موقف الخميني من أهل السنة

محمد مال الله

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من

شرور أنفسنا  ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا ضل له، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيبا)) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا لله وقولا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .

 

-3-

 

 

 

 

 

وبعـد:

 

نشرت مجلة الأسبوع العربي في عددها 1010ص 26

على لسنان الإمام الخميني (1) .

 

" نحن جميعا أشقاء ولا يجب أن تقوم مشكلة بين الشيعة والسنة، يبقى أن تكون الأقليات الدينية واثقة من إننا لا نريد بها شرا .. وسنتمكن من العيش معا بحكمة .. وعدل ورضى.." .

 

وعندما قيل أن في إيران خلافا بين السنة والشيعة ذلك نظرا لاختلاف المذهبين واتساع الهوة بينهما صرح الخميني لمجلة الموقف في عددها 167ص27 (2) :

 

هذه شائعات تكذبها بشدة ، أنها صوت يخرج من أبواق الشاه ، فليس في إيران ما  يسمى  بالخلاف السني 

ــــــــــــــ

(1) إيران في المخلصين ص 147 جعفر حسين نزار الطبعة الأولى 1980 .

(2) إيران في المخلصين ص 142 دار التوجيه الإسلامي بيروت .

 

 

-4-

 

 

الشيعي، هنالك مظاهرات تجري داخل المناطق التي تضم أكثرية سنية هذا دليل وحدة وانسجام بين الشيعة والسنة في إيران، وفي نداء وجهته إلى إخواننا السنة شكرت فيه نظالهم ضد الشاه ، السنة إخواننا وسوف يبقون هكذا " .

 

وتمنيت لو أن الخميني في مستوى تصريحاته التي يصرح بها بأن السنة والشيعة أشقاء لا تفرق بينهم مكائد أعداء الإسلام . ولكن التصريحات شئ وكتابات الخميني المسطرة والمطبوعة والمداولة شئ آخر . وبعد فترة قصيرة من تسلم الخميني زمام الحكم في إيران بعد عودته من منفاه الذي استغرق حوالي 15 سنة أعيد طبع أكثرمؤلفاته القديمة.

ولقد لاقت تصريحات تأييد شباب بعض الحركات الإسلامية من فرنسا أرسلت مئات البرقيات المؤيدة للثورة وذهبت وفود تمثل الجماعة . وقالت ببعض الصحف الإسلامية المديح للخميني وتؤيده دون تمهل أو رؤية ولو أنهم كلفوا أنفسهم القراءة أو مجرد الاطلاع على مؤلفات الخميني نفسه لغيروا رأيهم فيه وفي ثورته ولسكبوا حبرا

 

-5-

 

 

أسودا على الكلمات التي سطروها عن جهل وأقول عن جهل ولو كان كاتبها من زعماء الحركات الإسلامية فالحق أقح أن يتبع وحبنا لأولئك الأشخاص والله يعلم مدى حبنا ومودتنا لهم- لا يمنع من الرد عليهم أو مجرد القول لهم: إنكم تسرعتم وأخطأتم في إصدار حكمكم على الثورة وقادتها .

 

هل يرضى أولئك الزعماء بأن يشبه الخميني الدولة الأموية التي قدمت للإسلام الشئ الكثير ونشرت الإسلام في أرجاء المعمورة بأنها أشد من إسرائيل العنصرية في خطابه إلي ألقاه عام 1383 هـ ما نصه :" وليعلم السادة الخطباء والمبلغون بأن الخطر الذي أحدق اليوم بالإسلام لا يقل عن خطر بني أمية " (3) .

 

أو أن يصف خلفاء الإسلام ابتداء من أبي بكر إلى هارون الرشيد بالجهل كما قال في كتابه الحكومة الإسلامية ص132: " وها هو التاريخ يحدثنا عن جهال حكموا الناس جدارة ولا لياقة هارون الرشيد، أية ثقافة حازها ؟ وكذلك من قبله ومن بعده " .

ـــــــــــــــ

(3) إيران في المخلصين ص33 .

-6-

 

ولا أريد لإطالة في سرد المودة التي يكنها الخميني للسنة وخلفائهم وعلمائهم بل غاية ما أتمناه من أولئك الزعماء والشباب الإسلامي أن لا يتسرعوا في تأييد كل من ليس مسوح الإسلام وتشدق به دون النظر إلى عقيدته وخلفيته والإيدلوجية التي يسير عليها ويعمل من أجلها .

 

وإنني باستعراضي موقف الخميني من أهل السنة، لا حبا في النيل منه أو من علماء الشيعة . بل لإيضاح حقيقة الرجل وموقفه منا على ضوء مؤلفاته المنشودة والمرضي عنها والموثوقة لدى أتباعه ومحبيه ومريديه .

 

فالنقد العلمي الموضوعي المبني على الحقائق لا العواطف الكل ينادي به ولكن قليل من يطبق هذا المنهج .

 

وأما منهجي في هذه الرسالة البسيطة فإنني اعتمدت على مؤلفات الخميني مع إيراد موقف الفكر الشيعي نفسه من القضية التي أتناولها لنرى هل الخميني يعتقد نفس الاعتقاد أم وخلاف ذلك ولا أحمل الخميني ما لا يعتقده ولا بما لا يقره ولا سوف أكلف نفسي التأويل في كلماته فكلمات الخميني

 

-7-

 

واضحة وذات مدلول واضح لا غبار عليه . وأرجو أن أكون منصفا في هذه الرسالة. وأنا أرحب بأن نقد سواء كان من إخواننا الشيعة أو من أهل السنة باختصار جميع الفئات المؤيدة للإمام الخميني 

 

فمناقشة الأفكار لا تعني الازدراء بها أو تشهير بمعتنقيها فمناقشتي للخميني لا تعني تشهيرا به أو بالفكر الشيعي . ولا أظن أن مناقشة الأفكار محظور يعاقب عليه .

 

ولا نستطيع الحكم على أن فكر أو مذهب بالصحة أو البطلان دون القراءة من المصادر المعتمدة والموثوقة لدى أربابها وبمقياس الإسلام نفسه فما وافق الكتاب والسنة فهو حق وأما خلاف ذلك فهو باطل . ولا أظن أن مسلما يعارضني في هذه القاعدة .

 

وربما يتهمني البعض بإثارة الطائفية بين السنة والشيعة بنشر هذه الرسالة فأقول لهم: إنني لست من دعاة الطائفية أو من مؤيديها إذا كانت تعني زرع الأحقاد والأضغان بين أهل السنة والشيعة وإذا كانت الطائفية تعني عندكم مناقشة الإنكار

 

-8-

 

المنحرفة وبيان زينها بموضوعية وخالية من التشهير والقذف فإنني أول الدعاة لها والمؤيدين لها .

 

فإثارة الطائفية شئ وإظهار الحقائق شئ آخر .. وأرجو أن لا يلتبس هذا الأمر على الدعاة إلى الله . وفقنا الله وإياهم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

وكل ما أرجوه من أخي القارئ أن يدعوا لي يحسن الخاتمة وأن يرزقني الله الشهادة في سيبله إنه نعم المولى ونعم النصير .

 

القاهرة في 18/1/1983 .

 

محمد مال الله

 

-9-

 

 

 

 

 

دين السنة ناقص لم يكتمل

 

من اعتقاد الشيعة أن دين أهل السنة ناقص لم يكتمل إلا إذا اعتنقوا مذهب أهل البيت روضوا الله عليم حيث أنه المكتمل وحده . ولأن الأئمة وحدهم هم الذين استوعبوا جميع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهموا كتاب الله تعالى لأن له ظاهرا وباطنا ويستدلون بقول الله تعالى،  ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) ومن يطلع على تفاسير الشيعة الاثنى عشرة يجد تفسير(( الراسخون في العلم )) هم الأئمة المعصومون أولهم حقيقة وآخرهم خرافة. هذا هو اعتقاد الشيعة الاثنى عشرة في دين أهل السنة . فيا ترى هل الخميني يوافقهم على هذا الاعتقاد أم أنه خلاف ذلك فإننا لا نحمل الخميني مالا يعتقده ولا هو مما ليس مذكور في كتبه ؟ نعم الخميني يعتقد هذا الاعتقاد فقد ذكر في رسالته " التعادل والترجيح" ص 26 وهي مطبوعة ضمن الجزء الثاني من رسالته طبع المطبعة العلمية بقم ربيع الأول 1385 هـ مع تذييلات لمجتبى الطهراني .

 

-11-

 

" والذي يمكن أن يقال: أن على اختلاف الأحكام بين العامة(4)  والخاصة(5)  واختفائها عن العامة وتأخير المخصصات كثير منها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن بلغ جميع الأحكام الكلية على الأمة لكن لما لم يكن دواعي للحفظ في صدر الشريعة وأول بدء الإسلام قوية " .

الخميني يرى أن السبب الأول في نقصان دين أهل السنة: أن الصحابة عدا عليا لم يكونوا على استعداد لحفظ الأحكام الإسلامية لأنهم ما صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أجل الدنيا لا من أجل الدين ونشره وهاذ ما تقوله الشيعة(6)  ولأن نفوسهم متعلقة بالدنيا فلا يكلفون أنفسهم العناء بحفظ وفهم الشريعة وإلا فما معنى قوله: " لم يكن دواعي الحفظ قوية " .

ـــــــــــــــــ

(4) أهل السنة .

(4) الشيعة .

(6) انظر فضل " الشيعة والصحابة " من كتابنا حقيقة الشيعة والتشيع، وكتابنا " عقيدة الشيعة في الصحابة " .

 

-12-

 

والسبب الثاني عند الخميني: أن الأحكام جميعها لم تضبط(7)  إلا من قبل الإمام علي رضي الله عنه وبطانة رسول الله صلى عليه وسلم، ومن هم بطانته ؟ غير أصحابه بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم هذا في نظر أهل السنة وأما عند الشيعة فهم النفر الذين لم يرتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فيهم سلمان والمقداد رضي الله عنهما . فيقول الخميني ص 26 من رسالته : " لم تضبط جميعها بخصوصيات إلا من هو بطانته وأهل بيته ولم يكن في الأمة من هو أشد اهتماما وأقوى ضبطا جميع الأحكام وتمام خصوصيات الكتاب الإلهي تفسيرها وتأويلها وما كنت دخيلة في فهم آيات الكتاب وضوابط السنن النبوية " .

 

والسبب الثالث عند الخميني وهو أخطرها هو اختلاف القرآن الموجود بين أيدي أهل السنة وهو المصحف المتداول

ـــــــــــــــ

(7) خالية من التحريف والحذف فإن الشيعة تعتقد أن الصحابة حذفوا من القرآن الكريم فضائحهم ، انظر كتابنا " الشيعة والقرآن "

 

-13-

 

بيننا في العصر الحاضر وبين مصحف علي رضي الله عنه الذي جمعه وأراد تبليغه إلى الناس فيقول ص 16 .

 

" ولعل القرآن الذي جمع وأراد تبليغه على الناس بعد  رسول الله هو القرآن الكريم مع جميع الخصوصيات الدخيلة في فهمه المضبوطة عنده بتعليم رسول الله " .

 

إن الخميني لا يجرؤ أن يبين لنا ما هو القرآن الذي جمعه علي رضي الله عنه وهل هو المصحف ان الموجود بيننا أم أن هناك قرآنا آخر ، ولكن قوله " ولعل القرآن الذي جمعه وأراد تبليغه على الناس " إشارة واضحة ويقينية عند الخميني إلى ما رواه الطوسي في كتاب الاحتجاج (8)  في جملة احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام مع جماعة من المهاجرين والأنصار أن طلحة قال له عليه السلام في حملة مسائله عنه: يا أبا الحسن شئ أريده أن أسألك عنه . رأيتك خرجت بثوب مختوم  فقلت : أيها الناس لم أزل مشتغلا

ــــــــــــــ

(8) نقلا عن تفسير الصافي للفيض الكاشاني 1/15 طبع طهران 1374هـ ، وانظر كتابنا " الشيعة والقرآن "

 

-14-

 

برسول الله صلى الله وآله وسلم بغسله وكفنه ودفنه ثم اشتغلت بكتاب الله حتى جمعته. فهذا كتاب الله عندي مجموعا. لم يسقط عني حرف واحد . ولم أرد ذلك الذي كتبت وألفت . قد رأيت عمر بعث إليك: أن أبعث به إليّ . فأبيت أن تفعل . فدعا عمر الناس فإذا شهد رجلان على آية كتبها وإن لم يشهد عليها غير رجل واحد أرجاها فلم يكتب . فقال عمر: وأنا اسمع: أنه قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرون قرآنا لا يقراه غيرهم فقد ذهب وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها. والكتاب يومئذ عثمان.. وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون: أن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة وأن النور نيف ومائة آية . فما هذا ؟ وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج كتاب الله إلى الناس وقد عهد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع له الكتاب وحمل الناس على قراءة واحدة فمزق مصحف أبي بن كعب وابن مسعود(9)

ـــــــــــــــــــــــ

(9) انظر كتابنا " مفتريات الشيعة على عثمان " من سلسلة مفتريات الشيعة على الصحابة والرد عليها "

-15-

 

وأحرقها بالنار. فقاله علي: يا طلحة إن كل آية أنزلها الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم وكل حلال وحرام أو حدّ أو حكم أو شئ تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة مكتوب بإملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وخط يدي حتى أرش الخدش . قال طلحة: كل شئ من صغير أو كبير أو خاص أو عام كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو عندك مكتوب ؟ قال: نعم وسوى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرّ إليّ في مرضه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب ولو أن الأمة منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم. وساق الحديث إلى أن قال: نعم طلحة: لا أريك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر القرآن ألا تظهره للناس ؟ قال: يا طلحة عمدا كففت عن جوابك. فخبرني عما كتب عمر وعثمان أقرآن لكه أم فيه ليس بقرآن ؟ قال طلحة: بل قرآن كله . قال أن أخذتم بما فيه(10)  نجوتم من النار ودخلتم الجنة. قال فيه  حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا . قال طلحة: حسبي أما إذا كان قرآن فحسبي . ثم قال طلحة :

ـــــــــــــــ

(10) أي القرآن الذي جمعه الإمام علي رضي الله عنه .

 

-16-

 

فأخبرني عما في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ومن صاحبه بعدك ؟ قال عليه السلام: الذي أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أدفعه إلي وصيي وأولى الناس من بعدي بالناس ابني الحسن ثم يدفعه إلى ابني الحسين ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حوضه من القرآن لا يفارقونه  والقرآن لا يفارقهم  ألا أن معاوية وابنه سيليانها بعد عثمان ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحدا بعد واحد تكمله اثنى عشر إمام ضلالة وهو الذي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على منبره يردون الأمة على أدبارهم القهقري منهم من بني أمية ورجلان(11)  أسسا ذلك(12)  لهم وعليهما مثل جميع أوزار هذه الأمة إلى يوم القيامة .

 

وأيضا ما ذكره الكاشاني في تفسيره 1/27: في رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفى رسول الله

ــــــــــــــــ

(11) يقصد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .

(12) اغتصاب الخلافة والإمامة من الأئمة المعصومين

-17-

صلى الله عليه وآله وسلم جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم (13) فوثب عمر قال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه . فأخذه علي عليه السلام فانصرف. ثم احضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن فقال له عمر: إن عليا-عليه السلام- جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار (14) . فأجابه زيد إلى ذلك . ثم قال: إذا فرغت من  القرآن على ما سألتم واظهر على القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل زعمتم ؟ فقال عمر: فما الحيلة ؟ قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة . فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه . فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك .

ـــــــــــــــ

(13) أي المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم .

(14) معنى هذا أن عند زيد رضي الله عنه نسخة من قرآن علي الذي جمعه، والشيعة تدعي أن علي وحده هو الذي عنده القرآن الصحيح . فما هو تفسير الخميني  فإن عقلي لا يتسع لمثل هذه التناقضات .

 

-18-

 

ولما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم . فقال: يا أبا الحسن أن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع هلي. فال علي عليه السلام هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم وتقولوا بوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به . أن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي . فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم ؟ فقال علي عليه السلام: نعم إذا قائم القائم من ولدي (15) يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به(16) .

 

فهذا القرآن الذي يقصده الخميني ولكن لا يجرؤ على الإفصاح به لكيلا يتهم أنه من الذين يرون تحريف القرآن .

ــــــــــــــــ

(15) ولا أظن يقوم لأنه لا يخلق .

(16) سؤال أوجهه إلى فضيلة الإمام الخميني وإلى كل الشيعة في العالم: هل القائم الخرافة خير من الأئمة المعصومين الباقين لينال هذا الشرف العظيم .

 

-19-

ويمضي الخميني من سرد علل الاختلافات بين العامة والخاصة أو بمعنى أدق بين السنة الشيعة ويكرر أن سبب استشار علي رضي الله عنه بالعلم كله من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر القوم اهتماما بذلك فيقول ص26-27

 

" وبالجملة أن رسول الله وإن بلغ الأحكام حتى أرش الخدش لكن لم يفت منه شئ من الأحكام وضبط جميعها كتابا وسنة هو أمير المؤمنين عليه السلام في حين فات من القوم الكثير منها لقلة اهتمامهم بذلك ويدل على ما ذكر من الروايات " . فالخميني يؤكد للمرة الثانية بأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يهتموا بالأحكام وذلك راجع إلى الأساس الذي قام عليه من الصحبة إلا وهو حب الدنيا وعدم الاهتمام بالدين ".

 

والسبب الرابع عند الخميني أن الأئمة يمتازون على سائر البشر في فهم الكتاب والسنة وأنهم كذلك مشرعون إذ كلام المعصوم بمنزلة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وأن للأئمة مقامـا لا يقربـه ملك مقـرب ولا نبي

 

-20-

 

مرسل وأن لهم حالات مع الله لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل (17) .

 

فيقول ص 27:" ومنها أن الأئمة عليهم السلام لامتيازهم الذاتي (18) من سائر الناس في فهم الكتاب والسنة بعد امتيازهم منهم في سائر الكمالات (19)  فهموا جميع التفريعات المتفرعة على الأصول الكلية التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونزل بها الكتاب الإلهي ففتح لهم من كل باب فتحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأئمة ألف باب حين كون غيرهم قاصرين (20) فعلم الكتاب والسنة وما يتفرع عليهما من شعب العلم ونكت التنزيل موروث لهم خلفا

ــــــــــــــــ

(17) انظر الحكومة الإسلامية للخميني ص52

(18) وبذلك أن الأئمة مخلوقون من طينة غير طينة البشر وكذلك شيعتهم انظر فصل" شعب الله المختار" من كتابنا " حقيقة الشيعة والتشيع "

(19) راجع كتابنا " عقيدة الشيعة في الأئمة "

(20) يقصد الصحابة وعلماء السنة جميعهم .

 

-21-

 

عن سلف وغيرهم محرومون (21) بحسب نقصانهم عن هذا العلم الكثير النافع فيقولون على اجتهادهم الناقص من غير ضبط الكتاب والسنة تأويلا وتنزيلا ومن غير الرجوع إلى من رزقه أن الله علمهما وخصه به فترى آية واحدة كآية الوضوء كيف اختلافهم مع غيرهم وقص على ذلك، وهذا باب واسع يرد إليه نوع الاختلافات الواقعة في الأمة ولقد أشار إلى ما ذكرنا كثير من الروايات في الأبواب المختلفة. فالصواب التي في لسانهم عليهم السلام يمكن صدورها كثير منها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منفصلا عن العمومات والمطلقات لم يضبطها على ما هي إلا خازن علمه أمير المؤمنين وأودعها إلى الأئمة عليهم السلام وإنما أخرّ البيان في زمنين الصادقين عليهما السلام لابتلاء سائر الأئمة المتقدمين عليهما ببليات كثير سد عليهم لأجلها بين الأحكام كما يشهد به التاريخ (22) فلما بلغ زمانهما اتسـع

ــــــــــــــــ

(21) أهل السنة وعلمائهم .

(22) يقصد الخميني أن المصائب والمحن التي أصابت الأئمة السابقين حالت دون تبليغ الناس كافة الأحكام التي  نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى افتراض أن ذلك صحيح فهل هذا  =

 

-22-

في برهة من الزمان فاجتمع العلماء والمحدثون عيهما فانتشرت الأحكام وانبثت البركان ولو اتسع المجال غيرهما ما اتسع لهما لصارت الأحكام منتشره قبلهما " ا . هـ .

 

وإنني استأذن سماحته من أن أقول أنه : يا صاحب السماحة ويا آية الله العظمى كل ما ذكرته فيه نظر والذي فاتك أن لكم إلها غير إلهنا ورسولا غير رسولنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا القول ليس الذي أنا قائله ولكن قائله نعمة الله الجزائري (23) حيث قال: " إنا لم نجتمع معهم

ـــــــــــــــــ

= لإخفاء الأحكام عن خلق وكيف لا يتأسوا برسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقى عليه السلام من المحن والمصائب ما يفوق مصائب ومحن الأئمة فما فترة عن تبليغ الخلق أحكام ربهم عز وجل لا أن يكتموا العلم ويدعوه الجهل يتفشى بين الناس .. والذي استطع أن أجزم به أن ما يتشدق به الشيعة بأن الخلفاء المسلمين اضطهدوا الأئمة على حد زعمهم غير صحيح وكيف يقف الخلفاء في وجه من يريد أن يعلم الرعية أحكام دينهم فما بالك إذا كانوا من أهل البيت النبي (ص) .

(23) في كتابه الأنوار النعمانية 1/287-289 طبع تبريز 1382هـ بتحقيق محمد علي القاضي الطباطبائي .

 

-23-

على إله ولا على نبي ولا على إمام. وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي . أن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا " .

 

فما قول الإمام دام ظله في قول الجزائري وقد وثقه كثير من علماء الشيعة منهم الحر العاملي في كتابه " أمل الآمل" ومحمد باقر الخوانساري في كتابه " روضات الجنات " والقمي في كتابه " الكنى والألقاب " وكتابيه " الفوائد الرضوية " و"سفينة البحار " والمدرس التبريزي في كتابه " ريحانة الأدب"  وغير ذلك من العلماء الذين وثقوه ولا أظن الخميني يطعن في شهادتهم بتعديلهم الجزائري . فالاختلاف دام ظلم اختلاف الإله والرسول فقط لا غير .

 

-24-

 

 

 

 

 

مخالفة أهل السنة واجبة عند الشيعة

 

من الأمور المسلّم بها عند الشيعة مخالفة أهل السنة من كل شئ حتى في الأخبار حتى أن مقياس صحة الخبر عندهم هو مخالفة خبرهم لخبر أهل السنة وربما يتعجب أخي القارئ مما أذكـره كيف هذا ؟  وما العلة في هذا المخالفة ؟ فالجواب نجده عند الخميني ص 82 من رسالته " التعادل والترجيح " فيقول :

 

ومنها بإسناده عن أبي إسحاق الارجاني رفعه قال: قال أبو عبد الله : أتدري لم أمرتهم بخلاف ما تقول العامة ؟ فقلت: لا أدري . فقال: إن عليا لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره أراده لإبطال أميره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء  لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلتبسوا على الناس .

 

فالسبب من مخالفة أهل السنة عند الخميني وغيره من الشيعة أن الصحابة رضوان الله عليهم  كانوا يسألون  الأمام

 

-25-

 

علي رضي الله عنه عن مسائل فإذا عرفوها وضعوا ما يقابلها وينقضها فمن أجل ذلك الشيعة دائما تخالف أهل السنة في كل شئ وذلك انتقاما لعلي رضي الله عنه .

 

 

والخميني لا يقول بمخالفة أهل السنة سدى بل استند إلى وجوب المخالفة بأدلة من مذهبه فتجده ص 80-81 فيقول:

 

البحث الثاني في حال الأخبار الواردة في مخالفة العامة هي أيضا طائفتان :

 

أحديهما: ما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين. وثانيتهما ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقا .

 

فمن الأولى :

 

مصححة عبد الرحمن بن أبي عبد الله وفيهما: فإن لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوها على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه .

 

-26-

 

 

وعن رسالة القطب أيضا بسند فيه إرسال عن الحسن ابن الري قال: قال أبو عبد الله عليه السلام :

 

إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم.

 

وعنها بإسناده عن الحسن بن الجهم قال: قلت للعبد الصالح (24) هل يسعنا  فيما ورد علينا  منكم إلا التسليم

ـــــــــــــــــ

(24) هو أحد الأئمة المعصومين ويعبر عنه بعدة تسميات وذلك من متطلبات التقية وقال الملا محسن بالملّقب بالفيض في كتابه " المستطاب الوافي" 10/7 طبع 1313هـ : قد يعبر عن المعصوم عليه السلام بالعالم والفقيه  والشيخ وعبد الصالح والرجل والماضي وغير ذلك للتقية وشدة الزمان المانعة بالتصريح بالاسم أو الكناية ويعرف ذلك بقرينة الراوي وأكثر ما يكون ذلك في أبي الحسن موسى ابن جعفر عليهما السلام وقد يعبر عن الإمام باسم مشترك كمحمد بن علي أو كنية مشتركة كأبي جعفر وأبي الحسن ويعرف ذلك أيضا بقرينة الراوي وطبقته وكلما قيل أو الحسن الأول والماضي فالمراد به الكاظم عليه السلام أو الثاني فالرضا عليه السلام أو الثالث أو الأخير فالهادي عليه السلام وإذا قيل أبو جعفر الأول فالباقر عليه السلام أو الثاني فالجواد وأبو عبد الله فالصادق عليهم السلام .

انظر كتابنا " الشيعة والحديث ".

 

-27-

لكم ؟ فقال: لا والله لا يسعكم إلا التسليم لنا، فقلت: فيروي عن أبي عبد الله عليه السلام شئ ويروي عنه خلافه فأيهما نأخذ ؟ فقال: خذ بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتنبه .

 

ويسنده عن محمد بن عبد الله قال: قلت الرضا عليه السلام: كيف نصنع بالخبرين المختلفين ؟ قال: إذا ورد عليكم خبران مختلفان فانظروا إلى ما يخالف العامة فخذوه وانظروا إلى ما يوافق أخبارهم فدعوه .

 

ومنها ما عن الطبرسي عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: يرد علينا حديثان واحد يأمرنا حنى نلقى صاحبك فتسأله . قلت: : لا بد أن نعمل بواحد منهما . قال: خذ بما فيه خلاف العامة .

 

ومنها ذيل المقبولة المتقدمة : إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة فوجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا . بأي خبرين يؤخذ ؟ قال: ما خالف العامة ففيه الرشاد .

 

-28-

 

 

وعلق الخميني على الروايات السابقة فقال ص82 من رسالته " التعادل والترجيح " :

 

 " ولا يخفى وضوح الدلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها بل صحة بعضها على الظاهر واشتهار مضمونها بين الأصحاب بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه والسنة الفقهاء " .

 

فباختصار مخالفة أهل السنة واجبة في كل شئ . لو هذا الكلام صادر من جاهل لعذرناه أما أن يصدر من رجل بارز مثل الخميني دائم التصريح بوجوب لم الشمل بين السنة والشيعة (25) .

ـــــــــــــــــ

(25) انظر كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة  "

 

-29-

 

 

 

ولا أجب أن رجلا مثل الخميني يجهل خطورة هذا الكلام . ولا أظنه يجهل أن هناك معاييرا وشروطا لقبول الحديث أو رفضه (26) .

 

الذي ذكرناه ما يخص المرويات فإما الفتيا فحدث ولا حرج فهذا الخميني يقول ص 82 من رسالته السابقة: ومن الطائفة الثانية ما عن العيون بإسناده عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا عليه السلام: بحديث الأمر لا أجد بدا من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه أحدا استفتيه  من مواليك قال: ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك فإذا أفتاك بشئ فخذ بخلافه فإن الحق فيه .

 

وعلق الخميني على الرواية فقال: موردها صورة الاضطرار وعدم طريق إلى الواقع فأرشده إلى طريق يرجع إليه لدى سد الطريق .

 

فالخميني يرى أن الشيعي إذا عاش في بلد سني وأراد أن يعرف حكـم مسألة ما فما عليه إلا أن يسأل عالما سنـيا

ـــــــــــــــــ

(26) انظر كتابنا " الشيعة والحديث "

 

-30-

 

ويأخذ بخلاف ما قال. على هذه الطريقة سليمة لمعرفة أحكام الدين؟ يا صاحب السماحة لم هذه التحامل والحقد تجاه أهل السنة . واسمح لي أن أقول لك أن هذا الكلام قد تترجم على أيدي سماحتكم فور تسلم الحكم في إيران . وإقليم عربستان خير شاهد على صدق كلامنا بعد أن قام البطل الصنديد الأميرال أحمد مدني بتقتيل أهالي الإقليم مجرد المطالبة بالحكم الذاتي في حين قوميات أخرى نادت بنفس المطلب دون أن ينالها ما نال أهالي إقليم عربستان. وأن الاستفزازات تجاه دول الخليج العربي وضرب صحراء العبدلي بالكويت الشقيق وبضرورة استرجاع دولة البحرين وجعلها تحت النفوذ الإيراني وعدم إعادة الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة كل ذلك ما هو إلا ترجمة عملية للمردة التي يكنها النظام القائم في إيران لأشقائه أهل السنة في الدول المجاورة وما حرب إيران ضد عراق الشقيق ببعيد عن ذلك المخطط الرهيب الذي من أول وأهم أهدافه تمكين الأخطبوط الشيعي من الاستيلاء على تلك المناطق وتحويـل أهلهـا إلى شيعـة . ولقد أوجزت إحدى الصحف العربية ذلك الأعمال

-31-

 

التي يقوم بها النظام الإيراني بأنها " دغدغة العقد الشخصية عند بعض القادة الإيرانيين"(27) .

 

ـــــــــــــ

(27) علقت إحدى الصحف العربية في افتتاحيتها حول أعمال العنف التي قام بها النظام الإيراني في إقليم عربستان فقالت: عندما قامت الثورة الإيرانية كان طبيعيا أن تنهض كل الشعوب الإيرانية التي اضطهدت في عهد الشاه . مطالبة بحريتها وحقوقها . وما طالب به العرب في عربستان لم يرد على أن يكون مجرد حقوق ثقافية وإدارية وكان كثير مما طالبت به القوميات الأخرى . وكانت أساليبهم في التعبير أساليبها سلمية في حين رفع الآخرون السلام وأعلنوا العصيان . ولكن الغريب أن السلطات الإيرانية جابهت مطالب العرب البسيطة والمشروعة وأساليبهم السلمية العنف وحمام الدم والتعصب العرقي والانفعال فقتلت وجرحت المئات وأنكرت عليهم أن حق من الحقوق التي طالبوا بها . بل زورت حتى أنسابهم .

 

ومن الغريب حقا أن ترتكب مثل هذه الجازر الوحشية . أن تسود هذه العرقية في التعامل مع العرب دون أن يرتفع أي صوت من جانب الحامين من رجال الدين ضد السلطات المحلية في عربستان . وكان الأمر طبيعي ومطلوب . وقد قام هذا في ظل " ثورة " تقول صباح مساء بأنها قامت من أجل العدل وإحقاق الحق والمساواة بين المسلمين . ا هـ . وماذا ينتظر من سدنة الطغمة الحاكمة في إيران أكثر من هذا . وأن إقليم عربستان حظى يجزاء سنمار فاللهم إليك المشتكى .

 

-32-

 

والخميني يرى أنه إذا صدرت من المعصوم فتوى توافق فتوى أهل السنة ففتياه تقية لأن الخميني يعلم تمام العلم بأن السنة والشيعة يسيران في خطين متوازنين لا يمكن للقاء بينهما إلا إذا انسلخ الطرق الآخر من عقيدته واعتنق عقيدة الآخر فيقول ص 82 من رسالته السابقة ومنها عن الشيخ بإسناده عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله قال: ما سمعته مني بشبه قول الناس فيه التقية، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه " .

 

وعلق الخميني على الرواية فقال: لا يبعد أن يكون المراد من الشباهة قول الناس هي الشباهة في آرائهم وأهوائهم كالقول بالجبر والقياس والفتاوى الباطلة المعروفة منهم كالقول بالعول والتعصيب .

 

وعند الخميني لا يتم إيمان الشيعي إلا إذا خالف أهل السنة ومن لم يكن كذلك فهو ناقص الإيمان فيقول ص 82 من رسالته السابقة "

 

"وأما قوله في رواية " شيعتنا المسلمون لأمرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا فمن لم يكن كذلك فليس منا "

 

-33-

وقوله في رواية أخرى " ما أنتم والله على شئ مما هم فيه ولا هم على شئ مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم الحنفية على شئ " فالظاهر منهما المخالفة في عقائدهم وفي أمر الإمامة وما يرتبط بها .

 

فالخميني يرى أننا على دين غير الإسلام وبالتالي كل إنسان ليس على دين الإسلام فهو كافر ولا يستطيع أن يعلن الخميني صراحة بكفر أهل السنة ولكن يأتي بأساليب وكلمات ملتوية تفي بالغرض الذي ينطق به . ولماذا إصرار الخميني على مخالفة أهل السنة في عقائدهم وفي أمر الإمامة بالذات ؟ مع أنه يصرح دائما بأن لا وجود لاختلافات عقائدية بين السنة والشيعة .

 

والادهى من ذلك أن يرى الخميني أن إقبال أهل السنة على أي شئ سواء كان عبادة أو غير ذلك إنما إقبالهم على باطل فيقول ص 83 :

 

" أما قوله في صحيحة إسماعيل بن بزيع " إذا رأيت الناي  يقبلون على شئ فاجتنبه " يدل على أن إقبالهم على

 

-34-

 

شئ وإصرارهم به يدل على بطلانه . وعلى أي حال لا إشكال في أن مخالفة العامة من مرجحات باب التعارض .

 

إن تمسك أهل السنة بكتاب الله تعالى وتلاوته والعمل بما فيه باطل عند الخميني أن الإقرار محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته باطل عند الخميني فما أبقى الخميني لأهل السنة فما بقى إلا أن يقول لنا صراحة إذا كنتم ترغبون في النجاة يوم القيامة والدخول في جنة الله تعالى فما عليكم إلا أن تنبذوا دينكم الذي أنتم عليه وتعتنقوا مذهب التشيع . وهذا هو الثمن من وراء التقريب بين السنة والشيعة . وإني لأسف أن يكون الخميني بهذه العقلية المغلقة المتزمتة ولكن الدارس لعقيدة الخميني لا يتعجب أن يصدر منه هذا الكلام فكل أناء بالذي فيه ينضح .

 

ثم يأتي الخميني إلى خلاصة جميع ما ذكره فيقول ص 83 :

فتحصل من جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا أن المرجع المنصوص ينحصر في أمرين :

 

موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة :

 

-35-

 

ويقول ص 91 من رسالته:

 

" قد اتضح أن المرجع المنصوص منحصر في موافقة الكتاب ومخالفة العامة فكل واحد مهما يمكن أن يكون ثبوتا مرجحا لأجل الصدور أو لجهته ويمكن أن يكون كل لجهته "

 

لم يبن لنا الإمام ما هو الكتاب ولا أظنه يجرؤ بأن يقول هو القرآن الذي جمعه على رضي الله عنه هو المقصود وأما القرآن الموجود بأيدي السنة فليس بقرآن صحيح بل هو ناقص وما هي السنة . هل هي أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة أم أكاذيب زرارة وغيره من رواة الشيعة ثم الخميني يرى أن مخالفة أهل السنة بمنزلة القرآن والسنة وهل يريد دعاة التقريب بين المذاهب أكثر من هذا التصريح أم يا ترى القمي مازال لديه الوقت لخداع أهل السنة .

 

فيا أعضاء  جمعية التقريب من أهل السنة احذروا الألاعيب وأفيقوا من غفلتكم .

 

-36-

 

 

 

الخميني ونكاح أهل السنة

 

لا يجوز للشيعي أن يتزوج من سنية أو يزوج سنيا ولست ألقي الكلام على عواهنه وكتب الشيعة طافحة بهذا .

 

ففي صحيحة عبد الله بن سنان في الكافي والتهذيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الناصب وعداوته هل يزوجه المؤمن وهو قادر على رده وهو لا يعلم ؟ يرده ؟ قال: لا يتزوج المؤمن ولا يتزوج الناص مؤمنة، ولا يتزوج المستضعف مؤمنة (28) .

 

وخبر الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن لامرأتي أختار عارفا على رأينا وليس على رأينا بالبصرة إلا قليل، " أما زوجها بمن لا يرى رأيها ؟ قال: لا،

ـــــــــــــــ

(28) المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية للشيخ حسين العصفور ص 154-155 الطبعة الأولى 1979 مراجعة الدكتور حبيب عبد الكريم المرتضى منشورات دار المشرق العربي لتحقيق طبع ونشر التراث الإسلام بالبحرين. وعندما انتبه هل السنة بالبحرين لهذا الكتاب أخفاه الشيعة واصبح نادرا إن شاء الله تعالى أن أحصل على نسخة منه بواسطة أحد الاخوة .

-37-

ولا نعمة أن الله عز وجل " قلا ترجعن إلى الكفار لا هن حل لهن ، ولا هم يحلون لهن " (29) .

 

وموثقة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام : النكاح الناص، فقال: لا والله لا يحل ، قال فضيل ثم سألته مرة أخرى وقلت: جعلت فداك ما تقول في نكاحهم ؟ قال: والمرأة عارفة؟ قلت عارفة. قال: إن العارفة ألا توضع إلا عند عارف (30) .

 

وصحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية؟ فقال: نكاحهما أحب إليّ من نكاح الناصبية(31)

 

وخبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتزوج اليهودية أفضل أو قال: خير من أتزوج الناصبية(32)

ـــــــــــــــــ

(29) المصدر السابق ص 155 .

(30) المصدر السابق ص 155 .

(31) المصدر السابق ص155.

(32) المصدر السابق ص 155 .

 

-38-

 

وصحيحة الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه أتاه قوم من أهل خراسان من رواء النهر فقال له: تصافحون أهل بلادكم التناكحونهم ؟ أما إنكم إذا صافحتموهم انقطعت عروة من عرى الإسلام وإذا ناكحتموهم انهتك الحجاب بينكم وبين الله عز وجل(33) .

 

وخبر سليمان الحمار عن أبي عبد لله عليه السلام قال: لا ينبغي للرجل منكم أن يتزوج الناصبية ولا يزوج ابنته ناصبيا ولا يطرحها عنده (34) .

 

والادهي من ذلك ان الشيعة تزعم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه بالإكراه وذلك عندما هدد العباس رضي الله عنه إن لم يزوجه بأم كلثوم يقتل علي رضي الله عنه وأن عليا رضي الله عنه زوجه على سبيل التقية فقد ذكر نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية 1/80 ذلك فقال: إنما الإشكال في تزويج علي عليه السلام أم كلثوم لعمر بن الخطاب

ــــــــــــــ

(33) المصدر السابق ص 155 .

(34) المصدر السابق ص 155 .

-39-

 

وقت تخلفه لأنه قد ظهرت منه المناكير وارتد عن الدين ارتدادا أعظم من كل من ارتد، حتى أنه وردت في روايات الخاصة (35) أن الشيطان يغل بسبعين غلا من حديد جهنم ويساق إلى المحضر فينتظر ويرى رجلا أماه تقوده ملائكة العذاب وفي عنقه مائة وعشرون غلا من أغلال جهنم فيدنو الشيطان إليه ويقول: ما فعل الشقي حتى زاد عليّ في العذاب وأنا أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك ؟ فيقول للشيطان ما فعلت شيئا سوى إنني  غصبت خلافة علي بن أبي طالب. والظاهر أنه قد استقل سبب شقاوته ومزيد عذابه ولم يعلم أن كل ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والنفاق واستيلاء أهل الجور والظلم إنما هو من فعلته هذه (36) .

 

 وسيأتي لهذا المزيد بتحقيق إن شاء الله تعالى .

ــــــــــــــ

(35) أي في روايات الشيعة فإنهم هم الخاصة وأما أهل السنة فإنهم يعرفون عند الشيعة بـ " العوام " .

(36) لم تكتف الشيعة بوضع تلك الروايات بل تعدي ذلك إلى أن يحتفلوا بمقتل الفاروق رضوان الله عليه فقد ذكر الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية 1/108 ذلك الاحتفال المهيب فقال : تحت عنوان نور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب رويناه من =

-40-

 

ــــــــــــــ

= كتاب الشيخ الإمام العالي أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ( هذا الشيخ ليس ابن جرير الطبري من أهل السنة صاحب التفسير والتاريخ وإنما هو محمد بن جرير بن رستم الشيعي إنما لم يبين المؤلف الفرق بينه وبين ابن جرير السني تدليسا على العوام فيوهمهم بأنه هو . وللروافض خبث في هذا الميدان لم يسبقهم إليه أحد وللمزيد انظر كتابنا " الشيعة والحديث " قال: المقتل الثاني يوم التاسع من شهر ربيع الأول: أخبرنا الأمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن أردشير البتساني قال: أخبرنا السيد أبو البركات بن محمد الجرجاني قال: أخبرنا هبة الله القمي واسمه يحيى قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن محمد البغدادي . قال: حدثنا الفقيه الحسن ابن الحسن السامري أنه قال: كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريج البغدادي فقصدنا أحمد بن إسحاق القمي وهو صاحب الإمام الحسن العسكري عليه السلام بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت إلينا من داره صبية عراقية فسألناها عنه فقالت: هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد. قلنا : سبحان الله الأعياد عندما أربعة: عيد الفطر وعيد النحر والغدير والجمعة . قالت: روى سيدي أحمد بن إسحاق عن سيده العسكري عن أبيه علي بن محمد عليهم السلام إن هذا يوم عيد وهو من خيار الأعياد عند أهل البيت وعنده مواليهم . قلنا: فاستأذني بالدخول عليه وعرفيه بمكاننا. قال: فخرج علينا وهو متزر بمئزر له متشح بكسائه يمسح  وجهه فأنكرنا عليه ذلك . فقال: لا عليكم  إنني كنت اغتسل =

-41-

 

 

ـــــــــــ

= للعيد فإن هذا اليوم هو التاسع من شهر ربيع الأول يوم العيد. فأدخلنا داره وأجلسنا على سرير له ثم قال لنا: إن قصدت مولاي أبا الحسين العسكري عليه السلام مع من إخواني في مصل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من ربيع الأول فرأينا سيدنا عليه السلام قد أمر جميع خدمه أن يلبس ما يمكنه من الثياب الجدد وكان بين يديه محمرة يحرق فيها العود . قلنا: يا ابن رسول الله هل تجد في هذا اليوم لأهل البيت فرحا ؟ فقال: وأي يوم أعظم حرمة من هذا اليوم عند أهل البيت وأفرح ؟ وقد حدثني ابن عليه السلام أن حذيفة دخل في مثل هذا اليوم هو اليوم التاسع من شهر بيع الأول على رسول الله (ص) . قال حذيفة فرأيت أمير المؤمنين (ع) مع ولديه الحسن والحسين(ع) مع رسول الله(ص) يأكلون والرسول (ص) يبتسم في وجوههما ويقول: كلا هنيئا مريئا لكما ببركة هذا اليوم وسعادته فإنه اليوم الذي يقبض الله فيه عدوه وعدو جدكما ويستجيب دعاء أمكما. فإنه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جدكما وناصر عدوكما . كلا فإنه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وهامانهم وظالمهم. وغاصب حقهم . كلا فإنه اليوم الذي يفرج الله فيه قلبكما وقلت أمكما. قال حذيفة: قلت: يا رسول الله في أمتك وأصحابك من يهتك هذا الحرم ؟ قال رسول الله (ص) جبت من المنافقين يظلم أهل بيت ويستعمل في أمتي الربا ويدعوهم إلى نفسه ويتطاول على الأمة من بعدي  ويستجلب أموال الله  من غير حله  وينقلها  في غير طاعته =

-42-

 

 

ــــــــــــــــ

= ويحمل على كتفه درة الخزى ويضل الناس عن سبيل الله ويحرف كتابة ويغير سنتي ويغصب أرث ولدي وينصب نفسه علما ويكذبني ويكذب أخي ووزيري ووصي وزوج ابنتي ويتغلب على ابنتي ويمنعها حلها وتدعو فيستجاب لها بالدعاء في مثل هذا اليوم ؟ قال حذيفة: قلت: يا رسول الله ادع الله ليهلكه في حياتك قال: ي حذيفة لا أحب أن اجترئ على الله. لما قد سبق في علمه لكني سالت الله عز وجل أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه إليه فضيلة على سائر الأيام ويكون تلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم فأوحى الله عز وجل إليّ فقال: يا محمد أنه قد سبق في علمي أن يمسك وأهل بيتك محن الدنيا ويلازمها وظلم المنافقين والمعاندين من عبادي ممن نصحتم وخانوك محضتهم وغشوك وصافيتهم  وكاشحوك وأوصلتهم وخالفوك وأوعدتهم فكذبوك فإني بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا ووصيك وولي حقك من العذاب الأليم ولا وصلته وأصحابه قعرا يشرف عليه ابليس فيلعنه ولأجعل ذلك المنافق عبرة في القيامة مع فراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر. ولأحشرنهم  وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين في جهنم ولأدخلنهم فيها أبدا الآبدين . يا محمد أنا انتقم من الذي يجترئ عليّ ويستترك كلامي ويشرك بي ويبعد الناس عن سبيلي وينصب نفسه عجلا لأمتك وكفر بي . إني قد أمرت سكان سبع سمواتي من شيعتكم ومحبيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه إلى فيه وأمرتهم أن ينصبوا كراسي كرامتي بازاء البيت المعمور ويثنوا عليّ ويستغفروا لشيعتكم  من ولد آدم . يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا =

 

-43-

فإذا أرتد  على هذا النحو من الارتداد فكيف ساغ في الشريعة مناكحة وقد حرم الله تعالى نكاح الكفر والارتداد واتفق عليه علماء الخاصة . فنقول قد تقصى أصحاب عن هذا نوجين: عامي وخاصي . أما الأول: فقد استفاض في أخبارهم عن الصادق (ع) لما سئل عن هذه المناكحة. فقال: أنه أول فرج غصبناه .

 

 

هذا أن الخلافة كانت أعز على أمير المؤمنين من الأولاد والبنات والأزواج والأموال (37) وذلك لأن بها (38) انتظام الدين

ـــــــــــــ

= القلم عن الخلق ثلاثة أيام من أجل ذلك اليوم ولا أكتب عليهم من أجل ذلك اليوم ولا أكتب عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك. يا محمد: إني قد جعلت ذلك عيدا لك ولأهل بيتك وللمؤمنين من شيعتك . وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في رفيع مكاني أن من وسّع في ذلك اليوم على أهله وأقاربه لأزيدن في ماله وعمره ولأعتقنه  من النار ولأجعلن سعيه مشكورا وذنبه مغفورا وأعماله مقبولة .ثم قام رسول الله (ص) فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني حتى رأينه بعد رسول الله (ص) قد فتح الشر وأعاد الكفر والارتداد عن الدين وحرّف القرآن " ا هـ .

 

(37) كفى بهذا الازدراء ومنقصة بحق علي رضي الله عنه .

(38) أي الخلافة .

 

-44-

وإتمام السنة ورفع الجور وإحياء الحق وموت الباطل وجميع فوائد الدنيا والآخرة ، فإذا لم يقدر على الدفع عن مثل هذا الأمر الجليل الذي ما تمكن من الدفع عنه زمن معاوية وقد بخل الأزواج وسفك فيه الدماء المهج حتى أنه قتل لأجله ستين ألفا في معركة صفين (39) وقتل من عسكره عشرون ألفا ، فإذا قبلنا مثله العذر في ترك هذا الأمر الجليل وقد كان معذورا كما سيأتي فيه عند ذكر أسباب تقاعده (ع) عن الحرب زمان الثلاثة (40) إن شاء الله تعالى . والتقية باب فتحه الله سبحانه للعباد وأمرهم بارتكابه وألزمهم به كما أوجب عليهم الصلاة والصيام حتى أنه ورد عن الأئمة الطاهرين (ع): لا دين لا من لا تقية له، فقيل عذره (ع) في مثل هذا الأمر الجزئي وذلك أنه قد روى الكليني (ره) عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: لما خطب إليه (41) قال له أمير المؤمنين(ع): إنها صبية . قال: فألح عليه العباس. فلما رأى أمير المؤمنين(ع) مشقة ـــــــــــــــ

(39) انظر كتابنا " مفتريات الشيعة على معاوية والرد عليها"

(40) أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ولعنة الله على من يبغضهم

(41) أي عمر رضي الله عنه .

 

-45-

كلام يلقي العباس فقال له: ما لي أبي بأس. قال: وما ذلك. قال: خطبت إلى ابن أخيك فردني أما والله لأعودن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولأقبض عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه. فأتاه العباس وأخبره رسالة أن يجعل الأمر إليه فجعل إليه .

 

وأما الشبهة الواردة على هذا وهي أنه يلزم أن يكون عمر زانيا في ذلك النكاح وهو مما لا يقبله العقل بالنظر إلى أم كلثوم. فالجواب عنها من وجهين : أحدهما: أن أم كلثوم لا حرج عليها في مثله ظاهرا ولا واقعا وهو ظاهر. وأما عن فليس بزان في ظاهر الشريعة لأنه دخول ترتب على عقد بإذن الولي الشرعي. وأما في الواقع وفي نفس الأمر فعليه عذاب الزاني بل عذاب كل أهل المساوئ . والقبائح .الثاني: أن الحال لما آل إلى ما ذكرنا من التقية فيجوز أن يكون قد رضي (ع) بتلك المناحكة رفعا لدخوله في سلك الوطئ المباح .

 

وأما الثاني: وهو الوجه الخاص: فقد رواه السيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي في المجلد الأول

 

-46-

 

من كتابه المسمى بالأنوار المضيئة قال مما جاز لي رؤيته عن الشيخ السعيد محمد بن محمد بن النعمان المفيد(ره) رفعه إلى عمر بن أذينه قال: قلت: لأبي عبد الله(ع) أن الناس يحتجون علينا أن أمير المؤمنين(ع) أنكح فلانا (42) ابنته أم كلثوم وكان (ع) متكيأ فجلس وقال: أتقبلون أن عليا(ع) أنكح فلانا ابنته ، أن قوما يزعمون ذلك ما يهتدون إلى سواء السبيل ولا الرشاد ، ثم صفق بيده وقال: سبحان الله ما كان أمير المؤمنين أن يحول بينه (43) وبينها(44) لم يكن ما قالوا . أي فلانا (45) خطب إلى علي (ع) ابنته أم كلثوم فأبى فقال للعباس: والله لئن لم يزوجني لأنزعن منك السقاية وزمزم. فأتى العباس عليا (ع)  فكلمه فأبى عليه الرجل (46)  على

ـــــــــــــ

(42) عمر رضي الله عنه .

(43) عمر رضي الله عنه .

(44) أم كلثوم رضي الله عنها .

(45) عمر رضي الله عنه .

(46) عمر رضي الله عنه .

 

-46-

 

 

العباس وأنه سيفعل معه ما قال . أرسل إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيفة بنت حريرية فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم بها. وبعث بها إلى الرجل (47) فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوم وقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم. ثم أراد أن يظهر للناس فقتل . فأخذت الميراث وانصرفت إلى نجران واظهر أمير المؤمنين (ع) أم كلثوم .

أقول وعلى هذا فحديث :

 

أول فرج غصبناه ، محمول على التقية والاتقاء من عوام الشيعة كما لا يخفى . ا هـ .

 

تبين مما سبق أن الشيعة لا تجوز نكاح أهل السنة ولكن ربما يتبادر إلى ذهن أخي القارئ أن الذين لا يجوز نكاحهم عند الشيعة هم الذين يناصبون الإمام على رضي الله عنه وأهل بيته وليسوا أهل السنة فإنهم يحبون الإمام على وأهل بيته . فصبرا فإننا لا نقاضي الشيعة إلا إلى كتبهم الموثوقة

ـــــــــــــ

(47) عمر رضي الله عنه .

 

-48-

 

لديهم فهذا الشيخ حسين آل عصفور يقول في كتابه  "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص145:

 

وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال واتسع فيه المجال والتعرض الأقوال، وما يرد عليها وما يثبتها ليس هذا محله بعدما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب. الذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك الكافر، بل ما في آية من كتاب الله  فيها ذكر المشرك إلا كان هو المراد منها والمعنى بها .

 

أما معنا الذي عليه الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير عليه السلام على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر، نقلا عن كتاب مسائل الرجل بالإسناد إلى محمد ابن علي بن موسى قال: كتبت إليه يعني علي بن محمد عليه السلام- عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما (48) ؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب .

ــــــــــــــــ

(48) يقصد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .

 

-49-

 

وما في شرح نهج البلاغة للرواندي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الناصب عده قال:  من يقدم على غيره .

 

ويقول ص 147:

 

" ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذي قالوا أن الأذان رآه أبي بن كعب في النوم. فظهر لك أن النزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة. أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لشيعتهم؟ كما أعتمده محمد أمين في الفوائد المدنية ونصب العداوة لهم  عليهم السلام. كما هو اختيار المشهور خلاف لفظي لما عرفت من التلازم بينهما .

 

وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين منهم السيد المحقق السيد نور الدين، أبي الحسين الموسوي في الفوائد المكية. واختاره شيخنا المنصف العلامة الشيخ يوسف في الشهاب الثاقب وهو المنقول عن الخواجة نصير الدين وكفاك شاهدا على قوته التئام الأخبار به وشهادة العادة كما يظهر من أحوالهم . ا هـ .

 

-50-

 

 

 

ويقول صاحب الأنوار النعمانية نعمة الله الجزائري 2/306-307 :

 

وأما الناصب وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين: الأول في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس وأنه شر من اليهود والنصارى والمجوسي وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم فالذي لآل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما رواء النهر ورتبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصب بهذا المعنى .

 

وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني قدس الله روحه من الإطلاع على غرائب الأخبار فذهب إلى أن الناصبي: هو الذي نصب العداوة  لشيعة أهل البيت عليهم السلام  وتظاهر

 

-51-

 

 

 

 

 

بالوقوع فيهم، كما هو حال أكثر المخالفين لنا في هذه الأعصار في كل الأمصار وعلى فلا يخرج من النصب سوى المستضعفين منهم والمقلدين والبلة والنساء ونحو ذلك وهذا المعنى هو الأولى ، ويدل عليه ما رواه الصدوق قدس الله روحه في كتاب علل الشرائع بإسناد معتبر عن الصادق عليه السلام قال: ليس الناصب من نصبكم لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمد وآل محمد . لكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا . وفي معناه أخبار كثيرة .

 

وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن علامة النواصب تقديم غير على عليه . وهذه خاصة شاملة لا خاصة ويمكن إرجاعها إلى الأول بأن يكون المراد تقديم غيره على وجه الاعتقاد والجزم ليخرج المقلدون والمستضعفون ، فإن تقديمهم غيره عليه إنما نشأ من تقليد علمائهم وآبائهم وأسلافهم وإلا فليس لهم إلى الإطلاع والجزم بهذا سبيل .

 

ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصب على أبي حنيفة وأمثاله مع أن أبا حنيفة

 

-52-

لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم . وكان يظهر لهم التودد، نعم كان يختلف آرائهم ويقول: قال علي وأنا أقول. ومن هذا يقول قول السيد المرتضى وابن إدريس قدس الله روحهما بعض مشائخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين كلهم نظرا إلى إطلاق الكفر والشرك عليهم في الكتاب والسنة فيتناولهم هذا اللفظ حيث يطلق ولأنـك قد تحققت أن أكثرهـم نواصب هذا المعنى . ا هـ .

وبعد هذا الإيضاح فماذا يقول السائل من تعريف الناصب. لابد بعد هذا أنه قد تبين بأن أهل السنة نواصب في نظر الشيعة . وبالتالي لا يجوز نكاحهم وأنهم شر من اليهود والنصارى .

 

والخميني يرى عدم الجواز في نكاح أهل السنة إلا إذا كان تقية كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ما تزوج عائشة وحفصة رضي الله عنهما إلا تقية من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فهو يذكر ص 198من رسالته " التقية " موثقة سماعة : سألته عن مناكحة والصلاة خلفهم ؟ فقال أمر شديد لن تستطيعوا ذلك قد أنكح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلى ورائهم .

 

-44- و-45-

صلاة خلف أهل السنة

 

الخميني يرى عدم صحة الصلاة السني إن كانت مكتوبة وأما إذا كانت تطوعا فله خمس وعشرون درجة وأنه كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف الأول وأفضل الصلوات ما كانت تقية . فيقول ص 198 من رسالته " التقية" (49) .

 

قد وردت روايات خاصة تدل على الصلاة مع الناس والترغيب في الحضور من مساجدهم والإقتداء بهم والاعتداد بها كصحيحة حماد بن عثمان عن أبي عبد الله قال: من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول  الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول. ولا ريب أن الصلاة معه صحيحة ذات فضيلة جمة فكذلك الصلاة معهم حال التقية . وصحيحة حفص بن البختري عنه قال: يحسب

ـــــــــــــــ

(49) انظر بالتفصيل كتابنا " الخميني والتقية " وفصل الشيعة والتقية من كتابنا " حقيقة الشيعة والتشيع "

 

-55-

 

 

لك إذا دخلت وإن كنت لا تقتدي بهم مثل ما يحسب لك إذا كنت تقتدي به، ورواية إسحاق بن عمار في حديث قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أدخل المسجد فأجد الإمام قد ركع وقد ركع القوم فلا يمكنني أن أوذن أو أقيم واكبر فقال لي: فإذا كان ذلك فأدخل معهم في الركعة واعتد بها فإنها من أفضل ركعاتك . ورواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا بأس بأن تصلى خلف الناصب ولا تقرأ خلفه فيه يجهر فيمن قرائته يجزيك . إلى غير ذلك مما هو صريح أو تظاهر في الصحة والاعتداد بالصلاة تقية .

 

وقال ص 199: وأما ما ورد من عدم جواز الصلاة خلفهم وأنهم بمنزلة الجدار وأنه لا تصل إلا خلف من تثق بدينه فهي بحسب الحكم الأولى فلا منافاة بينهما. وكيف كان فلا ينبغي الشبهة في صحة الصلاة وسائر العبادات المأتي بها على وجه التقية .

 

 

وعند الخميني التقية المدارتية مخصوصة بأهل السنة سواء كانت في عبادتهم أو أعيادهم أو تشيع جنائزهم فيقول

 

-56-

 

 

ص 200 من رسالته " التقية ": ( وأما التقية المداراتية المرغوب فيها مما تكون العادة معها أحب العبادات وأفضلها فالظاهر بالتقية عن العامة كما هو مصب الروايات على كثرتها .

ويعلل الخميني التقية المداراتية مع أهل السنة " صلاح حال الشيعة لضعفهم خصوصا في تلك الأزمنة وقلة عندهم فلو خالفوا التقية لصاروا في معرض الزوال والانقراض .

 

فالخميني يرى أن على الشيعة أن لا يظهروا حقيقة مشاعرهم تجاه أهل السنة لئلا يخوضوا في معركة غير متساوية أو متكافئة حيث أن أهل السنة الذين يحكمون البلدان إذا الشيعة أظهروا  عدواتهم لأهل السنة فطبيعي أن أهل السنة لا يرضوا بذلك ويقابلوا عدوان من الشيعة بما هو كفيل برده والقضاء عليهم .

 

أصدر الخميني في العام قبل الماضي 1400هـ فتوى بإيجاز الوقوف بعرفة  للشيعة مع السنة  وعدم الاختلاف في

 

-57-

 

 

 

مناسك الحج واستبشر بعض الذين ليس لهم إطلاع على مؤلفات الخميني وقالوا أن هذه الفتوى دليل على مرونة فكر الخميني ولكن غاب عن عقل هؤلاء أن تلك الفتوى صدرت تقية مداراتية فقد قال في رسالته " التقية " ص 196 .

 

وليعلم أن المستفاد من تلك الروايات صحة العمل الذي يؤتى به تقية سواء كانت التقية لاختلاف بيننا وبينهم في الحكم كما في السمح على الخفين والإفطار لدى السقوط أو ثبوت الموضوع الخارجي كالوقوف بعرفات لليوم الثامن لأجل ثبوت الهلال عندهم، والظاهر عدم التفريق الفرق بين العام والخلاف والشك .

 

ومما يشهد لترتيب أثير التقية في الموضوعات وأن الوقوفين في غير وقتها مجزيان أنه من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زمان خلافة أمير المؤمنين ومن بعده إلى زمن الغيبة الأئمة وشيعتهم متباين بالتقية أكثر من مائتي سنة وكانوا يحجون من أمراء الحد من قبل خلفاء الجور معهم وكان أمر الحج وقوفا إفاضة بأيديهم لكونهم لكونه من

 

-58-

 

 

شئون السلطة والإمارة ، ولا ريب في كثر تحقق يوم الشك في تلك السنين المتمادية ولم يرد من الأئمة عليهم السلام ما يدل على جواز التخلف عنهم أو لزوم إعادة الحج في سنة يكون هلال شهر ذي الحجة ثابتا عند الشيعة مع كفار ابتلائهم ولا مجال لتوهم عدم الخلاف في أول الشهر في نحو مائتي وأربعين سنة ولا في بنائهم على إدراك الوقوف خفاء كما يصنع جهال الشيعة في هذه الأزمنة ضرورة أنه لو وقع ذلك منهم ولو مرة أو أمروا به ولو دفعة لكان منقولا إلينا لتوفر الدواعي به فعدم أمرهم به  ومتابعهم  لهم دليل على أجزاء العمل تقية ولو في الخلاف الموضوعي وهذا مما يدل إشكال فيه .

 

إنما الإشكال في أنه تثبت الموضوعات الخارجية بحكم حاكمهم مع الشك في الثبوت فيكون حكمهم كحكم حكام العادل ؟ أو يجب ترتب آثارها ولو مع العلم بالخلاف أولا ترتب ولا تثبت مطلقا ؟ الظاهر هو الأخير لأن عمومات التقية وإطلاقاتها لا تفي بذلك لأن مثل قوله " التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم " أو وقوله " التقية في كل شئ  إلا

 

-59-

 

المسح على الخفين " ظاهر في أجزاء العمل على وجه التقية لا ثبوت الموضوع تعبدا أو لزوم آثار الواقع مطلقا على ما ثبت عندهم وهذا واضح .

 

نعم روى الشيخ بإسناده عن أبي الجارود زياد بن منذر قال: سالت أبا جعفر إنا شككنا سنة في عام من تلك الأعوام في الأضحى فلما دخلت على أبي جعفر وكان أصحابنا يضحى فقال: الفطر يوم يفطر الناس والصوم يوم يصوم الناس (50) .

 

والظاهر منه أن يوم يضحى الناس يكون أضحى ويترتب عليه آثار الموضوع وقعا باللقاء الخصوصية عرفا يفهم الحكم في سائر الموضوعات التي يرتب عليها الآثار الشرعية . يختص بمورد الشك  فيكون حكم حكامهم  كحكم

ـــــــــــــــ

(50) وفي رواية أخرى " صم حين يصوم الناس وافطر يحين يفطر الناس" انظر الوسائل - كتاب الصوم باب 12 والباب 57 "

 

-60-

 

 

 

الحاكم العدل ، وإن قلنا بأنه بملاحظة وروده في باب التقية يترتب الآثار حتى مع العلم بالخلاف . يقيد إطلاقه بالروايات الواردة : في قضية إفطار أبي عبد الله تقية عند أبي العباس في يوم يعلم أنه من شهر رمضان قائلاك إن إفطاري يوما وقضائه أيسر على من أن يضرب عنقي ولا يعبد الله . لكن إثبات لحكم مثل وراية أبي الجارود الضعيف غير ممكن فترك الصوم يوم الشك تقية لا يوجب سقوط القضاء على الظاهر وهذا بخلاف إتيان أعمال الحج على وفق التقية . فإن مقتضى إطلاق أدلة التقية أجزائه حتى مع تعلم بالخلاف كما يصح الوضوء والصلاة مع العلم بكونهما خلاف الواقع الأولى .

 

وبعـد 0000

 

فأرجو أن أكون قد ساهمت ولو بشئ  يسير في إجلاء بعض الغشاوة التي على أعين المنخدعين بالثورة الإيرانية وقادتها .

 

وربما تكون هذه الرسالة غير مشبعة بالتحليل ولكن هذا قدر جهدي وعلمي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فهو مني، والله يهدي إلى سواء السبيل .

 

-61-

وأرجو من الله تعالى أن يهيئ لهذه الأمة شبابا يقوم بأعباء كشف ودراسة الأفكار المنحرفة الأخرى .

 

وفي الختام أشكر على العناء الذي بذلته في سبيل قراءة هذه الرسالة وإلى اللقاء في رسائل أخرى إن شاء الله تعالى . دعواتكم لنا بالمغفرة والأجر عند الله تعالى (51) .

ـــــــــــــــ

(51) هذه الرسالة كانت موجهة إلى أحد شباب الحركة الإسلامية المعاصرة بالقاهرة حين تناقشنا عن الثورة الإيرانية والخميني . وقد اقترح بعض الاخوة نشرها ليعم النفع العام فاستخرت الله وقدمتها للطبع وأرجو من الله سبحانه وتعالى حسن الثواب وجعله في ميزان حسناتي .

 

                                                   أخوك

 محمد مال الله

 

-62-

 

 

 

 

 

 

فهـرس

 

مقدمـة الدكتور منير البحيري -------------ص3

مقدمة المؤلف -----------------------ص 7

الخميني وتكفير أهل السنة ---------------ص11

الخميني وعدم صحة الصلاة على أموات

أهل السنة -------------------------ص 21

نجاسة أهل السنة ---------------------ص 28

الخميني وتفضل المهدي على النبي والأنبياء

عليهم الصلاة والسلام ( انظر الحاشية ) -----ص31-35

خميني وعدم شرعية التحاكم إلى أهل السنة

وحرمة تولي الوظائف في دولتهم ----------ص 37

الخميني واستلال أموال ودماء أهل السنة ------ص47

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة

 

 مقدمة بقلم الدكتور منير البحيري .

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىا أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه البررة الأتقياء الصالحين، والتابعين  لهداهم إلى يوم الدين .

وبعد .

 

فهذا هو الجزء الثاني من "موقف الخميني من أهل السنة " بعد أن ذاع الجزء الأول وانتشر ولقي استحسان أهل العلم والفضل عندنا ني مصر وبلاد العرب وسائر الأقطار الإسلامية . وقد بذل فيه الأستاذ الفاضل جهدا مشكورا  في استخراج فصوله  " بالمنقاش " من كتب الخميني، وشرح كلامه وأسراره في إطار الكتب الشيعية العامة ومؤلفات أئمتهم وأعلامهم ، وحسنا فعل . فإن المطلع على كتب الخميني  وغيره  من علماء الشيعة  المعاصرين  لن  يفهم

 

-3-

 

 

 

خبالا زواياها إلا بالاطلاع على المراجع الشيعية الأولية المهمة التي تكون شخصية العالم الشيعي . . فالذي لم يطلع على " الكافي " للكليني ومن " لا يحضره الفقيه " لابن بابويه و " التهذيب " والاستبصار لشيخ الطائفة الطوسي ( وهو غير نصير الدين الطوسي ) و" الوافي " للكاشاني ، و " بصائر الدرجات" والخصال " و" الإرشاد " و " بحار ا لأنوار" وغيرها كثير..

 

 أقول : إن الذي لم يتعب نفسه في قراءة هذه الكتب لن يستطيع بحال من الأحوال أن يفهم مصطلحات علماء الشيعة المعاصرين . . فهي (أى هذ. الكتب الأساسية) كالمفاتيح لما أغلق من أقفال كتبهم وأسرار مصنفاتهم ، وهي التي تكون البنية الفكرية والعقلية العلمية للعالم الشيعي ، فتنصب جميع أفكاره وآرائه قي قالب هذه الكتب والمؤلفات .

 

-4-

 

 

 

 

 

وقد وفق الأستاذ المؤلف - حفظه الله لتطبيق هذا إ المنهج على آراء، الخميني فأتى بها مشروحة واضحة منسوبة إلى قالبها الأساسي من كتب ومؤلفات الفكر الشيعي.

 

وللحق أقول: إن الأستاذ أبي عبد الرحمن صبرا  على البحث وجلدا فى الإطلاع عل كتب القوم يندر وجوده في غيره من أبنائنا . . ولقد عرفته باحثا ومنقبا في مكتبات القاهرة العامة والخاصة، حريصا على الإطلاع على كنوزها من مخطوطات  ومطبوعات وفقه الله تعالى للمزيد من الإنتاج المثمر والمؤلفات القيمة النافعة المانعة، وثبته الله وإيانا على الحق ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين، واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين.

 

-5-

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يرم الدين. .

 وبعد.

 

منذ أكثر من عام صدر الجزء الأول من هذه الرسالة المتواضعة واستقبلت من قبل القراء استقبالا شجعني على الاستمرار في الكتابة عن الخميني وكشف الجوانب التي كانت خافية على بعض القراء الكرام . وأعيد طباعة الجزء لأول من أكثر من مرة عدا الطبعات المسروقة من قبل إحدى دور النشر ولم أحرك ساكنا لأن الهدف من كتابة هذه السطور إيجاد نوع  من  الوعي  بحقيقة الخميني  ومن  تدثر

 

-7-

 

 

 

 

 

برداء التشيع المتهافت لا التكسب من الكلمات التي اسطرها ويعلم الله ذلك . مضت شهور وشهور وبينما أنا أنقب عن كتب الشيعة بإحدى دور نشرهم ببيروت  وقع نظري بالصدفة على بعض كتب الخميني لم أكن قرأتها من قبل وهي: المكاسب المحرمة ، تحرير الوسيلة وزبدة الأحكام . وقضيت معهم أكثر من شهرين قارئا ومفرغا لهم . وربما قضيت في الصفحة الواحدة أكثر مما تستحقه من أجل الوقوف على المعنى الذي يريده الخميني والحمد لله على أن وفقني في الوقوف على ذلك .

 

سألني الكثير من الشباب الإسلامي أكثر من مرة عن السبب الذي دعاني إلى الكتابة عن الخميني وعقيدة التشيع خاصة وأنتي حاصل على دبلوم تجارة وليس شريعة . وأما كان من الأولى الخوض فيها له علاقة بدراستك ؟

 

فأجبتهم : للأسف فإن المكتبة الإسلامية تشكر عجزا

 

-8-

 

 

 

 

من الكتابات من هذا النوع ولا أدعي أنني بكتاباتي هذه أسد هذا العجز - وان أكثر الشباب فضلا عن غيرهم يجهلون  الأسس التي قام عليها دين الشيعة . وأن افتنان البعض بثورة الخميني وطغمته من الأسباب التي دعتني إلى الكتابة عن الخميني والشيعة بصفة عامة بأسلوب بعيد عن الافتراء والقذف  والتشهير وهذا ما يلمسه القارئ المنصف لهذه الرسالة وغيرها من الرسائل المتواضعة التي صدرت وأما حصولي على دبلوم تجارة وليس دبلوم شريعة فهذا ظني لا يمنع من البحث في عائد ا الشيعة والكتابة عنهم من واقع مراجعهم ومن أفواههم ندينهم. والبحث في أحوالهم وعقائدهم ليس مصدره الحقد والضغينة لهم بل يعلم الله تعالى أنني ما سطرت الذي سطرت إلا مبتغيا الحقيقة : هل نحن على الصواب والشيعة على ضلال أم العكس وأنني ما سطرت حرفا واحدا تشفيا من الشيعة وإشعال نار الحقد في ثناياه ، بل نشدت الحقيقة لا غيرها .

 

وثمرة قراءتي لكتب الخميني أسطرها لإخواني القراء راجيا منهم أن لا يبخلوا عليّ بالنقد الهادف وفوق كل ذي علم عليم. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

أبو عبد الرحمن/ مال الله

القاهرة 25/5/1983

-9- و-10-

الخميني وتكفير أهل السنة

 

سلكت الشيعة فى تكفير من يخالفهم في عقائدهم الفاسدة مسلكا طابعة التعصب وإغفال الدليل جريا على عادتهم في إثبات مذهبهم الضال باختلاق ووضع الأحاديث المؤيدة لاعتقاداتهم، ونسبوها زورا وبهتانا إلى من يدعون أنهم أئمتهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب- على حد زعمهم يبعد صدرهم من أئمة دينهم التقوى لا النفاق والتقرب إلى الله تعالى بصالح الأعمال لا السب والطعن في حملة الإسلام  وصحابة رسول الله (ص) . لنستعرض معا مجموعة من أحاديثهم الملفقة لنرى إلى أي مدى زين لهم الشيطان سوء اعتقادهم في تكفير من يخالفهم :

 

1 - عن أبي سلمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 

-11-

 

 

 

 

 

سمعته يقول: نحن الذين فرض الله طاعتنا. لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكرنا كان كافرا، ومن مات لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا  حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء (1) .

 

2- عن إسماعيل بن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:

أعرض عليكم ديني الذي أدين الله عز وجل ؟

قال: فقال : هات

قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله وأن عليا كان إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسن إماما فرض الله طاعته ، ثم كان بعده الحسين إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض الله طاعته، ــــــــــــــــ

(1) " الكافي" 1 / 187 .

 

-12-

 

 

 

فرض الله طاعته حتى انتهى الأمر إليه. ثم قلت: أنت  يرحمك الله ؟

قال: 0هذا دين الله ودين ملائكته (2) .

عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال: سمعته يسأل أبا عبد الله عليه السلام فقال له: جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل على العباد ما لا يسعهم جهله ولا يقبل منهم غيره ، ما هو ؟

فقال: أعد عليّ . فأعاد عليه .

فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وصوم رمضان. ثم سكت قليلا ثم قال: والولاية مرتين (3) .

ـــــــــــــــ

(2) المصدر السابق 1/ 188

(3) المصدر السابق 2 / 22 باب " دعائم الإسلام " .

 

-13-

 

 

 

 

4- عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو في منزل أخيه محمد بن عبد الله فقلت له: جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل ؟

قال: طلب النزهة .

فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني ؟

فقال: بلى .

قلت: أدين لله بشهادة ألا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لأمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وإنكم أئمتي عليه أحيا وعليه أموت وأدين لله به . فقال: يا عمرو هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية (4) .

ــــــــــــــــ

(4) المصدر السابق 2/23 .

 

-14-

 

 

5 عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال سلام: إن خثيمة ابن أبي خثيمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الإسلام فقلت له: إن الإسلام من استقبل قبلتنا وشهد شهادتنا ونسك نسكنا ووالى ولينا وعادى عدونا فهم مسلم .

فقال: صدق خثيمة (5) .

 

6- عن هاشم صاحب البريد قال: كنت أنا ومحمد بن مسلم وأبو الخطاب مجتمعين فقال لنا أبو الخطاب: ما تقولون فيمن لم يعرف هذا الأمر ؟ فقلت: من لم يعرف هذا الأمر فهو كافر.

فقال أبو خطاب : ليس بكافر حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت  عليه الحجة فلم يعرف فهو كافر.

فقال له محمد بن مسلم: سبحان الله ماله إذا لم

ــــــــــــ

(5) المصدر السابق 2 /83 باب في أن الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلها .

 

-15-

 

 

 

 

يعرف ولم يجحد بكفر ؟ ليس بكافر إذا لم يجحد .

قال: فلما حججت دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك .

فقال: إنك حضرت وغابا ولكن موعدكم الليلة الجمرة الوسطى بمنى .

فلما كانت الليلة اجتمعنا عنده وأبو الخطاب ومحمد بن مسلم فتناول وسادة فوضعها في صدره ثم قال لنا: ما تقولون في خدمكم ونسائكم وأهليكم أليس يشهدون أن لا إله إلا الله ؟

قلت: بلى .

قال: أليس يشهدون أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟

قلت: بلى .

قال: أليس يصلون ويصومون ويحجون ؟

قلت: بلى .

 

-16-

 

 

 

 

 

قال: فيعرفون ما أنتم عليه ؟ قلت : لا .

قال : فما هم عندكم ؟

قلت : من لم يعرف هذا الأمر فهو كافر.

قلت : سبحان الله أما رأيت أهل الطريق وأهل المياه ؟

قلت : بلى .

قال : أليس يصلون ويصومون ويحجون ؟ أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟

قالت : بلى .

قال : فيعرفون ما أنتم عليه ؟

قلت : لا

قال : فما هو عندكم ؟

قلت : من يعرف هذا الأمر فهر كافر.

قال : سبحان الله أما رأيت الكعبة والطواف وأهل اليمن وتعلقهم بأستار الكعبة .

قلت : بلى .

 

-17-

 

 

 

 

قال : أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويصلون ويصومون ويحجون ؟ قلت : بلى .

قال : فيعرفون ما أنتم عليه ؟

قلت : لا .

قال : فما تقولون فيهم ؟

قالت : من لا يعرف هذا الأمر فهو كافر.

قال : سبحان الله هذا قول الخوارج . ثم قال : إن شئتم أخبرتكم .

قلت : لا.

فقال : أما أنه شر عليكم أن تقولوا بشئ ما لم تسمعوه منا .

قل : فظننت أنه يريدنا على قول محمد بن مسلم (5) .

ـــــــــــــ

 (5) المصدر السابق 2 /401 باب الضلال .

 

-18-

 

 

 

 

 

أي  أن الإمام المعصوم قد وافق على مقالة الراوي بكفر من لم يعرف أمرهم ولكن التقية حالت دون التصريح على سبيل المداراة .

 

7- عن  إسماعيل الجعفي قال : سألت جعفر عليه السلام عن الدين لا يسع العباد جهله .

فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم .

فقال : بلى .

فقلت : أشهد أن لا إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرأ من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم .

فقال : ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن عليه (6) .

ـــــــــــــــــ

(6) المصدر السابق 2/405 باب " المستضعف "

 

-19-

 

 

 

 

 

فالشيعة تكفر كل من لم يتول ويقر بالأئمة ويتبرأ من أعدائهم . وما نوع الموالاة التي يريدونها ؟ إنها موالاة باعتقاد ا النص عليم والغلو فيهم ورفعهم إلى مرتبة الألوهية ومن هم أعدائهم ؟ أهم الذين يطعنون في الإسلام ورسول الإسلام عليه السلام ؟ كلا ليس أولئك أعداء الأئمة في نظر الشيعة. بل الصحابة الذين اغتصبوا الأمر من الأئمة  وركبوا رقابهم على حد زعم الشيعة .

 

فدين الشيعة مبني على الغلو في الأئمة و لطعن في  الصحابة رضوان الله عليهم وكل شخص لا يعتقد هذا الاعتماد ويؤمن به ويدين لله تعالى به فهو كافر. و حيث أن أهل السنة لا يؤمنون بالأساطير التي وضعتها الشيعة في النص على الأئمة والغلو إلى أعلى عليين والطعن في الذين بلّغوا إلينا الإسلام ووصل إلينا عن طريقهم فهم كفار. ولنخدع ذلك كله، ولنستمع إلى الجزائري وهر يكفر أهل السنـة صراحـة دون  الحاجة التقية  والمداراة  فيقول عن

 

-20-

 

 

 

الناصب وهو السني : إنه نجس (7) وإنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وإنه كافر نجس بإجماع علماء  الإمامية (8) .

 

 ويقـول حاخـام إيران الأكبر الخميني: لا يجوز للمؤمنة (9) أن تنكح  الناصب. وكذا لا يجوز للمؤمن أن ينكح الناصبة (10) لأنهما بحكم الكفار وإن انتحلا دين  الإسلام (11) .

 

فهل يوجد من هذا ا الكلام الذي تفوه به داعية  التقريب بين المذاهب ؟

 

الخميني وعدم صحة الصلاة على أموات أهل السنة

 

لم تكتف الشيعة بمحاولة أهل السنة وهم أحياء واستحلال    أمولهم ودمائهم بل تعدى ذلك إلى القول بعدم جواز وصحة الصلاة على موتاهم .

ــــــــــــــــ

(7) انظر " نجاسة أهل السنة " من هذا الكتاب .

(8) " الأنوار النعمانية " 2/306 .

(9) بتعاليم الرافضة المنحرفة والمنتظرة الخرافة الذي يخرج من سردابه.

(10) انظر " الشيعة ونكاح أهل السنة " من الجزء الأول .

(11) تحرير الوسيلة 2/286 .

 

-21-

إن صلاة الشيعي على ميت أهل السنة لا يحط شينا شيئا من ولا يم يزيد من حسناته لكن انخداع بعض منتسبي  أهل السنة بالرافضة جعلنا نتطرق إلى هذه الجزئية ليعلموا إلى أي مدى وصل الشيعة في كراهيتهم لأهل السنة ، وهل يمكن التقارب بين المنهجين المناقضين أصلا ومنهجا ؟

 

قائل ذلك ليس قدماء  الشيعة وغلاتهم بل ممن يوصف بالاعتدال وممن ينادون بضرورة الوحدة والتقريب بين  المذاهب وتناسى الخلافات هو بما يسمى بآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية والأب الروحي لها .

 

نجـده يقول في كتابه " تحرير الوسيلة " الجزء الأول ص79 : يجب الصلاة على كل مسلم وإن كان مخالفا للحق على الأصح ، ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن انتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ومن وجد ميتا في بلاد المسلمين يلحق بهم .

 

-22-

 

 

 

 

وكذا لقيط دار الإسلام . وأما لقيط دار الكفر إن وجد فيها مسلم يحتمل كونه منه ففيه إشكال وأطفال المسلمين حتى ولد الزنا منهم بحكمهم في وجوب الصلاة عليهم إذا بلغوا ست سنين ، وفى الاستحباب عل من لم يبلع ذلك الحد إذا ولد حيا تأمل . وأما من ولد ميتا فلا تستحب إن ولجه الروح قبل ولادته ، وقد تقدم سابقا أن حكم بعض البدن إن كان صدرا أو مشتملا عليه أو كان بعض الصدر الذي محل القلب إن لم يشتمل عليه فعلا حكم تمام البدن فى وجوب الصلاة عليه .

 

وتجاوز حاخام إيران الأكبر الخميني إلى القول بعدم صحة صلاة أهل السنة على موتى الشيعة فيقول في نفس الصفحة السابقة : يعتبر في المصلي على الميت أن يكون مؤمن فلا يجزى صلاة المخالف فضلا عن الكافر، ولا يعتبر فيه البلوغ على الأقوى، فيصح صلاة الصبي المميز، لكن في أجزائها عن المكلفين البالغين تأمل ، ولا يعتبر فيه

 

 

-23-

 

 

 

 

 الذكوره ، فتصح صلاة المرأة  ولو على الرجال ، ولا يشترط في صحتها عدم الرجال ولكن ينبغي تقديمهم  مع وجودهم ، بل هو أحوط 00 ا هـ .

 

وحث أهل السنة فقدوا ذلك الشرط وهو الإيمان صلاتهم لا تجزئ .. فالخميني لم يستطع إخفاء كراهيته لأهل السنة حتى في هذا الموضع وتعدى ذلك إلى أن يفتي الحاخام بعدم جواز دفن موتى أهل السنة في مقابر الشيعة بل نبش قبورهم، وفي ذلك هتك لحرمة الميت فيقول في كتابه تحرير الوسيلة 1/89 :

 

لا يجوز أن يدفن الكفار(12) وأولادهم ومقابر المسلمين(13) بل لو دفنوا نبشوا سيما إذا كانت للمسلمين ، وكذا لا يجوز دفن المسلم في مقبرة الكفار . ولو دفن عصيانا  أو نسيانا  الأقوى  جواز نشبه  خصوصا  إذا كان

ــــــــــــــ

(12) انظر من هم الكفار عند الخميني من هذا الكتاب" تكفير أهل السنة " ص22 .

(13) يقصد الشيعة لأن غيرهم كفار .

 

-24-

 

 

البقاء هتكا له فيجب النبش والنقل .. ا هـ .

 

ويقول أيضا في كتابه " زبدة الأحكام " ص44: لا يجوز أن يدفن الكفار وأولادهم في مقبرة المسلمين ، بل لو  دفنوا نبشوا .. ا هـ .

 

وأهل السنة عند الشيعة إذا ماتوا انقلبت ألسنتهم بلسان أهل النار لأنهم تولوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فقد ذكر محمد رضا الطبسي النجفي في كتابه " الشيعة والرجعة " الجزء الثاني ص148: نقلا عن بحار الأنوار 9/554 في باب " ما صدر منه عليه السلام من الأحياء عن الصادق عليه السلام .

 

كانت من بني مخزوم لهم خؤله من علي عليه السلام فأتاه شاب منهم يوم قال: ياخال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا .

قال : فتحب أن تراه ؟

 

-25-

 

 

 

 

قال : نعم .

قال: فانطلق بنا إلى القبر فدعا الله فقال: قم يا فلان بإذن الله.

فإذا الميت جالس على رأس قبره وهو يقول: ونيه ونيه. سألاه ، ما معناه قال: لبيك لبيك .

فقال عليه السلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟

قال: نعم . ولكن مت على ولاية فلان وفلان (14) فانقلب لساني لسان أهل النار .

 

وذكر أيضا ص 149 من الجزء الثاني عن بصائر الدرجات ص 505: عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن عيسى شلقان قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام كانت له خؤله من بني مخزوم وإن شابا منهم أتاه فقال : ياخال إن أخي وابن أبي مات وقد

 

-26-

 

 

 

 

 

 

 

حزت عليه حرنا شديدا .

فقال : فتشتهي أن تراه ؟

قال : نعم .

 

فخرج معه ومعه برد رسول الله (ص) السحاب  فما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ، ثم ركض برحله فخرج من قبره وهو يقول : رميكا رميكا. بلسان الفرس .

فقال عليه السلام: له: ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟

قال : بلى ولكننا متنا على سنة فلان وفلان فانقلب ألسنتا . .

 

-27-

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نجاسة أهل السنة

 

تعتبر الشيعة الاثنى عشرية أهل السنة شر من اليهود والنصارى بل هم أنجاس مثل الكلاب والخنازير وسائر النجاسات الحسية. وقد يعجب ممن ليس لهم اطلاع على  حقيقة الفكر الشيعي المنحرف بل وربما يقولون : إن هذا مبالغا فيه وأنه قول يفتقر إلى الصحة فلا عن الإثبات .

 

ونحن نقول: لا نذكر هذا من كتب خصومهم بل من كتبهم المعتمدة عندهم وإليك بعض النصوص: ذكر الكليني في الكافي عن خالد القلانسي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ألقي الذمي فيصافحني . قال: امسحها التراب وبالحائط . قلت فالناصب ؟ قال: فاغسلها (14) .

ـــــــــــــــ

(14) الكافي 2/650 باب " التسليم على أهل الملل" والشافي 7/252 والكاشاني في " الوافي" 2/443 باب " التطهير من مس الحيوانات" فانظر يا أخي القارئ كيف يجعلون المسلم السني في عداد الحيوانات .

 

-28-

 

 

بل تعدى ذلك أن يصفوا أهل السنة بأنهم شر من الكلاب. فقد ذكر الفيض الكاشاني في كتابه " الوافي" 1/143 باب  " الناصب ومجالسته ": عن أبي يعفورعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فإن فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة آبار وفيها غسالة الناصب وهو شرهما . إن الله لم يخلق خلقا شرا من الكلب وأن الكلب أهون على الله من الكلب .

 

ويقول نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " الجزء الثاني صفحة 306: أنه (15) نجس وإنه شر مـن

ــــــــــــــ

(15) أي الناصبي .

 

-29-

 

 

 

 

 

 

 

اليهودي والنصراني والمجوسي وانه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية . ويضيف في نفس الصفحة فيقول : ورتبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصي بهذا المعنى . قد يتبادر إلى ذهن بعض  القراء أن الكلام السابق صادر عان غلاة  الشيعة وانه لا يمثل عقيدة وإن شيعة القرن العشرين يختلفون عن أسلافهم في هذه النظرة إلى أهل السنة .

 

فأقول: إن هذا القول لا يصدر إلا عن شخص ليس له معرفة بحقيقة مذهب الشيعة المنحرف أصلا ومنهجا .

 

وذلك أن عقيدتهم لم تتغير منذ أن وضع حجر أساسها حاخامهم  الأكبر عبد الله بن سبأ والى وقتنا الحاضر .

 

وكفى بما ورد عن الكافي وهو أحد الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة الإمامية الاثنى عشرية قاطبة .

 

-30-

 

 

 

 

وعلى فرض صحة أن ذ!ك القول لا يمثل عميدة  الشيعة في أهل السنة . فما هو القول في شخصية الخميني قائد  الثورة  الإيراني وأعلى شخصيه فيها. فهر عند الشيعة نائب الخرافه المنتظر ومن الآيات المراجع الكبيرة  والموثوقه عندهم . الخميني يقر هذه العقيدة بل يوجب اعتمادها لدى مقلديه  ونحن لا نقول عليه أو نفتري بل نذكر ذلك من كتابين .منت كتبه لدى طائفته ومريديه :

الأول: تحرير والوسيلة المجلد الأول ص 118 باب "في  بيان النجاسات ": وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف ذلك على جحودهما الراجع إلى إنكار الرسالة " (16) .

ـــــــــــــــ

( 16) يقصد جزاه الله بما هو أهله الإمامة والولاية حيث أن أهل السنة لم يثبت عندهم حدبت واحد في إثبات الأئمة الاثني عشر وعصمتهم . هذا هو الذي يقصده . أما أن يفتري على أهل السنة =

 

-31-

 

 

 

 

الثاني: زبدة الأ"حكام ص 52:

وأما النوصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسات ".

 

وأيما من الشيعة بتلك القضية جعل المجرم الشاه عباس الصفوي  من قبر الإمـام أبي حنيفـة رحمـه الله عليـه

ـــــــــــــــ

= أنهم ينكرون رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام. فأهل السنة أرفع من ذلك وكتبهم خير شاهد على ذلك. وحب أهل السنة للمصطفى عليه الصلاة والسلام من علامات الإيمان عندهم. وأما التطاول على خاتم الأنبياء والمرسلين فهو دأب الشيعة، وقد جاء على لسان الخميني نفسه عندما فضّل المهدي الخرافة على الرسول وذلك أثناء احتفالهم بعيد ميلاد المهدي الخرافة في الخامس عشر من شهر شعبان 1400" وناقلته وكالات الأنباء ولم يصدر من الحكومة الإيرانية تكذيبا للسخافات التي تفوه بها الخميني حيث قال :

الأنبياء جميعا جاؤوا من أرسله قواعد العدالة في العالم لكنهم لم =

 

-32-

 

 

 

 

 

مكانا القضاء الحاجة وقد سبقه في هذا الإجرام جدّه الشاه إسماعيل حينما أخرج عظام الإمام أبي حنيفة ووضع مكانها كلبا أسودا .

وذكر ذلك الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية 2/324

ـــــــــــــــــ

= وحتى أن النبي محمدا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك عهده وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قاعدة العدالة في أنحاء العالم ويقّوم الانحرافات هو الإمام المهدي المنتظر. وأن مسألة غيبة الإمام المهدي عليه السلام أرواحنا له الفداء هي مسألة هامة تعلمنا أشياء كثيرة ومن بينها أنه لا يوجد في العالم سواه من أجل تنفيذ العدالة بمعناه الحقيقي وأن الله تعالى قد أبقاه ذخرا من أجل البشرية . أن الإمام المهدي عليه السلام سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما فشل في تحقيقه الأنبياء والأولياء بسبب العراقيل التي كانت في طريقهم وأن السبب الذي أطال الله سبحانه وتعالى من أجله عمر الإمام المهدي عليه السلام هو أنه لم يكن بين البشرية = 

 

-33-

 

 

 

 

فقال: " إن السلطان الأعظم شاه عباس الأول لما فتح بغداد أمر بأن يجعل قبر أبي حنيفة كنفا، وقد واقف وقفا شرعيا بغلتين وأمر بربطهما على رأس السوق، حتى ان كل من يريد الغائط يركبها ويمضي إلى قبر أبي حنيفة لقضاء الحاجة . وقد طلب خادم قبره ويوما فقال له : ما تخدم في هذا القبر وأبو حنيفة الآن في أسفل الجحيم ؟ فقال أن هذا القبر كلبا أسودا دفنه جدك المرحوم الشاه إسماعيل لم فتح بعداد قبلك فأخرج عظام أبي حنيفة وجعل موضعها كلبا أسودا فأنا أخدم ذلك الكلب .

ـــــــــــــــــ

= من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء والأولياء وأجداد الإمام المهدي (ع) لم ينجحوا في تحقيق ما جاؤوا من أجله. ولو كان الإمام المهد (ع)  قد التحق إلى جوار ربه لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم . أن الإمام المهدي (ع) قد أبقى ذخرا لمثل هذا الأمر ولذلك فإن عيد ميلاده أرواحنا له فداء هو من أكبر أعياد المسلمين وأكبر عيد لأبناء البشرية لأنه سيملأ الأرض عدلا وقسطا ولذلك يجد أن نقول أن عيد ميلا المهدي (ع) هو أكبر عيد للبشرية . إلى أن قال: إن هذا العيد الذي هو أكبر عيد كبير بالنسبة للمسلمين أكبر من عبد ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام ". وبعد هذا الهراء فأي الفريقين أحق بالأمن؟ أهو من يحب ويقر النبي (ص) أم يجعل خرافة لا وجود لها أفضل من سيد ولد آدم عليه السلام .

-34- و-35-

خميني وعدم شرعية التحكم إلى أهل السنة

وحرمة تولي الوظائف في دولهم

 

تعتبر الشيعة جميع الحكومات التي قامت منذ عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى يومنا الحاضر- عدا حكومة الإمام علي رضي الله عنه - باطلة لأنها اغتصبت الأمر   وحاولت دون تولي الأئمة المعصومين ونوابهم زمام الحكم وفي ذلك يقول الخميني في كتابه " الحكومة الإسلامية " ص 33 : في صدر الإسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الإمام علي بن أبي طالب(ع) مع أنها كانت مرضية لله وللرسول. وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحراف عن الإسلام . لان برامجهم كانت تخالف وجهة الإسلام في تعاليمه تماما . وجاء من بعدهم العباسيون ، ونسجوا على نفس المنوال. وتبدلت الخلافة وتحولت إلى سلطنه وملكيه مورثه وأصبح ذلك الحكم يشبه

 

-37-

 

 

 

حكم أكاسرة فارس وأباطرة الروم، وفراعنة مصر، واستمر ذلك إلى يومنا هذا .

 

ومن العجب أن يعيب الخميني والشيعة قاطبة توارث الحكم في تلك الدول والحكومات القائمة ويطلبونها وراثية في الإمام علي رضي الله عنه وذريته المعصومين (17) .

من أجل وذلك لابد للشيعة من مقاومة تلك الحكومات وأن

ــــــــــــ

(17) لا يعني هذا أن نرضى مبدأ الهرقلية كلما مات هرقل جاء بعد هرقل، ولا كافة الحكومات القائمة الآن استمدت شرعية وجودها من الإسلام بل يوجد من يتكلم باسم الإسلام وهم ابعد الناس واشد عداوة للإسلام من التي تنكر الإسلام وأما الشيعة فإنه تصف كل حكومة قامت على أساس غير شيعي بأنها منحرفة عن الإسلام مثل ما وصفتها حكومة الصديق وعمر عثمان رضي الله عنهم بأنها غير راشدة وأنها اغتصبت الخلافة من صاحبها الشرعي علي رضي الله عنه .

-38-

 

 

 

 

 

لا تترك وشأنها بل يجب العمل على إزالتها وإقامة دولة شيعية على انقاضها وقد تحقق لهم مؤخرا ذلك بالإطاحة بشاه إيران الهالك وإقامة دولة شيعية قوامها سفك الدماء واضطهاد من يخالفهم في عقائدهم الفاسدة (18) .

 

وبما إن كل الحكومات البائدة والحاضرة غير إسلامية بالمفهوم الشيعي فقد وجبت مقاطعتها على جميع المستويات منها: عدم التحاكم إليها في قض المنازعات ومن تحاكم إليهم في شئ فقد تحاكم إلى الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا .

روى الكليني في الأصول من الكافي 1/67 باب اختلاف الحديث، عن عمر بن حنظله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان (19) والي القضاء أيحل ـــــــــــــــ

(18) انظر الحكومة الإسلامية للخميني ص 33 .

(19) سلطان أهل السنة .

 

-39-

 

 

 

دلك ؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى  الطاغوت ، وما يحكم له فإنما فإنما يأخذ سحتا وإن كان محقا ثابتا له ، لأنه أخذه بحكم الطاغوت ، وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى (( يريدون أن يتحاكمون إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )) (20).

قلتا : فكيف يصنعان ؟

قال: ينظر إلى من كان منكم ممن روى حدثنا في حلالنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما. فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا وردّ والرّاد علينا الراد على الله وهو على حدّ الشرك بالله .

قلت : فإن كان رجل اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا  الناضرين في حقهما، واختلافا فيما حكما، وكلاهما اختلفا في حديثكم ؟

ــــــــــــــــ

(20) النساء الآية 60 .

 

-40-

 

 

 

قال: الحكم ما حكم به أعد لهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتف إلى ما يحكم به الآخر.

قلت : فانهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضل واحد منهما على الآخر؟

فقال: ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه كل من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا  ويترك الشاذ ا الذي ليس بمشهور عند أصحابك ، فإن  المجمع عليه لا ريب فيه ، وإنما الأمور ثلاثة : أمر بين رشده فيتبع ، وأمر بين غيبه فيجتنب ، أمر مشكل يرد علمه إلى الله والى رسوله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك ، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم .

قلت : فإن كان الخبران عنكما (20) مشهورين قد رواهما

ــــــــــــ

(20) يعني الباقر والصادق رضي الله عنهما .

 

-41-

 

 

 

الثقات عنكم ؟

قال : ينظر ما وافق حكمه الكتاب والسنة وخالف العامة(21) فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة (22) .

قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقهاء عرفا حكمه من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ ؟

قال: ما خالف العامة ففيه الرشاد .

فقلت : جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا ؟

قال: ينظر إلى ما هم أميل، حكامهم وقضاتهم فيترك

ويؤخذ بالآخر .

قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟

ـــــــــــــ

(21) أهل السنة .

(22) انظر " مخالفة أهل السنة واجبة عند الشيعة " من هذا الكتاب .

 

-42-

 

 

 

 

قال: إذا كان ذلك فأرجه (23) حتى تلقى أمامك فان الوقوف الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات .

 

والخميني  يقرر الروايات التي استدل بها على تحريم الدخول في أعمال  أهل السنة والعون لهم والسعي في حوائجهم بأنه : عديل الكفر (24) .

 

ويستثني من ذلك إذا كان الدخول وتولي بعض أعمالهم غايته تفويض دولتهم والتشفي منهم حسب ما  ذكره : عن أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام :

أن محمد بن عيسى كتب إليه: يسأله عن العمل لبني العباس وأخذ ما يتمكن من أموالهم هل فيه رخصة ؟

فقال: ما كان المدخل فيه بالجبر والقهر فالله قابل للعذر وما خلا ذلك فمكروه " إلى أن قال : وكتب إليه في جواب :

ــــــــــــــــ

(23) أي قف .

(24) المكاسب المحرمة 2/12 ا

 

-43-

 

 

 

أن مذهبي في الدخول في أمرهم وجود السبيل في إدخال المكروه على عدوه وانبساط اليد في التشفي منهم بشيء أتقرب به إليهم " .

فأجاب: " من فعل ذلك فليس مدخله في العلم حراما بل أجرا وثوابا " (25) .

فإن كانت الغاية من الدخول أعمال معاول الهدم في الدولة الإسلامية ومساعدة أعدائهم في أضعافها فهذا جائز مشروع لدى الشيعة وفي ذلك يقول الخميني أيضا في أحد كتبه :

 

" ألا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله " (26) .

ــــــــــــــــ

(25) المصدر السابق 2/133 .

(26) الحكومة الإسلامية ص 142 .

 

-44-

 

 

 

 

ونصير الدين الطوسي كان من أكبر المساعدين لهولاكو في مذبحة بغداد وكذلك الخائن الشيعي الوزير ابن العلقمي عليهما وعلى من يرحم عليهما اللعنة .

 

فالنصير الحقيقي عند الخميني ما هو إلا إبادة المسلمين السنة ومساعده أعدائهم وقد ترجم الخميني عمليا ذلك حينما وضع كافة الإمكانيات الإيرانية تحت تصرف الطاغية النصير حافظ الأسد حاكم سوريا في إبادة الشعب المسلم السوري وما أحدث حمى وإبادة العشرات الألوف من المسلمين ببعيد .

 

ويذكر الخميني: أن الروايات الواردة في الجواز على كثرتها ضعيفة سندا لكن الوثوق والاطمئنان حاصل بصدور بعضها إجمالا فلا بد من الأخذ بأخصها مضمونا (27) .

 

ويشرح لنا ذلك بأن " هذا كله مع احتمال أن يكون

ــــــــــــــــ

(27) المكاسب 2/133 .

 

-45-

 

 

 

التسويغ " للورود في سلطانهم في تلك الأعصار تسويغا سياسيا لبقاء المذهب . فإن الطائفة المحقة (28) في ذلك العصر كانت سلطة الأعادي (29) وكانت خلفاء الجور وأمرائهم ألد الأعداء لهذه العصابة، فلولا دخول بعض أمراء الشيعة وذوي جلالتهم في الحكومات والتولي للأمور لفظ مصالحهم والصلة إليهم والدفع منهم لكان الأفراد السواد منهم في معرض الاستهلاك في الدول بل في معرض تزلزل الضعفاء منهم من شدة الضيق عليهم فكانت تلك المصلحة موجبة لترغيبهم في الورود في ديوانهم (30) .

ــــــــــــــــ

(28) الشيعة .

(29) أهل السنة .

(30) المصدر السابق 136 .

 

-46-

 

 

 

 

 

 

الخميني واستحلال أموال ودماء أهل السنة

 

أموال أهل السنة مباحة عند الشيعة الروافض حسب الروايات التي ذكروها عن أئمتهم في كتبهم المعتمدة . وأن عدم قيامهم بذلك في الوقت الحاضر يرجع إلى أنه في هدنة مع أهل السنة إلى أن يقوم قائمهم المهدي .

 

والشيعي إذا استطاع بطريقة ما الاستيلاء على تلك الأموال ولو قبل قيام قائمهم فإن ذلك حلال على شرط أداء الخمس إلى نائب الإمام لأنه يقوم مقامه في غيبته .

 

عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس (31) .

ـــــــــــــــــــ

(31) جامع الأحاديث الشيعة 8/532 باب " وجوب الخمس فيما أخذ من مال الناصب وأهل البغي .

 

-47-

 

 

 

 

 

وفي رواية أخرى " مال الناصب وكل شئ يملكه حلال(32).

 

ويقول حسين الدرازي البحراني : أن الأخبار الناهية عن القتل وأخذ الأموال منهم (33) إنما صدرت تقية أو منا كما فعل علي عليه السلام بأهل البصرة . فاستناد شارح المفاتيح في احترام أموالهم إلى تلك الأخبار غفلة واضحة لإعلانها بالمن كما عرفت . وأين هو عن الأخبار التي جاءت في خصوص تلك الإباحة مثل قولهم عليهم السلام في المستفيض : خذ مال الناصب أينما وقعت ادفع لنا الخمس. وأمثاله . والتحقيق في ذلك كله حل أموالهم ودمائهم في زمن الغيبة دون سببهم حيث لم تكن ثمة تقية وإن كل جاء عليهم السلام بالأمر بالكف فسبيله التقية أو خوفا على شيعتهم (33).

ــــــــــــــ

(32) المصدر السابق /533

(33) أهل السنة .

(34) المحاسن النفسانية ص 167 .

 

-48-

 

 

 

والخميني يجوّز الاستيلاء على أموال أهل السنة لولو كانت بطريقة غير شرعية في حين أنه يمنع ذلك من أموال أهل الذمة فيقول :

 

يجب الخمس في سبعة أشياء : الأول ما يغتنم قهرا بل سرقة وغيلة إذا كانتا في الحرب ومن شؤونه- من أهل الحرب الذين يستحل دماءهم وأموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم إذا كان الغزو معهم بإذن الإمام عليه السلام من غير فرق ما حواه العسكر وما لم يحوه كالأرض ونحوها على الأصح. وأما ما اغتنم الغزو من غير إذنه فإن كان في حال الحضور والتمكن من الاستئذان منه فهو من الأفعال، وأما ما كان في حال الغيبة، وعدم التمكن من الاستئذان فالأقوى وجوب الخمس فيه سيما إذا كان للدعاة إلى الإسلام، وكذا ما اغتنم منهم عند الدفاع إذا هجموا على المسلمين في أماكنهم ولو في

 

-49-

 

 

 

 

 

زمن الغيبة . وما اغتنم منهم السرقة والغيلة غير ما مرّ وكذا بالربا الدعوى بالباطلة ونحوها فالاحوط إخراج الخمس منها من حيث كونه غنيمة لا قائدة ، فلا يحتاج إلى مراعاة مؤونة السنة، ولكن الأقوى خلافه، ولا يعتبر في وجوب الخمس في الغيبة بلوغها عشرين دينارا على الأصح ، نعم يعتبر فيه أن لا يكون غصبا من مسلم أو ذمي أو معاهد ونحوهم من محترمي المال، بخلاف ما كان في أيديهم من أهل الحرب وإن لم يكن الحرب معهم في تلك الغزوة، والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب معهم في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان، ووجوب إخراج خمسه " .

 

لم تقتصر الشيعة على استباحة الأموال بل تعدى ذلك إلى إباحة إراقة دماء أهل السنة ولو بدون وجه حق وأنـه

ــــــــــــــــ

(35) تحرير الوسيلة 1/652 .

 

-50-

 

 

 

واجب عند الشيعة ومرتبط بحضور أئمتهم غير ان ذلك لا يمنع إن استطاعوا إليه سبيلا على أن يترتب على ذلك ضرر يحدق بالشيعة وإليك بعض ما روى في هذا الشأن:

 

وآخر رواية إسحاق بن عمار: لولا إنا نخاف عليكم أن يقتل رجل منكم برجل منهم ورجل منكم خير من ألف رجل منهم لأمرتكم بالقتل لهم ولكن ذلك إلى الإمام عليه السلام(36) .

 

وربما يستنبط من هذه الرواية أن جواز قتلهم مخصوص بحضورهم صلوات الله عليهم وإذنهم . وقد عرفت أن الأخبار جاءت بالأذن في حال غيبتهم كحال حضورهم فلعل هذا مخصوص بزمن التقية (37) .

ـــــــــــــــ

(36) (37) المحاسن النفسانية ص 166 .

 

-51-

 

 

 

 

 

وفي صحيحة الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام:

 

 " فلا يحل قتل أحد من النصاب والكفار في دار التقية إلا قاتل في ساع في فاسد وذلك إذا لم تخف على نفسك أو على أصحابك (38) .

 

وعن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام : إن العباس يسمعني فيه ويذكرك شيئا كثيرا وهو كثيرا ما ينام عندي ويقبل، فترى أن آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ؟ ثم أقول مات فجأة فقال ونفض يده ثلاثا وقال: لا يا ريان لا يا ريان .

 

فقلت: إن الفضل بن سهل هوذا يوجهني إلى العراق في أمواله والعباس خارج من بعدي بأيام إلى العراق فترى أن أقول لمواليك المقيمين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون كأنهم قاطعوا طريق أو صعاليك فإذا اجتاز بهم قتلوه فيقال قتله الصعاليك .

ـــــــــــــــ

(38) المصدر السابق .

 

-52-

 

 

 

فسكت ولم يقل لن نعم ولا لا .

 

وعلق عليها فقال :

 

ولعل سبب النهي في الأول هو ظهور التقية وأن ذلك لاحتيال مما لا يزيلها وسبب الثاني في السكوت هو التقية فيدل على الإباحة لأنه لا تقية في النهي لو أراد ه (39) .

ويقول نعمة الله الجزائري بعد أن بين معنى الناصب:

 

والثاني في جواز قتلهم واستباحة أموالهم ، قد عرفت أن أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارة والنجاسات وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام، وأما على ما ذكرناه له من التفسير فيكون الحكم شاملا كما عرفت . روى الصدوق طاب ثراه في العلل مسندا إلى داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام 

ـــــــــــــــ

(39) المصدر السابق ص 167 .

 

-53-

 

 

 

ما تقول في الناصب ؟

قال : حلال الدم لكني أتقي عليك، فإن دقرت أن تقلت عليه حائطا أو تغرقه في لكي لا يشهد به عليك فافعل .

قلت: فما ترى في ماله ؟

قال خذه ما قدرت .

وروى شيخ الطائفة نور الله مرقده في باب الخمس والغنائم من كتاب التهذيب بسند صحيح عن مولانا الصادق عليه السلام .

خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس .

 

وروى بعده بطريق حسن عن المعلى قال:

 

خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس .

قال: ابن إدريس (ره) الناصب المعنى في هذين الخبرين أهل الحرب لأنهم ينصبون الحرب للمسلمين، وإلا فلا يجوز أخذ مال مسلم ولا ذمي على وجه من الوجوه .

 

-54-

 

 

 

 

وللنظر فيه مجال: أما أو لا فلان الناصبي قد صار في الاطلاقات حقيقة في غير أهل الحرب، ولو كانوا هم المراد لكان الأولى التعبير عنهم بلفظهم من جهة ملاحظة التقية لكن لما أراد عليه السلام بيان الحكم الواقعي عبر بما ترى .

 

 

وأما قوله: لا يجوز أخذ مال مسلم ولا ذمي فهو مسلم ولكن أنى لهم والإسلام وقد هجروا أهل بيت نبيهم المأمور بودادهم في محكم الكتاب بقوله تعالى (( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )) فهم قد أنكروا ما علم من الدين بالضرورة وأما إطلاق الإسلام عليهم في بعض الروايات فلضرب من التشبيه والمجاز والتفاتا إلى جانب التقية التي هي مناط هذه الأحكام .

 

وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه وهدموا سقف المحبس على المحبوسين

 

-55-

 

 

 

 

فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبا . فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل الإمام مولانا الكاظم عليه السلام .

 

فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه : بأنك لو كنت تقدمت إليّ قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث أنك لم تتقدم إليّ فكفّر عن كل رجل قتلته بتيس!! والتيس خير منه.

 

فانظر إلى هذه الدية الجزيله التي لا تعادل دية أخيه من الأصغر وهو كلب الصيد فإنه ديته عشرون درهما، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي أو المجوسي فإنها ثمانمائة درهم وحالهم في الآخرة أخس وأنجس  .

 

وبعد هذا لا يمكن أن يقال أن الشيعة الرافضة لا تستبيح دماء وأموال أهل السنة وإنها من القربات التي يتقربون بها إلى الله تعالى .

ـــــــــــــــ

(40) الأنوار النعمانية 2/307-308 .

 

-56-

 

فهرس

 

مقدمة المؤلف ---------------------ص3

دين السنة ناقص لم يكتمل --------------ص11

مخالفة أهل السنة واجبة عند الشيعة --------ص25

الخميني ونكاح أهل السنة --------------ص37

الصلاة خلف أهل السنة ---------------ص55

الخاتمة -------------------------ص 61