، أن تغيب حقيقة الشر، وعظم خطره . ومن الأمور التي يجب الوقوف عندها، والتعريف بها عند من يجهلها: تبيان موقف التشيع الغالي ممن يخالفهم من أهل السنة والجماعة وغيرهم، وبيان عقيدتهم في مخالفيهم، وحكمهم عليهم، من مصنفاتهم وبطون مصادرهم، وكلام أئمتهم المعتبرين عندهم، الذين تؤخذ عنهم الفتيا في أمور الديانة. وهذه الرسالة هي إحدى المحاولات في بيان اعتقاد الشيعة في مخالفيهم. وهذا الاعتقاد هو اعتقاد السواد الأعظم منهم في أقطار العالم الإسلامي كافة، يجب بيانه ومعرفته على أهل العلم والفكر والسياسة .
 بارك الله في الكاتب ونفع به، وسدَّده وأعانه .

 
قيده عبدالعزيز الطريفي 2/2/1429هـ

 


مقدمة


www.dd-sunnah.net

 
مقدمة


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فابتداءً: يجب أن يعلم المسلم أن عقيدة أهل القبلة على اختلاف مشاربهم يجمعون على أن شهادة: أن لا إلـه إلا الله وأن محمداً رسول الله شرط لقبول العمل ودخول العبد تحت مظلة الإسلام.
أما الشيعة الإمامية (الاثنا عشرية) فإنهم يخالفون ذلك، ويقولون إن الله أخذ ميثاق الخلائق ومواثيق الأنبياء والرسل بالإقرار له سبحانه بالوحدانية ولمحمد بالنبوة ولعلي بالولاية، ففي الحديث القدسي «أن الله جل جلاله قال: لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي... فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى علياً عبدٌ من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبدٌ من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير »(1).
وإنني أستغرب وأتعجب من قوم يتهمون أهل السنة عامةً ودعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهّاب خاصةً أنها دعوة تقوم على تكفير المسلمين، بينما نجد أن عقيدة الشيعة الاثني عشرية وكتبهم القديمة والحديثة تشهد عليهم بأنهم يكفِّرون كل من خالفهم أو أنكر إمامة أحد أئمتهم المعصومين (الأئمة الاثني عشر). كما سترى النصوص المستفيضة في تكفيرهم لجميع طوائف المسلمين بل حتى الداخلين معهم تحت مظلة التشيع (كالنصيرية، والإسماعيلية، والزيدية) لم يسلموا من تكفير الإمامية لهم.
فلا غرابة في ذلك فقد قالوا: إنه لم يناد بشيءٍ كما نودي بالولاية، فالولاية عند الشيعة هي الركن الركين والشرط الأساسي لقبول العمل.
فقد جاء في أصول الكافي للكليني(2) عن أبي جعفر قال: «ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته» وذلك الامتثال لا ينفع إلا بالولاية، إذ هي شرط من شروط قبوله.. بل قالوا عن الصادق كما في أصول الكافي للكليني(3) أنه قال: «أثافي الإسلام ثلاثة: الصلاة والزكاة والولاية، ولا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها».
فالشيعة الإمامية يعتقدون أن المسلم إذا أجهد كل أعضائه بالعبادات والطاعات ولم يؤمن بالولاية لأهل البيت فستذهب كل أفعاله جفاء كالزبد.
ولهذا عقد المجلسي في كتابه «بحار الأنوار» باباً بعنوان (لا تقبل الأعمال إلا بالولاية)(4) أي: ولاية علي وتقديمه على الشيخين أبي بكر وعمر والبراءة منهما، وقال المجلسي أيضاً في الكتاب نفسه: (قد وردت أخبار متواترة أنه لا يقبل عمل من الأعمال إلا بالولاية)(5).
وهذه الرسالة التي قمت بكتابتها أثبت فيها بالدليل حقيقة من حقائق الشيعة الاثني عشرية التي يحاولون إخفاءها وهي «تكفيرهم لكل من لم يكن شيعياً اثني عشرياً».
ونحن نعلم يقيناً أن الروافض لا يظهرون هذه العقيدة أمام المسلمين من باب التقية، لأن دينهم باطني، فيظهرون لنا المودة ويبطنون لنا البغض والكراهية، ونحن لا نكفِّر أحداً من أهل القبلة إلا إذا أتى بناقض من نواقض الإسلام ثم أقيمت عليه الحجة ثم أصرَّ على فعله.
وسوف أقوم بإذن الله بذكر تلك المصادر وأسماء قائليها، ورغم هذه النصوص الواضحة في تكفيرهم لجميع الطوائف الإسلامية إلا أنهم لا يزالون يتظاهرون بالوحدة مع بقية المذاهب الإسلامية، ويعقدون مؤتمرات التقريب في عواصم المسلمين لتخديرهم، مع أنهم يؤمنون بأن من خالف عقيدتهم فعمله مردود عليه وهو في الآخرة من الخاسرين والعياذ بالله.
نسأل الله أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يوحد كلمة المسلمين وأن يخذل المنافقين والمندسِّين بين الصفوف، وأن يجعل كيدهم في نحورهم..

 
وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

قاله وكتبه عبدالله بن محمد السلفي
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه وللمسلمين
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) انظر كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) ص 61.
 (2) (1/185)
 (3) (2/18)
 (4) (27/616)
 (5) (8/369)
 


منهج التكفير عند أهل السنة


www.dd-sunnah.net


منهج التكفير عند أهل السنة


إن التكفير منهج منضبط عند أهل السنة والجماعة، فإن له شروطاً لا بد أن تتحقق وموانع لا بد أن تنتفي حتى يقع الكفر على الأعيان، وقد يحكم الإنسان بأن الفعل كفر، ويدرأ عن صاحبه الكفر لجهل أو تأول أو إكراه أو خطأ، فلا يلزم من وصف الفعل بأنه كفر تكفير الفاعل، ولذا فإن التكفير للأعيان أمر قضائي بمعنى أنه يحتاج إلى استفصال وتحقيق وسؤال للفاعل حتى يتأكد القاضي أو العالم بأن كل الشروط تحققت، أو كل الموانع قد انتفت، ويقيم عليه الحجة الرسالية، ثم بعد ذلك يكفَّر؛ لأن التكفير حد والحدود لا تطبق بالظن، بل لا بد من يقين لا يتطرق إليه الشك، فأي شبهة عارضة تعرض أمام العالم أو القاضي أو المجتهد فإنها تدرأ عن الإنسان الكفر كما تدرأ عن المسلم الحد، فإذا كان الإنسان يتورع عن وصف أخيه بأنه زانٍ أو فاسق أو سارق لأنه لم يتيقن الأمر، فكيف يحل له أن يصفه بالكفر وهو إخراج له من دائرة الإسلام بأمر مظنون؟! ولذا فإن من دخل في الإسلام بيقين لا يزول عنه إلا بيقين مثله، أو أعلى منه.
قال الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله تعالى تحت شرحه لقول شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية [ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية، ولا يخلدونه في النار]: (المذهب الثالث مذهب أهل السنة:
وهو أنه لا يخرج صاحب الكبيرة من الإسلام ولا يدخل في الكفر، ولكن لا يعامل كمعاملة المسلمين بالمحبة والمودة، ولا يستباح دمه وماله كالكفار، وإنما هو عاصٍ وليس بخارج من الإيمان.
هذا حكمه في الدنيا، وأما حكمه في الآخرة فتحت مشيئة الله، فإن شاء عفا عنه وغفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذَّبه في النار بقدر ذنوبه ومآله إلى الإخراج، وذلك لتواتر الأحاديث عن النبيrأنه لا يبقى في النار أحد من أهل التوحيد وأهل لا إله إلا الله، وأنه يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وكذلك الأحاديث التي في شفاعته صلى الله عليه وسلموأنها نائلة من مات لا يشرك بالله شيئاً، وأشباه ذلك من الأحاديث) (6).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية (6/421): والرافضة يزعمون أنهم يعملون بهذه الآية قوله تعالى:   لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) [آل عِمرَان: 28]
ويزعمون أنهم هم المؤمنون، وسائر أهل القبلة كفار مع أن لهم في تكفير الجمهور قولين، لكن قد رأيت غير واحد من أئمتهم يصرح في كتبه وفتاويه بكفر الجمهور، وأنهم مرتدون ودارهم دار ردة، يحكم بنجاسة مائها
ويقول الدكتور عبدالله القرني: (فإن التكفير حكم شرعي، لا يطلق على معين إلا بشروطه الشرعية، ومن ثبت في حقه تلك الشروط، أطلق عليه حكم الردة بلا تردد.
وكما أنه ليس لأحد أن يحكم على قول أو فعل أنه شرك إلا بدليل شرعي، فكذلك ليس لأحد أن يطلق حكم الردة على معين إلا بضوابط شرعية.
والمسلم إذا تلبس بشيء من مظاهر الشرك لا يلزم أن نحكم عليه بالشرك، بل قد يكون معذوراً، فلا يحكم بردَّته حتى تتحقق فيه شروط التكفير وتنتفي موانعه، فلا تلازم بين تلبُّسه بذلك الفعل وبين الحكم عليه بالردة).
ثم قال: (وأما أهل السنة والجماعة فقد هداهم الله لما اختلف فيه من الحق بإذنه، لالتزامهم بالدليل الشرعي في وصف الفعل وفي حكم الفاعل، فالتزموا بالنصوص الشرعية في تحديد حكم الفاعل، وتحديد ما هو كفر وما ليس بكفر. والتزموا بها في تحديد شروط وموانع تكفير المعين. فلم يقولوا بالتكفير
بالعموم دون النظر في تحقيق شروط التكفير وانتفاء موانعه في حق المعين، ولم يتوقفوا عن إثبات وصف الإسلام لمن ظهر منه إرادة الدخول في الإسلام، أو كان الظاهر منه التزامه به، بل التزموا بالحق في ذلك كله، ولم يضربوا النصوص بعضها ببعض كما هو شأن مخالفيهم)(7).
ويقول الشيخ ابن عثيمين: فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمرالأول: دلالة الكتاب والسنة على أن هذا كفر لئلا يفتري على الله الكذب.
الأمرالثاني:انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتحقق شروط التكفير في حقه وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115) [النساء: 115 ] . فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعدما تبين الهدى له....
ومن الموانع أن يكره على الكفر لقوله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)ِ [النّحل: 106 ]
ومن الموانع أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح، أو حزن أو غضب، أو خوف ونحو ذلك لقوله تعالى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5)[الأحزَاب: 5 ]
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن النبيrقال: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح».
ومن الموانع أيضاً أن يكون له شبهة تأويل في المكفر بحيث يظن أنه على حق، لأن هذا لم يتعمد الإثم والمخالفة فيكون داخلاً في قوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) [الأحزَاب: 5 ] ولأن هذا غاية جهده فيكون داخلاً في قوله تعالى : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا (([البَقَرَة: 286 ] (8).
وسئل أيضاً عن الجهل بالتوحيد فأجاب: (العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه، لأن الله سبحانه وتعالى قالِ: ((إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) [النِّساء: 163 ] حتى قال عز وجل : [النِّساء: 165 ] {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} ولقوله تعالى1 ِ {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[الإسرَاء: 15 ]  ولقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}.[التّوبَة: 115 ]

ولقول النبيr: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني لم يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار».
والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلاً فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدنيا) (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(6) التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية (2/186، 187).

(7) ضوابط  التكفير  عند أهل السنة والجماعة 15،16.

(8) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (2/134 ـ 136).

(9) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (2/127، 128).

 


مقارنة بين الخوارج والشيعة


www.dd-sunnah.net


مقارنة بين الخوارج والشيعة
أجرى الدكتور الفاضل ناصر العقل حفظه الله مقارنة بين الخوارج والرافضة في كتابه (الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام)، وها نحن ننقلها بطولها وذلك لنفاسة مباحثها ولقرب موضوعها مما نحن بصدده.
قال حفظه الله:
(الخوارج والشيعة ـ كما أسلفت ـ كانت نشأتهما في وقت واحد، ومن منبت واحد، لكن كثيراً من أصولهما وغاياتهما تختلف. لذلك اتفقت الفرقتان في أمور، وتباينتا في أمور أخرى.
فقد اتفقت (الخوارج والشيعة) فيما يلي:
1 ـ الغلو:
فقد اتفقتا في أصل الغلو واختلفتا في صوره، فكان غلو الخوارج في تشددهم في الدين والأحكام، والبراءة وشدة الموقف من المخالفين، وما استلزمه ذلك من التكفير والخروج والقتال، وكان غلو الشيعة في الأشخاص، حيث غلوا في علي  وآل البيت، وغيرهم.
2 ـ الجهل والحمق وقصر النظر:
فكل من الخوارج والشيعة فيهم حمق وجهل وقصر نظر غالباً، ولا أدل على جهل الخوارج من مواقفهم من الصحابة، وخروجهم على الإمام والجماعة، ولا على جهل الشيعة من غلوهم في علي مع براءته من فعلهم وتأديبه لطوائف منهم.
3 ـ قلة العلم الشرعي وضعف الفقه في الدين:
أما الخوارج فكانت السمة الغالبة فيهم الاغترار بالعلم القليل، وليس لهم جلد على طلب العلم والرسوخ فيه.
وأما الشيعة فلا يطلبون العلم على أهله، ولا يأخذونه على أئمة السنة، وأغلب مصادر علمهم عن أهل الكذب والوضع، وكلا الفرقتين لا يهتم غالباً بالحديث والسنن إلا ما يوافق أهواءهم.
4 ـ مجانبة السنة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم:
أما الخوارج فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل، وخرجت على أئمة المسلمين بالسيف.
وأما الشيعة فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل، وترى الخروج بالسيف لكنه مشروط عندهم بخروج مهديهم الموهوم.
ومع ذلك كانوا يسارعون في الإسهام في كل فتنة تضر بالمسلمين.
5 ـ ترك العمل بالحديث وآثار السلف:
كل من الخوارج والشيعة لا يعتمدون على السنة الصحيحة أو أكثرها إلا فيما يرون أنه يعضد أهواءهم، ويجانبون آثار السلف.
6 ـ فساد الاعتقاد في الصحابة:
أما الخوارج فيكفِّرون بعض الصحابة، كعلي وعثمان ومعاوية وأبي موسى، وعمرو بن العاص وأصحاب الجمل وصفين أو أكثرهم، ويسبون بعض السلف ويلمزونهم.
وأما الشيعة (الرافضة) فيكفرون سائر الصحابة ولا يستثنون إلا نفراً قليلاً، ويسبون كل السلف أئمة الدين فضلاً عن سائر أهل السنة.
7 ـ تكفير المخالف لهم من المسلمين:
الخوارج والشيعة كلهم يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم وإن اختلفت أصول التكفير وأسبابها عند كل فرقة.
فالخوارج كفَّروا بعض الصحابة بسبب التحكيم، عمله أو إقراره، وكفَّروا مرتكب الكبيرة من المسلمين، وكفروا كل من خالفهم ولم ينضم لمعسكرهم، على اختلاف بينهم في درجة الكفر (كفر شرك أو كفر نعمة).
أما الرافضة فكما كفَّروا سائر الصحابة وزعموا أنهم مرتدون (إلا نفراً قليلاً لا يتجاوز السبعة عند بعضهم) فقد كفَّروا سائر أئمة المسلمين وعامتهم.
واختلفت الفرقتان في أمور كثيرة، منها:
1 ـ الشيعة غلت في آل البيت وقدستهم، في حين أن الخوارج الأولين أبغضوهم وناصبوهم العداء لذلك سموا (ناصبة).
2 ـ الشيعة تعتمد على الكذب في الرواية والتلقي لمصادر الدين، ويكذبون على الخصوم وعلى أنفسهم، والخوارج لا يكذبون في الدين ولا في الرواية ولا على خصومهم، لأنهم يرون الكذب من كبائر الذنوب التي توجب التكفير، لكن جهلهم أودى بهم إلى اتباع أهوائهم.
3 ـ الخوارج يعلنون أقوالهم وعقائدهم ومواقفهم، والشيعة يدينون بالتقية (النفاق) ما داموا بين ظهراني المسلمين ولم تكن لهم دولة ولا ولاية.
4 ـ الخوارج يلزمون أنفسهم بقتال المخالفين في أكثر الأحوال، أما الشيعة فإنهم غالباً لا يقاتلون إلا مع إمام من أئمتهم الذين يزعمون أنهم معصومون، ويصفونهم بما لا يجوز إلا لله تعالى، من علم الغيب، والتصرف في مقاليد الكون ومصادر العباد وقلوبهم، والتشريع من دون الله، لكنهم مع ذلك يسارعون في كل فتنة تضرُّ بالمسلمين.
5 ـ أكثر الخوارج من الأعراب وأهل الجفاء والغلظة في الطباع. وأكثر الشيعة من العجم والهمج والرعاع.
6 ـ من طباع الشيعة الخيانة والغدر والكيد الخفي لخصومهم (أهل السنة)، أما الخوارج فهم بعكس ذلك فإن فيهم صراحة ومعالنة، ويصدعون بالبراء من خصومهم ويعلنون مبادئهم ومواقفهم من الآخرين لكن بقسوة وعنف.
7 ـ الخوارج صعب قيادهم ولا يسلمون لأحد.
أما الشيعة فهم أهل طاعة عمياء، يتبعون كل ناعق وكل من رفع شعاراتهم وادعى محبة آل البيت وتقديسهم والانتصار لهم تبعوه، وقد يكون زنديقاً أو فاجراً، ولذلك يكثر فيهم الدجالون ومدَّعو النبوة، وأهل الفجور والفحش.
8 ـ الخوارج يأخذون بظواهر النصوص دون فقه، ولا اعتبار لدلالة المفهوم، ولا قواعد الاستدلال، ولا الجمع بين الأدلة، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء، لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف وأهملوا نصوص الوعد والرجاء.
والشيعة بعكسهم فهم أهل تأويل وتعطيل للنصوص، ولا يأخذون بدلالة النصوص اللغوية ولا الشرعية، ويفسرونها على هواهم، على النهج الباطني والرمزي والإشاري، ويتبعون زعماءهم بلا بصيرة، ويزعمون لهم العصمة.
9 ـ الخوارج ليس منهم زنادقة وليس فيهم نفاق.
أما الرافضة فيكثر فيهم وبينهم الزنادقة والمنافقون. لذا تفرعت عنهم المذاهب الباطنية والإلحادية وكثرت بينهم دعاوي النبوة ودعاوي المهدية، والمتأمل للتاريخ يجد أكثر المذاهب والنحل الخبيثة والهدامة تنتحل الرفض والتشيع.
10 ـ مصادر التلقي عند الخوارج أسلم من مصادر التلقي عند الرافضة، فالخوارج يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم وإن أخطؤوا في ذلك. أما الرافضة فيتلقون عمن يسمونه المعصوم من أئمتهم، ويكذبون على الأئمة وغيرهم وعلى الرسول صلى الله عليه وسلمثم هم يصدقون كذبهم بعد ذلك.
11 ـ الرافضة تقوم أصولهم على البدع والمحدثات والشركيات في الاعتقادات والعبادات وكثير من الأحكام، أما الخوارج فالبدع الشركية وبدع العبادات والقبورية والصوفية فيهم قليلة.
12 ـ وبالجملة فإن الرافضة كانوا عبر تاريخ الإسلام أضر على الأمة وأعظم كيداً للمسلمين، وأكثر محادة لله تعالى ودينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلموعباده المؤمنين لأنهم كانوا خوارج من حيث اعتقاد الخروج والعمل عليه وتكفير المسلمين ويزيدون على الخوارج في ذلك وفي أصولهم الباطلة التي تخصهم، كالإمامة والعصمة والتقية والرفض والنفاق.
هذا... وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية مقارنة بين الشيعة (الرافضة) والخوارج في أكثر من موضع من مصنفاته رأيت من المفيد هنا ذكر طائفة منها، ومن ذلك قوله رحمه الله تعالى:
«وحال الجهمية والرافضة شر من حال الخوارج، فإن الخوارج كانوا يقاتلون المسلمين ويدعون قتال الكفار، وهؤلاء أعانوا الكفار على قتال المسلمين وذلوا للكفار، فصاروا معاونين للكفار أذلاء لهم معادين للمؤمنين أعزاء عليهم، كما قد وجد مثل ذلك في طوائف القرامطة والرافضة والجهمية النفاة الحلولية، ومن استقرأ أحوال العالم رأى من ذلك عبراً، وصار في هؤلاء شبه من الذين قال الله فيهم: }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51 {[النِّساء: 51 ] (10).

وقال:
«وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج المنصوصين فليسوا دونهم، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعلياً، وأتباع عثمان وعلي فقط، دون من قعد عن القتال، أو مات قبل ذلك.
والرافضة كفَّرت أبا بكر وعمر وعثمان وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكفروا جماهير أمة محمد صلى الله عليه وسلممن المتقدمين والمتأخرين، فيكفِّرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة أو ترضى عنهم كما رضي الله عنهم أو يستغفر لهم كما أمر الله بالاستغفار لهم، ولهذا يكفِّرون أعلام الملة مثل: سعيد بن المسيب وأبي مسلم الخولاني وأويس القرني وعطاء بن أبي رباح وإبراهيم النخعي ومثل مالك والأوزاعي وأبي حنيفة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة، والثوري والشافعي وأحمد بن حنبل وفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والجنيد بن محمد وسهل بن عبدالله التستري وغير هؤلاء، ويستحلُّون دماء من خرج عنهم ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور، كما يسميه المتفلسفة ونحوهم بذلك» (11).
وقال:«ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات، حتى إن من مشايخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله، ووصف حالهم يطول.
فبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وهذا هو السبب فيما شاع في العرف العام أن أهل البدع هم الرافضة، فالعامة شاع عندها أن ضد السني هو الرافضي فقط لأنهم أظهر معاندة لسنة رسول اللهrوشرائع دينه من سائر أهل الأهواء» (12).
وقال: «وأيضاً فالخوارج كانوا يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم، وهؤلاء إنما يتبعون الإمام المعصوم عندهم الذي لا وجود له، فمستند الخوارج خير من مستندهم، وأيضاً فالخوارج لم يكن منهم زنديق ولا غال وهؤلاء فيهم من الزنادقة والغالية من لا يحصيه إلا الله، وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبدالله بن سبأ فإنه أظهر الإسلام وأبطن اليهودية وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولص النصراني الذي كان يهودياً في إفساد دين النصارى» (13).
وقال: «وإنما كان هؤلاء شراً من الخوارج الحرورية وغيرهم من أهل الأهواء لاشتمال مذاهبهم على شرمما اشتملت عليه مذاهب الخوارج، وذلك لأن الخوارج الحرورية كانواأول أهل الأهواء خروجاً عن أهل السنة والجماعة»(14).
وقال:
«وأيضاً فإن الخوارج الحرورية كانوا ينتحلون اتباع القرآن بآرائهم ويدَّعون اتباع السنن التي يزعمون أنها تخالف القرآن، والرافضة تنتحل اتباع أهل البيت وتزعم أن فيهم المعصوم الذي لا يخفى عليه شيء من العلم ولا يخطئ لا عمداً ولا سهواً ولا رشداً»(15).
وقال:
«والرافضة أشد بدعة من الخوارج وهم يكفِّرون من لم تكن الخوارج تكفره كأبي بكر وعمر، ويكذبون على النبيrوالصحابة كذباً ما كذب أحد مثله، والخوارج لا يكذبون عليهم لكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم وأوفى بالعهد منهم فكانوا أكثر قتالاً منهم وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل»(16).
أما بعض الشيعة الأوائل (المفضلة) فهم خير من الخوارج:
    هناك طائفة نسبت إلى التشيع وقد اندثرت وليست على نهج الشيعة الرافضة ولا الشيعة الزيدية، وكان تشيعها ينحصر في تفضيل علي على سائر الصحابة وعلى أبي بكر وعمر مع إقرارها بإمامتهما، وقد قال شيخ الإسلام في هذه الفئة: «ولهذا كان الشيعة المتقدمون خيراً من الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأمر النبي r ، وأما كثير من متأخري الرافضة فقد صاروا شراً من الخوارج بكثير بل فيهم من هو أعظم الناس نفاقاً بمنزلة المنافقين الذين كانوا على عهد رسول اللهrأو فوقهم أو دونهم، ولهذا قال البخاري صاحب الصحيح في كتاب (خلق أفعال العباد): لا أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي أو صليت خلف اليهودي والنصراني ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم» (17)(18).
 
لنبدأ مع باقر علوم الشيعة شيخهم ـ المجلسي (19) ـ حيث ذكر في كتابه «بحار الأنوار»27/166 (20) روايات كثيرة جداً في تكفير من خالفهم لأن الشيعة الاثني عشرية يعتقدون بعدم قبول العمل إلا بالإيمان بولاية علي حيث قال ما نصه (21):
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(10) درء التعارض (7/138، 139).

(11) الفتاوى (28/477).

(12)  الفتاوى (28/482).

(13)   الفتاوى 28/483.

(14)  الفتاوى 28/489.

(15) الفتاوى 28/491.

(16) منهاج السنة (5/154).

(17) بيان تلبيس الجهمية (حقي) (2/539) وانظر: خلق أفعال العباد  للبخاري ص12.

(18) الخوارج (18 ـ 21).

(19) المجلسي: قال عنه الأردبيلي: محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي الملقب بالمجلسي، أستاذنا وشيخنا وشيخ الإسلام والمسلمين،
 خاتم المجتهدين الإمام العلامة المحقق المدقق جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، وحيد عصره، فريد دهره ثقة ثبت، عين كثير العلم، جيد التصانيف. توفي سنـة 1110هـ.

(20) كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار قال عنه أغابزرك الطهراني (3/16): لم يكتب قبله ولا بعده جامع مثله لاشتماله مع جمع الأخبار على تحقيقات دقيقة. انتهى، وهذا الكتاب يعتبر أحد المصادر الثمانية المعتمدة عند الشيعة الاثني عشرية.

(21) من هنا إلى الصفحة (55) هو من كلام شيخهم المجلسي، وما كان من كلامي فجعلته بخطٍّ عريضٍ . فتنبّه.
 
 


باب أنه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية


www.dd-sunnah.net

 
باب أنه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية
الولاية:

جاء في تفسير الصافي (1/128) : {وَاتَّقُوا يَوْمًا} وقت النزاع ُ {لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} لا يدفع عنها عذاباً قد استحقته ُِ {وَلاَ يُقْبَلُ} وقرئ بالتاء ُ  {مِنْهَا شَفَاعَةٌ} بتأخير الموت عنها ُِ {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} أي فداء مكانها تمات وتترك هي {وَلاَ هُمْ ُنْصَرُونَ}.[البَقَرَة: 48 ]
 وهذا يوم الموت، فإن الشفاعة والفداء لا يغني فيه، فأما في يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء، ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والطيبون من آلهم، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات، فمن كان منهم مقصراً في بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظائرهم في العصر الذي يليهم، ثم في كل عصر إلى يوم القيامة، فينقضون عليهم كالبزاة والصقور يتناولونهم، كما يتناول البزة والصقور صيدها، فيزفونهم إلى الجنة زفاً.
وإنا لنبعث على آخرين محبينا من خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات، كما يلتقط الطير الحب، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا، وسيؤتى بالواحد من مقصري شيعتنا في أعماله بعد أن قد حاز الولاية والتقية وحقوق إخوانه ويوقف بإزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة ألف من النصاب ـ أي أهل السنة ـ فيقال له: هؤلاء فداؤك من النار، فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة، وأولئك النصاب النار، وذلك ما قال الله تعالى: ُ ِ {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا} [الحِجر: 2 ] يعني بالولاية لو كانوا مسلمين في الدنيا منقادين للإمامة ليجعل مخالفوهم من النار فداءهم.
الآيات: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيْحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ *}.[إبراهيم: 18 ]
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *}. [طه: 82 ]
وقال تعالى:{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْمًا وَلاَ هَضْمًا}.
[طه: 112 ]
تفسير: حكم الله تعالى في الآية الأولى بكون أعمال الكفار باطلة، والأخبار المستفيضة وردت بإطلاق الكافر على المخالفين لإنكارهم النصوص على الأئمة .
وروى علي بن إبراهيم في تفسير تلك الآية أنه قال: من لم يقر بولاية أمير المؤمنين بطل عمله، مثل الرماد الذي تجيء الريح فتحمله.
وفسر الاهتداء في الآية الثانية في كثير من الأخبار بالاهتداء إلى الولاية، وأما الإيمان في الآية الثالثة فلا ريب في أن الولاية داخلة فيه، فشرط الله تعالى الإيمان في كون الأعمال الصالحة أسباباً لعدم خوف الظلم بمنع ثواب يستحقه. والهضم أي: الكسر منه بنقصان.
وقال ابن عباس: لا يخاف أن يزاد على سيئاته ولا ينقص من حسناته، واعلم أن الإمامية أجمعوا على اشتراط صحة الأعمال وقبولها بالإيمان الذي من جملته الإقرار بولاية جميع الأئمة وإمامتهم والأخبار الدالة عليه متواترة بين الخاصة والعامة.
في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر في قوله تعالى:  [ ِ{فَلاَ يَخَافُ ظُلْمًا وَلاَ هَضْمًا} [طه: 112 ]  أي: لا ينقص من عمله شيئاً، وأما ظلماً يقول: لن يذهب به.
وعن الساباطي عن أبي عبدالله قال: إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله عن الصلوات المفروضات والزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه، وإن لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله منه شيئاً من أعماله.
 مع أن الله يقول في كتابه العزيز: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ *فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }.[المؤمنون: 101 ـ 103 ]
وعن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: نزل جبرائيل على النبيrفقال: يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن والأرضين السبع ومن عليهن، وما خلقت موضعاً أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبداً دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحداً لولاية علي لأكببته في سقر.
وعن حفص عن الصادق قال: إن علياً كان يقول: لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد كل يوم إحساناً، ورجل يتدارك سيئته بالتوبة، وأنى له بالتوبة؟ والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت.
وعن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبدالله يقول: من خالفكم وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية: ُ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ *عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً *}.[الغَاشِيَة: 2 ـ 4 ]
وعن محمد بن جعفر بن يحيى بن زكريا بن علي بن حسان بن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله في قوله:  {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}،[الأنعَام: 160 ]  قال: هي للمسلمين عامة، والحسنة الولاية، فمن عمل من حسنة كتبت له عشراً، فإن لم يكن ولاية دفع عنه بما عمل من حسنته في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق.
وعن أبـان عن الحـارث بن يحيى عن أبي جعفر في قول الله:  {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *} [طه: 82 ]
قال: ألا ترى كيف اشترط ولم تنفعه التوبة أو الإيمان والعمل الصالح حتى اهتدى، والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدي، قال: قلت: إلى من؟ جعلني الله فداك، قال: إلينا.
 بيان: لعل المراد بالإيمان على هذا التفسير الإسلام، وقد مر مثله بأسانيد.
 قال شيخهم المجلسي بعد هذه الروايات (22) معلقاً على تلك الروايات ما نصه: قد مرت الأخبار الدالة على المقصود من هذا الباب في أبواب النصوص على الأئمة كقوله في خبر المفضل: يا محمد لو أن عبداً يعبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي.
وسيأتي في باب النص على أمير المؤمنين الأخبار الكثيرة في ذلك، كقوله في خبر محمد بن يعقوب النهشلي عن الرضا عن آبائه : قال الله تعالى: لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي، وقد مضى كثير منها في أبواب تأويل الآيات من هذا المجلد.
وعن هشام بن سالم عن الساباطي قال: قلت لأبي عبدالله إلى قوله في آخر الرواية.. فقال له عبدالله بن أبي يعفور: أليس الله تعالى قال: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89 )[النمل: 89 ] فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن تولى أئمة الجور؟
فقال له أبو عبدالله : وهل تدري ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية؟ هي معرفة الإمام وطاعته، وقد قال الله : {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *} [النَّمل: 90 ]
وإنما أراد بالسيئة إنكار الإمام الذي هو من الله تعالى، ثم قال أبو عبدالله : من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاءه منكراً لحقنا جاحداً لولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في النار.
وعن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلمقلقين من تبوك فقال لي في بعض الطريق: ألقوا لي الأحلاس والأقتاب، ففعلوا فصعد رسول r فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: معاشر الناس ما لي إذا ذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان؟ فوالذي بعثني بالحق نبياً لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله في النار.
 بيان: الفقأ: الشق، وهو كناية عن شدة احمرار الوجه للغضب.
وعن سالم بن عبدالله أنه ذكر عن ابن عباس أن رسول اللهr قال: يا بني عبدالمطلب إني سألت الله ثلاثاً: أن يثبت قائلكم، وأن يهدي ضالكم وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله تعالى أن يجعلكم جوداء، نجباء، رحماء، فلو أن امرأً صف بين الركن والمقام فصلى وقام ثم لقي الله وهو لأهل بيت محمد r مبغض دخل النار.
كشف: من كتاب (الأربعين) للحافظ أبي بكر محمد بن أبي نصر عن ابن عباس مثله.
وفي هذا رد لقول الله :} وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41){ [النّجْم: 39 ـ 41 ] .
وعن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبدالله فقلت: إن أهل الموقف كثير، قال: فضرب ببصره فأداره فيهم ثم قال: ادن مني يا أبا عبدالله، فدنوت منه فقال: غثاء يأتي به الموج من كل مكان، والله ما الحج إلا لكم، لا والله ما يتقبل إلا منكم.
 بيان: الغثاء بالضم والمد ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره، ذكره في النهاية.
وعن يونس بن عبدالجبار عن علي بن الحسين قال: قال رسول اللهr: ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم، والذي نفس محمد بيده لو أن عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبياً ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي.
 بيان: قال الفيروز آبادي: اشمأز: انقبض واقشعر أو ذعر، واشمأز الشيء: كرهه.
وعن علي بن عاصم عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين بن زين العابدين : أي البقاع أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: إن أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلاً عمِّر ما عمِّر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً.
وعن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبدالله عن قول الله تبارك وتعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *} [طه: 82 ] قال: ومن تاب من ظلم وآمن من كفر وعمل صالحاً ثم اهتدى إلى ولايتنا، وأومأ بيده إلى صدره.
وعن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبدالله : يا معلى لو أن عبداً عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرماً، جاهلاً لحقنا لم يكن له ثواب.
 بيان: التراقي: العظام المتصلة بالحلق من الصدر، والتقاؤها كناية عن نهاية الذبول والدقة والتجفف.
وعن ابن تغلب قال: قال أبو عبدالله : كل ناصب وإن تعبد واجتهد يصير إلى هذه الآية: ُ {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً *}.[الغَاشِيَة: 3،4 ]
وعن ميسر بياع الزطي قال: دخلت على أبي عبدالله  فقلت له: جعلت فداك إن لي جاراً لست أنتبه إلا بصوته إما تالياً كتاباً يكرره ويبكي ويتضرع، وإما داعياً، فسألت عنه في السر والعلانية فقيل لي: إنه مجتنب لجميع المحارم، قال: فقال: يا ميسر عرف شيئاً مما أنت عليه؟ قال: قلت: الله أعلم. قال: فحججت من قابل فسألت عن الرجل لا يعرف شيئاً من هذا الأمر فدخلت على أبي عبدالله فأخبرته بخبر الرجل، فقال لي مثل ما قال في العام الماضي: يعرف شيئاً مما أنت عليه؟ قلت: لا.
قال: يا ميسر أي البقاع أعظم حرمة؟ قال: قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: يا ميسر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة، وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة، ولو أن عبداً عمره الله فيما بين الركن والمقام وفيما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ثم ذبح على فراشه مظلوماً كما يذبح الكبش الأملح ثم لقي الله بغير ولايتنا لكان حقيقاً على الله أن يكبه على منخريه في نار جهنم.
 بيان: الأملح: الذي بياضه أكثر من سواده، وقيل: هو النقي البياض، ولعل التقييد به لكونه ألطف، والذبح فيه أسرع، وقال الفيروز آبادي: كبه: قلبه وصرعه كأكبه.
وعن عبدالرحمـن يعني ابن كثير قال: حججت مع أبي عبدالله فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال: ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج! فقال له داود الرقي: يابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال: ويحك يا أبا سليمان إن الله لا يغفر أن يشرك به، الجاحد لولاية علي كعابد وثن.
قال: قلت: جعلت فداك هل تعرفون محبكم ومبغضكم؟ قال: ويحك يا أبا سليمان: إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه: مؤمن أو كافر، وإن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا وبالبراءة من أعدائنا فنرى مكتوباً بين عينيه: مؤمن أو كافر، قال الله  :ِ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ *}.[الحِجر: 75 ]
وعن ابن مسكان عن الثمالي قال: خطب أمير المؤمنين  فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله اصطفى محمداً بالرسالة وأنبأه بالوحي فأنال في الناس وأنال، وفينا أهل البيت معاقل العلم وأبواب الحكمة وضياء الأمر، فمن يحبنا منكم نفعه إيمانه ويقبل منه عمله، ومن لم يحبنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يقبل منه عمله.
 بيان: أي وإن كان النبي صلى الله عليه وسلمأنال، أي: أعطى وجاد بالعلم وبثه في الناس ولكن فينا أهل البيت ما يعقل به العلم وأبواب الحكمة ولا يوصل إلى صحيح العلم إلا بالرجوع إلينا.
وعن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبدالله عن قول اللهِ :{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *}  [طه: 82 ] قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط الله ؟!
عن عبيدالله بن علي الحلبي قال: قال أبو عبدالله  : ما أردت أن أحدثكم ولأحدثنكم ولأنصحن لكم، وكيف لا أنصح لكم وأنتم والله جند الله، والله ما يعبد الله أهل دين غيركم، فخذوه ولا تذيعوه ولا تحبسوه عن أهله، فلو حبست عنكم، يحبس عني.
وعن عمر الكلبي قال: كنت أطوف مع أبي عبدالله  وهو متكئ علي إذ قال: يا عمر ما أكثر السواد! يعني الناس، فقلت: أجل جعلت فداك، فقال: أما والله ما يحج لله غيركم ولا يؤتى أجره مرتين غيركم، أنتم والله رعاة الشمس والقمر، وأنتم والله أهل دين الله، منكم يقبل ولكم يغفر.
وعن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبدالله قال: قلت له: إني خرجت بأهلي فلم أدع أحداً إلا خرجت به إلا جارية لي نسيت فقال: ترجع وتذكر إن شاء الله، قال: فخرجت لتسد بهم الفجاج؟ قلت: نعم، قال: والله ما يحج غيركم ولا يقبل إلا منكم.
 بيان: قوله : لتسد بهم الفجاج، أي: تملأ بهم ما بين الجبال من عرفات ومشعر ومنى.
وعن عمر بن أبان الكلبي قال: قال لي أبو عبدالله  : ما أكثر السواد! قلت: أجل يابن رسول الله، قال: أما والله ما يحج لله غيركم ولا يصلي الصلاتين غيركم، ولا يؤتى أجره مرتين غيركم، وإنكم لرعاة الشمس والقمر والنجوم وأهل الدين، ولكم يغفر ومنكم يقبل.
قال الفيروز آبادي: راعى النجوم: راقبها وانتظر مغيبها، كرعاها.
وعن الحارث بن المغيرة قال: كنت عند أبي عبدالله  جالساً فدخل عليه داخل فقال: يابن رسول الله ما أكثر الحاج العام! فقال: إن شاؤوا فليكثروا، وإن شاؤوا فليقلوا، والله ما يقبل الله إلا منكم ولا يغفر إلا لكم.
وعن عمر بن حنظلة قال: قلت لأبي عبدالله : إن آية في القرآن تشككني، قال: وما هي؟ قلت: قول الله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المَائدة: 27 ]، قال أي شيء شككت فيها؟ قلت: من صلَّى وصام وعبد الله قبل منه، قال: إنما يتقبل الله من المتقين والعارفين، ثم قال: أنت أزهد في الدنيا أم الضحاك بن قيس؟ قلت: لا، بل الضحاك بن قيس، قال: فذلك لا يتقبل منه شيء مما ذكرت.
قال الصادق : أعظم الناس حسرة رجل جمع مالاً عظيماً بكد شديد، ومباشرة الأهوال وتعرض الأخطار، ثم أفنى ماله في صدقات ومبرات، وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات، وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب حقه ولا يعرف له في الإسلام محله، ويرى أن من لا بعشره ولا بعشر عشير معشاره أفضل منه ، يوافق على الحجج فلا يتأملها ويحتج عليه بالآيات وبالأخبار فيأبى إلا تمادياً في غيه، فذاك أعظم حسرة من كل من يأتي يوم القيامة وصدقاته ممثلة له في مثال الأفاعي تنهشه، وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال الزبانية تتبعه حتى تدعه إلى جهنم دعاً، يقول: يا ويلي ألم أك من المصلين؟ ألم أك من المزكين؟ ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتعففين؟ فلماذا دُهيت بما دهيت؟! فيقال له: يا شقي ما نفعك ما عملت وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله والإيمان بنبوة محمد رسول اللهr، ضيعت ما لزمك من معرفة حق علي ولي الله ، والتزمت ما حرم الله عليك من الائتمام بعدو الله، فلو كان بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بل بملء الأرض ذهباً لما زادك ذلك من رحمة الله إلا بعداً ومن سخط الله إلا قرباً.
قال رسول اللهr: من أدى الزكاة إلى مستحقيها وقضى الصلاة على حدودها ولم يلحق بهما من الموبقات ما يبطلهما جاء يوم القيامة يغبطه كل من في تلك العرصات حتى يرفعه نسيم الجنة إلى أعلى غرفها وعلاليها بحضرة من كان يواليه من محمد وآله الطيبين، ومن يخلُّ بزكاته وأدى صلاته فصلواته محبوسة دوين السماء إلى أن يجيء حين زكاته، فإن أداها جعلت كأحسن الأفراس مطية لصلاته فحملتها إلى ساق العرش فيقول الله : سر إلى الجنان فاركض فيها إلى يوم القيامة فما انتهى إليه ركضك فهو كله بسائر ما تمسه لباعثك. فيركض فيها ـ على أن كل ركضة مسيرة سنة في قدر لمحة بصره من يومه إلى يوم القيامة ـ حتى ينتهي به يوم القيامة إلى حيث ما شاء الله تعالى، فيكون ذلك كله له ومثله عن يمينه وشماله وأمامه وخلفه وفوقه وتحته، فإن بخل بزكاته ولم يؤدها أمر بالصلاة فردت إليه ولفت كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجهه ويقال له: يا عبدالله ما تصنع بهذا دون هذا؟
قال: فقال له أصحاب رسول اللهr: ما أسوأ حال هذا والله، قال رسول الله  : أولا أنبئكم بأسوأ حالاً من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: رجل حضر الجهاد في سبيل الله فقتل مقبلاً غير مدبر والحور العين يطلعن إليه وخزائن الجنان يتطلعون ورود روحه عليهم، وأملاك الأرض يتطلعون نزول حور العين إليه، والملائكة وخزان الجنان فلا يأتونه، فتقول ملائكة الأرض حوالي ذلك المقتول: ما بال الحور العين لا ينزلن إليه؟ وما بال خزان الجنان لا يردون إليه؟ فينادون من فوق السماء السابعة: يا أيتها الملائكة انظروا إلى آفاق السماء ودوينها، فينظرون فإذا توحيد هذا العبد وإيمانه برسول الله صلى الله عليه وسلموصلاته وزكاته وصدقته وأعمال بره كلها محبوسات دوين السماء قد طبقت آفاق السماء كلها كالقافلة العظيمة قد ملأت ما بين أقصى المشارق والمغارب ومهاب الشمال والجنوب، تنادي أملاك تلك الأثقال الحاملين لها الواردين بها: ما بالنا لا تفتح لنا أبواب السماء لندخل إليها بأعمال هذا الشهيد؟!
فيأمر الله بفتح أبواب السماء فتفتح، ثم ينادى: يا هؤلاء الملائكة ادخلوها إن قدرتم، فلا تقلهم أجنحتهم ولا يقدرون على الارتفاع بتلك الأعمال، فيقولون: يا ربنا لا نقدر على الارتفاع بهذه الأعمال، فيناديهم منادي ربنا : يا أيها الملائكة لستم حمال هذه الأثقال الصاعدين بها، إن حملتها الصاعدين بها مطاياها التي ترفعها إلى دوين العرش، ثم تقرها في درجات الجنان.
فيقول الملائكة: يا ربنا ما مطاياها؟ فيقول الله تعالى: وما الذي حملتم من عنده؟ فيقولون: توحيده لك، وإيمانه بنبيك، فيقول الله تعالى: فمطاياها موالاة علي أُخي نبيي، وموالاة الأئمة الطاهرين، فإن أتت فهي الحاملة الرافعة الواضعة لها في الجنان، فينظرون فإذا الرجل مع ما له من هذه الأشياء ليس له موالاة علي والطيبين من آله ومعاداة أعدائهم، فيقول الله تبارك وتعالى للأملاك الذين كانوا حامليها: اعتزلوها والحقوا بمراكزكم من ملكوتي ليأتيها من هو أحق بحملها ووضعها في موضع استحقاقها، فتلحق تلك الأملاك بمراكزها المجعولة لها.
 ثم ينادي منادي ربنا : يا أيتها الزبانية تناوليها وحطيها إلى سواء الجحيم لأن صاحبها لم يجعل لها مطايا من موالاة علي والطيبين من آله، قال: فتنادي تلك الأملاك ويقلب الله تلك الأثقال أوزاراً وبلايا على باعثها لما فارقها عن مطاياها من موالاة أمير المؤمنين ونادت تلك الملائكة إلى مخالفته لعلي وموالاته لأعدائه فيسلطها الله وهي في صورة الأسود على تلك الأعمال وهي كالغربان والقرقس، فيخرج من أفواه تلك الأسود نيران تحرقها ولا يبقى له عمل إلا أحبط، ويبقى عليه موالاته لأعداء علي وجحده ولايته فيقر ذلك في سواء الجحيم فإذا هو قد حبطت أعماله وعظمت أوزاره وأثقاله، فهذا أسوأ حالاً من مانع الزكاة الذي يحفظ الصلاة.
 أقول: كيف يوصف الله بالظلم ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ في هذه الرواية الظالمة الجائرة!! والله تعالى يقول: }وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49){ [الكهف: 49 ] وهو القائل سبحانه في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم : «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا».
 وعن يوسف بن ثابت عن أبي عبدالله قال: قيل له لما دخلنا عليه: إنا أحببناكم لقرابتكم من رسل اللهrولما أوجب الله من حقكم، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم إلا لوجه الله والدار الآخرة وليصلح لامرئ منّا دينه، فقال أبو عبدالله : صدقتم صدقتم، من أحبنا جاء معنا يوم القيامة هكذا، ثم جمع بين السبابتين، وقال: والله لو أن رجلاً صام النهار وقام الليل ثم لقي الله بغير ولايتنا للقيه وهو غير راض أو ساخط عليه.
ثم قال: وذلك قول الله : {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} [التّوبَة: 54 ] {وَهُمْ كَافِرُونَ} [التّوبَة: 55 ] ثم قال: وكذلك الإيمان لا يضر معه عمل كما أن الكفر لا ينفع معه عمل.
وعن العلا عن محمد عن أحدهما قال: قلت له: إنا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع، فهل ينفعه ذلك شيئاً؟ فقال: يا محمد إنما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب وإن رجلاً منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له، فأتى عيسى ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه، ويسأله الدعاء له، فتطهر عيسى وصلَّى ثم دعا فأوحى الله إليه: يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتى منه، إنه دعاني وفي قلبه شك منك، فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتشر أنامله ما استجيب له.
فالتفت عيسى فقال: تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ فقال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت، فاسأل الله أن يذهبه عني، فدعا له عيسى فتقبل الله منه وصار في حد أهل بيته، كذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا.
 بيان: إنما مثلنا، أي: مثل أصحابنا وأهل زماننا، أو المراد بمثل أهل البيت مثل صاحب أهل بيت.
وعن مرازم عن الصادق قال: قال رسول الله r: ما بال أقوام من أمتي إذا ذكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهللت وجوههم، وإذا ذكرت وأهل بيتي اشمأزت قلوبهم وكلحت وجوههم؟! والذي بعثني بالحق نبياً لو أن رجلاً لقي الله بعمل سبعين نبياً ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر منا أهل البيت ما قبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.
وعن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول اللهr: أيها الناس الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله بودنا دخل الجنة بشفاعتنا، فوالذي نفس محمد بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفتنا وولايتنا.
ومن مناقب الخوارزمي عن علي عن النبيrقال: يا علي لو أن عبداً عبد الله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها.
وعن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر : يا أبا الجارود ما ترضون أن تصلوا فيقبل منكم وتصوموا فيقبل منكم وتحجوا فيقبل منكم؟ والله إنه ليصلِّي غيركم فما يقبل منه، ويصوم غيركم فما يقبل منه، ويحج غيركم فما يقبل منه.
وعن أبي الجارود عن أبي جعفر قال: قلت له بمكة أو بمنى: يابن رسول الله ما أكثر الحاج! قال: ما أقل الحاج! ما يغفر إلا لك ولأصحابك ولا يتقبل إلا منك ومن أصحابك.
أقول: أليست هذه الروايات تخالف قول الله : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.[المَائدة: 27 ]
وبالإسناد يرفعه إلى أبي هريرة قال: مر علي بن أبي طالب بنفر من قريش في المسجد فتغامزوا عليه فدخل على رسول اللهrفشكاهم إليه فخرج وهو مغضب فقال لهم: أيها الناس ما لكم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم أشرقت وجوهكم، وإذا ذكر محمد وآل محمد قست قلوبكم وعبست وجوهكم؟ والذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين نبياً لم يدخل الجنة حتى يحب هذا أخي علياً وولده، ثم قال : إن لله حقاً لا يعلمه إلا أنا وعلي، وإن لي حقاً لا يعلمه إلا الله وعلي، وله حق لا يعلمه إلا الله وأنا.
وروي عن الصادق عن أبيه عن جده قال: مر أمير المؤمنين في مسجد الكوفة وقنبر معه فرأى رجلاً قائماً يصلِّي فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت أحسن صلاة من هذا، فقال له أمير المؤمنين: يا قنبر فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممن له عبادة ألف سنة، ولو أن عبداً عبد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت، ولو أن عبداً عبد الله ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبياً ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم.
وعن أبي جعفر قال في قول الله تعالى : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *} [طه: 82 ] قال: إلى ولايتنا.
وعن عبيد بن كثير معنعناً عن أبي جعفر محمد بن علي  قال: قال الله تعالى في كتابه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *}[طه: 82 ]  قال: والله لو أنه تاب وآمن وعمل صالحاً ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ويعرف فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئاً.
وعن أبي ذر الغفاري في قول الله تعالى:  {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *} [طه: 82 ] قال : آمن بما جاء به محمدr، وعمل صالحاً قال: أداء الفرائض، ثم اهتدى إلى حب آل محمد.
وسمعت رسول الله r يقول: والذي بعثني بالحق نبياً لا ينفع أحدكم الثلاثة حتى يأتي الرابعة، فمن شاء حققها ومن شاء كفر بها، فإنا منازل الهدى، وأئمة التقى، وبنا يستجاب الدعاء، ويدفع البلاء، وبنا ينزل الغيث من السماء، ودون علمنا تكلُّ ألسن العلماء، ونحن باب حطة وسفينة نوح، ونحن جنب الله الذي ينادي من فرط فينا يوم القيامة بالحسرة والندامة، ونحن حبل الله المتين الذي من اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم، ولا يزال محبنا منفياً مؤذياً منفرداً مضروباً مطروداً مكذوباً باكي العين حزين القلب حتى يموت وذلك في الله قليل.
وعن داود الرقي قال: دخلت على أبي عبدالله فقلت له: جعلت فداك قوله تعالى:  {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى *}[طه: 82 ]  فما هذا الهدى بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح؟ فقال: معرفة الأئمة والله إمام بعد إمام.
وبإسناده عن منصور الصيقل قال: كنت عند أبي عبدالله  في فسطاطه بمنى فنظر إلى الناس فقال: يأكلون الحرام، ويلبسون الحرام، وينكحون الحرام، وتأكلون الحلال، وتلبسون الحلال، وتنكحون الحلال، لا والله ما يحج غيركم ولا يتقبل إلا منكم.
 أقول: كيف يكون ذلك والله تعالى يقول:  {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عِمرَان: 195 ] .
وعن سليمان الأعمش عن جعفر بن محمد عن آبائه  قال: قال رسول اللهr: يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين، يا علي أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين، وخير الصديقين، وأفضل السابقين، يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة المرسلين، يا علي أنت مولى المؤمنين، يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك، واستحق النار من عاداك، يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبداً عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك، وإن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك، بذلك أخبرني جبرائيل ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
روى ابن شاذان بإسناده قال: قال رسول الله r: ليلة أسري بي إلى الجليل جل جلاله أوحى إليِ : }آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ{ [البقرة: 285 ] قلت: والمؤمنون؟ قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسماً من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد r، ثم اطلعت على الثانية فيها فاخترت منها علياً وشققت له اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي.
يا محمد إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ.. نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال لي: التفت عن يمين العرش، فالتفتُّ فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي بن الحسين وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلُّون وفي وسطهم المهدي يضيء كأنه كوكب دري، فقال: يا محمد هؤلاء الحجج والقائم من عترتك، وعزتي وجلالي لهو الحجة الواجبة لأوليائي وهو المنتقم من أعدائي، بهم يمسك السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنه.
وفي أعلام الدين للديلمي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله r جالساً وعنده نفر من أصحابه وفيهم علي بن أبي طالب فقال رسول الله r: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال رجلان: فنحن نقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله  r : إنما تقبل شهادة لا إله إلا الله من هذا وشيعته، ووضع رسول الله  r  على رأس علي وقال لهما: من علامة ذلك أن لا تجلسا مجلسه ولا تكذبا بقوله.
وقال رسول الله r : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهودياً، ولو أن عبداً عبد الله بين الركن والمقام ألف سنة ثم لقي الله بغير ولايتنا أكبه الله على منخريه في النار ، ومن مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية، والله ما ترك الله الأرض منذ قبض آدم إلا وفيها إمام يهتدى به، حجة على العباد، ومن تركه هلك ومن لزمه نجا.
وقال الله تعالى في بعض كتبه: لأعذّبن الفرق بأنَّ كل رعية أطاعت إماماً جائراً وإن كانت برة تقية ولأعفون عن كل رعية أطاعت إماماً هادياً وإن كانت ظالمة مسيئة، ومن ادعى الإمامة وليس بإمام فقد افترى على الله وعلى رسوله.وبسنده عن زريق عن أبي عبدالله قال: قلت له: أي الأعمال أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ولا بعد المعرفة، والصلاة شيء يعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شيء يعدل الحج، وفاتحة ذلك كله معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا. انتهى كلام المجلسي (23).
 أقول وبالله التوفيق: رأيت أخي المسلم عشرات النصوص نقلتها لك بالنص كما هي من كتاب «بحار الأنوار»، وأنه كيف يكفر الشيعةُ الاثنا عشرية كلَّ من لم يقل ويقبل بولاية علي بن أبي طالب (المزعومة)، حتى إن المجلسي أفرد لهذه العقيـدة باباً في كتابه «بحار الأنوار» (24)، بعنوان (باب أنه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية) وذكر أقوال علماء الشيعة في ذلك كالصدوق والمفيد والعياشي والصفار والإربلي وغيرهم من علماء الاثني عشرية.
 وهنا سؤال: لماذا يكفر الشيعة الاثنا عشرية منكر ولاية علي بن أبي طالب ؟
 الجواب: لأن الشيعة الاثنا عشرية يعتقدون أن الإسلام بني على خمسة أركان وأهم تلك الأركان (الولاية)، فقد ذكر شيخهم الكليني (25) عن أبي حمزة عن أبي جعفر قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية.
وذكر المازندراني هذا الحديث (26) عن زرارة عن أبي جعفر قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، فقال زرارة: فقلت : أي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهنَّ.
 ثم قال المازندراني في الصفحة نفسها في شرحه عن سبب تفضيل الولاية فقال: ( الولاية أفضل ) ، الولاية أفضل من المذكورات لأنها مفتاحهن بها تنفتح أبواب معرفة تلك المذكورات.
 أقول: إذا كانت الولاية بهذه الأهمية والمنزلة وبسببها يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فلمَ لم يذكرها الله  في القرآن الكريم بآيات صريحة كما ذكر غيرها؟، كيف يذكر الله  الصلاة والزكاة والصوم والحج في آيات كثيرة ولم يذكر الولاية حتى في آية واحدة وهي التي عليها مناط الأعمال وقبولها كما يزعم الشيعة الاثنا عشرية؟
 
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(22) بحار الأنوار (27/169).

(23) بحار الأنوار (27/202).

(24) (27/166).

(25) أصول الكافي (2/18).

(26) شرح أصول الكافي (8/63).
 


اعتقاد الشيعة الاثني عشرية أن بعض الأنبياء رفض ولاية أهل البيت فأصابهم ما أصابهم بسبب ذلك


www.dd-sunnah.net


اعتقاد الشيعة الاثني عشرية أن بعض الأنبياء رفض ولاية أهل البيت فأصابهم ما أصابهم بسبب ذلك
ذكر نعمة الله الجزائري في كتابه «الأنوار النعمانية»(27): روى حمزة الثمالي قال: (دخل عبدالله بن عمر على زين العابدين وقال له: يابن الحسين أنت الذي تقول إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها!! قال : بلى ثكلتك أمك، قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين، فأمر بشد عينه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ بحر تضطرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي، ثم قال: أيتها الحوت، قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله، فقال: من أنت؟ فقال: أنا حوت يونس، يا سيدي: إن الله لم يبعث نبياً من آدم إلى أن صار جدكr إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المصيبة، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجب، وما لقي أيوب من البلاء، وما لقي داود من الخطيئة إلى أن بعث الله يونسَ فأوحى الله إليه أن يا يونس تولَّ أمير المؤمنين علياً والأئمة الراشدين من صلبه، فقال: كيف أتولى من لم أره ولم أعرفه؟! فذهب مغاضباً فأوحى الله تعالى إليّ أن التقمي يونس ولا توهني له عظماً، فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف معي في البحار في ظلمات ثلاث ينادي: أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده ، فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين : ارجعي أيتها الحوت إلى وكرك، فرجع الحوت واستوى الماء).
أقول: كيف يعاقب الله الأنبياء والرسل من أجل ولاية علي بن أبي طالب المزعومة والله تعالى يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ *}[الأنبيَاء: 25 ] ولقوله تعالى:  {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النّحل: 36 ] و قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ *}،[الذّاريَات: 56 ]  ثم كيف يعرض الله على أنبيائه ورسله ولاية علي وهو لم يخلق بعد؟! أوليس الأولى أن يعرض عليهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلمعوضاً عن ولاية علي؟ أليس الإيمان بنبوة محمد r الركن الثاني في الشهادتين؟
ذكر المجلسي في كتابه «بحار الأنوار»(28) قال: روى ابن شاذان بإسناده قال: قال رسول الله r: ليلة أسري بي إلى الجليل جل جلاله أوحى إلي: }آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ{  [البقرة: 285 ] قلت: والمؤمنون؟ قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب؟ إلى قوله.. يا محمد إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ.. نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرضين، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين ، يا محمد لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال لي: التفت عن يمين العرش...إلخ الرواية.
 أقول: وهذا الحديث المذكور يؤكد تكفير الشيعة الاثني عشرية للأنبياء الذين أنكروا ولاية علي بن أبي طالب المزعومة فأصابهم من البلاء ما أصابهم نعوذ بالله من معتقدات الروافض.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(27) (1/24).

(28) (27/199).


تكفير الشيعة الاثني عشرية لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم


www.dd-sunnah.net


تكفير الشيعة الاثني عشرية لصحابة النبي r
يقول القاضي عبدالجبار : (وأما الإمامية فقد ذهبت إلى أن الطريق إلى إمامة الاثني عشر: النص الجلي، الذي يكفر من أنكره، ويجب تكفيره، فكفَّروا لذلك صحابة النبيr )(29).
وقال عبدالقاهر البغدادي : (وأما الإمامية فقد زعم أكثرهم أن الصحابة ارتدت بعد وفاة النبي   r سوى علي وابنيه ومقدار ثلاثة عشر منهم) (30).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن موقف الرافضة من الصحابة: (أن المهاجرين والأنصار كتموا النص، وكفروا بالإمام المعصوم، واتبعوا أهواءهم وبدلوا الدين وغيروا الشريعة وظلموا واعتدوا بل كفروا إلا نفراً قليلاً، إما بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين، وقد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا) (31). 
ولِنرَ أخي المسلم ما في كتب الشيعة الاثني عشرية من لعن وتكفير لمن ارتضاهم النبي الكريم r لصحبته وائتمنهم على دينه، فقد أخذوا الآيات التي نزلت في الكافرين والمشركين وجعلوها في أصحاب النبي الكريمrكما سترى في هذه الروايات:
ففد جاء في كتاب «أصول الكافي» للكليني (32)، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة وعلي بن عبدالله، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله في قول الله :  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [آل عِمرَان: 90 ] قال: نزلت في فلان وفلان وفلان (أي: أبو بكر وعمر وعثمان أجمعين) آمنوا بالنبيrفي أول الأمر وكفروا حين عرضت عليهم الولاية، حين قال النبيr : من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين ، ثم كفروا حين مضى رسول اللهr فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق منهم من الإيمان شيء).
 وذكر العياشي في تفسيره (33) عند قول الله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ *} [الحِجر: 44 ]  فقال: عن أبي بصير عن جعفر بن محمد قال: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، وبابها الثالث للثالث، وبابها الرابع لمعاوية، وبابها الخامس لعبدالملك، وبابها السادس... إلخ الرواية.
روى الكليني (34) بهذا الإسناد عن أبي عبدالله في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} [محَمَّد: 25 ] فلان وفلان وفلان، (أي: أبو بكر وعمر وعثمان أجمعين) ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين، قلت: قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ}[محَمَّد: 26 ]  قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما.
روى الكليني(35) عن أبي عبدالله في قوله تعالى: {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ} [فُصّلَت: 29 ]  قال: هما (أي أبو بكر وعمر) ، ثم قال: وكان فلان شيطاناً (المقصود بالشيطان هو عمر بن الخطاب) رضي الله عن الصحابة أجمعين.
قال المجلسي (36) في شرحه «للكافي» في بيان مراد صاحب الكافي بـ (هما) أي أبو بكر وعمر، والمراد بفلان: عمر أي الجن المذكور في الآية عمر، وإنما سمي به لأنه كان شيطاناً إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زنى، أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر.
قال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (37) عند قوله تعالى:  {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ}[آل عِمرَان: 106 ] : (حدثني أبي عن صفوان عن يحيى عن أبي الجارود، عن عمران بن هيثم، عن مالك بن ضمرة، عن أبي ذر ، قال: لما نزلت هذه الآية ُ  {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} [آل عِمرَان: 106 ] قال رسول الله r : «ترد عليَّ أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة  (يقصد أبا بكر الصديق ) ، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظمأى مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع فرعون هذه الأمة ( يقصد عمر بن الخطاب ) فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار ظمأى مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع سامري هذه الأمة (يقصد عثمان بن عفان ) فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فعصيناه وتركناه، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه، وصنعنا به كل قبيح، فأقول: ردوا النار ظمأى مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية ذي الثدية أول الخوارج وآخرهم، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر ففرقناه وبرئنا منه، وأما الأصغر فقاتلناه، فأقول: ردوا إلى النار ظمأى مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فتابعناه وأطعناه، وأما الأصغر فأحببناه وواليناه وآزرناه ونصرناه حتى أهرقت فيه دماؤنا، فأقول: ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول اللهr: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ *وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *}.[آل عِمرَان: 106،107 ]
 
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره سورة الشمس (38): حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الله قال: حدثنا الحسن بن جعفر، قال: حدثنا عثمان بن عبدالله قال: حدثنا عبدالله بن عبيد الفارسي، قال: حدثنا محمد بن علي، عن أبي عبدالله في قوله:  {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *}[الشّمس: 9 ] ، قال: أمير المؤمنين، زكاه ربه، } وقد خاب من دسّاها {[الشّمس: 10 ] قال: هو زريق أي: (أبو بكر الصديق) وحبتر أي: (عمر بن الخطاب) ـ  ـ في بيعتهما إياه حيث مسحا على كفه.
روى الكليني (39) عن أبي يعفور عن أبي عبدالله قال: سمعته يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيب (أي: أبو بكر وعمر أجمعين).
وروى الكليني (40) عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر: جعلت فداك ما أقلنا! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! فقال: ألا أحدِّثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ـ وأشار بيده ـ ثلاثة. قال المازندراني في شرحه لهذا الحديث: ولعل المراد بالثلاثة (سلمان وأبو ذر والمقداد)(41).
وقال شيخهم المجلسي (42): ومما عد من ضروريات دين الإمامية استحلال المتعة، وحج التمتع، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية.
ويقول المجلسي (43): ـ وعقيدتنا ـ أي الشيعة أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم وأنَّهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم.
وقال المجلسي (44): (عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين قال: كنت معه في بعض خلواته فقلت: إن عليك حقاً ألا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر وعمر فقال: كافران، كافر من أحبهما ).
وقال المجلسي (45): عن أبي حمزة الثمالي أنه سئل علي بن الحسين عنهما فقال: كافران، كافر من تولاهما.
ويقول الكركي (46) عن صاحب رسول الله عثمان بن عفان : إن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان، ولم يستحل عرضه، ولم يعتقد كفره، فهو عدو لله ورسوله، كافر بما أنزل الله.
ويقول نعمة الله الجزائري (47) عن عثمان أيضاً: عثمان كان في زمن النبي r ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق.
ويقول زين الدين البياضي (48) عن كاتب الوحي وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان أنه لم يمت حتى علق الصليب في عنقه.
ويقول المرتضى (49) عن معاوية أيضاً: إنه إمام من أئمة الكفر.
 أقول: انظر أخي المسلم كيف حكم الشيعة الاثنا عشرية على صحابة النبي خيار الناس بعد الأنبياء بالكفر والنفاق والعياذ بالله! كيف هذا والله تعالى يقول: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفَتْح: 29 ] ، بل حكموا على كل مسلم يتولى صحابة النبي r الأخيار بالكفر والعياذ بالله!!
ونقل المفيد (50) اتفاق الإمامية على تكفير الصحابة رضوان الله عليهم الذين حاربوا علياً فقال ما نصه: واتفقت الإمامية والزيدية والخوارج على أن الناكثين والقاسطين من أهل البصرة والشام أجمعين كفار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين، وأنهم بذلك في النار مخلدون. 
ولم يكتفِ الرافضة بالتكفير فقط بل ذكروا أبواباً في كتبهم في استحباب لأعداء الدين ـ كما يقولون ـ عقب كل صلاة والعياذ بالله، فقد ذكر الحر العاملي في كتابه «وسائل الشيعة» (51) باباً بعنوان (استحباب لعن أعداء الدين عقيب الصلاة بأسمائهم) فعن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبدالله وهو يلعن دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال، وأربعاً من النساء، فلان وفلان وفلان (أي: أبو بكر وعمر وعثمان أجمعين) ويسميهم، ومعاوية، وفلانة وفلانة (أي: عائشة وحفصة ) وهند وأم الحكم أخت معاوية.
وذكر النوري الطبرسي في كتابه «مستدرك الوسائل» باباً بعنوان (استحباب لعن أعداء الدين عقيب الصلاة بأسمائهم) عن أبي عبدالله أنه قال: إن من حقنا على أوليائنا وأشياعنا أن لا ينصرف الرجل فيهم حتى يدعو بهذا الدعاء: اللهم ضاعف لعناتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللَّذين كفرا نعمتك وخوفا رسولك.. إلى قولهم ومنعا خليفتك من سد الثلم وتقويم العوج وإمضاء الأحكام وإظهار دين الإسلام وإقامة حدود القرآن اللهم العنهما وابنتيهما ، وكل من مال ميلهم وحذا حذوهم وسلك طريقهم إلخ..
وذكر المرعشي(52) دعاء صنمي قريش(53) ويريدون به الدعاء على أبي بكر وعمر .
وهذا هو نصُّ الدعاء:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيهما اللَّذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك وعصيا رسولك، وقلّبا دينك، وحرّفا كتابك وعطّلا أحكامك وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك وخرّبا بلادك وأفسدا عبادك.
اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهما وأشياعهما ومحبّيهما فقد أخربا بيت النبوة، وردما بابه ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيّه ووارث علمه، وجحدا إمامته، وأشركا بربّهما، فعظّم ذنبهما وخلّدهما، وخلاّهما في سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر.
اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومؤمن أرجوه، ومنافق ولّوه، ووليّ آذوه، وطريد آووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيّروه، وأثر أنكروه وشر آثروه ودم أراقوه وخبر بدّلوه وحكم قلّبوه وكفر أبدعوه، وكذب دلسوه، وإرث غصبوه، وفيء اقتطعوه، وسحت أكلوه، وخمس استحلوه، وباطل أسسوه، وجور بسطوه، وظلم نشروه ووعد أخلفوه، وعهد نقضوه، وحلال حرّموه، وحرام حلّلوه، ونفاق أسروه وغدر أضمروه وبطن فتّقوه، وضلع كسّروه (دقوه)، وجنين أسقطوه، وصك مزّقوه، وشمل بدّدوه، وعزيز أذلّوه، وذليل أعزّوه، وحق منعوه، وإمام خالفوه.
 اللهم العنهما بعدد كل آية حرّفوها ، وفريضة تركوها، وسنة غيّروها وأحكام عطّلوها، ورسوم منعوها وأرحام قطعوها وشهادات كتموها ووصيّة ضيّعوها وأيمان نكثوها ودعوى أبطلوها، وبينة أنكروها، وحيلة أحدثوها، وخيانة أوردوها، وعقبة ارتقوها، ودباب دحرجوها، وأزياف لزموها وأمانات خانوها.
 اللهم العنهما في مكنون السر، وظاهر العلانية، لعناً كثيراً دائباً أبداً سرمداً لا انقطاع لأمده، ولا نفاد لعدده، لعناً يغدو أوّله ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم، ومحبيهم ومواليهم، والمائلين إليهم والناهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم والمصدّقين بأحكامهم.
 (قل أربع مرات): اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين.
(ثم تقول أربع مرات): اللهم العنهم جميعاً، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد فأغنني بحلالك عن حرامك وأعذني من الفقر، ربِّ إني أسأت وظلمت نفسي واعترفت بذنوبي وها أنا بين يديك فخذ لنفسك رضاها، لك العتبى لا أعود فإن عدت فعد علي بالمغفرة والعفو لك بفضلك وجودك ومغفرتك وكرمك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على سيد المرسلين وخاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول: يا عباد الله هل يعقل أن كل هذه اللعنات والدعوات في أصحاب النبي الكريمr
 هل لعن الشيعة الاثنا عشرية اليهود والنصارى بمثل ما لعنوا به أصحاب القرون الأولى الذين شرفهم الله بصحبة نبيهrومرافقته في الجنة؟! نعوذ بالله من الخذلان.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(29) شرح الأصول الخمسة ص761.

(30) الفرق بين الفرق ص321.

(31) الفتاوى (3/356).

(32) (1/420)

(33) (2/430 )

[34] أصول الكافي (1/420).

[35] الروضة في الكافي (8/334).

[36] مرآة العقول (26/488).

[37] (1/117)

[38] (2/422 )

[39] أصول الكافي (1/373)

[40] أصول الكافي (2/244)

[41] (9/188)

[42] العقائد ص58.

[43] حق اليقين ص519.

[44] بحار الأنوار (69/137).

[45] بحار الأنوار (69/138).

[46] نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ص140.

[47] الأنوار النعمانية (1/81).

[48] الصراط المستقيم (3/50).

[49] الشافي ص287.

[50] أوائل المقالات ص45.

(51) (2/1037)

(52) في كتابه إحقاق الحق (1/97)

(53)  هذا الدعاء المليء بالتكفير والسب والشتم لصاحبي النبي  r وابنتيهما زوجتي النبيrيباعُ في مكتبات الرافضة بالكويت، حيث قاموا بطباعته طباعةً ملونةً مغلفةً، بل يقومون بتوزيعه على زوّار مكتباتهم، لأنهم يرون أن قراءة هذا الدعاء من أفضل الطاعات وأعظم القربات نعوذ بالله من حالهم
رضي الله عن صحابة النبي r، وعن أمهات المؤمنين.

 


تكفير الشيعة الاثني عشرية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم


www.dd-sunnah.net

 
تكفير الشيعة الاثني عشرية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
قد يستغرب البعض من هذا العنوان ولكنها الحقيقة، وهذه كتب ومؤلفات الاثني عشرية تؤكد ذلك:
روى الكليني(54) عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر: جعلت فداك ما أقلنا، لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ـ وأشار بيده ـ ثلاثة. قال المازندراني (55) في شرحه لهذا الحديث: ولعل المراد بالثلاثة (سلمان وأبو ذر والمقداد).
فالحكم هنا شامل للجميع: الصحابة وأهل البيت، حتى وإن جاءت بعض الروايات تستثني علياً وبنيه، إلا أن بقية البيت النبوي مثل آل عقيل وآل جعفر وآل العباس وبقية نساء النبيrشملهم هذا التكفير والعياذ بالله.
بل إن الشيعة الاثني عشرية خصت بالطعن والتكفير جملة من أهل البيت كعم النبيr  العباس ـ حتى إنهم قالوا بأن الله أنزل فيه هاتين الآيتين، فقد ذكر محمد بن الحسن الطوسي في كتابه المعروف برجال الكشي (56) عن أبي جعفر أنه قال بأن الله أنزل: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً *}،[الإسرَاء: 72 ]  وقوله تعالى: {وَلاَ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ} [هُود: 34 ] نزلتا في العباس بن عبدالمطلب.
بل حتى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن لم يسلم منهم فقد ذكر محمد بن الحسن الطوسي (57) ما نصه: عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنين: ( اللهم العن ابني فلان، وأعم أبصارهما كما عميت قلوبهما الأجِلين في رقبتي، واجعل عمي أبصارهما دليلاً على عمي قلوبهما ).
قال في الحاشية: (ابنا فلان) أي عبدالله بن عباس وعبيدالله بن عباس.
حتى محمد ابن الحنفية (58) (أخو الحسن والحسين) لم يسلم من التكفير، فبعد استشهاد الحسين بن علي في كربلاء.. اختلف مع ابن أخيه: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فادعى محمد ابن الحنفية أن الأمر أفضي إليه بعد أخيه الحسين، فقال علي بن الحسين: إن أبي قد أوصى إليَّ بالإمامة قبل ذهابه للعراق.. وعندما لم يرضَ محمد ابن الحنفية بقول ابن أخيه ذهبا واحتكما إلى الحجر الأسود ليحكم بينهما، فشهد الحجر الأسود بإمامة علي بن الحسين.. ثم يأتي الكليني ليقول هذه الأحاديث الواضحة في كفر وتكذيب محمد ابن الحنفية لأن محمد ابن الحنفية قد ادعى الإمامة لنفسه وهو ليس كذلك (حسب روايات الرافضة).
فقد جاء في كتاب «أصول الكافي» للكليني (59) باب (من ادعى الإمامة وليس بأهل لها):
الحديث الأول: عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر قال: قلت له: قول الله : ُ {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}[الزُّمَر: 60 ]  قال: من قال إني إمام وليس بإمام. قال: قلت: وإن كان علوياً؟؟ قال: وإن كان علوياً. قلت: وإن كان من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: وإن كان.
الحديث الثاني: عن أبان عن الفضيل، عن أبي عبدالله قال: من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر.
قال المازندراني في شرحه على هذا الحديث (60): قوله (فهو كافر) أي: كافر خارج عن دين الإسلام، كمن ادعى النبوة وليس من أهلها، ومن أنكر إمامةَ من هو من أهلها.
الحديث الثالث: عن الحسين بن المختار قال: قلت لأبي عبدالله: جعلت فداك ُ {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ}؟ [الزُّمَر: 60 ] قال: كل من زعم أنه إمام وليس بإمام. قلت: وإن كان فاطمياً علوياً؟! قال: وإن كان فاطمياً علوياً.
وبعد هذه النصوص يتبين لكَ أن محمد ابن الحنفية عند الرافضة كاذب وكافر لأنه ادّعى الإمامة وهو ليس من أهلها!! فهل هذه هي محبة أهل البيت التي يدعيها الروافض ـ والعياذ بالله ـ!
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(54) أصول الكافي (2/244)

(55) (9/188)

(56) اختيار معرفة الرجال ص127.

(57) اختيار معرفة الرجال ص125.

(58) هو: محمد بن علي بن أبي طالب، المشهور بمحمد ابن الحنفية، والحنفية نسبةً إلى أمه لأنها من بني حنيفة. (انظر كتاب: سير أعلام النبلاء للذهبي 4/110).

[59] (1/372)

(60) (6/355)


تكفير الشيعة الاثني عشرية لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم


www.dd-sunnah.net


تكفير الشيعة الاثني عشرية لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم
زوجات النبي الكريم وأمهات المؤمنين الذين قال فيهم:  {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزَاب: 6 ] وصفهنّ الله بمنزلة عظيمة وشرفهن بأن جعلهن أمهات للمؤمنين، ومع هذا نالهن ما نال غيرهن من أهل الفضل والمنزلة العظيمة من أصحاب النبيr، ولا أدري أي محبة يدعيها هؤلاء الروافض الاثنا عشرية لأهل البيت وهذه معتقداتهم؟! نعوذ بالله من حالهم.
يقول شيخهم جعفر مرتضى (61): (إننا نعتقد كما يعتقد به علماؤنا الأفذاذ وهم جهابذة الفكر والتحقيق أن زوجة النبي يمكن أن تكون كافرة، كامرأة نوح وامرأة لوط) وزوجة النبيrالمقصودة هنا هي: أم المؤمنين عائشة ـ
وقال شيخهم زين الدين البياضي النباطي (62) عن أم المؤمنين عائشة ـ : «قالوا أذهب الله الرجس عنها: قلنا وأي رجس أعظم من محاربة إمامها فهذا أعظم فاحشة وقد قال تعالى: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}[الأحزَاب: 30 ]  وقد أخبر الله عن امرأتي نوح ولوط أنهما لم يغنيا عنهما من الله شيئاً، وكان ذلك تعريضاً من الله لعائشة وحفصة في فعلهما وتنبيهاً على أنهما لا يتكلان على رسوله فإنه لا يغني شيئاً عنهما».
وقال شيخهم زين الدين البياضي النباطي (63) في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق في قوله:  {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التّحْريم: 3 ] هي حفصة، قال الصادق: كفرت في قولها: {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا}، [التّحْريم: 3 ] وقال الله فيها وفي أختها: ُ {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التّحْريم: 4 ] أي: زاغت والزيغ كفر.
وفي رواية أنه أعلم حفصة أن أباها وأبا بكر يليان الأمر، فأفشت إلى عائشة، فأفشت إلى أبيها، فأفشى إلى صاحبه، فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك يسقينه سُمّاً! فلما أخبره الله بفعلهما همَّ بقتلهما، فحلفا له أنهما لم يفعلا، فنزل  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}.[التّحْريم: 7 ] اهـ
قال يوسف البحراني (64) عن أم المؤمنين عائشة : أنها ارتدَّت بعد موتهr وسلمكما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بإيمانهم سابقاً.
وقال محمد بن حسين النجفي القمي (65) ما نصه: مما يدل على إمامة أئمتنا الاثني عشر، أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مسلتزم لأحقية مذهبنا، وأحقية أئمتنا الاثني عشر.. وكل من قال بإمامة الاثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب.
وقال المجلسي: قوله تعالى: }أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24){ [إبراهيم: 24 ] أقول: لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما (66).
ولم يقف الروافض إلى هذا الحد بل ذكر شيخهم أحمد الأحسائي (67) أن مهديهم المزعوم إذا خرج آخر الزمان فإنه سيحيي أم المؤمنين عائشة ويجلدها الحد لقذفها على أم إبراهيم.
قال الإمام ابن كثير في تفسير سورة النور: (أجمع أهل العلم قاطبة على أن من سبها ورماها بما رماها به بعد هذا الذي في الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن).
وقال الإمام القرطبي في تفسيره (68): (فكل من سبّها مما برّأها الله منه: مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر).
 أقول: وبعد أن شاهدنا النصوص الصريحة والواضحة في تكفير الشيعة الاثني عشرية للصحابة وأمهات المؤمنين ـ رضوان الله عليهم ـ نسأل هؤلاء الروافض سؤالاً فنقول:
 كيف تدَّعون أنكم تفضلون النبيrعلى علي بن أبي طالب وتحفظون له حقه ومنزلته!! ثم تقولون إن النبيrارتد أصحابه ونافق أصحابه وخالف أصحابه؟! ثم في المقابل نجد أصحاب علي بن أبي طالب مؤمنين صالحين، متبعين!!! ثم كيف يتزوج النبي الكريمr الكافرات والفاسقات والمنافقات والعاصيات ثم في المقابل نجد أن علي بن أبي طالب يتزوج المؤمنات والطاهرات والعفيفات! أليس هذا عين التناقض؟!
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(61) حديث الإفك ص17.

(62) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم (3/165).

(63) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم (3/168).

(64) الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ص236.

(65) الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ص615.

(66) بحار الأنوار (22/233).

(67) الرجعة ص116.

(68) الجامع لأحكام القرآن (12/184).


تكفير الشيعة الاثني عشرية للخلفاء والقضاة والحكومات


www.dd-sunnah.net


تكفير الشيعة الاثني عشرية للخلفاء والقضاة والحكومات
 
لم يسلم أحد من التكفير لا حاكم ولا محكوم، فقد حكم الشيعة الاثنا عشرية على حكام المسلمين وقضاتهم وحكوماتهم بالكفر وأنها حكومات باطلة والتحاكم إليها إنما هو تحاكم إلى الطاغوت.
فقد ذكر المجلسي (69): (عن أبي بصير، عن أبي عبدالله  قال: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله ).
ولا تجوز الطاعة لحاكم ليس من عند الله إلا على سبيل التقية، والإمام الجائر والظالم والذي ليس أهلاً للإمامة وما شابه ذلك من أوصاف، كل ذلك يطلقونه على حكام المسلمين من غير أئمتهم، وعلى رأس هؤلاء الحكام الخلفاء الراشدون ـ رضوان الله عليهم ـ أبو بكر وعمر وعثمان.
وقال شيخهم المجلسي (70) عن الخلفاء الثلاثة الراشدين: (إنهم لم يكونوا إلا غاصبين جائرين مرتدين عن الدين لعنة الله عليهم وعلى من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الأولين والآخرين).
وبناءً على مبدئهم في خلفاء المسلمين اعتبروا كل من يتعاون معهم طاغوتاً وجائراً، روى الكليني بسنده عن عمر بن حنظلة قال: (سألت أبا عبدالله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث تحاكما إلى السلطان وإلى القضاء: أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم بحق أو باطل فإنما يأخذ سحتاً وإن كان حقاً ثابتاً له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت).
قال الخميني (71) معقباً على حديثهم هذا بعنوان (تحريم التحاكم إلى السلطات غير الشرعية) فقال: ويجيب الإمام بالنهي عن الرجوع إلى دوائر الحكومات غير الشرعية، سواءً التنفيذية أو القضائية، ويقول بأنه على الشعب المسلم ألا يرجع في أموره إلى سلاطين وحكام الجور والقضاة العاملين لديهم حتى لو كان حق الشخص المراجع ثابتاً، ويريد الرجوع لإحقاقه وتحصيله.
فإذا قتل ابن المسلم أو نهب بيته فلا حق له أيضاً في الرجوع إلى حكام الجور للتقاضي، كما أنه لو كان دائناً وعنده شاهد حي فلا يستطيع الرجوع إلى القضاة التابعين للظلمة العاملين لديهم، ومن رجع إليهم في موارد كهذه فقد رجع إلى الطاغوت، أي السلطات غير الشرعية، وما يأخذه من حق بواسطتهم فإنما يأخذه سحتاً، وإن كان حقاً ثابتاً له فهو حرام ولا حق له في التصرف فيه إلخ..).
وجاء في كتاب «بحار الأنوار» للمجلسي(72) عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر الباقر عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلمعن جبريل عن الله قال: وعزتي وجلالي لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية إمام جائر ليس من الله  ، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولأعفون عن كل رعية دانت بولاية إمام عادل من الله تعالى وإن كانت الرعية في أعمالها طالحة مسيئة.
أقول: وعلى هذا فكل الحكومات الإسلامية تعتبر حكومات كافرة وحكامها طواغيت ابتداءً من حكم الخليفة الأول: أبي بكر الصديق ومروراً ببني أمية وبني العباس إلى يومنا هذا، كلها حكومات كافرة لا يجوز لها السمع ولا الطاعة ولا التحاكم إلى قضاتهم إلا من باب التقية فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[69] بحار الأنوار (52/143)

[70] بحار الأنوار 31/.

[71] الحكومة الإسلامية ص136

[72] (27/201)


حكم الشيعة الاثني عشرية على الأمصار الإسلامية


www.dd-sunnah.net


حكم الشيعة الاثني عشرية على الأمصار الإسلامية
حتى البلدان الإسلامية كجزيرة العرب ومصر والشام والبصرة شملها سب ولعن وتكفير الشيعة الاثني عشرية لها ولأهلها الساكنين فيها، فقد طعنوا في مكة التي شرفها الله وجعل فيها بيته الحرام، والتي دعا لها نبي الله إبراهيم ، قال الله تعالى:  {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}،[البَقَرَة: 126]  وطعنوا في مدينة الرسول الكريمrوفي أهلها الكرام والله المستعان.
فقد ذكر الكليني (73) عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله قال: أهل الشام شر من أهل الروم، وأهل المدينة شر من أهل مكة، وأهل مكة يكفرون بالله جهرة.
وفي المصدر نفسه عن أبي بصير عن أحدهما ، قال: إن أهل مكة ليكفرون بالله جهرة، وإن أهل المدينة أخبث من أهل مكة، أخبث منهم سبعين ضعفاً.
وها هم يطعنون في بقية أراضي المسلمين فهذه رواية من رواياتهم في الطعن بأهل الشام، فقد ذكر الكليني (74) عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي عبدالله: أهل الشام شر أم أهل الروم؟ فقال: إن الروم كفروا ولم يعادونا، وإن أهل الشام كفروا وعادونا.
وجاء في «بحار الأنوار» للمجلسي (75) عن عبدالملك بن هارون عن أبي عبدالله عن آبائه قال: لما بلغ أمير المؤمنين أمر معاوية وأنه في مائة ألف قال: من أي القوم؟ قالوا: من أهل الشام، قال: لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا: من أهل الشوم.
وها هي روايات أخرى تطعن في مصر وتحذر من السكن بها والعياذ بالله، فقد جاء في تفسير البرهان لهاشم البحراني (76) أن أبا جعفر قال: نِعم الأرض الشام، وبئس القوم أهلها، وبئس البلاد مصر، أما إنها سجن من سخط الله عليه، ولم يكن دخول بني إسرائيل مصر إلا من سخط ومعصية منهم لله لأن الله قال :ِ {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}[المَائدة: 21] يعني الشام، فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر، ثم دخلوها بعد أربعين سنة، قال: وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام إلا من بعد توبتهم ورضاء الله عنهم، وقال: إني لأكره أن آكل من شيء طبخ في فخارها وما أحب أن أغسل رأسي من طينتها مخافة أن يورثني ترابها الذل ويذهب غيرتي.
وجاء في «بحار الأنوار» للمجلسي (77) عن يحيى بن الحسن رفعه قال: قال رسول الله r: انتحوا مصرَ ولا تطلبوا المكث فيها ولا أحسبه إلا قال: وهو يورث الدياثة.
وجاء في تفسير «نور الثقلين» للحويزي (78) وتفسير القمي (79) عن أبي عبدالله أنه قال: إن علي بن أبي طالب قال: أبناء مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير.
وجاء في «بحار الأنوار» للمجلسي (80) أيضاً عن مصر، عن البزنطي قال: قلت للرضا: إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة، قال: وكيف ذلك؟ قلت: جعلت فداك، يزعمون أنه يحشر من جيلهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، قال: لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها.
حتى البصرة لم تسلم من طعن الشيعة الاثني عشرية فقد جاء في «بحار الأنوار» للمجلسي (81) عن ميمون بن عبدالله عن أبي عبدالله قال: إن علياً لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال: لعنك الله يا أنتن الأرض تراباً، وأسرعها خراباً، وأشدها عذاباً.
ولكن بعد كل هذا اللعن لمكة وللمدينة ولبلدان المسلمين فما هو البلد الآمن عند الشيعة الاثني عشرية يا ترى؟
جاء في «بحار الأنوار» للمجلسي (82) عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ عن أبي عبدالله قال: إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس، ولم يدع الله قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم... إلى قوله في آخر الرواية: وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قـم وأهله، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين وشغله بداهية أو مصيبة أو عدو.
وليس ذلك فحسب بل إن أحد أبواب الجنة قد خص كما يزعمون لأهل (قم) فقد في جاء «بحار الأنوار» للمجلسي (83) عن أبي الحسن الرضا قال: «إن للجنة ثمانية أبواب، ولأهل قم واحد منها، فطوبى لهم ثم طوبى».
وهناك رواية أخرى في المصدر نفسه (84)، فقد روي عن الرضا قال: للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها لأهل قم فطوبى لهم ثم طوبى.
 فانظر أيها المسلم: كيف تُلعن مكة المكرمة حرم الله، وتُلعن مدينة رسول اللهr ويُلعن أهلها، وتُلعن الشام ومصر والبصرة، ثم نجد أن الله قد رضي عن (قم الإيرانية) وعن أهلها!!، بل ويضع لها الرب جل جلاله ملائكة مخصصين لدفع البلاء عنها وعن أهلها!! أي تعصب هذا؟ ألا يدل ذلك على أن التشيع دعوة عرقية شعوبية؟!
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(73) أصول الكافي (2/409) .

(74) أصول الكافي (2/409).

(57) (57/208).

(76) (1/457).

(77) (57/211).

(78) ص660).

(79) (2/241).

(80) (57/208).

(81) (57/203).

(82) (57/212 ـ 213).

(83) (60/215).

(84) (60/228).
 
 


تكفير الشيعة الاثني عشرية لعموم المسلمين


www.dd-sunnah.net


تكفير الشيعة الاثني عشرية لعموم المسلمين
ذكرنا في بداية الكتاب كلام وأقوال علماء الشيعة الاثني عشرية التي نقلها المجلسي في أن منكر الولاية المزعومة حابط عمله ولا يتقبل الله منه، بل هو يوم القيامة من أهل النار والعياذ بالله.
يقول أبو جعفر الطوسي (85) عن ميثم قال: ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي؟ فقلت: بلى. قال: دخلت عليه وسلمت.. إلى قوله: يا حبابة إنه ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأُمة غيرنا وغير شيعتنا، ومن سواهم منها براء.
وقال أبو جعفر الطوسي أيضاً في المصدر نفسه عن حبابة الوالبية قالت: سمعت الحسين بن علي يقول: نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمداً r، وسائر الناس منها براء.
يقول شيخهم الحاج أقا حسين الطباطبائي البروجردي في موسوعته «جامع أحاديث الشيعة» باب: اشتراط قبول الأعمال بولاية الأئمة ـ واعتقاد إمامتهم، ثم ذكر في المصدر نفسه (86) عن النبي أنه قال: والذي بعثني بالحق لو تعبد أحدهم ألف عام بين الركن والمقام ثم لم يأت بولاية علي والأئمة من ولده أكبه الله على منخريه في النار.
يقول ابن بابويه القمي المعروف بالصدوق (87): واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد (ص)، ثم احتج بحديث منسوب إلى جعفر الصادق أنه قال فيه: «المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا» وينسب أيضاً إلى النبيrأنه قال: «الأئمة من بعدي اثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، ومن أنكر واحداً منهم فقد أنكرني».
 أقول: لا شك أن إنكار النبيrكفر مخرج عن الملة، وهذا النص من شيخهم الصدوق يفيد كفر كل من لم يكن شيعياً اثني عشرياً حتى من الزيدية والإسماعيلية، لأن الزيدية والإسماعيلية لا يتفقون مع الاثني عشرية في جميع الأئمة، بل يتفقون معهم في بعضهم، ومع هذا حكم عليهم بالكفر!!
 فالجميع خالدون مخلدون في النار، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
وينقل شيخهم عبدالله شبر (88) ما نصه عن شيخهم المفيد في كتابه «المسائل»: اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافر ضالٌّ، مستحقٌّ للخلود في النار.
وقال شيخ الطائفة الطوسي: ودفع الإمامة كفر، كما أن دفع النبوة كفر، لأن الجهل بهما على حد واحد.
وقال الفيض الكاشاني (89): ومن جحد إمامة أحدهم ـ أي الأئمة الاثنا عشر ـ فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء .
ويقول ابن المطهر الحلي في كتاب (الألفين): الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص، لإمكان خلوّ الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام لما سيأتي، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص، وإلى هذا أشار الصادق ، بقوله عن منكر الإمامة أصلاً ورأساً، وهو شرهم، وهذا المعنى واضح، فاليهود والنصارى أنكروا النبوة التي هي اللطف الخاص، وأهل السنة أنكروا اللطف العام الذي هو الإمامة، ومنكر اللطف الخاص كما يقول: شر من منكر اللطف العام، وبهذا يكون أهل السنة في رأي علامة الشيعة الاثني عشرية شراً من اليهود والنصارى والمجوس!!
وقال شيخهم ومحدثهم يوسف البحراني (90): وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله، وبين من كفر بالأئمة ، مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين.
وقال شيخهم يوسف البحراني أيضاً (91)، بعبارة صريحة واضحة: إنك قد عرفت أن المخالف كافر، لا حظّ له في الإسلام بوجه من الوجوه كما حققنا ذلك في كتاب الشهاب الثاقب.
وقال المجلسي (92): اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده وفضّل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار.
وأكد شيخهم عبدالله المامقاني الحكم بالكفر والشرك في الآخرة على كل من لم يكن شيعياً اثني عشرياً فقد قال: وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثني عشرياً (93).
وهذا شيخهم عباس القمي يحكم بدخول غير الاثني عشرية للنار والعياذ بالله حيث قال: أحد منازل الآخرة المهولةِ الصراطُ.. وهو في الآخرة تجسيد للصراط المستقيم في الدنيا الذي هو: الدين الحق، وطريق الولاية، واتباع حضرة أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ذريته ، وكل من عدل عن هذا الطريق، ومال إلى الباطل بقول أو فعل فسيزل من تلك العقبة ويسقط في جهنم (94).اهـ
ونقل محدثهم عباس القمي عن شيخهم محمد باقر المجلسي أنه قال: وهذه العقبات كلها على الصراط واسم عقبة منها: الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فمن أتى بها نجا وجاوز، ومن لم يأت بها بقي فهوى وذكر قول عزوجل }وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ{:[الصافات: 24  ] (95).
بل حتى عوام أهل السنة شملهم التكفير والوعيد بالنار، قال شيخهم عبدالله شبر في كتابه: وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والآخرة والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة (96).
أقول: هذا اعتراف خطير من شيخهم عبدالله شبر، وهو قول جملة من علماء الشيعة الاثني عشرية: بكفر أهل السنة في الدنيا والآخرة، أما كفر أهل السنة وكونهم من المخلدين في النار يوم القيامة، فهذا محل إجماع عندهم.
 وذكر إمامهم الخميني رواية عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قول الله : {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الفُرقان: 70] فقال : يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحدٌ من الناس، فيعرّفه بذنوبه حتى إذا أقرّ بسيئاته، قال الله للكتبة: بدّلوها حسنات وأظهروها للناس، فيقول الناس حينئذ: ما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟ ثم يأمر الله به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية، وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة (97).
ثم قال الخميني معلقاً على هذا الكلام: ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت ويحرم عنه الناس الآخرون، لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة علي وأوصيائه من المعصومين ، بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية.
وذكر الخميني (98): فصل (في بيان أن ولاية أهل البيت شرط لقبول الأعمال): إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال، يعتبر من الأمور المسلمة، بل تكون من ضرورياتِ مذهب التشيع المقدس، وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها، وأكثر من حجم التواتر، ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض تلك الأخبار.
وأكد الخميني في هذا المعنى (99)، حيث قال: والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة، ويستفاد في مجموعها أن ولاية أهل البيت شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرمr.
 أقول: معنى هذا أن السواد الأعظم من المسلمين وهم أهل السنة عند الخميني كفار وأعمالهم غير مقبولة عند الله!! نعوذ بالله من اعتقادات الروافض.
أما شيخهم نعمة الله الجزائري (100) فقد أعلنها صراحة أنهم لا يجتمعون معنا لا على إلـه، ولا على نبي، ولا على إمام فقال: لم نجتمع معهم على إلـه، ولا نبي، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمداً صلى الله عليه وسلمنبيه، وخليفته أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي!! بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا!!
 أقول: هذا اعتراف خطير وصريح في عدم اجتماع الرافضة الاثني عشرية مع المسلمين في الرب والنبي المرسل والإمام الذي بايعه الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا كله بسبب إنكار أهل السنة لإمامة علي بن أبي طالب (المزعومة)، وقولهم إنه الخليفة الرابع بعد أبي بكر وعمر وعثمان أجمعين.
وهذا شيخهم محمد حسن النجفي يقول: والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف بيننا.. كالمحكي عن الفاضل محمد صالح في شرح أصول الكافي بل والشريف القاضي نور الله في إحقاق الحق من الحكم بكفر منكري الولاية لأنها أصل من أصول الدين (101).

وقال أيضاً: ومعلوم أن الله تعالى عقد الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحُجرَات: 10 ] دون غيرهم، وكيف يتصور الأخوة بين المؤمن والمخالف بعد تواتر الروايات وتظفر الآيات في وجوب معاداتهم والبراءة منهم.
ونقل شيخهم محسن الطبطبائي الملقب بالحكيم(102) كفر من خالفهم بلا خلاف بينهم.
وجاء في كتاب «وسائل الشيعة» للحر العاملي (103) عن موسى بن عبد ربه عن الحسين بن علي عن رسول اللهr حديث قال: من زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف النبيrولا يعرف الوصي فقد كفر.
وهذا الحر العاملي يذكر أن من أنكر واحداً ـ فقط ـ من أئمة الشيعة فإنه يكون كافراً بالله والعياذ بالله! فقد جاء في كتاب «وسائل الشيعة» للحر العاملي (104) عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين قال: قلت له: كم الأئمة بعدك؟ قال: ثمانية لأن الأئمة بعد رسول اللهrاثنا عشر، إلى أن قال: ومن أبغضنا وردّنا أو ردَّ واحداً منَّا فهو كافر بالله وبآياته.
وهذا محدثهم الكبير وشيخهم الكليني يذكر أنه ليس على ملة الإسلام إلا الأئمة الاثنا عشر وشيعتهم فقط، أما غير الشيعة فليسوا بمسلمين!!! فقال (105):عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبدالعزيز المهتدي، عن عبدالله بن جندب، قال: كتب إليه الرضا: أما بعد، فإن محمداً كان أمين الله في خلقه، فلما قبضrكنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة..وقال يوسف البحراني (106) عدة أقوال في حكم المخالفين في مسألة الإمامة، والقول الذي رجحه أن أهل السنة كفرةٌ لإنكارهم ما علم من الدين بالضرورة وهي الإمامة.
وهذا ابن بابويه القمي المعروف بالصدوق يعترف بتكفير أهل السنة صراحة وينسب ذلك إلى الرسولrحيث قال ما نصه (107): عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللهr : المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك ، والمحب له مؤمن، والمبغض له منافق، والمفتقر لأثره لاحق، والمحارب له مارق، والراد عليه زاهق، عليٌّ نور الله في بلاده، وحجته على عباده، عليٌّ سيف الله على أعدائه، ووارث علم أنبيائه، عليٌّ كلمة الله العليا، وكلمة أعدائه السفلى، عليٌّ سيد الأوصياء، ووصيُّ سيد الأنبياء، عليٌّ أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته.
وهذه روايات أخرى من كتب الشيعة الاثني عشرية في تكفيرهم وقولهم بدخول النار لكل من خالفهم من المسلمين، فقد روى الكليني: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الحسن بن نعيم الصحاف، قال: سألت أبا عبدالله عن قول الله :{فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ}!![التّغَابُن: 2 ]
فقال: عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر(108).
وروى الصفار عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر في قوله تعالى:} إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ{[الذاريات: 8 ] في أمر الولايةِ } يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ {[الذاريات: 9 ] ، قال: من أفك عن الولاية أفك عن الجنة (109).
وروى الكليني: عن أبي عبدالله أنه قال: والله لو أن رجلاً صام النهار وقام الليل ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه، ثم قال: وذلك قول الله :{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ *فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ *}[التّوبَة: 54،55 ] (110).
وروى علي بن إبراهيم القمي في تفسير سورة التغابن (111) فقال: حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحاف، قال: سألت الصادق عن قوله:  {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التّغَابُن: 2 ] فقال: عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر وفي صلب آدم .
وروى علي بن إبراهيم القمي في تفسير سورة الشعراء (112) عن أبيه، عن أبي أسامة، عن أبي عبدالله وأبي جعفر، قالا: والله لنشفعنَّ في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك: {وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ *فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *}.[الشُّعَرَاء: 101 ـ 103 ]
وروى ابن قولويه القمي: عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله، قال: سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسين بن علي من غير علة؟ قال: هذا رجل من أهل النار(113).
وروى الصدوق عن ابن أبي ليلى، قال: قال جعفر بن محمد: إن أبي حدثني عن آبائه أن رسول اللهrقال: من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار(114).
وروى الصدوق عن سدير، قال: قال أبو جعفر: إن العلم الذي أوتيه رسول اللهrعند علي، من عرفه كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً(115).
وروى الصدوق عن سعد بن أبي سعيد البلخي، قال: سمعت أبا الحسن يقول: إن لله في وقت كل صلاة يصليها هذا الخلق لعنة، قال: قلت: جعلت فداك، ولم ذاك؟ قال: لجحودهم حقنا وتكذيبهم إيانا(116).
وروى الصفار في كتابه: عن الحسين بن يزيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال علي بن الحسين: (إن الله بعث جبرائيل إلى الجنة فأتاه بطينة من طينتها، وبعث ملك الموت إلى الأرض فجاءه بطينة من طينتها، فجمع الطينتين ثم قسمها نصفين فجعلنا من خير القسمين، وجعل شيعتنا من طينتنا، فما كان من شيعتنا مما يرغب بهم عنه من الأعمال القبيحة فذاك مما خالطهم من الطينة الخبيثة ومصيرها إلى الجنة، وما كان في عدونا من بر وصلاة وصوم ومن الأعمال الحسنة فذاك لما خالطهم من طينتنا الطيبة، ومصيرهم إلى النار) (117) ، أي مصير غير الشيعة الاثني عشرية إلى النار والعياذ بالله.
وروى الصفار عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله قال: وذكر حديث الطينة، وأن الله خلق الأئمة من نور عظمته، وخلق الشيعة من طينتهم.. ثم قال الإمام عن الشيعة: فلذلك صرنا نحن وهم الناس، وصار سائر الناس همجاً في النار وإلى النار(118).
وروى الصفار عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سألت أبا جعفر عن قول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المَائدة: 5 ] قال: تفسيرها في بطن القرآن: يعني من يكفر بولاية علي، وعلي هو الإيمان.
قال: سألت أبا جعفر عن قول الله تعالى:  {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا} [الفُرقان: 55 ] قال: تفسيرها في بطن القرآن: يعني علياً، وهو ربه في الولاية والطاعة والرب هو الخالق الذي لا يوصف، وقال أبو جعفر: إن علياً آية لمحمد، وإن محمداً يدعو إلى ولاية علي، أما بلغك قول رسول اللهr: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأما قوله: }يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ{ [الذاريات: 8 ]، فإنه علي، يعني إنه لمختلف عليه، وقد اختلفت هذه الأمة في ولايته فمن استقام على ولاية علي دخل الجنة، ومن خالف ولاية علي دخل النار(119).
وهذا الكليني يذكر في كتابه «أصول الكافي»(120): أن شيعتنا مكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم.
بل حتى أصحاب البدع صاروا كفاراً عند الشيعة الإمامية فقد ذكر شيخهم المفيد(121) اتفاق الإمامية على تكفير أهل البدع حيث قال ما نصه: واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار.
 والسؤال هنا: من الذي يكفِّر المسلمين ويحكم بدخولهم وخلودهم في النار؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[85] اختيار معرفة الرجال ص198.

[86] جامع أحاديث الشيعة (1/429).

(87) الاعتقادات ص103.

(88) حق اليقين في معرفة أصول الدين (2/189).

(89) منهاج النجاة ص48.

(90) [91] الحدائق الناضرة (18/153).

(92) بحار الأنوار (23/390).

(93) تنقيح المقال (1/208).

(94) منازل الآخرة ص149.

(95) منازل الآخرة ص150.

(96) حق اليقين في معرفة أصول الدين (2/188).

(97) الأربعين ص511.

(98) الأربعين ص512.

(99) الأربعين ص513.

(100) الأنوار النعمانية (2/279).

(101) جواهر الكلام (6/62).

(102) مستمسك العروة الوثقى (1/392).

(103) (18/562 )

(104) (18/562)

(105) أصول الكافي (1/223).

(106) الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ص84.

(107) الأمالي، المجلس الثالث ص61

(108 ) أصول الكافي (1/413).

(109) بصائر الدرجات ص97.

(110) الروضة من الكافي (8/107).

(111) (2/354)

(112) (2/99)

(113) كامل الزيارات ص356.

(114) علل الشرائع (1/89).

(115) علل الشرائع (1/211).

(116) علل الشرائع (2/602).

(117) بصائر الدرجات ص37.

(118) بصائر الدرجات ص40.

(119) بصائر الدرجات ص97.

(120) (1/223).

(121) أوائل المقالات ص50.

 


تكفير الاثني عشرية للزيدية والإسماعيلية


www.dd-sunnah.net


تكفير الاثني عشرية للزيدية والإسماعيلية
الزيدية والإسماعيلية فرقتان من فرق الشيعة ومع هذا لم يشفع لهم أنهم يندرجون معهم تحت مظلة التشيع، فقد جاءت روايات كثيرة في كتب الشيعة الاثني عشرية تحكم بكفر الزيدية والإسماعيلية وسوف أذكر بعضاً منها للاختصار وعدم الإطالة:


الروايات في تكفير الزيدية


www.dd-sunnah.net


الروايات في تكفير الزيدية
روى الكليني (122) عن عبدالله بن المغيرة قال: قلت لأبي الحسن : إنّ لي جارين أحدهما ناصب(123)، والآخر زيدي، ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر؟! فقال: هما سيّان، من كذّب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام من وراء ظهره وهو المكذّب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، وقال: ثم قال: إنّ هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا.
وذكر الطوسي عن عمر بن يزيد قال: سألته عن الصدقة على النصاب وعلى الزيدية قال: لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت وقال: الزيدية هم النصاب (124).
وروى الكشي عن عمر بن يزيد قال: سألتُ أبا عبدالله عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية، فقال: لا تصدّق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصّاب (125).
وروى الكشي عن ابن أبي عمير عمن حدثه قال: سألت محمـد بن علي الرضـا عن هذه الآية: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ *عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *} [الغَاشِيَة: 2،3 ] قال: نزلت في النصّاب والزيدية والواقفة من النصّاب (126).
وقال شيخهم المجلسي: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة (127).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(122) الروضة من الكافي (8/235).

(123) الناصبي هو السني عند الشيعة الاثني عشرية قال حسين آل عصفور الدرازي البحراني في كتابه «المحاسن النفسانية في أجوبة الخرسانية» في الصفحة 247 ما نصه: بل أخبارهم تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنياً ، وأما حكم الناصبي عند الشيعة الاثني عشرية فقال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية 2/306 و307 ما نصه: وأما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين؛ الأول: في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية، إلى قوله: وأن من علامة النواصب تقديم غير علي عليه.اهـ.

(124) تهذيب الأحكام (4/53).

(125) الرجال ص303.

(126) الرجال ص303،518.

(127) بحار الأنوار (37/34).


 


الروايات في تكفير الشيعة الإسماعلية


www.dd-sunnah.net


الروايات في تكفير الشيعة الإسماعلية
صرح شيخهم محمد طاهر النجفي القمي بتكفير الإسماعلية وحكم بقبح معتقدهم، بل أطلق عليهم لقب الملاحدة حيث قال ما نصه: وأما الإسماعيلية، فمذهبهم واضح البطلان، لسوء عقائدهم، وقبح مذاهبهم ، وهؤلاء سمّوا بالإسماعيلية لانتسابهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، وبالباطنية فلقولهم: كل ظاهر له باطن يكون ذلك الباطن مصدراً، وذلك الظاهر مظهراً له، ولا يكون ظاهر لا باطن له، إلا هو مثل السراب، ولا باطن لا ظاهر له إلا خيال لا أصل له، ولقبوا بالملاحدة لعدولهم عن ظاهر الشريعة إلى بواطنها في بعض الأحوال (128).
وجاء في كتاب «الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم» لشيخهم زين الدين النباطي البياضي فقال ما نصه: بل أكثرها لا وجود لها، وفي انقراضها بطلان قولها. إن قلت: فذا لا يتم في الإسماعيلية، قلت: سنبين أنهم خارجون عن الملة الحنيفية بالاعتقادات الرديئة، وذلك أنهم قالوا: كل ظاهر فله باطن، وأن الله بتوسط كلمة كن أوجد عالمي الخلق والأمر، فجعلوه محتاجاً في فعله إلى الواسطة والآلة (129).
وجاء في شرح اللمعة للشهيد الثاني قال: والشيعة من شايع علياً أي: اتبعه (وقدمه) على غيره في الإمامة، وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة بعده، فيدخل فيهم الإمامية، والجارودية من الزيدية والإسماعيلية غير الملاحدة منهم ، والواقفة، والفطحية، وغيرهم، وربما قيل غير ذلك (130).
وقال أيضاً: الملاحدة من الإسماعيلية هم القائلون بالتناسخ والحلول (131).
وذكر المحقق الحلي في كتابه «شرائع الإسلام» فقال: الغلاة هم الذين قالوا بألوهية علي أو ألوهية أحد الأئمة ، بل كل من قال بألوهية أحد من الناس (وبحكمهما) في النجاسة النواصب وهم الذين يعادون ويسبون واحداً من الأئمة المعصومين ، كفرقة من الإسماعيلية الذين يسبون الإمام موسى بن جعفر (132).
وذكر مرجعهم أبو القاسم الخوئي في كتابه «مصباح الفقاهة» (133): وقد التجأ المحدث النوري في تنزيه أبي حنيفة النعمان (134) عن اتهامه بمذهب الإسماعيلية وإثبات كونه ثقة اثني عشرياً إلى بيان نبذة من عقائد الإسماعيلية الفاسدة كقولهم بأن محمد بن إسماعيل حي لم يمت ويبعث برسالة وشرع جديد ينسخ به شريعة محمد وأنه من أولي العزم، وأولو العزم عندهم سبع لأن السماوات سبع والأرضين سبع وبدن الإنسان سبع والأئمة سبع، وقلبهم محمد بن إسماعيل إلى غير ذلك من الخرافات التي تنزه عنها النعمان وكتابه، ثم إنه صرح في كتابه بكفر الباطنية وأثبت إمامة الأئمة الطاهرة وكونهم مفترضي الطاعة ولم يصرح بإسماعيل ولا بابنه محمد.
وجاء في كتاب «مستدرك الوسائل» للنوري الطبرسي (135): ثم إن الظاهر من كتب المقالات أن الإسماعيلية كلهم منكرون للشرائع، تاركون للفرائض، مستبيحون للمحارم ، ولذا يذكرون ـ إذا بلغوا إلى شرح حالهم ـ أنهم لُقبوا بسبعة ألقاب، منها الباطنية بالمعنى الذي أشرنا إليه، صرح بذلك السيد المرتضى الرازي في تبصرة العوام، وغيره. ووافقنا على ذلك السيد الفاضل المعاصر  في الروضات، في ترجمة جلال الرومي حيث قال: الإسماعيلية وإن كانوا في ظاهر دعاويهم الكاذبة، من جملة فرق الشيعة المنكرين لخلافة غير أمير المؤمنين ، إلا أن الغالب عليهم الإلحاد، والزندقة، والمروق عن الدين.
وذكر شيخهم ومرجعهم الكبير محمد الشيرازي: أنَّ كلَّ ما خلا الشيعة الاثني عشرية (كفّار)، حيث قال ما نصّه:
 وأمَّا سائر أقسام الشيعة غير الاثني عشرية؛ فقد دلّت نصوصٌ كثيرةٌ على كفرهم، ككثيرٍ من الأخبار المتقدّمة الدالة على أنَّ من جحدَ إماماً كان كمن قال إنَّ الله ثالثُ ثلاثةٍ (136).
بل حتى إخوانهم النصيرية شملهم تكفير الشيعة الاثني عشرية فقد جاء في مقدمة كتاب «فرق الشيعة» للنوبختي وبقلم محمد صادق آل بحر العلوم ما نصه: وللمؤلف النوبختي كتاب (الرد على فرق الشيعة ما خلا الإمامية) ذكره النجاشي (137)، وعلى تقدير وجود شيء من هذه الفرق الإمامية لا نشك في بطلانها وكفر كثير منها كالنصيرية وغيرهم.
 أقول: وهكذا تبيّن لك جلياً أخي المسلم تكفيرُ الشيعة الاثني عشرية لجميع فرق المسلمين ـ ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله ـ .
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(128) الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ص392.

(129) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم (2/272)

(130) شرح اللمعة للشهيد الثاني (3/182)

(131) شرح اللمعة للشهيد الثاني (3/182)

(132) شرائع الإسلام (1/12).

(133) مصباح الفقاهة (1/34).

(134) إنَّ أبا حنيفة المذكور هو غير صاحب المذهب المعروف، بل الذي ذكره الخوئي هو شيخ الإسماعيلية في وقته، وقاضي الدولة الفاطمية العبيدية الإسماعيلية في مصر، له كتب كثيرة في تقرير مذهب الإسماعيلية. انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (16/150).

(135) (1/139).

(136) موسوعة الفقه (4/269).

(137) الفهرست ص46.


 


فضل الشيعة الاثني عشرية وقبول الأعمال منهم دون غيرهم


www.dd-sunnah.net


فضل الشيعة الاثني عشرية وقبول الأعمال منهم دون غيرهم
دين الشيعة الاثني عشرية دين عنصري، وسوف أكتفي أخي المسلم بذكر بعض الروايات حتى تتأكد من صدق ما نقول وكيف أن الله يتقبل منهم ويعطيهم ما لا يعطي لغيرهم، وأن الله خلقهم من طينة خاصة دون بقية البشر، وأنهم أول من يدخل الجنة.. إلخ تلك الأساطير التي تنمُّ عن تكفيرهم لمن خالفهم حتى وإن كان يشهد الشهادتين.
فقد ذكر شيخهم الطبري (138) (139): عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهما قال: قال رسول r : إن الفردوس عينٌ أحلى من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله منها، وخلق منها شيعتنا، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا، وهي الميثاق الذي أخذ الله  عليه ولاية علي بن أبي طالب.
وذكر شيخهم المفيد في كتابه «الأمالي»(140) أنه ليس أحدٌ طاهر المولد وليس أحد على ملة الإسلام إلا الشيعة، وأن الملائكة يهدمون سيئات الشيعة، فعن أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول اللهrوقد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده وقال: يا علي من أحبنا كان هو العربي، ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف، ومن كان مولده صحيحاً، وما على ملة الإسلام إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء، وأن الله وملائكته يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان.
وذكر شيخهم ابن بابويه القمي المعروف بالصدوق في كتابه «الأمالي» (141) حديثاً عن جابر ذكره عن النبيr في فضل علي وفي فضل شيعته حيث قال ما نصه: وإن شيعتك على منابر من نور، مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، يكونون غداً في الجنة جيراني.
وذكر المجلسي أن الله لا يقبل الصلاة والصوم والحج إلا من الشيعة الاثني عشرية، فعن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر: يا أبا الجارود! ما ترضون أن تصلوا فيقبل منكم، وتصوموا فيقبل منكم، وتحجوا فيقبل منكم؟، والله إنه ليصلي غيركم فما يقبل منه، ويصوم غيركم فما يقبل منه، ويحج غيركم فما يقبل منه (142).
وذكر الكليني عن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير، فدنوت إلى أبي عبدالله فقلت له: إن أهل الموقف لكثير، قال: فصرف ببصره فأداره فيهم ثم قال: ادن مني يا أبا عبدالله، غثاء يأتي به الموج من كل مكان، لا والله ما الحج إلا لكم، لا والله ما يتقبل الله إلا منكم (143).
 والشيعي الاثنا عشري مغفورة ذنوبه مستورة عيوبه مهما فعل من الأعمال فهم الفائزون يوم القيامة، فقد ذكر الصدوق عن ابن عباس قال: قال رسول اللهrلعلي : يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة.. يا علي إن شيعتك مغفور لهم على ما كان منهم من ذنوب وعيوب.. يا علي شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وأولياؤك أولياء الله (144).
 ولم يكتفِ الرافضة بهذا بل الناس يحاسبون، وكلٌّ يقول نفسي نفسي في عرصات القيامة إلا الشيعة الاثني عشرية فإنهم يجلسون على منابر من نور ويأكلون ويشربون والخلائق تحاسب!!
فقد ذكر شيخهم الطبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: يا علي إن عن يمين العرش لمنابر من نور ومواسيد من نور، فإذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك تجلسون على تلك المنابر تأكلون وتشربون والناس في الموقف يحاسبون (145).
بل حتى مجرمي الشيعة الاثني عشرية رغم أفعالهم التي ارتكبوها في الدنيا فإنهم لا يدخلون النار!!!
فقد ذكر شيخهم الطوسي عن الصادق أنه قال عن الشيعة الاثني عشرية: والله لا يدخل النار منكم رجل واحد (146).
وليس هذا فقط بل إن الشيعة الاثني عشرية يدخلون الجنة ولا حساب عليهم!!
فقد ذكر شيخهم الطبري عن أنس بن مالك قال: قال النبي r: يدخلون الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثم التفت إلى علي بن أبي طالب قال: شيعتك وأنت أولهم (147).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(138) هو أبو جعفر محمد بن أبي القاسم علي بن محمد الطبري الآملي، قال عنه التستري في المقابس: المحدث الجليل الفقيه النبيل الحاوي لمجامع المكارم ومجامع المراسم.اهـ. انظر مقدمة كتابه بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صفحة 5، وهو أحد علماء الرافضة الاثني عشرية في القرن السادس.

(139) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى (6/318).

(140) ص169.

(141) ص156.

(142) بحار الأنوار (27/195).

(143) الروضة من الكافي (8/237).

(144) الأمالي ص23.

(145) بشارة المصطفى (5/296).

(146) الأمالي ص302.

(147) بشارة المصطفى (6/314).

 


عوام الناس قردة وخنازير، والرافضة في الجنة ولا يدخل النار منهم أحد:


www.dd-sunnah.net


عوام الناس قردة وخنازير، والرافضة في الجنة ولا يدخل النار منهم أحد:
 جاء في بحار الأنوار للمجلسي (47/79) عن علي ابن أبي حمزة عن أبي بصير قال: حججت مع أبي عبدالله فلما كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله يغفر الله للخلق فقال: يا أبا بصير إن أكثر من ترى قردة وخنازير، قال: قلت له: أرنيهم، قال: فتكلم بكلمات ثم أمرّ يده إلى بصري فرأيتهم قردة وخنازير فهالني ذلك، ثم أمرّ يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى، ثم قال: يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين إطباق النار تطلبون فلا توجدون، والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد.
 وروى البحراني في كتابه الكشكول (1/153) أن النبيrقال لعلي: (جئت أبشرك! اعلم أن في هذه الساعة نزل علي جبريل وقال: الحق يقرئك السلام يقول: بشّر علياً أن شيعته الطائع والعاصي من أهل الجنة).
بل وصل كذب الرافضة في ادعائهم أنهم أحباب الله وأن الله يخاطبهم يوم القيامة قائلاً لهم "يا أحبائي"، فقد جاء في بحار الأنوار للمجلسي (43/65) قال أبو جعفر: حدثني أبي عن جدي رواية طويلة ينسبها زوراً وبهتاناً إلى النبي (ص)، وفيها أن الله يخاطب الشيعة قائلاً لهم: (يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي، فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبائي.. إلخ).
 
 


اعتراف كبار مراجع الشيعة الاثني عشرية المعاصرين أن الشيعة يدخلون الجنة وأهل السنة محرومون منها والعياذ بالله


www.dd-sunnah.net

 
اعتراف كبار مراجع الشيعة الاثني عشرية المعاصرين أن الشيعة يدخلون الجنة وأهل السنة محرومون منها والعياذ بالله
والآن أخي المسلم سوف أنقل لك بعض فتاوى علمائهم ومراجعهم في أن الشيعة الاثني عشرية يدخلون الجنة مهما فعلوا من الموبقات والمعاصي، وأن السنة لا يدخلون الجنة مهما فعلوا من الحسنات والطاعات، بل حتى شهداء السنة الذين يقاتلون في الثغور لا يدخلون الجنة والعياذ بالله، والسبب في ذلك أنَّ الأمرَ منوطٌ ـ كما يزعمون ـ بإثبات الولاية الدينية لعلي بن أبي طالب والأئمة الاثني عشر.
ولنبدأ بإجابات شيخهم محمد صادق الروحاني وهذه الإجابات منقولة من الاستضافة التي عملت له في موقع يا حسين الرافضي (148).
رقم السؤال: 142: هل جميع الشيعة يدخلون الجنة مهما كانت المعاصي الذي يرتكبها وبدون عذاب؟
الجواب:
 باسمه جلّت أسماؤه: جملة من المعاصي توجب دخول النار، ولكن هناك شفاعة من النبي صلى الله عليه وآله والأئمة والعلماء، وهي قسمان: قسم يوجب عدم دخول النار، وقسم يوجب الخروج منها بعدما يعذب مدة. وعلى التقديرين يدخلون الجنة ولو بعد مدة.
الرابع عشر من جمادى الأولى لعام 1423هـ محمد صادق الحسيني الروحاني.
وهنا يحكم الروحاني أن أهل السنة لا يدخلون الجنة (149):
 رقم السؤال 141: سماحة السيد محمد صادق الروحاني حفظه الله عندي سؤال أريد الجواب الكافي عليه مع الاستدلال إذا تكرمتم بذلك.
1 ـ هل أهل السنة يحكم عليهم بالكفر؟
2 ـ هذا هو الأهم.. هل يدخلون السنة الجنة طبعاً هم لا يوالون علياً ولكنهم لا يكرهون أهل البيت ويحبونهم.. وكيف يدخلون النار وهم يشهدون الشهادتين ويصلون الصلوات الخمس ويحجون ويصومون رمضان؟
 الجواب:
بسمه جلت أسماؤه: يشترط في صحة العبادات الولاية لأمير المؤمنين فمع فقد الشرط لا يتحقق المشروط.
الرابع عشر من جمادى الأولى لعام 1423هـ محمد صادق الحسيني الروحاني.
وهنا يحكم الروحاني أن أهل الثغور من أهل السنة لا يدخلون الجنة (150):
 رقم السؤال: 140: ما فائدة الشهادة من دون ولاية أمير المؤمنين ؟
 الجواب:
بسمه جلّت اسماؤه: إذا أوجبت عزة الإسلام والمسلمين تكون موجبة لتخفيف العذاب أو رفعه، والشهيد غير الموالي له لا يدخل الجنة، ولكنه لا يعاقب في الجحيم.
الرابع عشر من جمادى الاولى لعام 1423هـ محمد صادق الحسيني الروحاني.
وهذا مرجع آخر من مراجع الشيعة الاثني عشرية ويدعى محمد سعيد الطباطبائي الحكيم يقول بنفس قول الأول في عدم دخول أهل السنة للجنة والعياذ بالله، وهذه الفتوى نقلتها من موقعه على الانترنت بقسم أجوبة الاستفتاءات بقسم المسائل التي تخص العقيدة (151).
 يقول السائل: سماحة المرجع: السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم قال الرسولr: «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» كثير في البلدان الإسلامية الذين لا يعرفون الإمام علياً أو حتى يعرفونه فإنهم يبغضونه من دون سابق معرفة ليس إلا أنه الشخص الذي يحبه الشيعة وهم يكفرونه فهل هم منافقون أم جاهلون أو هل أن الإنسان الذي يؤدي الفرائض ويعامل أهل البيت كأنهم أناس عاديون بل يفضلون غيرهم عليهم فهل هم يدخلون الجنة وإن كان لهم أعمال أم لا؟
 الجواب:
 ورد في نصوص كثيرة: الأعمال لا تقبل إلا بولاية أهل البيت . اهـ.
وهذا أستاذ الفقهاء والمجتهدين الشيعة وزعيم الحوزة العلمية بالنجف أبو القاسم الخوئي يذكر حكم المخالفين للشيعة من أهل السنة وغيرهم من الطوائف الإسلامية فيقول في كتابه «مصباح الفقاهة» (152) لمّا تحدث عن الغيبة وأنها لا تجوز في المؤمن، وبيّن أنّ المؤمن هو من آمن بالأئمة الاثني عشر، ومن أنكرَ واحداً منهم، فلا يكون مؤمناً وأنه تجوز غيبته، واستدل لهذا الأمر بوجوهٍ منها:
الوجه الأول: أنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين (يقصد أهل السنة) ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم واتهامهم والوقيعة فيهم: أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع والريب.
 بل لا شبهة في كفرهم، لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية، وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات. اهـ.
 أقول: انظر أخي المسلم كيف حكم علماء الشيعة المتقدمون منهم والمتأخرون بكفر وضلال وحرمان أهل القبلة أجمع حتى من دخل معهم تحت مظلة التشيع حكموا عليه بالكفر والضلال ما خلا الشيعة الاثني عشرية لأنهم يعتقدون أنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(148) على هذا الرابط:

http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=2792

(149) على هذا الرابط:

http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=2791

(150) على هذا الرابط:

http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=2790

(151) على هذا الرابط:

http://www.alhakeem.com/-istefta/ajwebeh/amaeh/02.htm

(152) (2/11)

 

 

الصوفية في نظر الشيعة


www.dd-sunnah.net


الصوفية في نظر الشيعة
وكذلك حال الصوفيين لم تكن أحسن حالاً من غيرهم، فقد روى الشيعة أحاديث تحذر من الاتصال والاختلاط بهم لأنهم مصدر غواية وضلال للناس، فهم يظهرون التشفق والزهد لإغراء البسطاء والسذج وغوايتهم.
 من هداية الحر قال الصادق: لا يلبس الصوف والشعر إلا من علة.
وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلملم يكن يلبس الصوف والشعر إلا من علة (153).
وقال النبي  r : «يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم يرون أن الفضل بذلك على غيرهم أولئك يلعنهم أهل السماوات والأرض» (154).
وروي نفي الكراهية في الصوف وهو محمول على نفي التحريم أو التقية أو وقت الصلاة أو وجود العلة، وروي أنه سنة ويحتمل أنه سنة ويحتمل النسخ والتقية وغير ذلك، انتهى.
الصوفية وذمهم:
في قرب الإسناد لعلي بن الحسين عن سعد بن عبدالله بن محمد بن عبدالجبار عن العسكري أنه قال: سئل الصادق عن حال أبي هاشم الكوفي الصوفي فقال: إنه فاسد العقيدة جداً وهو الذي ابتدع مذهباً يقال له التصوف وجعله مقراً لعقيدته الخبيثة (155).
[مولانا أحمد الأردبيلي] في كتابه «حديقة الشيعة» قال: نقل الشيخ المفيد محمد بن النعمان ( ) بسنده عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: كنت مع الهادي علي بن الخطاب قال: كنت مع أبي الحسن الهادي في مسجد النبي صلى الله عليه وسلمفأتاه مجموعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري وكان بليغاً وله منزلة عنده ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية وجلسوا في ناحية مستديرة وأخذوا بالتهليل فقال :
«لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداعين فإنهم خلفاء الشياطين، ومخربو قواعد الدين، ينزهون لإراحة الأجسام ويتهجدون لتصييد الأنام، يتجوعون عمراً حتى يذبحوا للأكاف حمراً لا يهللون إلا لغرور الناس ولا يقللون الغذاء إلا لملء الغساس واختلاس قلب الدفناس بإملائهم في الحب ويطرحونه بإدلائهم في الجب، أورادهم الرقص والتصدية وأذكارهم الترنم والتغنية، فلا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقدهم إلا الحمقاء، فمن ذهب إلى زيارة أحدهم ومن أعان أحداً منهم فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان، ومن أعان أحداً منهم فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان.
فقال رجل من أصحابه: وإن كان معترفاً بحقوقكم؟ قال: فنظر إليه شبه المغضب وقال: «دع ذا عنك، من اعترف بحقوقنا يذهب في عقوقنا، أما تدري أنهم أخس طوائف الصوفية والصوفية كلهم مخالفونا وطريقتهم مغايرة لطريقتنا وإن هم إلا نصارى أو مجوس هذه الأمة، أولئك الذين يجهدون في إطفاء نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون» (156).
[ومن الكتاب المذكور بإسناده عن الرضي] قال: لا يقول أحد بالتصوف إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة، وأما من سمى نفسه للتقية فلا إثم عليه.
[وبطريق آخر ورواه المفيد] في كتاب الرد على أصحاب الحلاج عن أبي القاسم جعفر بن محمد قولويه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد أنه قال: سألت الرضا عن الصوفية، فقال: لا يقول بالصوفية أحد إلا خدعة أو ضلالة أو حماقة، وربما استجمعها واحد منهم (157).
وبطريق آخر، وزاد فيه من سمى نفسه صوفياً للتقية فلا إثم عليه وعلامته أن يكتفي بالتسمية ولا يقول بشيء من عقائدهم الباطلة (158).
[ومن الكتاب المذكور] بسند صحيح عن الرضا من ذكر عنده الصوفية ولم ينكر عليهم بلسانه أو بقلبه فليس منا، ومن أنكرهم فكأنما جاهد الكفار بين يدي رسول الله  r (159).
[ومنه] بسنده قال: قال رجل للصادق : قد خرج في هذا الزمان قوم يقال لهم الصوفية فما تقول فيهم؟ فقال  : إنهم أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم، وسيكون أقوام يدَّعون حبنا ويميلون إليهم ويشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بلقبهم ويؤولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا وأنا منه براء، ومن أنكرهم ورد عليهم كان كمن جاهد الكفار مع رسول اللهr(160).
[وروى شيخنا البهائي في كشكوله] قال: قال رسول اللهr: «لا تقوم الساعة على أمتي حتى يخرج قوم من أمتي اسمهم صوفية ليسوا مني وإنهم يهود أمتي، يحلقون للذكور رؤوسهم ويرفعون أصواتهم للذكر يظنون أنهم على طريق الأبرار بل هم أضل من الكفار، وهم أهل النار لهم شهقة كشهقة الحمار، وقولهم قول الأبرار، وعملهم عمل الفجار، وهم منازعون للعلماء، ليس لهم إيمان وهم معجبون بأعمالهم، ليس لهم من عملهم إلا التعب» (161).
[وفي الأمالي بإسناده إلى جابر] عن أبي جعفر قال: قلت له أن قوماً إذا ذكروا بشيء من القرآن أو حدثوا به صعق أحدهم حتى يرى أنه لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك، فقال: سبحان الله ذاك من الشيطان ما بهذا أمروا، وإنما هو اللين والرقة والدمعة والوجل (162).
 [قال الشيخ محمد الحر في جواب بعض المسائل]: إن الأحاديث الواردة في ذم الصوفية عموماً وخصوصاً وفي لعنهم وتكفيرهم وبطلان كل ما اختصوا به متواترة تقرب من ألف حديث وليس لها معارض. انتهى لفظه (163).
[قال الشيخ ياسين بن صلاح الدين البحراني]: ولقد كان يكفي من ذلك حديث واحد، فيا سبحان الله كيف غلب الشيطان حتى زلت أقدام أقوام كانوا قدوة للأنام (164).
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(153) الكافي (6/449) ح 1.

(154) وسائل الشيعة (5/35).

(155) من قرب الإسناد خاتمة المستدرك (3/285) حديقة الشيعة 564، الاثنا عشرية 33، مكارم الأخلاق 472.

(156) حديقة الشيعة 564.

(157) الاثنا عشرية 17، حديقة الشيعة 251 ط 1265هـ.

(158) الاثنا عشرية 18، حديقة الشيعة 251 ط 1265هـ.

(159) مستدرك الوسائل (12/323).

(160) مستدرك الوسائل (12/323)، وفيه عن أحمد بن محمد بن نصر البزنطي عن الرضا قال: قال رجل من أصحابنا للصادق .

(161) الكافي (3/269)، الفصول المهمة (2/62)، وسائل الشيعة (4/31).

(162) الأمالي (23/328)، الكافي (2/717)، روضة الواعظين 39، وسائل الشيعة (6/213) مشكاة الأنوار 114.

(163) مثله في الاثنا عشرية 4.

(164) كشكول الإحسائي 144 ـ 146.
  


الخـــــــــــــاتــــمــة


www.dd-sunnah.net

 
الخـــــــــــــاتــــمــة
لعلك اقتنعت أخي المسلم بعد عرض هذه النصوص والأقوال الصريحة والواضحة في تكفير الشيعة الاثني عشرية لكل من لم يكن شيعياً اثني عشرياً فنحن لم نفترِ عليهم ولم نلصق بهم ما ليس فيهم، بل نقلنا لك ما في بطون كتبهم وأقوال علمائهم ومراجعهم المعتبرين الذين لا يزال الشيعة الإمامية يطبعون كتبهم ويأخذون بأقوالهم ويرجعون إليهم.
 وبعد هذا.. فهل يمكن التقريب مع من يرى أن أعمالنا محبطة وأننا كفار ومخلدون في النار والعياذ بالله؟!
إن الشيعة الاثني عشرية استطاعوا خداع جهال المسلمين بالتقية فيظهرون لهم حسن الخلق ويبطنون لهم الحقد والكراهية، وما تاريخهم الأسود إلا دليل واضح على حقدهم على المسلمين، فلا يزال علماؤهم يصرون على كفر من خالفهم إلى يومنا هذا ومع هذا يتبجحون بالوحدة بين المذاهب الإسلامية ولا أدري أي وحدة يتكلمون عنها وهذه معتقداتهم في أهل القبلة؟!
وهنا يتبين لنا أمر مهم وهو بطلان ما يدَّعيه بعض الجهال من أن الشيعة المتأخرين متسامحون ومختلفون عن أسلافهم المتقدمين والصحيح أنهم سواء لا فرق بينهم، فالشيعة الاثنا عشرية سلفاً وخلفاً على عقيدة واحدة، وإنما الفرق بين المتقدمين والمتأخرين هو مقدار العمل بالتقية.
فهل نتعظ يا عباد الله ونأخذ الحذر من الشيعة الاثني عشرية فالسعيد من وعظ بغيره؟!
ألا هل بلغت اللهم فاشهد، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه الفقير إلى ربه عبدالله بن محمد السلفي الخميس 1/7/1424هـ
 وثائق مصورة ومنقولة من كتب ومصادر الشيعة الاثني عشرية
--------------------------